ناظم حكمت.. مات سجانوه وعاشت أناشيده | نون بوست
ناظم حكمت | أبجد
دوّن الشاعر التركي ناظم حكمت العديد من قصصه وسيرته الذاتية في أبيات من الشعر التركي الحر

دوّن الشاعر التركي ناظم حكمت العديد من قصصه وسيرته الذاتية في أبيات من الشعر التركي الحر
6/6/2020

في الذكرى الـ57 لوفاته، تناولت صحف تركية عدة أبيات من شعر الأديب التركي والناشط السياسي ناظم حكمت الذي وافته المنية يوم 3 يونيو/حزيران 1963 في موسكو التي دفن فيها بعيدا عن بلده الذي نُفي منه.
ورغم تنوع أشكاله الشعرية التقليدية والحديثة، اشتهر حكمت بعنايته بالشعر الحر القريب من العامية، وتميز شعره بالبساطة والوضوح والمباشرة، وبسبب تنقلاته وصداقاته العديدة مع أدباء أتراك وروس وعرب وأوربيين، فقد تغذت كلماته على خلفيات ثقافية متنوعة تأثر بها، مما أهله ليكون شاعرا تركيا ذا شهرة عالمية.
وكان حكمت مؤيدا لحركة مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك في بدايتها، لكنه عارض النظام السياسي الذي بُني بعد ذلك، وقضى سنوات في السجن والمنفى، وإذ منعت أشعاره في بلده الأم، فقد كتب العديد من قصائده بأسماء مستعارة.
وكان الشاعر والأديب التركي الشهير قد سجل ملامح عديدة من سيرته الذاتية في قصائد منظومة باللغة التركية، وسجل فيها مراحل من حياته بدءا بالطفولة وحتى الكهولة بما في ذلك تجربة سجنه وتنقله بين البلدان، ويقول في “سيرة ذاتية”.
وُلدتُ في 1902
لم أعد أبدا إلى مسقط رأسي
أنا لا أحب العودة إلى الوراء
في الثالثة كنت حفيدا لأحد الباشاوات في حلب
في التاسعة عشرة طالبا في الجامعة الشيوعية في موسكو
في التاسعة والأربعين عدت إلى موسكو كضيف لحزب التشيكا
وكنت شاعرا منذ أن كنت في الرابعة عشرة
ويكمل حكمت قصيدته راويا مختصرا سيرته بما في ذلك تقلباته السياسية وتجربته في السجن لـ12 عاما والمنفى والهروب واللجوء والتنقل بين البلدان، وكتب في برلين الشرقية مطلع الستينيات من القرن الماضي قائلا:
في الثلاثين أرادوا أن يشنقوني
في الثامنة والأربعين أن يمنحوني جائزة السلام
وهذا ما فعلوه
في السادسة والثلاثين افترشت أربعة أمتار مربعة من الإسمنت المسلح طوال نصف عام
في التاسعة والخمسين طرت من براغ إلى هاڤانا في ثماني عشرة ساعة
لم أر أبدا لينين ووقفت أراقب تابوته في الرابعة والعشرين
في الحادية والستين القبر الذي أزوره هو كُتـُبُهُ
حاولوا أن يزيحوني بعيدا عن حزبي
ولم ينجحوا
ولا انسحقت أنا تحت الأصنام المتهاوية
في الحادية والخمسين أبحرت مع صديق شاب عبر أسنان الموت
في الثانية والخمسين قضيت أربعة أشهر راقدا على ظهري بقلب مكسور
منتظرا الموت
كنت غيورا على النساء اللاتي أحببتهن
لم أحسد تشارلي تشاپلين أبدا
خدعت نسائي
لم أغتب أصدقائي مطلقا
شربت ولكن ليس كل يوم
كسبت مال خبزي بأمانة ويا للسعادة
حياة حافلة
استعرضت صحيفة هابر ترك التركية لمحات من حياته، وقالت إن حكمت ولد في سلانيك (الواقعة شرق اليونان حاليا) يوم 15 يناير/كانون الثاني 1902، وأمضى حياته في السجون والمنافي، وتوفي في منفاه الأخير بموسكو عن عمر يناهز 61 عاما يوم 3 يونيو/حزيران 1963.
