CREATOR: gd-jpeg v1.0 (using IJG JPEG v80), quality = 75.
ألفريد فرج.. نهل من التراث واهتم مسرحه بمبدأ تحقيق العدالة - كتابات

ألفريد فرج
من ويكيبيديا
معلومات شخصية
الميلاد 4 يونيو 1929
كفر الصيادين-الزقازيق-الشرقية
الوفاة 4 ديسمبر 2005 (76 سنة)
لندن تعديل قيمة خاصية (P20) في ويكي بيانات
مواطنة Flag of Egypt.svg مصر تعديل قيمة خاصية (P27) في ويكي بيانات
الحياة العملية
التعلّم جامعة الإسكندرية
المدرسة الأم جامعة الإسكندرية تعديل قيمة خاصية (P69) في ويكي بيانات
المهنة كاتب مسرحي تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات
اللغات العربية تعديل قيمة خاصية (P1412) في ويكي بيانات
تعديل مصدري – تعديل طالع توثيق القالب
ألفريد مرقس فرج كاتب مصري، ومن رواد كتاب المسرحيات. ولد ألفريد مرقس فرج في قرية كفر الصيادين، مركز الزقازيق عاصمة الشرقية عام 1929 م، ولكن نشأته الحقيقية كطفل كانت في الإسكندرية، والتي ظل بها حتى نهاية دراسته في جامعاتها، حيث تخرج في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية عام 1949، وعمل مدرسا للغة الإنجليزية بعد تخرجه حوالي ست سنوات.
كان لارتباطه بإحدى الحركات اليسارية سببا في اعتقاله لأكثر من 5 سنوات (1959- 1964)، وبعد خروجه حصل على منحة تفرغ من وزارة الثقافة، إضافة إلى قيامه بتقديم بعض من أعماله مثل: “حلاق بغداد” (1963)و”سليمان الحلبي”(1965) التي كانت بمثابة صيحة غضب ضد المحتّل وتناوُلاً فلسفياً مباشراً لفكرة الحرية والعدل والاستقلال و”عسكر وحرامية” و«على جناح التبريزي وتابعه قفة» (1969) و»الزير سالم» (1967)و «النار والزيتون» (1970) التي سجلت محنة الشعب الفلسطيني والغبن الذي وقع عليه منذ وعد بلفور وحتى اليوم
ألفريد مرقص فرج، الذي نعرفه باسم ألفريد فرج المولود في قرية كفر الصيادين التابعة لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، عام 1929م، غير أنه نشأ طفلاً في الإسكندرية، وظل فيها حتى التحق بجامعتها وتخرج في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية عام 1949م وعمل مدرساً للإنجليزية،
علاقة ألفريد بالمسرح بدأت أثناء دراسته المدرسية من خلال التمثيل، ولأنه درس الإنجليزية فلقد كانت مفتاحه لتعاطى الأدب والمسرح الإنجليزي لأقطابه من الكتاب بدءا بشكسبير وبرناردشو وأوسكار وايلد، ثم اقترب من عالم توفيق الحكيم. وبعد ذلك كتب أول نصوصه «صوت مصر»،
وبسبب ارتباط ألفريد بإحدى الحركات اليسارية تعرض للاعتقال لأكثر من خمس سنوات من عام (1959م ـ 1964م) وبعد خروجه من المعتقل حصل على منحة تفرغ من وزارة الثقافة، وتفرغ لكتابة المسرح، وسافر إلى لندن وهناك عمل محرراً ثقافياً بالصحف العربية فيها، إلى أن توفى عام 2005م عن ستة وسبعين عاماً.
تقلد بعض الوظائف التي من أهمها: مستشار برامج الفرق المسرحية بالثقافة الجماهيرية، ومن ثم مستشار أدبي للهيئة العامة للمسرح والموسيقى، ثم مدير للمسرح الكوميدي. نال جائزة ” سلطان العويس ” سنة 1992
عمل بالجزائر من عام 1973 وحتى 1979 مستشارا لإدارة الثقافة بمدينة وهران ولإدارة الثقافة بوزارة التربية والتعليم العالي. ثم عمل بلندن محررا ثقافيا في الصحف العربية فيها.
