ما هو فن الكولاج؟ أنواعه وتاريخه

ما هو فن الكولاج؟ أنواعه وتاريخه
نُشر في 29 نوفمبر 2021
ما هو فن الكولاج (Collage)؟
فن الكولاج من الفنون البصرية التي يعتمد على تجميع قطع متداخلة لتشكيل عمل فني، قد تكون هذه القطع أوراق أو أنسجة أو أي مادة أخرى قابلة للتشكيل، ولبناء الكولاج يجب قطع وقص هذه المواد بالشكل المطلوب وترتيبها مع بعضها البعض ولصقها على سطح العمل،[١] وقد تتضمن المواد المستخدمة في بناء الكولاج الرسم أو عناصر أخرى ثلاثية الأبعاد، واشتُق مصطلح الكولاج من المصطلح الفرنسي papiers collés أو découpage المُستخدم في وصف تقنيات لصق قصاصات الورق على سطح ما، واستُخدمَ هذا المصطلح للمرة الأولى في أوائل القرن العشرين.[٢] ومن الجدير ذكره أن مصطلح الكولاج ابتكره الفنانَيْن التكعيبيين بابلو بيكاسو وجورج براك، عندما عملا معًا لإنشاء أعمال فنية تتبع هذا الأسلوب في عام 1910.[٣]
أنواع فن الكولاج :
لفن الكولاج أربعة أنواع تختلف باختلاف المواد المُستخدمة فيها، وفيما يلي تعريف بها:

ورق الكوليه: اشتُق هذا المصطلح من المصطلح الفرنسي الذي يعني الورق الملصق أو الورق المقطوع، ويعتمد هذا النوع على تجميع الورق المطبوع أو المزخرف وتطبيقه على سطح العمل، وغالبًا ما يكون سطح العمل مصنوعًا من القماش، وكانت أعمال بابلو بيكاسو وخوان جريس المبكرة من أبرز الأمثلة على هذا النوع من فن الكولاج.[٤]
ديكوبج: اشتُق هذا المصطلح من الكلمة الفرنسية découper التي تعني القطع، واستخدم هذا المصطلح بدايةً لوصف صناعة الأثاث والديكور في القرن السابع عشر، ويعتمد هذا النوع من فن الكولاج على ترتيب قصاصات الورق الملونة ولصقها بطريقة الطبقات لصنع عمل فني، ويُنهي الفنان عمله بطبقة من الورنيش، ومن الأمثلة على هذا النوع من فن الكولاج لوحة الفنان هنري ماتيسي بعنوان “العاري الأزرق”.[٤] وارتبط هذا المصطلح ارتباطًا وثيقًا بحركة الواقعية الجديدة التي تأسست عام 1960.[١]
فوتومونتاج أو التركيب الضوئي: يعتمد هذا النوع على تجميع الصور التي ترتبط ببعضها لتشكيل صورة نهائية،[٥] ووجود برامج تحرير الصور الحديثة سهلت كثيرًا من عملية إنشاء تركيب الصور في هذا النوع من فن الكولاج.[٤]
التجميع: في هذا النوع يُنشئ الفنان صورًا ثلاثية الأبعاد بإضافة عناصر ومواد على سطحٍ مستوٍ، ومن أشهر فناني التجميع في القرن العشرين الفنان بابلو بيكاسو الذي استخدمَ قصاصات معدنية في بعض أعماله، والفنان الآخر هو روبرت راوشنبرغ الذي جميع بين المواد والألوان لإنشاء نقوش.[٤]

تاريخ فن الكولاج ومراحل تطوره:

بداية فن الكولاج:
بدأ الكولاج كشكل فني في الفترة الفنية التكعيبية وخاصة التكعيبية الاصطناعية أو التركيبية الممتدة من عام 1912 حتى عام 1914، وابتكر هذا الفن بابلو بيكاسو وجورج براك،[٦] وبدأ الفنانان تجربتهما باستخدام القماش المطبوع وقصاصات الورق المنقوش ولصقها على أسطح ملساء، وكانت لوحة بيكاسو التي أنشأها عام 1912 من أبرز الأمثلة على هذا الفن، فدمج فيها بيكاسو عناصر مطلية وقماش زيتي مطبوع وحبل وضعه على شكل إطار، وشكل هذا النوع الفني حينها خروجًا عن النمط التقليدي في الفنون الجميلة.[٥]

فن الكولاج خلال الحركة الدادائية:
نتجت هذه الحركة بعد الحرب العالمية الأولى، فبسبب الجنون السياسي الذي كان سائدًا حينها وبسبب أهوال الحرب ظهرت هذه الحركة الفنية في مدينة زيورخ كرد فعل على حماقة الحرب وأهوالها، ويعتمد الدادائيون في فنونهم على السخرية والابتعاد عن المنطق والواقع.[٧] واستوحى الدادائيون أعمالهم من أعمال بابلو بيكاسو وجورج براك، وجربوا فن الكولاج لأول مرة في عشرينيات القرن الماضي، وابتكروا شكلًا جديدًا له بعيدًا عن نهج تصوير الحياة الساكنة الذي انتهجه التكعيبيون، فتضمنت أعمالهم مجموعة واسعة من الأيقونات والصور المُعاد تفسيرها لتصوّر أشكالًا موجودة في خيالاتهم، ودمج الدادائيون موادًا أخرى أكثر إبداعًا من التكعيبيين مثل قصاصات المجلات وأغلفة الحلويات والحليّ ثلاثية الأبعاد، وبهذا خرج الدادائيون عن المفاهيم التقليدية في الفن وطوروا فن الكولاج.[٣]