جده هو نظيم باشا المولوي الذي كان صديقا مقربًا من السياسي العثماني المعروف مدحت باشا، ووالده حكمت بك خريج ثانوية غلطة سراي وعضو ديوان القلم الأجنبي وضابط في الخارجية العثمانية، والدته جليلة هانم ابنة المعلم أنور باشا.
وبدأ في كتابة الشعر متأثرًا بجده ناظم باشا، وقد دخل المدرسة البحرية في جزيرة هيبلي ادا عام 1917 وتخرج منها عام 1919، ثم عين ضابطا بحريا على سفينة الحميدية، وفي العام نفسه أصيب بالتهاب رئوي فاضطر لترك الجيش عام 1920.
اعلان
في هذه الأثناء أصبح اسمه معروفا بين الشعراء الشباب، وأُعجب به يحيى كمال بياتلي المعلم في المدرسة البحرية، وفي عام 1920 فاز بالمركز الأول في المسابقة التي نظمتها جريدة علمدار، مما زاد من صيته بين الشعراء.

كتب قصائد تحث على المقاومة خلال الأيام التي احتلت فيها إسطنبول، وانتقل هو وصديقه فالا نور الدين إلى أنقرة عام 1921، وكتبا قصيدة دعت شباب إسطنبول إلى النضال، وقد لاقت القصيدة صيتا كبيرا، وتم تعيينهما معلمين في مدينة بولو التركية الواقعة بين إسطنبول وأنقرة.
وحسب التقرير، بدأ ناظم حكمت ورفيق دربه حياتهما النضالية عندما علما بأن الشرطة في بولو تقتفي أثرهما، وهو ما جعلهما يسافران إلى موسكو، وعندما وصلا إلى هناك التحقا بالجامعة الشيوعية للعمال الشرقيين، وتعلما الشعر الحر.
كتب ناظم حكمت أول قصائده الحرة في عام 1923، ونُشر بعض منها في عدة مجلات مثل يني حياة وأيدنلك، وأنهى ناظم حكمت دراسته الجامعية عام 1924، ودخل إلى تركيا سرًا عن طريق الحدود، وبدأ العمل في مجلة أيدنلك، وكما حدث من قبل انتقل إلى إزمير عندما أدرك أنه تحت المراقبة.
حُكم عليه غيابيًا بالسجن 15 عامًا خلال التحقيقات التي بدأت عام 1925 أثناء ثورة الشيخ سعيد الكردية في جنوبي شرقي تركيا، فهرب إلى خارج البلاد مرة أخرى، ثم حُكم عليه بالسجن ثلاثة أشهر أخرى بتهمة الانتماء إلى منظمة سرية.

وفي عام 1928، نشر كتابه الأول “الأغنية الشعبية لعاشقي الشمس” في باكو، ثم عاد في العام ذاته إلى تركيا، لكن هذه المرة تم القبض عليه ونفيه إلى أنقرة، ثم أُطلق سراحه بعد فترة قصيرة، فانضم إلى كتاب مجلة “القمر المصور” التي كانت تصدر في إسطنبول.
ويقول حكمت في بعض أبياته:
“أجمل البحار
هو ذلك الذي لم نذهب إليه بعد.
وأجمل الأطفال
من لم يكبر بعد.
وأجمل أيامنا
لم نعشها بعد.
وأجمل ما أود أن أقوله لك
لم أقله بعد..”
أديب تركي منفي
في عام 1929 كتب مقالًا بعنوان “نحن ندمر الأوثان” دافع فيه عن شعراء أتراك مؤثرين في تلك الفترة مثل عبد الحق حامد طرهان ومحمد أمين يورداكول، ونال المقال صدى كبيرا.
في عام 1929 نٌشر له كتابان “835 سطرًا” و”جوكوند مع سي يا أو”، وفي العام التالي “فاران 3+1+1= 1”. أما في عام 1930 فقد تم تسجيل قصائد “سالكيم سوغوت” و”بحري هازر” بمساعدة من شركة كولومبيا، وعندما لاقت التسجيلات رواجا جماهيريا كبيرا، رُفعت ضده دعوى قضائية، لكنه واصل نضاله ونشر كتابا “لماذا قتل بانارجي نفسه” و”بيت المتوفي”.
