"الجمال المصرى" مشروع فوتوغرافيا لإحياء الملامح المصرية القديمة في وجوه معاصرة... مصورة تجوب محافظات مصر من أسوان للفيوم لتكشف التشابه بين أجدادنا فى اللوحات الفنية قبل مئات السنوات وشباب اليوم

“الجمال المصرى” مشروع فوتوغرافيا لإحياء الملامح المصرية القديمة في وجوه معاصرة… مصورة تجوب محافظات مصر من أسوان للفيوم لتكشف التشابه بين أجدادنا فى اللوحات الفنية قبل مئات السنوات وشباب اليوم
الإثنين، 08 يونيو 2020 م
كتبت منال العيسوى

5555555555555555555555

“وجه مصرى واحد قد يحمل ألف حياة، والجمال يمتد إلى الحياة الأبدية أيضًا” حضارة مبهجة، وديانة مبهجة فى كل تفاصيلها هكذا كانت مصر القديمة، بهذه العبارة افتتحت المصورة الشابة آية عبدالرحمن حديثها عن مشروع الجمال المصرى الذى يهدف لإحياء الجمال المصرى فى وجوه معاصرة.

100795627_912646392584776_7001878311274020864_o

5555555555555555555555

اية عبد الرحمن مصورة فوتوغرافية، بدأت العمل على مشروع الجمال المصرى قبل ٣ سنوات، وتأخر تنفيذه بسبب صعوبة العثور على وجوه متطابقة، وصعوبة إقناع غرباء بتصويرهم، وبعد ظهور تطبيق على الموبايل ينتشر على مواقع التواصل الاجتماعى يأخذ صورتك ويأتى لك بصورة شخصية مشهورة تشبهك، بدأت فى نشر صورها بشكل مكثف باستدعاء شخصيات من الحضارة المصرية الجميلة وتأتى بوجوه مصرية معاصرة تشبهها، متسائلة ايه رأيكم نشوف التاريخ وهو بينقل دمنا فى خيط طويل من آلاف السنين؟
100795627_912646392584776_7001878311274020864_

101181757_914273012422114_5505536452949180416_o

o

آية رغم انها من سكان القاهرة، جابت قرى مصرى وصعيدها من هوارة وأسوان حتى الفيوم حيث تواجد النوع من اللوحات الذى اشتهر باسم “وجوه الفيوم” بسبب اكتشاف عدد كبير منها هناك،كما تم اكتشاف الكثير منها فى المناطق الاخرى، وكانت البداية فى محافظة الفيوم لإطلاق مشروعها تحت اسم الجمال المصرى، وهو مشروع فوتوغرافى لتتبع وجوه مصر القديمة فى ملامح المصريين المعاصرين.

تقول آية:” مشروع شباب تفصلهم عشرات القرون، لهم حياة مختلفة ولغة مختلفة وأديان مختلفة، لكن بنفس الملامح والدم وعلى نفس الأرض، حيث إن البشرة الدافئة، والشعر المجعد الكثيف، والعيون الداكنة، والحواجب المقوّسة، ملامح مصرية أصيلة اختلف التعبير عنها عبر العصور.

وتضيف: ” رأيناها فى رسوم جانبية (بروفايل) على جدران المعابد، وفى تفاصيل التماثيل والمنحوتات الدقيقة، ثم تجلّت فى وجوه الفيوم”.
101181757_914273012422114_5505536452949180416_

101415658_915414852307930_5213565776526897305_o

o

وتكمل آية فلسفتها فى اطلاق هذا المشروع قائلة :” لقد حفظ المناخ الحار الجاف لوحات الفيوم بألوانها طازجة، حيّة، كأنها خلقت لتوها، وخرجت من العدم لنبصر فيها الجمال بع “متشابهون جدًّا، ومختلفون تمامًا”، ومع انتقال مصر للعصر الروماني، تغيّر فن الرسم بشكل واضح، وظهر البورتريه لأول مرة فى التاريخ، فى اللوحات المعروفة باسم “وجوه الفيوم، وظهرت وجوه الفيوم مع توقف المصريين عن تقليد التحنيط، لكنهم احتفظوا بفكرته الأساسية، لا بد من حفظ وجه الميت، حتى تتعرف عليه الروح فى العالم الآخر، وتعود إليه، فيقوم للحساب أمام الآلهة، ومن هنا حفظت بورتريهات الفيوم مئات الملامح المصرية القديمة، بأجمل شكل ممكن، وهى تتطلع للحياة والأبدية فى نفس الوقت”.
101415658_915414852307930_5213565776526897305_o

وحول التجربة قالت آية ” لم يخل الاستعداد للموت من التفاصيل الفنية عند قدماء المصريين.. المقابر تزين بألوان حية.. وممتلكات الميت تُحفظ بعناية، وفى “وجوه الفيوم” كانت ملامحه ترسم بأجمل هيئة، وهو فى كامل أناقته وزينته، وهو الصورة الجميلة التى ستعيش إلى الأبد، مؤكدة “كان عزاؤهم الوحيد فى تقاليد الديانة المصرية القديمة، وتحمل أغلب وجوه الفيوم أسماء يونانية ورومانية، لكن استخدامها ظل مصريًّا خالصًا، ضمن الطقوس الجنائزية لتوديع الموتى للعالم الآخر”.