كانت وفاته في 4 ديسمبر 2005 عن عمر يناهز الستة والسبعين عاما.البوابة نيوز: في ذكراه الـ 12.. أعمال ألفريد فرج شاهدة على نهضة المسرح

Hussein Hammouda
‏٤ ديسمبر‏ 2020 م·
ألفريد فرج:
تمرّ اليوم ذكرى رحيله.. في المرات القليلة التي التقيته فيها، منذ سنوات بعيدة، كان مثالا للتهذيب واللطف، ولعلّي كنت مثالا لقلة الذوق، لأنني لم أعبّر له عن امتناني للمتعة التي وهبتها لي قراءة بعض أعماله.. هذا “مدخل”(يهتم بالمعلومات فحسب)، كتبته عنه (بعد رحيله بسنوات) لإحدى الموسوعات العربية:
ألفريد فرج (1929 ـ 2005):
كاتب مسرحي مصري يُعدّ من أبرز كتّاب المسرح العربي في النصف الثاني من القرن العشرين. ولد بمدينة “الزقازيق”، بدلتا مصر، في 14 يونيو (حزيران) عام 1929، وانتقل مع أسرته إلى مدينة الإسكندرية، في سنّ الثالثة، حيث درس بمدارسها وتخرّج من كلية الآداب، قسم اللغة الإنجليزية، بجامعتها عام 1949. كانت أسرته متوسطة الحال، وكان لبعض أفرادها اهتمامات ثقافية؛ فوالده كان مهتمّا بالقراءة والكتابة؛ إذ كان ـ فيما يذكر ألفريد فرج في واحد من أحاديثه ـ يهوى القراءة في “الفلسفة والتراث العربي (…) ولقد كتب كتابين في حياته (…) كانا عن نيتشه وشوبنهاور” [مجدي رياض، “رحلة في عالم هؤلاء”، ص 136]. أفاد ألفريد من مكتبة أبيه التي كانت تضمّ عددا كبيرا من الكتب بالعربية والإنجليزية، كما أفاد من إمكانات ثقافية وفنية متعددة بمدينة الإسكندرية التي كانت مدينة “كوزموبوليتانية” قائمة على تعدد الأجناس والثقافات والديانات، فضلا عن أن وقائع الحرب العالمية الثانية، التي كان لها تأثير واضح على هذه المدينة، بحكم قربها من “العلمين” التي اتُّخذتْ ساحةً للقتال بين بعض الأطراف المشاركة في هذه الحرب، أسهمت في تشكيل الوعي السياسي لألفريد فرج؛ إذ قادته إلى تساؤلات واستكشافات مبكرة حول هذه الحرب، وأطرافها، ووقائعها، والعلاقات بين المشاركين فيها.. إلخ، وسوف يسهم هذا الوعي في صياغة أبعاد سياسية ماثلة بوضوح في مسرح ألفريد فرج، فيما بعد.
بدأ اهتمام فرج بالمسرح منذ سنوات طفولته. وقد أشار هو إلى هذا الاهتمام المبكّر في حديثه عن تجاربه الأولى [“ألفريد فرج في دنيا الكتابة”، تقديم نبيل فرج، ص 18]. وفي المدرسة الابتدائية، ثم الثانوية، مارس هواية التمثيل، وقام بأدوار تمثيلية في عروض مسرحية مدرسية كان أغلبها حريصا ـ بعبارته ـ “على إرضاء حضرة الناظر والهيئة التعليمية وأولياء الأمور، فكان يضع الحكمة أو الموعظة في ذروة المسرحية” [المرجع السابق، ص 19]. ولكنه ـ مدفوعا بالنزوع إلى التمرد ـ كان يحسّ بالقلق من “هذا الروتين”، وفي أحد هذه العروض وضع نهاية مسرحية من عنده بديلا للموعظة المتّبعة، أعقبها تصفيق جمهور الحاضرين، ولكن أعقبها أيضا فصله وحرمانه من فريق التمثيل [المرجع نفسه، ص 20].