في عام 1933 حُكم عليه بالسجن 5 سنوات، ثم أُفرج عنه فتزوج من بيرايا ألتين أوغلو في عام 1935، ومن بعدها بدأ بالكتابة الهزلية في صحيفة أكشام مستخدما اسما مستعارا.
في عام 1936، أُلقي القبض عليه مرة أخرى بتهمة تحريض الطلاب على معارضة السلطات، ووُضع في سجن أنقرة وحُكم عليه بالسجن 15 سنة، ثم أحضر إلى سجن إسطنبول وحكم عليه بالسجن 20 عاما أخرى في المحكمة العسكرية، وفي عام 1940 نُقل إلى سجن تشانكيري ثم إلى بورصة.
ويقول حكمت عن تجربة سجنه
لقد أدركونا،
فنحن، الاثنان، في السجن،
أنا داخل الجدران،
وأنت خارجها.
ولكن ما هو أسوأ من ذلك
هو أن نحمل السجن في نفوسنا.
وذكر التقرير أن ناظم حكمت استمر في كتابة الشعر وتأليف الكتب على الرغم من عدم قدرته على نشرها، وفي عام 1950 أضرب عن الطعام فنُقل إلى مستشفى جراح باشا في إسطنبول بسبب تدهور وضعه الصحي.
غادر ناظم حكمت السجن مستفيدا من قانون العفو الذي دخل حيز التنفيذ في عام 1950، وانفصل عن زوجته برايا هانم، وتزوج من ابنة عمه مُنفر أنداتش التي كانت تزوره في السجن باستمرار، وعندما أدرك أنه تحت المراقبة قرر السفر إلى خارج البلاد، فوصل إلى موسكو عام 1951 عبر بلغاريا ورومانيا عن طريق البحر الأسود.
سُحبت الجنسية التركية من ناظم حكمت بقرار وزاري في مطلع خمسينيات القرن الماضي، لكنه حظي بتقدير كبير خارج تركيا بوصفه شاعرا وأديبا تركيا، إذ حضر العديد من المؤتمرات الدولية وتُرجمت كتبه إلى العديد من اللغات. وأعيدت له الجنسية عام 2009 بقرار رسمي من حكومة حزب العدالة والتنمية.
وفي عام 1959 تزوج من الروسية فيرا تولياكوفا التي كانت تصغره بثلاثين عامًا، قبل أن يوافيه الأجل عام 1963 بنوبة قلبية، ودفن في مقبرة نوفوديفيتشي في موسكو.
عندما تم نشر كتابه الشعري “835 سطرًا”، حظي بإعجاب العديد من الشعراء الأتراك الكبار في تلك الفترة مثل أحمد هاشم ويعقوب قادري (قره عثمان أوغلو)، كما أثّر على عدد من الشعراء الشباب الذين تحولوا إلى كتابة الشعر الحر اقتداء به.
أما أهم مؤلفاته فهو “مشاهد من مسقط رأسي”، فقد بدأ بكتابته في السجن عام 1941، وقدم من خلاله رؤيته لمرحلة حساسة من تاريخ تركيا، تمتد من فترة الحكم الدستوري الثاني في زمن الدولة العثمانية وصولا إلى الحرب العالمية الثانية في زمن الجمهورية التركية، وكان هذا الكتاب الذي يتشابك فيه الشعر والنثر إرثا أدبيا خلّد ذكرى شاعر من طينة العظماء.
