خالد نصار

  • ٢٦ يونيو 2020م ·
    هيام علي بدر /سوريا
    *تشكيلية بحجارة جبل صافون
    عمري الفني حوالي ست سنوات
    *حائزة على شهادة في اللغة العربية من جامعة تشرين
    *لدي أكثر من ثلاثمئة عمل مثبت في حديقة منزلي التي حولتها لمعرض دائم
    *شاركت بمئة عمل مثبت في معرضي الفردي بمدينتي اللاذقية
    *شاركت بمعرض ساقية الصاوي في مصر بلوحة واحدة
    *منذ نعومة أظفاري وأنا أشعر بأنَّ البحر يسكنني ويهدرُ في أعماقي ذلك لأني ترعرعت في بيئةٍ ساحليةٍ، وضمنَ عائلة مثلما امتهنت الرسم والنحت والخط، امتهنت أيضاً، تشكيل لوحاتٍ من حجارةٍ خاطبت بها العالم بالكثير من المحبةٍ والإنسانية».
    *أدوات لوحاتي حجارة وحصى البحر.. أستخرجُ من أعماقهِ ما يُلائمُ أعمالي، وأحمله إلى حديقة منزلي. طبعا أنا امرأة عصامية أعتمد على نفسي في إحضار الحجارة من مناطق بعيدة وبأصعب الظروف».
    *أما مواضيعي فهي مستمدَّة من التراث والبيئة والمحنة السورية.. ابتكرت مالم يبتكره فنان في العالم، وهو تثبيت أعمالي على مرايا أو خشب أو قماش واستعملت اللون (أي الريشة) في خلفيات لوحاتي الحجرية، وهي خاماتي الفنية وتناولت في تشكيلاتي قضايا عديدة تحاكي الإنسان السوري ومعاناته.
    *«أغلبُ ما جسدته كان ينضحُ بالحياة والإحساس والمشاعر الإنسانية. كان يحكي عن معاناة إنساننا في ظلِّ الحرب التي أوجعته.. يحكي عن الأمومة والأطفال والشهداء والفقراءِ والحبِ وكل ما كان هدفي من تجسيده، إيصال رسالة محبة وسلام للعالم، وبأن السوريين هم شعب ذو حضارة ويحب الحياة والسلام. شعبٌ لايزالُ ورغم الحرب والدمار، يقدمُ كلّ فنٍّ عظيم.».‏ وعن أهمية الحجارة بالنسبة لها، تقول: «الحجارة هي لوحاتٌ مفكَّكة من صنعِ البحر، وأنا أعتبرها رسالة أزلية منه إلى الحياة، حيث كانت تنتظر إنساناً عميقَ الفكر في قدرتهِ على ترتيب لوحاتها المبعثرة، وبطريقةٍ تشكيلية لا علاقة لها أبداً بفنِّ النحت».‏
    أشعرُ هذه الحجارة تناديني لأقضي معها أجمل الأوقات، ومع أجمل التشكيلات.. تسمعها روحي فألبي النداء
    *«أنا من عائلة تعتني بالفن وتهوى التميز، وقد كانت بداياتي منذ حوالي خمس سنوات حيث كنت من المتابعين لأعمالِ أخي المبدع «نزار» الذي كان أول من ابتكرَ في العالم، فن التشكيل بحجارة صافون. تأثرت عموماً بهذا الفن، وكان ما أثَّر عليَّ بشكلٍ خاص، الأعمال التي شكلها أخي، والتي كانت بدقَّتها وقدرتها على بعثِ الحياة في الحجر، تؤثُّر بي إلى الدرجة التي تجعل دموعي تنهمرُ على خدي.‏ جميع أفراد عائلتي شجعوني كثيراً، وبعد أن لمسوا الموهبة عندي. أخصُّ بالذكر، أخي الفنان نديم».