في سنوات دراسته الجامعية افتتن ألفريد فرج ببعض النماذج من الشعر الإنجليزي، خصوصا قصائد ت. س. إليوت. وكتب قصائد شعرية، وقرأ بتوسع في الأدب العربي. وقد أشار هو إلى كتّاب، بالعربية، أحبّ كتاباتهم، منهم جبران خليل جبران، وتوفيق الحكيم، وطه حسين، والمويلحي، ويحيى حقي. وفي تلك الفترة أيضا اهتم بحضور حفلات الفرق الفنية والمسرحية التي كانت تزور الإسكندرية بانتظام، آنذاك، وتقدّم عروضها فيها.
بعد تخرجه من الجامعة عمل ألفريد فرج مدرّسا بمدرسة ثانوية، ثم انتقل للقاهرة وبدأ يكتب وينشر مقالات في عدد من الصحف والمجلات، منها: “روز اليوسف” و”الجيل” و”آخر ساعة” و”الزمان”. ثم استقال من عمله بالتدريس ليلتحق صحفيا بجريدة “الجمهورية” عام 1955، وظل يعمل بها حتى عام 1955. وقد قال، في حديث له، إن الشاعر والصحفي كامل الشناوي هو من علّمه الصحافة في تلك الفترة [مجدي رياض، “رحلة في عالم هؤلاء”، ص 153]. وخلال تلك الفترة أيضا، في عام 1956، كتب مسرحية قصيرة ذات طابع وطني بعنوان “صوت مصر”، وفي عام 1957 كتب مسرحيته “سقوط فرعون” التي عرضت على المسرح القومي بالقاهرة في السنة نفسها.
في مارس عام 1959 اعتُقل ألفريد فرج مع عدد كبير من المثقفين، وتم فصله من وظيفته بجريدة “الجمهورية” التي كان قد أصبح سكرتيرا لتحريرها. وظل قيد الاعتقال، حيث تنقّل بين سجون متعددة، حتى فبراير عام 1963. ولكنه داخل المعتقل، حيث استطاع أن يحصل على أوراق وأقلام، كتب مسرحيته الشهيرة “حلّاق بغداد”، كما جهّز لكتابه “دليل المتفرّج الذكي إلى المسرح” الذي سوف ينشر بعد خروجه من المعتقل [نبيل فرج، “ألفريد فرج.. ذكريات وراء القضبان”، ص 14].
بعد خروجه من المعتقل حصل ألفريد فرج على منحة التفرغ للكتابة عام 1964، وعيّن خبيرا بمؤسسة المسرح والموسيقى، وفي هيئة الثقافة الجماهيرية، ثم مديرا للمسرح الكوميدي بالقاهرة. ولكنه، ابتداء من عام 1971، خرج من مصر مهاجرا، فيما يشبه “النفي الاختياري”، بعد أن وقّع مع عدد من المثقفين على بيان كتبه توفيق الحكيم يحثّ الدولة المصرية على خوض الحرب ضد إسرائيل. وخلال ستة عشر عاما تنقّل بين مدن عدة: الجزائر وبغداد ولندن وباريس، قبل أن يعود إلى مصر، ويواصل الكتابة في صحفها ومجلاتها مع الكتابة في مجال اهتمامه الأساسي: المسرح.
قيمته الفنية:
امتدت تجربة ألفريد فرج المسرحية خلال زمن طويل، فيما بين مسرحيته الأولى قرب منتصف الخمسينيات وحتى نهايات التسعينيات من القرن الماضي، وبداية هذه الألفية، عندما كتب نصوصه الأخيرة. وتنوعت الوجهات التي سارت فيها مسرحياته، سواء على مستوى الموروث الذي تمثّلته واستلهمه، أو على مستوى القضايا التي طرحتها هذه المسرحيات، أو على مستوى العناصر الجمالية التي استكتشفتها.
