كتب الدكتورالمصور: نزار بدور..عن مركز السيادة في الصورة الفوتوغرافية

بقلم الدكتورالمصور: نزاربدور
Nezar Baddour

** مركز السيادة في الصورة الفوتوغرافية

تعتبر السيادة في الصورة الفوتوغرافية عنصر أساسي في نجاح وتكوين الصورة، والنواة التي تشكل الصورة، والمقصود بالسيادة هو أن تسود عناصرٌ رئيسيّة ٌعلى عناصرَ ثانويةٍ في العمل الفنّي لتشكيل نقطة جذبٍ أو لفت انتباه للمتلقي تدعى مركز السيادة.
قد يكون مركز السيادة شخصاً، أو حيواناً، أو كتلةً معماريةً، أو تشكيلاً طبيعياً، أو تكويناً بالطبيعة الصامتة، أو غير ذلك…
من غير المستحب أن يكون هناك مركزان للسيادة يتصارعان على جذب عين المتلقي، مما يؤدي إلى تتشتت العين والمشاعر، وبذلك تتحطّم وحدة العمل الفني (الصورة). مثلاً: صورة رجلٍ عجوزٍ يجلس في الحديقة. يعتبر الرجل الموضوع الرئيسي (مركز السيادة) في الصورة، أما المقعد والأشجار والأشياء الأخرى المحيطة به، فهي أشياءٌ تخدم وحدة وتوازن الصورة، لذلك يجب أن يكون الرجل العجوز (مركز السيادة) و أول ما يلفت النظر. علماً أن لهذه القاعدة استثناءً وذلك في التصوير المعماري للكتل، والمنشآت المعمارية المتناظرة، والمتوازية، بحيث تحتوي الصورة كتلتين متناظرتين ومتوازيتين. وأفلام المخرج ويس آندرسن قائمة على خرق هذه القاعدة مثل فيلم: (فندق بودابست Grand Budapest Hotel).
العناصر التي تقوي مركز السيادة في الصورة الفوتوغرافية:
الخطوط المرشدة (Guiding Lines): وهي الخطوط التي تساعد على توجيه نظر المتلقي نحو مركز السيادة كطريقٍ طويل، أو صفّ من الأشجار. مما يساعد على تقوية وحدة الشكل في الصورة.

التباين في اللون (Contrast Color): مثلاً: سيادة مساحةٍ قاتمةٍ في وسطٍ فاتح، أو مساحةٍ فاتحةٍ في وسطٍ قاتم، وهنا يستطيع المصوّر أن يحقق مركز السيادة عن طريق التباين اللوني، وذلك بزيادة التعريض الضوئي للعنصر الرئيسي في الصورة، وتقليل تعريض العناصر الثانوية، والتي ستظهر قاتمة. هذا ما فعله الفنان الهولندي ريمبرانت (Rembrant). حيث نلاحظ زيادة شدة السطوع brightness) )لمركز السيادة، وترك باقي العناصر قاتمة. كما يحصل ذلك أيضاً على خشبة المسرح، حيث تسلّط الإضاءة على عنصر السيادة، وهو هنا الممثل الذي يؤدي حواراً، أو حركةً على خشبة المسرح.

السيادة عن طريق الحدة (sharpness): إنّ حدّة الصورة هي زيادة ظهور التفاصيل الدقيقة. فلو زادت حدّة الصورة في مكانٍ ما على حساب الآخر، كان ذلك تأكيدٌ على مركز السيادة للصورة. ؤيتحكم المصور بحدة الصورة عن طريق عدة عوامل منها:
A – فتحة العدسة.
B – عمق الميدان.
D- البعد البؤري للعدسة.
وهي عوامل تحتاج لشرح مفصل.

السيادة عن طريق القرب: حيث يكون الموضوع الرئيسي في مقدمة الصورة Foreground) )وتكون الموضوعات الثانوية في مؤخرتها Background) ).
السيادة عن طريق العزل (Isolation): و ذلك عن طريق وضع جسم ٍ وحيدٍ منعزلٍ في أحد أجزاء الصورة، وتواجد أجسام أخرى متعددة تشغل المساحة المتبقية، كصورة أستاذ مع طلابه، وقد ابتعد قليلاً عنهم، أو صورة جنرال مع جنوده.
السيادة عن طريق الحركة أو السكون Motion)): حيث يسود الجسم المتحرك على العناصر الثابته (لاعب كرة قدم ومن خلفه الجمهور)أو قد يحدث العكس؛ جميع العناصر تتحرك، وعنصر السيادة ثابت (شجرة في مهب الريح).


السيادة عن طريق توجيه النظر: حيث يتجه نظر جماعة نحو شيء معين، مما يدفع المتلقي إلى النظر معهم، وهذا ما يسمى البؤرة البصرية (Visual Focus) وهي تجميع اتجاهات البصر جميعها في بؤرة واحدة، وقد خالف الفنان الانطباعي (أوغست رينوار) هذه القاعدة في لوحة (غداء البحارة)، حيث نجد عيون الأشخاص في اللوحة مشتتة كل في اتجاه. ل أحد ينظر الى الآخر.
بقلم الدكتورالمصور
نزاربدور Nezar Baddour
*******************
للمزيد من الأعمال:






*بقلم الدكتورالمصور: نزاربدور-Nezar Baddour
https://www.facebook.com/nezar.baddour

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.