    *بذلت جهودا مضنية في هذا الفن حيث ذهبت لأغلب السواحل السورية البعيدة عن مكان سكني لهذا الغرض. إنه أمر مُتعب ولاسيما مع تقلبات الطقس، وارتفاع حرارته أو شدة برودته، من أجل أحجار معينة أجدها وأنظفها وأفرزها بما يناسب لوحتي، رغم ذلك، أشعر بسعادة لا توصف وأنا أجمع أجمل الحصى والحجارة التي أعتبرها ثروتي، .
    *وعن رسالتي أقول …
    «لكل منا أهدافه، ولأنني أعشق وأحبُّ الحياة، اخترتُ هدفاً لوَّنتُ لأجله حلمي، بالأمل والفرح والحب والإنسانية، هدفي أن تصل لوحاتي لكل العالم لتقول كلمتها الصادقة، إننا شعب يحب الحياة والسلام، وأن الحروب ليست سوى أدوات لهدم الحضارات والإنسانية، وأن هناك أملا نعيش لأجله» شاركت بعملٍ واحد في معرض ملتقى عشتار الدولي في القاهرة، وكان لي معرض فردي في مدينتي اللاذقية، حيث شاركت بحوالي مائة عمل مثبت، ومن خلاله قدمت ما حدَّثته بهذا الفن، حيث قمتُ بتثبيت أعمالي على الحصى، وعلى حصى صغيرة جدا، وعلى المرايا والقماش والخشب والسيراميك، وقد دعيت لمعارض في العراق والمغرب واليونان ولكن ارتأيت الابتعاد عن المعارض بسبب الظروف القاهرة التي تمر بها بلادي، وأقمت معرضا دائما في حديقة منزلي حيث يؤمه محبو هذا الفن من أغلب المناطق السورية»
    *شكري لكل شخص دعمني ووقف بجانبي
    شكري الأكبر لأصدقائي عبر وسائل التواصل الاجتماعي
    ………….
    تركيبات جميلة بأحجار شاردة
    قراءة في إبداعات الفنانة السورية هيام علي
    لحسن ملواني ـ المغرب
    منجز إبداعي برؤية وخامات مغايرة
    حين ينطق الأشجار سينبهر الجميع مستمعا…حين يتحرك الحجر ليشكل مشاهد حية تغري العين وتستثير الفضول سيجعل الكل يبحث عن الأسرار.
    وحده المبدع يستطيع أن يجعل من الجامد والساكن متحركا…ويجعل من الوحيد المعزول كائنا يتداخل مع غيره متفاعلا تفاعلا إيجابيا يفضي إلى دلالات ومعان.
    ذاك ما ينطبق على المنجز الإبداعي لفنانة سورية دخلت الفن التشكيلية من بوابة أخرى محاولة التفرد وهي تتخذ من الحجارة مفردة وخامة تُموضعها وتحركها وتضيف بعضها إلى بعض لتحصل في الأخير على مشاهد جميلة لها علاقة بصميم المجتمعات التي نعيش فيها.
    إلهامات البحر بأصدافه وأحجاره
    هيام علي مبدعة سورية استهواها البحر ليس بأمواجه فقط ، بل بالأصداف والحصى والحجارة بمختلف أحجامها والتي يلفظها بين مده وجزره مقدما إياها هدايا ثمينة لها ستتحول إلى الرائع والجميل المغري بالمشاهدة والتأمل.
    في بيئة مجاورة للبحر ،عشقت البحر فسكن وجدانها ووهبها أصدافه وحصاه وحجارته المصقولة الجميلة كي تحولها إلى تركيبات ثمينة تستحق المشاهدة ، وإذا كان لكل فنان وسائله وخامته ، فإنها اتخذت الأحجار وسيلتها المثلى عبر البحث بينها عما يناسب منظورات لوحاتها التي تعالج بها مواضيع اجتماعية ووجدانية يمكن إجمالها في المحبة والدعوة إلى الأمن والسلام بعيدا عن تخريبات الحروب،والفقر وتبعاته ، وأمور المرأة في علاقتها بالرجل ..موضوعات لا يمكن حصرها في المجتمع السوري فحسب ،بل إنها تشكل جوهر القضايا الشاغلة لكل بلدان الوطن العربي.