ورغم التجربتين اللتين مرّ بهما ألفريد فرج، الاعتقال ثم الهجرة، فإنه استطاع أن يقدم نتاجا مسرحيا غزيرا إلى حدّ ما، فضلا عن أن أعماله المسرحية قد عُرضت مرات عدّة على مسارح مصرية وعربية وعالمية، ولقي الكثير منها نجاحا لافتا، كما كتب عنها عدد كبير جدا من النقاد.
فمسرحيتاه الأوليان “صوت مصر” و”سقوط فرعون” أنتجهما المسرح القومي بالقاهرة، وكذلك مسرحياته “حلاق بغداد” و”الزير سالم” و”النار والزيتون” و”غراميات عطوة أبو مطوة”. ومسرحيته “الفخ” ـ من فصل واحد ـ أنتجها المسرح الحديث بالقاهرة، ومسرحيته “بقبق الكسلان” أنتجها تليفزيون القاهرة عام 1966 ثم أنتجها المسرح الحديث بوارسو، بولندا، عام 1981. ومسرحيته “عسكر وحرامية” أُنتجت بمسرح مدينة “الكاف” بتونس، ثم بمسرح برج الكيفان بالجزائر والمسرح الوطني بطرابلس ليبيا. ومسرحيته “الزير سالم” عرضت أيضا بمسرح مدينة “الكاف” بتونس، والمسرح القومي بدمشق، ومسرح دائرة الفنون بالأردن، ومسرح مدينة البصرة بالعراق. كذلك مسرحيته “علي جناح التبريزي وتابعه قفّة” عرضت بمسارح متعددة: القومي ببغداد، والأهلي بالكويت، والوطني ببنغازي، والقومي بالخرطوم، ومسرح صفاقس بتونس، ومسرح الشعب بحلب، وفرقة “مايباخ” بألمانيا.. والأمر نفسه مع مسرحيات ألفريد فرج الأخرى. فضلا عن أن هذه المسرحيات ُطبعت طبعات عدة، وترجم بعضها إلى عدد من اللغات.
دافع ألفريد فرج في أعماله المسرحية، على تنوّع هذه الأعمال وعلى امتداد فترة كتابتها، عن قضايا أساسية تكاد تكون ثابتة؛ منها ما يتعلق بالعدل، والحرية، والتقدّم بمعناه الواسع، والتضامن الاجتماعي، ودور المثقف في عالمه، والهوية الوطنية والقومية. واستدعى في دفاعه عن هذه القضايا ما يناسبها من الموروث العربي، التاريخي والشعبي، الفصيح والعامي (على سبيل المثال، في مسرحية واحدة له، هي “حلاق بغداد”، تمثّل في الحكاية الأولى من هذه المسرحية، “يوسف وياسمينة”، حكايةَ “مزّين بغداد” من الجزء الأول في “ألف ليلة وليلة”، وفي الحكاية الثانية من المسرحية نفسها، “زينة النساء”، تمثّل إحدى حكايات كتاب الجاحظ “المحاسن والأضداد”). كذلك استلهم ألفريد فرج “أيام العرب” في مسرحيته “الزير سالم”، وتعامل مع الكتابة التاريخية في مسرحيته “سليمان الحلبي”، ونزع نزوعا توثيقيا في مسرحيته “النار والزيتون” التي تناول فيها القضية الفلسطينية، كما سعى ألفريد فرج إلى استخدام العناصر والأشكال الأدائية والمسرحية في الموروث العربي [راجع: فايد دياب فايد، “فن المسرح عند ألفريد فرج”، ص ص 29، 30]، كما أنه، في تمثّله هذا الموروث، جاوز العلاقة بالنصوص المدوّنة وغير المدونة إلى محاولة استلهام جماليات فنون أخرى، مثل الزخرفة العربية والموسيقى العربية [انظر: نبيل فرج، “رسائل وأحاديث ألفريد فرج”، ص 128]. ولكن مسرح ألفريد فرج، مع اتصاله بموروث قديم متنوع، كان يبدأ دائما من “زمن الكتابة” وليس من “زمن الوقائع”، كان ينطلق من اهتمام بالحاضر وما يحدث فيه، ومن المجتمع الراهن وما يتصل به من مشكلات، بجانب اهتمامه بـ”القيم الإنسانية” الثابتة، “العابرة للأزمنة”، أو التي يمكن أن تظل قائمة عبر أزمنة ممتدة. ومع ثبات بعض القضايا التي ظل ألفريد فرج يدافع عنها في مسرحه، طيلة تاريخ طويل نسبيا، فإنه كان أيضا مدفوعا بنزوع فنّي يسعى إلى التجديد، أو كان باحثا دائما عن أشكال مسرحية جديدة؛ مما قاده إلى خوض مغامرات فنية متعددة، ومما جعل بعض مسرحياته ينتمي إلى ما يسمّى “المسرح التجريبي”.
