د.غسان القيم

‏١٨ نوفمبر‏، الساعة ‏٩:٠٠ ص‏  · القصر الشمالي في أوغاريت الذي أكتشف خالياً ..وحيّر العلماء والأثريين ..¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥¥بعد مرور أثنان وتسعون عاماً على الكشف والتنقيب الأثري التي ما زالت قائمة حتى الآن أقول: بعد هذه السنين بانه لم يعثر حتى الآن على جميع آثار أوغاريت ..إذ ما زالت ترقد في ترابها بقايا أثرية تكفي لمئات السنين من الأبحاث والتنقيبات العلمية ..وترجمة آلاف الرقم الفخارية التي عثر عليها لا زالت قيد البحث والدراسة وتحتاج الى وقت طويل ومع كل لوح جديد ومكتشف تتم ترجمته تكشف لنا عن معارف قيّمة حول الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية للفترة الذهبية من إزدهار أوغاريت خلال النصف الثاني من الألف الثاني قبل الميلاد..فخلال أعمال التنقيب الأثري التي حصلت عن القرن الماضي في بداية السبعينيات تحديداً الى الشمال من القصر الملكي الكبير عثر على بقايا بناء ضخم أقدم عمراً من القصر الملكي الكبير وتم تسميته بالقصر الشمالي حيث بلغت مساحته /1600/متراً مربعاً ..وكان هذا القصر متطوراً عن القصر الملكي من الناحية المعمارية والبنائية وذلك عبر الأحجار الكبيرة التي تبين أنها مصقولة ومشذبة بشكل جيد تم استخدامها في عملية البناء..والذي يزور أوغاريت اليوم ويتجول بين أطلال هذه المدينة العظيمة يرى بوضوح طريقة ونوعية الحجارة التي بني فيها هذا القصر وأرضيات غرفه الداخلية نراها قد صبت بطبقة تشبه إلى حد كبير الطبقات الاسمنتية التي تستحدم في عصرنا الحالي ..والداخل الى القصر لا بد أن يعبر البوابة الرئيسية التي تقع الى الجانب الغربي من البناء ليصل الى صالة على جانبها غرف الحراس.. وتقع الساحة الداخلية خلف هذه الصالة عبر مدخل مزين بقاعدتي أعمدة يبلغ عرضه سبعة امتار..وبناءً على جمال هذه الواجهة يعتقد الباحثين إنها كانت المدخل الخاص لمقر الأسرة الملكية الحاكمة ..ومن الطبيعي جداً أن هذا القصر يحتوي ايضاً على العديد من الغرف والصالاتالتي تعطي انطباعاً عن حالة الرفاهية التي كان يعيشها سكان هذا القصر الذي ما زال لغزاً حيّر العلماء لأن تصميمه المعماري فريد من نوعه في أوغاريت ولا يوجد ما يشابهه إلا في مدينة إبلا من عصر البرونز الوسيط..حيث أكدت البعثة الأثرية في اوغاريت بان هذا القصر كان مهجوراً وخالياً تماماً ..يبدو بان حجارته قد استخدمت في بناء القصر الملكي الكبير الذي يفصل عنه بشارع رئيسي طويل ..وهذا ما نراه واضحاً من خلال إرتفاع السور إذ لا يتجاوز متراً واحداً ..وقد تساءل علماء البعثة الأثرية العاملة في موقع اوغاريت حول ما إذا كان هذا القصر مؤسساً لأسرة حاكمة جديدة في أوغاريت ؟..لكن السؤال الذي يستطيعون الاجابة عنه هو لماذا لم يعثر على أختام ووثائق هذه الاسرة الحاكمة ؟..وكلود شيفر منقب اوغاريت كان قد صب كل أهتمامه على هذا القصر وتم الكشف عنه كاملاً عام /1973/م..واخيراً نقول: بأن اوغاريت التي غيرت مكتشفاتها ونصوصها ومعلوماتها نظرة العالم الى تاريخ الشرق القديم الذي كتب من جديد ..واوغاريت المدينة التي اخرجت البشرية من التاريخ المجهول الى نور الثقافة والحضارة .. ما زالت أسنان سنواتها تختزن في باطنتها الكثير الكثير من الأسرار لم تبوحها بعد ….

عاشق أوغاريت ..غسان القيّم..

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.