المصدر : الجزيرة + الصحافة التركية
Nazim Hikmet.jpg
الشاعر التركي ناظم حكمت
ناظم حكمت
من ويكيبيديا
معلومات شخصية
الميلاد 17 يناير 1902
سالونيك الدولة العثمانية
الوفاة 3 يونيو 1963 (61 عام)
موسكو جمهورية روسيا السوفيتية الاتحادية الاشتراكية الاتحاد السوفيتي
سبب الوفاة نوبة قلبية
مكان الدفن نوفوديفتشي
الجنسية تركي وروسي
الحياة العملية
الاسم الأدبي Orhan Selim
الفترة فترة الجمهورية
الحركة الأدبية الواقعية الإجتماعية
المدرسة الأم ثانوية غلطة سراي
الجامعة الشيوعية لكادحي الشرق
جامعة موسكو الحكومية
المهنة شاعر، روائي، وكاتب مسرحيات
اللغة الأم التركية اللغات التركية
أعمال بارزة استغاثة و
ناظم حكمت (بالتركية: Nâzım Hikmet Ran)‏ (15 يناير 1902 في سالونيك – 3 يونيو 1963 في موسكو) كان شاعرًا تركيًا شهيرًا ولد لعائلة ثرية ذات نفوذ، عارض الإقطاعية التركية وشارك في حركة أتاتورك التجديدية ولكن بعدها عارض النظام الذي أنشأه اتاتورك وسجن في السجون التركية حتى 1950، فر إلى الاتحاد السوفييتي وهو شاعر شيوعي، كانت أشعاره ممنوعة في تركيا إلى أن أعادت له بلده الاعتبار. توفي في عام 1963. تميز شعره ببساطة ساحرة ومواقف واضحة. جرب ناظم في شعره كل الأشكال الممكنة الحديث منها والموروث وغذى تجربته بكل الثقافات من حوله خاصة أنه له علاقات شخصية مع أبرز الشخصيات الأدبية الروسية والأروبية والأمريكية وحتى العربية. ولناظم حكمت بصمته في الشعر العربي إذ نجد أصداء من طريقته الشعرية في أثر العديد من الشعراء كعبد الوهاب البياتي و بلند الحيدري و نزار قباني والعديد من شعراء العامية حيث تقتحم الأشياء البسيطة فخامة العالم الشعري وتعطيه أبعادا أخرى لم تكن بارزة من قبل. ناظم حكمت ران هو الشاعر التركي الذي يعرف أكثر بالشاعر ناظم حكمت، فهو يعرف ككاتب مسرحى وروائى وهو شاعر اتجه اتجاها رومانسيا كما أنه يعد أحد الثوار المدافعين عن مذهب الرومانسية. ولقد ترجمت قصائده الشعرية إلى أكثر من خمسين لغة وحصلت أعماله على العديد من الجوائز . ولقد استخدم ناظم حكمت أسماء مستعارة في السنوات الذي كان ممنوعا فيها من الدخول إلى تركيا وكانت تلك الأسماء مثل : أورخان سليم وأحمد أوغوز وممتاز عثمان وأيضا أرجومينت ار. كما أنه قد أصدر كتابا بعنوان ” الكلاب تعوى والقافلة تسير ” وكان هذا الكتاب بتوقيع أورخان سليم يعد ناظم حكمت هو المؤسس الأول للنظم الحر في تركيا وواحدا من أهم الأسماء البارزة في الشعر التركى المعاصر . ذاع صيته وأصبحت له شهرة عالمية كما أنه يعتبر من بين شعراء القرن ال20 الأكثر شعبية في العالم .وقد حكم على ناظم حكمت في إحدى عشرة قضيه مختلفه، ومكث ناظم حكمت في معتقلات إسطنبول وأنقرا وتشانقر وأيضا في بورصة لمدة تتجاوز اثنى عشر عاما وتم نفيه من تركيا عام 1951 . وبعد حوالى ستة وأربعين عاما من وفاته تم إلغاء تلك القضية وذلك بقرار الصادر عن مجلس الوزراء بتاريخ 5 يناير 2009، تم العثور على قبر ناظم حكمت في موسكو .