وفي مسرحه بوجه عام، سعى ألفريد فرج إلى الاهتمام بعناصر “الفرجة”، مما ساعد أغلب مسرحياته على النجاح عند تقديمها في عروض مسرحية. وقد أشار ألفريد فرج إلى حوار دار بين توفيق الحكيم وبينه، توقّع فيه الحكيم النجاح لإحد مسرحيات ألفريد، وقال له: “لقد قمت بما لم أقم به أنا (…). إن مسرحي تجريدي فكري خاص، أما أنت [يقصد ألفريد] فمسرحيتك فكرية وفي الوقت نفسه شعبية”، وإن كان ألفريد يردّ رأي الحكيم هذا إلى الرغبة في تشجيع كاتب شاب [راجع: مجدي رياض، رحلة في عالم هؤلاء”، ص 169].
كتب ألفريد فرج مسرحياته بلغة خاصة، ليس على مستوى ارتباط هذه اللغة بالعامية أو الفصحى فحسب، وإنما أيضا على مستوى اقتران هذه اللغة بجماليات الفن المسرحي. وقد رأى فاروق عبد القادر أن لغة ألفريد فرج “تحقق البلاغة المسرحية لا اللفظية”، وأنها “لغة ذات جدة وقدرة هائلة على التعبير والتأثير” [فاروق عبدالقادر، “ازدهار وسقوط المسرح المصري”، ص 69].
كتب عن نصوص مسرحيات ألفريد فرج، وعن عروض هذه النصوص مسرحيا، عددٌ كبيرٌ من النقاد والأدباء، منهم: محمد مندور، علي الراعي، رشدي صالح، صلاح عبد الصبور، لويس عوض، سعد الدين وهبة، نعمان عاشور، محمود أمين العالم، إحسان عبد القدوس، لطيفة الزيات، أحمد بهاء الدين، بدر الديب، جلال العشري، فاروق عبد القادر، صلاح فضل، أحمد عبدالمعطي حجازي، علي عقلة عرسان، صبري موسى، نهاد صليحة، بهاء طاهر، محمد سلماوي، فريدة النقاش..وغيرهم [راجع الببليوجرافيا التي أعدها د. حسن عطية في كتابه “ألفريد فرج صانع الأقنعة المسرحية”، ص 272 وما بعدها]. وقد قدّم هؤلاء تصورات متنوعةً حول مسرح ألفريد فرج وقيمته الإبداعية، ومنهم من رأى أن ألفريد فرج استطاع أن يحفر اسمه في تاريخ المسرح العربي، وأن يواصل الطريق الذي بدأه كتّاب المسرح الكبار السابقون لجعل الكتابة المسرحية تجربة تجسّد الهوية العربية على المستوى الفني، ومنهم من أكد أنه كان دائما مؤرقا بالسؤال: “كيف يستطيع أن يقدم مسرحا يجيب عن الأسئلة التي يطرحها الواقع، دون مباشرة، ودون أقل إخلال بالقواعد المسرحية” [فاروق عبد القادر، “ازدهار وسقوط المسرح المصري”، ص44]، “وأنه أحد المسرحيين الكبار القادرين على البناء الدرامي [راجع: حسن عطية، المرجع السابق، ص 35 وما بعدها، وانظر: فايد دياب فايد، “فن المسرح عند ألفريد فرج”، ص 9 وما بعدها].
