تجارب فنية ضوئية .. بوصلتها شرقية – آسيوية..

11015879_1019945518020046_1765380215_n
مايجعل التصوير إختراعا عجيبا هو أن مكوناته الأساسية هي الضوء والزمن— جون بيرجر

ما أحوجنا نحن المصورين العرب أن ننهل من معين وتجارب شعوب أخرى في مجال التنمية والتقدم والتقنية الضوئية ..فقد سبق لنا واتخذنا إحداثياتنا وبوصلة وجهتنا من أوروبا وأمريكا..وجعلنا حضارتهم المثال والأنموذج الذي يحتذى به والقبلة أو الكعبة الحضارية التي نطمح للحج إليها أو لتقليدها وزيارتها ويقصدها طلبتنا للتحصيل العلمي..
كلما حاولنا الخروج من رهدة التخلف والضعف ونتصرف دون دراية طامحين للتقليد الأعمى تجاه الغالب ..مع ملاحظة أن ذاك الغرب هو الذي استعمرنا واستنزف ثرواتنا حتى الآن..لذلك ندلف للوصول إلى ضرورة تغيير سمت الزاوية شرقاً نحو تقدم اليابان في تقنيات ومعدات وتجهيزات التصوير الضوئي وصناعته وكذلك نحو المارد الصيني النائم وأيضاً نحو الهند ودول روسيا والدول الآسيوية الأخرى ..التي تحمل بين جنباتها كنوز معرفية وتجارب ضوئية فيها فسحة أمل وفضاءات روحية تشابهنا ورائعة للبحث عن آفاق أرحب..
فقد يسمو المصور فوق الزمان والمكان فيكون كالنجم الساطع الخالد الذي يمكن أن نراه أو نلاحظه في أزمان مختلفة وفي أماكن متباعدة ..ولكن يبقى دوره أن يبهر المتلقي أو الناظر لأعماله..ويشد المتطلع المجتهد نحو إنجازاته وإبداعاته الضوئية متربعاً مانومتر الزمكان بعطاءاته الفنية والإنسانية اللامحدودة..
فهناك مصورين كتبوا سفر التصوير بمداد دم القلب في زمن كان من يحمل كاميرا يعتبر مومس أو جاسوس ..في زمن كان التخلف جاثماً على صدور شعوبنا العربية..ورغم ذلك قدموا الغالي والرخيص لخدمة الفن الضوئي الذي ننعم بدفء عطاءاته وإبداعاته وتقنياته التي تفاجؤنا كل يوم بالجديد..
إن أمم النهوض الآسيوي تستطيع الوفاء وتلبية الكثير من متطلباتنا وهذا ليس تدوير وخصومة مع الغرب بل كتدبير عملي ينتهي بزوال غيوم الشك والريبة التي تكاثفت بيننا وبين الغرب ..سيما وأن العالم أصبح قرية صغيرة وأن الصورة أضحت لغة عالمية موحدة يفهمها الجميع من سكان المعمورة ..
وأستميحكم عذراً بأني سأذكر كلمات صديق مصور كان يدرس في الولايات المتحدة الأمريكة كتب لي بعد أن زار اليابان ..كنت أظن أنني أعيش في أرقى وأعظم بلد في العالم ..؟! ولكني غيرت رأي بعد أن زرت اليابان ..بلد النظافة..والنظام..؟!
وندلف أخيراً للقول بأنه علينا كما قال غاندي: بأن نفتح نوافذنا للشرق والغرب ونأخذ مايناسبنا ونرفض مايخالفنا..لآن عالمنا متداخلة فيه العناصر ولاسيما وأن عصر المعلوماتية والأنتر نت والإتصالات غزى كل بلد ودخل كل منزل دون جواز سفر أو تأشيرة دخول ..فلا ينبغي أن نتلكأ كثيراً في الإختيار وأول ماعلينا تحديده في بوصلتنا الفوتوغرافية هو ماذا نريد ؟!.. ثم نبحث عمن نأخذ عنه علومنا الضوئية بأفضل الشروط وبأقل الخسائر متناغماً ومتلائماً مع ظروفنا وعاداتنا وتقاليدنا مع ثقافة الحفاظ على بيئتنا العربية..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصور : فريد ظفور – سورية.
– مواليد 5-5-1955م.
– حاصل على دبلوم متوسط ( معهد نفط – كهرباء)
– شهادة جامعية من جامعة دمشق – علم إجتماع .
– دبلوم عن التصوير الضوئي من ولاية نيوجيرسي .
– عمل مراسل وصحفي وكتب في بعض الدوريات السورية والعربية .
– مراسل مجلة فن التصوير اللبنانية الورقية في سورية .
– حصل على جائزة من مجلة فن التصوير اللبنانية وجائزة من نادي فن التصوير في سورية .
– شارك في العديد من المعارض الجماعية في سورية .
– يعمل في محل تصوير خاص منذ 1977م.
– مدير عام موقع ومنتديات المفتاح .
– مدير مجلة المفتاح الإلكترونية .
– رئيس تحرير مجلة فن التصوير الضوئي الإلكترونية ..
– يحضر لعمل موسوعي ( قاموس عن التصوير الضوئي ) مع مجموعة من المختصين منذ 25 عاماً..
أخوكم المصور والصحفي :
فريد ظفور – سورية

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.