مع كل بورترية حرصت آية على وضع بعض المعلومات عن عالم التحنيط والتصوير عن المصريين القدماء فقالت :” “لم يكن التحنيط متاحًا إلا للنبلاء، ومجَّدت العقيدة المصرية القديمة الحفاظ على الجسد بعد الموت، لتستطيع روحه التعرف عليه، وتعود إليه ليبعث فى العالم الآخرمع هذا كان التحنيط طقسًا باهظ الثمن، ولم يختلف الأمر بالنسبة إلى وجوه الفيوم، و كانت غالبًا ما ترسم للنبلاء والأثرياء، وتُثبَّت على المومياء، لينهضوا لحياةٍ أخرى أبدية.
101327891_914235479092534_2289572912887234560_

101327891_914235479092534_2289572912887234560_o

o

وتحت شعار وجوه متشابهة جدًّا، وحياة مختلفة تمامًا كان البورتريه رقم (١) اللوحة القديمة لضابط مصرى من القرن الثانى الميلادي، وعلى كتفه حزام السيف الملون، وهى لوحة محفوظة بمتحف ألتيس فى العاصمة الألمانية برلين، وهناك مثيلتها ضمن مقتنيات متحف ألبرت نوكس بالولايات المتحدة الأمريكية، أما الصورة الحديثة كانت لأحمد منيب، عازف كمان مصري، مقيم فى ألمانيا أيضا وأحد مؤسسى فرقة فؤاد ومنيب الموسيقية.

iiiiiiiiii

البورتريه رقم (٢) كان محاكاة اللوحة القديمة وهى رسم لفتى مصرى شاب، على ملابسه نقوش بالحروف اليونانية تقول (إيوثيس.. رجل حر من كاسانيوس)، وهى ترجمة اتفق عليها الآثاريون، لكنهم اختلفوا فى ترجمة النص التالي، وهو: “ابن هيراكليدس إيفاندروس” أو “هيراكليدس ابن إيفاندروس، المثير جدًّا فى لوحة إيوثيس هى عبارة “أنا أُحرر – I sign” فى نهاية النقوش، والتى قد تعنى تحرير العبيد، وهو حدث لا بد أن إيوثيس شهده فى هذا الزمن البعيد، وقد تعنى أيضًا تحرير أو توقيع الرسام للوحة، وإذا كانت تعنى توقيع الفنان فقد تكون أول لوحة موقّعة فى التاريخ كله، أما اللوحة الحديثة فهى بورتريه لمحمد صلاح الدين، صحفى ومذيع مصرى يحمل نفس الملامح تقريبا.

وتعلق آية على البورترية قائلة الفنان المصرى القديم أبدع فى رسم النظرة حية فى وجوه الفيوم، من خلال توظيف انعكاس الضوء فى العين، أو ما نسميه -بلغة الفوتوغرافيا المعاصرة- الـCatch light، وهو أحد مفاتيح قراءة الإضاءة فى الصور واللوحات، وهى نظرة تتطلع إلى الموت والحياة فى وقتٍ واحد، ومن أجمل سمات بورتريهات الفيوم نظرة أصحابها، صحيح إن اللوحات كانت غالبًا ما ترسم للشخص فى أثناء حياته، وبعد موته توضع على المومياء، لكن النظرة رغم حيويتها كانت معبرة عن الغرض الجنائزى لوجودها، ولكنها كانت نظرة تتطلع للحياة الأبدية.
iiiiiiiiii

بورتريه رقم (٣) يجسد اللوحة القديمة فيه لرجل مصرى ذو لحية، عاش فى منتصف القرن الثانى الميلادي، محفوظة بكلية إيتون، فى وندسور، إنجلترا، أما الصورة الحديثة فهى بورتريه لحسام كامل، صحفى مصرى ومترجم لغة فارسية، فنفس النظرة والملامح بينهم مئات السنين، لكن الدم واحد والوطن واحد..

kkkkkkk

kkkkkkk

البورتريه رقم (4) فهو عبارة عن اللوحة القديمة أيضا بورتريه لمحارب مصري، عاش بين نهاية القرن الثالث أو أوائل القرن الثالث الميلادى أما الصورة الحديثة، فكانت محب خالد، موظف بوزارة المالية.

Untitled

Untitled

البورتريه رقم( ٥) حمل تعليقا لأية قالت فيه “الجمال يمتد إلى الحياة الأبدية أيضًا”حول لوحة قديمة عبارة عن بورتريه لشابة مصرية، شعرها مصفف على الطريقة الهلنستية، وتتزين بعدد من المجوهرات الفاخرة، و محفوظة بالمتحف المصرى فى برلين، أما الصورة الحديثة فهى تخص فرح جمال، موظفة ببنك.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.