الصورة لغة السينما

الجميع يعرف ان السينما بدأت صامته و استمرت لسنوات على ذلك الحال قبل اضافة الصوت لها و من أشهر الأمثلة على ذلك افلام شارلي شابلن.
 و مع ان المعادلة في زمننا الحالي قد اختلفت و اصبح الصوت من اهم مقومات نجاح اي فيلم إلا ان الصورة تبقى اساس اللغة السينمائية والفوتوغرافية.

الإنسان العادي يستطيع استقبال مئات المعلومات من نظرة واحدة بعينيه و هذا هو المبدأ التي تقوم عليه لغة السينما فبعض المصورين المحترفين استطاعوا اختزال قصص كبيرة و معقدة في صورة واحدة و و الصورة التالية مثال على ذلك :

الصورة لغة السينما  2

أن تقول ما تريد من خلال الصورة لا يعني التعقيد بالعكس البساطة في تكوين الصورة و المعنى القوي هو الذي سيلمس احساس المشاهد و سيوجه إنتباهه و تركيزه الى ما تريد ، فبعض المخرجين يلجأون الى المبالغة في تكوين الكادر و اضافة العديد من الرموز التي قد يختلط على المشاهد فهمها و بالتالي فقدان تركيزه على المشهد و قد يصل الأمر الى عدم فهم المشاهد لما يريده المخرج نهائيا.
تحتوي الصورة على أجسام و ألوان و إضاءة و هذه هي ادواتك لتشكيل صورة جميلة و معبره إستخدمها بذكاء و وزعها داخل الكادر بما يتفق و المعنى الذي تريد ، و على سبيل المثال يلجأ المخرج الى ان تطغى على الكادر الألوان الباردة و لكن هناك جسم او شيء اخر في الكادر بلون حار فمن الطبيعي ان المشاهد سيتوجه اهتماهه الى الجسم باللون االحار لأنه بكل بساطه مخالف للطبيعة التي حوله و كذلك الإضاءة قد يكون الكادر مظلم ما عدا منطقة معينة مضاءة اذن المضاء هو الأهم و هو الذي سيستقطب تركيز المشاهد

في عالم صناعة الافلام جماليه الصورة هي من اهم عناصر نجاح اي فيلم فقوة الصورة تكمن ايضا في جماليتها فلا فائدة من ان تقول ما تريد من خلال صورة قبيحة أو تكوين غير ملائم  ، تذكر كم مرة شاهدت فيلم و انبهرت بجماليه التصوير و تكوين الكوادر فيه ، و هنا يجب التركيز على نقطة هامه جدا و هي ان اهتمامك يجب ان يشمل جميع لقطات المشهد فالكثيرين يبدون اهتماما بالغا في اللقطة الأولى للمشهد و لكن مع توالي لقطات المشهد  تشعر بان الأهتمام قد قل او ان اللقطات اصبحت عادية و ليست بمستوى اللقطة الأولى ، لذلك حاول الإهتمام بكل لقطة و كل كادر في فيلمك من بدايته و حتى نهايته .

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.