حياته:
ولد ناظم حكمت في 15 يناير 1902 في سالونيك و كتب أول قصيدة شعرية له في 3 يوليو 1913 بعنوان صرخة وطن وفي نفس العام بدأ دراسته في المدارس السلطانية،
عندما قرأ الطفل قصيدتة الشعرية البطولية التي كتبها بهدف أن يروي مدى بطولة البحارة وشجاعتهم فقام بإطلاعها على ناظر البحرية جمال
أثناء اجتماع العائلة اتخذ القرار بإلحاق الطفل بمدرسة البحرية والتحق الطفل بمدرسة البحرية في 25 سبتمبر 1915 في هيبيليا وفي عام 1918 تخرج ناظم حكمت وأصبح الثامن من بين 26 شخصا، ويتضح من خلال تقديرات التقرير الدراسي أنه كان طالبا ذكى ا ومجتهدا، تخرج بتقدير معتدل فلم يكن يهتم بثيابه أو مظهره فهو طالب جيد ذو مواقف أخلاقية . بعد أن تخرج في مدرسة البحرية تم تعيينه كضابط تحت التدريب على متن سفينة الحامدية، وهي سفينة تابعة لمدرسة البحرية . قطعت علاقته مع الجيش في 17 مايو 1921 بسبب وجود حالات هروب مفرطة ذهب ناظم حكمت في عام 1920 إلي الأناضول بدون إخبار عائلته من أجل المشاركة في النضال الوطنى مع صديقه أحمد فالا نور الدين وعمل بالتدريس في مدينة بولو . ذهب ناظم حكمت من أطومى إلى موسكو ودرس علم الاقتصاد والعلوم السياسية بالجامعة الشيوعية لكادحي الشرق . تعرف ناظم حكمت على مبادئ الشيوعية وأصبح شاهدا على السنوات الأولى لبداية عهدها في موسكو التي رحل إليها في عام 1921 بعد ذلك تم إصدار أول ديوان شعرى له الذي نشر في موسكو في 28 يناير 1924 . وفي ذلك العام عاد إلى تركيا وبدأ العمل في ” مجلة التنوير ” ولكن بسبب قصائده الشعرية والمقالات التي كتبها بالمجلة أُلقى في السجن لمدة خمسة عشر عاما . ذهب مره أخرى إلى الاتحاد السوفيتى وعاد الي تركيا في عام 1928 مستفيدا من قانون العفو وبدأ بعد ذلك العمل في جريدة : “القمر الساطع ” ولكن بعد ذلك في عام 1938 عوقب بالسجن لمدة ثمانية وعشرين عاما .
بعد اثني عشرعاما من اعتقاله ذهب ناظم حكمت في عام 1950 إلى الاتحاد السوفيتى التي كانت في تلك الفترة برئاسه ستالين حاملا ذلك القلق من أنه سوف يقتل وسوف يؤخذ إلي الجيش . في 3 يونيو عام 1963 وافته المنية عن عمر يناهز واحدا وستين عاما بسبب أزمة قلبية .
عائلته:
كان والده السيد حكمت الذي قام بإنشاء نقابة الصحافة وقنصلية هامبرغ، أما والدته فهى السيده عائشه جليله والتي كانت تجيد اللغة الفرنسية وأيضا كانت تقوم بالرسم والعزف على البيانو، فالسيده عائشه جليله هي ابنة السيد حسن أنور الذي كان يعمل تربويا ولغويا . هاجر السيد حسن أنور من بولونيا إلي الإمبراطوريه العثمانية أثناء الثورة في عام 1848 وكان إبنه هو (قونستانتى بورزاشكى )الملقب بالسيد مصطفي جلال الدين مواطن عثماني ولد في عام 1826 وتوفي عام 1876 . عمل مصطفي جلال الدين كضابط بالجيش العثماني وقام بتأليف كتاب بعنوان ( الأتراك القدماء والمعاصرين ) والذي يعتبر من أهم الأعمال في التاريخ التركي . أما عن والدة السيده جليله فقد كانت عثمانيه من جذور ألمانيه فهى السيده ليلي ابنة الملك (فريدريك ديتروات ) أو الملقب ب محمد علي باشا . السيده (منوُر )هي أخت السيده جليله كما أنها والدة (أوكتاى رفعت ) . والده هو السيد حكمت الذي يعمل في سالونيك كضابط في وزارة الخارجية، كان إبنه ناظم باشا من أنصار الحرية علي الطريقة المولويه . وفي ذلك الوقت أُقيل السيد حكمت من عمله كضابط عندما كان ناظم طفلا وذهب مع عائلته إلي حلايب لكى يكون إلي جانب والده . وهناك إجتهدوا في تأسيس حياه جديده وعمل جديد وعندما فشلوا في تحقيق أهدافهم هناك رحلوا إلى إسطنبول . كانت محاولاتهم في تأسيس عمل في إسطنبول قد باءت بالفشل فعاد السيد حكمت إلى حياته السابقة التي لم تكن تروقه وعاد إلى مهنته السابقة مره اخرى وبسبب إجادته للغه الفرنسية أٌلقي على عاتقه أعمال الخارجية .