    بأناملها النابضة
    وبعينيها الفاحصة لمكامن الجمال
    تتقدم نحو الرمال
    تتلمس وجوه الأحجار
    تحدثها بهمس يثري الخيال
    وبلمسة من كفيها
    تصير غابة لماشية ورئبال
    تصير فتاة بين يديها بنذير أو غربال.
    تلك صورة وفق متخيلنا لشخصها وهي تنجز لوحاتها بلمسات المبدعة التي تمتلك ذاكرة بصرية تسعفها في السبك والترصيف وعقد العلائق بين حجارات تتحول إلى قصص ومشاهد يومية مفعمة بالحركة والحيوية ،وبذلك تتحول من جماديتها ووضعيتها السلبية إلى ملمح جميل يستحق المشاهدة.
    تشكيلات من حجر تعكس أحوال البشر
    وأنت أمام لوحاتها تكون أمام موضوعات متنوعة نقدم بعضها في توصيفات مختزلة : فتاة تلاعب دميتها بجانب مزهرية جميلة ،طفلة في قلب حديقة تسقي أزهارها بمضخة تحف بها ورود وأشجار وتضاريس فاتنة تحت أشعة شمس تعرض جمالها في العلياء،أسرة تغادر موطنا إلى آخر تجر ذيول الخيبة تحت إكراه الإفراغ القسري ربما،فتاة وفتى يعتليان صخرة متعاكسين لا أحد ينظر إلى الآخر لخلاف عميق بينهما،امرأة بقميصها الجميل تتبادل الحديث مع حمامة جميلة تبثها أسرارها وجوهر آمالها،طفل يحاول أن يحمل طفلة معبرا عن حبه وتقديره لها،رجل يحمل سيفا وذرعا يجري مواجها السراب ،فتاتان بلباس جميل يحملان فواكه وأشياء أخرى متجهتين إلى مكان ما،مزهرية تحمل من الأزهار أنواعا كثيرة تشعرك بكبريائها الفريد،معلمة تفرض سطوتها على طلابها معاملة أياهم بالصرامة والقسوة ،شابة وشاب يعبران عن حبهما حين يرفعان صورة قلب إلى أعلى ،رجل يحمل طبلا تكاد تسمع إيقاع موسيقاه،رجل يحمل صخرة ثقيلة يحيل على أسطورة سيزيف،فتاة منحنية في خشوع بيدها أزهار الحب ماضية تريد تقديمها لعشيقها،أم محفوفة بطفلتيها يبديان حبهما لها وحاجتهما إليها في كل وقت وحين ،فتى فوق صخرة يتأمل في حزن عكر صفو حياته،تلاميذ في صف يهمون بالدخول إلى فصلهم،امرأة منهمكة في تنشر غسيلها على حبل متين،همس العشق بين شابة وشاب فوق ربوة بعيدا عن الأنظار،أبوان يحتضان أبناءهما في ساعة هول ،فتاة جميلة بزي جميل فوق صخرة تنتظر حبيبها،قبلات حارة لحبيبين في الهواء الطلق،هجرة قسرية وراءها الخوف من الدمار ربما…
    تلك توصيفات سريعة لما توحي به الأعمال الفنية التي شاهدتها تباعا،فهي أعمال يمكن اعتبارها نصوصا تحمل أفكارا ، تحمل معاناة ، تحمل علاقات الحب والكره ، تحمل مخاطر الحروب،تحمل جزءا من حياتنا اليومية…وبذلك تكون الفنانة هيام علي تشكيلية لها القدرة في التركيب ونسج العلائق بين الأشياء من أجل هذا الملمح الإبداعي الجميل الذي تحمله لوحاتها.والفنان التشكيلي في نهاية الأمر هو الذي يستطيع التقاط المفردات ويحولها إلى ما يريد اعتمادا على قوة وسعة خياله ،علاوة على ذاكرته البصرية المفعمة بالمشاهد التي يستطيع ملاءمتها مع خامات فتتحول إلى واقع مرئي في لوحات جميلة.
  • للمزيد من الأعمال:
  • https://www.facebook.com/photo?fbid=10158428719921322&set=pcb.270785850654329

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.