بجانب مسرحياته، كتب ألفريد فرج روايتين، ومجموعة قصصية، وأصدر عددا من الكتب.
مجموعته القصصية، التي صدرت تحت عنوان “مجموعة قصص قصيرة”، ضمت تسع عشرة قصة، ونهضت على بناء خاص يجعلها أكثر من مجرد “تجميع” لعدد من القصص؛ إذ جمع بين هذه القصص حرص بنائي واحد، أشار إليه ألفريد فرج في تقديمه للمجموعة، على تناول شخصيات بأعيانها، وعلى الحكي عن “طرف من أخبارهم”. ويجمع بين هذه الشخصيات ابتعادهم عن صورة “الأبطال” التقليدية في الأدب، هم تقريبا “أبطال بلا بطولة”؛ حياتهم المجهولة البسيطة هي نفسها نوع من البطولة.
وفي روايته الأولي “حكايات الزمن الضائع”، التى كتبها قرب منتصف السبعينيات من القرن الماضي، انطلق ألفريد فرج من ملابسات الزمن المرجع المرتبط بتلك الفترة، ومن الآثار التي أحدثتها تلك الملابسات على قرية مصرية محددة بعينها، وعلى أهلها، واصلا بين تلك الآثار وسؤال ما يتغير وما لا يتغير في الطبيعة الإنسانية.
وفي روايته الثانية “أيام وليالي السندباد”، التي كتبها فى النصف الثاني من الثمانينيات، يتمثل ألفريد فرج “ألف ليلة وليلة” التي تمثّل بعض حكاياتها في غير عمل مسرحي له، ويستكشف في هذه الرواية أبعادا تتصل بالوجود الإنساني، وبأسئلة الاختيارات الأولى والمصائر الأخيرة، وبالصلة بأماكن الإقامة وأماكن الرحيل، وهو ينطلق في هذا كله من أسئلة حاضره هو، وزمنه هو، لا من حاضر “السندباد” أو زمنه.
أما كتبه الأخرى، فقد توزّعت بين الدراسات المسرحية وتحليل بعض الظواهر الثقافية والفنية، وطرح التصورات حول المسرح والإبداع بوجه عام، وتقديم تأملات في التجربة الذاتية، والمتابعات لعروض وقضايا المسرح في الشرق والغرب.
وقد حصل ألفريد فرج على عدد من الجوائز منها: جائزة الدولة التشجيعية للتأليف المسرحي من مصر عام 1965، وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1967، جائزة الدولة التقديرية من مصر عام 1993، وجائزة سلطان العويس عام 1991، كما نال دعوة هيئة التبادل الثقافي الألمانية DAAD لمدة سنة 1983 ـ 1984، وجائزة عيد الفن لأفضل كاتب مسرحي عام 1999. فضلا عن حصوله على الميداليات ودروع التكريم من مهرجان قرطاج المسرحي بتونس، ومسرح الخليج بالكويت، ويوم المسرح المصري، والمهرجان الدولي للمسرح التجريبي، ومسرح الثقافة الجماهيرية، ومهرجان مسرح الهواة بالقاهرة، كما تمّ تكريمه من قبل البيت الفني للمسرح المصري. كذلك نال زمالة اليونسكو في برنامج المشاركة عام 1976، واختير مقررا للجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة منذ عام 1995، ودعي لإلقاء محاضرات عن المسرح في جامعات عدة، منها “برلين الحرة” في ألمانيا، و”اكسترا” و”أكسفورد” في بريطانيا، و”نيويورك” و”فيلادلفيا” و”كولومبيا” في الولايات المتحدة الأمريكية [راجع: حسن عطية، مرجع سابق، ص ص 267، 268].