نجاحاته
بدأ ناظم حكمت بكتابة أولي قصائده الشعرية بوزن الهجاء ولكنه كان مختلفا عن الشعراء الأخرين من حيث المحتوى، فكلما إزداد تطور المفهوم الشعرى شرع في البحث عن قوالب جديده للشعر مع محاولة الاكتفاء بوزن الهجاء، وقد بلغ هذا البحث ذروته ما بين عامى 1922 و 1925 والتي تعتبر هي الاعوام الاولى التي عاشها في الاتحاد السوفيتى . عند النظر إلي كل من الشكل والمحتوى في قصائده الشعرية نجد أنه يختلف كثيرا عن الشعراء الموجودين في تلك الفترة . تبنى ناظم حكمت الوزن الحر الذي كان سببا في تكوين الانسجام الموسيقي وأيضا الانسجام الصوتى للغه مبتعدا عن وزن الهجاء وقد استوحى هذا الوزن من الشعراء الشباب في روسيا قي تلك الفترة مثل : ( ماياقوفيسكى ) علاوة على ذلك قام الكثير من الفناين بتلحين أشعاره وهؤلاء الفناين أمثال : ( فكرت قيزيلوق) و ( جيم قاراجا ) و ( فؤاد السقا ). أصدر ناظم حكمت قصيدته بشكل مسجل بعنوان ( سوف نرى اياما جميله ) وأصدرها عام 1979، ولكن قام (أونول بيويوك جونيش )بتلحين جزء صغير منها بشكل مبتكر ومزهل، ولكن بعض قصائده الشعرية تم تلحينها بواسطة الملحن اليونانى ( مانوس لوازوس ) علاوة على ذلك قام الملحن ( سالم اتاكان ) العضو القديم في مجلة ( تركيا الجديدة )بتلحين بعض من أشعاره . في عام 2002 اعد ناظم حكمت ألبوم بعنوان ( ناظم حكمت وأشعاره ) التي تم تلحينها بواسطة ( سعاد أوزون در)وهي القصيدة ذاتها التي أعلنت عنها منظمة اليونيسكو .
نفيه وقضاياه
تمت محاكمة ناظم حكمت عدة مرات بسبب أشعاره وكتاباته التي بدأها في عام 1925، فقد حكم عليه بالسجن ثماني وعشرين عاما في معتقلات إسطانبول وأنقرا وبورصه وتشانقرر، كما أنه قد عرض فيلم يدعى (العملاق ذو العيون الزرقاء ) عام 2007 وهو الذي يروى تلك الأعوام التي قضاها ناظم حكمت قي معتقل بورصه ثم تم إخلاء سبيله عام 1950 مستخدما قانون العفو . لقد كان إستدعائه للخدمه في الجيش مره أخرى وهو يبلغ من العمر ثمانى وأربعون عاما هو ما دفعه للهروب خارج البلاد بسبب ذلك الشعور المسيطر عليه من أنه سوف يقتل . أتخذ مجلس الوزراء قرارا في 17 يونيو عام 1951 بنفيه من البلاد، وعاش ناظم حكمت مع زوجته ( فيرا تولياكوفا ) في موسكو بالإتحاد السوفيتى . في خلال السنوات التي قضاها خارج البلاد تجول ناظم حكمت في كثير من دول العالم مثل : بلغارياو المجر و فرنسا و مصر إلى جانب أنه شارك في أعمال ضد الحرب والإستعمار فقام بعمل برامج تسجيليه في الراديو بعضا منها كانت تذاع في الراديو التركي والبعض الآخر كان يذاع في راديو ( بوضابيشتا ).
قضاياه
قضية محكمة الاستقلال بأنقرا عام 1925 .
قضية محكمة الجنايات في إسطنبول من عام 1927 : 1928 .
قضية محكمة الجنايات في ريزا عام 1928 .
قضية محكمة الجنايات في أنقرا عام 1928 .
قضية المحكمة الجنائيه للصلح الثاني في إسطنبول عام 1931 .
قضية المحكمة الجنائيه في إسطنبول عام 1933 .
قضية محكمة الجنايات للصلح الثالث في إسطنبول عام 1933 .
قضية محكمة الجنايات في بورصه عام 1933 :1934 .