آثاره:
ـ المسرحيات:
ـ “صوت مصر”، مسرحية فصل واحد، أنتجت عام 1956.
ـ “سقوط فرعون”، 1957.
ـ “حلاق بغداد”، 1964.
ـ “سليمان الحلبي”، 1965.
ـ “الفخ”، مسرحية فصل واحد، 1965.
ـ “بقبق الكسلان”، مسرحية فصل واحد، 1966.
ـ “عسكر وحرامية”، 1966.
ـ “الزير سالم”، 1967.
ـ “علي جناح التبريزي وتابعه قفة”، 1969.
ـ “النار والزيتون”، 1970.
ـ “الزيارة”، مسرحية فصل واحد، 1970.
ـ “زواج على ورقة طلاق”، 1973.
ـ “الغريب”، مسرحية فصل واحد، 1975.
ـ “رسائل قاضي إشبيلية”، 1980.
ـ “الشخص”، مسرحية فصل واحد، 1989.
ـ “عودة الأرض”، 1989.
ـ “العين السحرية”، مسرحية فصل واحد\ن 1991.
ـ “اثنين في قفة”، 1991.
ـ “غراميات عطوة أبو مطوة”، 1993.
ـ “الطيب والشرير والجميلة”، 1994.
ـ “دائرة الوهم”، 1998.
ـ “المشوار الأخير”، 1999.
ـ “رحمة وأمير الغابة المسحورة”، للأطفال، 1999.
ـ “أغنياء فقراء ظرفاء”، 2000.
القصص والروايات:
ـ “مجموعة قصص قصيرة” [صدرت تحت هذا العنوان]، 1968.
ـ “حكايات الزمن الضائع في قرية مصرية”، رواية، 1977.
ـ “أيام وليالي السندباد”، رواية”، 1987.
كتب أخرى:
كتب ألفريد فرج أيضا، في سنوات متعددة، مجموعة من الكتب التي ارتبطت بمجال المسرح ومجالات أخرى، وبعضها كان “تجميعا” لمقالاته التي نشرت في الصحف والمجلات. ومن هذه الكتب: “دليل المتفرج الذكي إلى المسرح”، “الملاحة في بحار صعبة”، “صور أدبية”، “أضواء المسرح الغربي”، “دائرة الضوء”، “حكايات وراء الكواليس”، “شرق وغرب”، “ذكريات وراء القضبان”.
وقد طبعت أعمال ألفريد فرج المسرحية وغير المسرحية طبعات متعددة، في دور نشر مختلفة، ثم قامت الهيئة المصرية العامة للكتاب، خلال سنوات متفرقة، بنشر هذه الأعمال في اثني عشر مجلدا، بعنوان “الأعمال الكاملة لأفريد فرج”.
المصادر والمراجع:
المصادر: أعمال ألفريد فرج.
المراجع:
ـ مجدي رياض [إعداد وتقديم]، “رحلة في عالم هؤلاء”، دار التضامن للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، 1989.
ـ فايد دياب فايد، “فن المسرح عند ألفريد فرج”، دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع، بيروت، 1996.
ـ نبيل فرج، “ألفريد فرج في دنيا الكتابة”، دار العين للنشر، القاهرة، 2001.
ـ حسن عطية، ألفريد فرج صانع الأقنعة المسرحية”، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، 2002.
ـ نبيل فرج، “رسائل وأحاديث ألفريد فرج”، دار العين للنشر، القاهرة، 2009.
ـ فاروق عبد القادر، “ازدهار وسقوط المسرح المصري”، ط. ثانية، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2015.

ألفريد فرج - ويكيبيديا
الفريد فرج :عاشق التراث وابرز رواد الكتابة المسرحية - Alghad

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.