قضية محكمة الجنايات في إسطنبول عام 1936 و 1937 .
قضية المحكمة العسكرية بقيادة سلاح البحرية عام 1938 .
وفاته وما بعدها
في اليوم الموافق 3 يونيو عام 1963 في الساعة 6:30 صباحا تقدم ناظم حكمت نحو بوابة الشقة في الطابق الثاني من اجل اخذ الجريده ولكنه توفي نتيجه أزمه قلبيه، فقد احتشد مئات الفنانين في مراسم العزاء الذي أقيم في قاعة اتحاد الكتاب الروسيين ودفن في ” مقبرة نوفودوفيتشى” الشهيرة . إن حجر هذه المقبرة مصنوع من الجرانيت الأسود، فقد تم تخليد ذكرى هذا الرجل فوق الحجر والذي يعتبر من أشهر الشعراء الذين ساروا عكس إتجاه التيار في تلك الفترة . في الأيام الأولى لعام 2008 وجد مسوده لروايه غير مكتملة الأركان بعنوان “الحمائم الاربعه” وجدها حفيد بريا زوجة ناظم حكمت “كرم بينجو” ضمن أوراق بريا.
استرداده للجنسيه التركية مره اخرى
على الرغم من أنه على ما يبدو تم فتح الطريق أمام ناظم حكمت من أجل إسترداد الجنسية التركية مره أخرى وذلك بعد كل تلك المشاجرات التي استمرت فتره طويله على مدار السنوات الماضية، فقد رفض مجلس الوزراء المطالب التي تنحاز نحو الشاعر ناظم حكمت بإسترداده الجنسية التركية موضحا أن تلك اللائحة نظمت فقط من أجل الأشخاص اللذين على قيد الحياة وأنها لم تكن تشمل الشاعر ناظم حكمت. في اليوم الموافق 5 يناير عام 2009 تم فتح هذا الاقتراح الذي ينص علي إبطال سريان قرار مجلس الوزراء الذي يدور حول نزع الجنسية التركية من الشاعر ناظم حكمت ومن ثم عرضه للتوقيع . كما أعرب المتحدث الرسمى للحكومة “جميل شيشاك ” عن تجهيز القرار المتعلق بإسترداد ناظم حكمت لجنسيته التركية وأيضا تم عرض هذا القرار للتوقيع وقال أنه تمت الموافقة عليه بالاقتراع وذلك بإعادة الجنسية التركية إلى ناظم حكمت والتي انتزعت عنه في عام 1951 . أصدر مجلس الوزراءالقرار بتاريخ 5/1/2009 وتم إصداره في جريدة رسمية بتاريخ 10/1/2009 وهكذا أصبح ناظم حكمت مواطنا تركيا بعد انقضاء حوالي ثمانى وخمسون عام.
قصائده
“رســالة”
لا تحيا على الأرض
كمستأجر بيت
زائر ريف وسط الخضرة
ولتحيا الارض
كما لو كان العالم بيت أبيك
ثق في الحب وفي الأرض وفي البحر
ولتمنح ثقتك قبل الأشياء الأخرى للإنسان
امنح حبك للسحب وللآلة والكتب
ولتمنح حبك قبل الأشياء الأخرى للإنسان
ولتستشعر اكتئابة الغصن الجاف
والكوكب الخامد
والحيوان المقعد
ولتستشعر أولاً اكتئابة الإنسان
لتحمل لك الفرحة كل طيبات الأرض ليحمل لك الفرحة الظل والضوء لتحمل لك الفرحة الفصول الأربعة ولكن فليحمل لك الإنسان أول فرحة
ناظم حكمت من قصيدة “لعلها آخر رسالة إلى ولدي محمد” من ديوان “أغنيات المنفى” ترجمة محمد البخاري
أعماله
المسرحيات
الجمجمة 1932
الرجل المنسي 1935
فرهاد وشيرين أو حكاية حب أو أسطورة حب 1965
الروايات
إنه لشيء عظيم أن تكون على قيد الحياة، يا أخي 1967
دواوين الشعر
رسائل إلى ترانتا – بابو 1935
ملحمة الشيخ بدر الدين 1935
مناظر طبيعية وإنسانية من بلدي 1966-1967
ملحمة حرب الاستقلال 1965

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.