فن الكولاج خلال الحركة السريالية:
السريالية حركة فنية وأدبية ازدهرت في أوروبا بين الحربين العالميتين الأولى والثانية، ونمت أساسًا من الحركة الدادائية، ولكنها اتبعت نهجًا مختلفًا، فلم تركز الحركة السريالية على النفي والخروج عن المنطق والواقع وإنما ركّزت على التعبير الإيجابي، وربطت الحلم والخيال بالعالم العقلاني.[٨] وفيما يخص فن الكولاج تبنى السرياليون تقنيات قص الورق ولصقه واعتمدوا في تشكيل أعمالهم على العقل الباطن وأنتجوا مجموعات واسعة وفريدة من الأعمال الفنية التي اعتمدت على الصور الفوتوغرافية والرسوم التوضيحية والورق الملون والألوان.[٣]

فن الكولاج وفن البوب
في منتصف القرن العشرين برز تأثير فن الكولاج على حركة فن البوب، وظهر هذا التأثير في أعمال الفنان البريطاني ريتشارد هاميلتون، وفي أعمال آندي وارهول وروي ليختنشتاين التي عُرضَت في معرض سيدني جانيس في نيويورك عام 1962، أما اليوم فما زال الفنانون يستخدمون الطريقة التقليدية في فن الكولاج، وهي قص الأوراق والمواد ولصقها، ولكن هذا لا يمنع من استخدام الوسائل الحديثة كالبرامج الرقمية لإنشاء أعمال جديدة وأشكال فنية فريدة.[٤]

أشهر فناني الكولاج
فيما يلي معلومات عن أشهر فناني الكولاج:[٩]

هانا هوش (Hannah Höch): فنانة ألمانية، تحدت المكانة المهمشة للمرأة في ألمانيا خلال القرن العشرين، وكانت من الفنانات الرائدات في عصرها، ومن أشهر لوحاتها “القطع بسكين مطبخ” التي أظهرت مهارتها وتقنياتها في توليف المواد المُستخدمة، وهي من أتباع الحركة الدادائية.
كيرت شويترز (Kurt Schwitters): فنان ألماني، طوّر من المواد التي يمكن استخدامها في فن الكولاج، واستخدمَ الأخشاب، وألواح الجص، والعجلات، والقطن، وهو من أتباع الحركة الدادائية أيضًا.
راؤول هوسمان (Raoul Hausmann): هو فنان أسترالي، كان رسامًا وتخلى عن الرسم في عام 1923 ليركز على التصوير الفوتوغرافي، واحتوت أعماله في فن الكولاج على الصور الفوتوغرافية والصور التوضيحية.
مان راي (Man Ray): فنان أمريكي ارتبط بالحركات الدادائية والسريالية بطريقة غير مباشرة، وساهم في التصوير الفوتوغرافي للأزياء والصور الشخصية، واعتمد في فنه على تركيب الصور.
إيلين أجار (Eileen Agar): فنانة بريطانية، وهي الفنانة الوحيدة التي قبلتها المجموعة السريالية بشروطها الفنية الخاصة، وتُظهر إيلين في فنها السخرية والفكاهة، وأدخلت إلى أعمالها الأحجار الكريمة.
جوزيف كورنيل (Joseph Cornell): تأثر جوزيف بالسرياليين، واعتمد في فنه على التجميع الأمر الذي نقل فن الكولاج إلى اتجاهات جديدة، وكان يجمع المواد التي يستخدمها في أعماله الفنية من المكتبات ومحلات التحف في أمريكا.
نانسي سبيرو (Nancy Spero): صوّرت نانسي اهتماماتها السياسية والاجتماعية والثقافية في فنها، ومن أبرز أعمالها “ملاحظات في الوقت المناسب” المستوحاة من اللفائف الإغريقية وقصة ملحمة طروادة، ويتكون عملها الفني هذا من 24 لوحة و96 اقتباسًا من بينها قصائد شعرية.
جون ستيزاكر (John Stezaker): فنان بريطاني تحدى في أعماله هيمنة حركة البوب الفنية، واستخدم في أعماله الفنية صور بورتريهات لرجال أنيقين ونجوم هوليوود تعود لخمسينيات القرن الماضي، ومزجها ببطاقات بريدية لمناظر طبيعية.
جيسي تريس (Jesse Treece): استخدمت هذه الفنانة المجلات والقدم الفنية في أعمالها من فن الكولاج، واعتمدت على الأسلوب السريالي.
أنغريت سولتاو (Annegret Soltau): اعتمدت هذه الفنانة الألمانية في أعمالها على صور لوجهها وجسدها، وجمعتها مع بعضها بخيط أسود، فكان لها أسلوبها الفريد في فن الكولاج.

*******************************************************

الفرق بين فن الكولاج والديكوباج

ميريه جراح – صحافة وإعلام
نُشر في 14 ديسمبر 2021م
يشترك فنا الكولاج والديكوباج في مفهومهما الأساسي؛ فكلاهما فنون بصرية تعتمد على الورق كمادة عمل أساسية، وعلى آلية التجميع والإلصاق لتشكيل عمل فني له فكرة محددة، ويعود تاريخ كلا الفنين إلى القديم فهما ليسا بالفنون الجديدة وعملت بهما الحضارات القديمة، ولكن على مر العصور تطورا وأُدخلت إليهما خامات عمل وتقنيات جديدة، ومع أنهما فنان متشابهان إلا أن لكلٍّ منهما عناصر مميزة وآليات فريدة في تجميع الورق.

الفرق بين فن الكولاج والديكوباج

تعريف فن الكولاج (Collage)؟
فن الكولاج من الفنون البصرية التي تعتمد على الجمع بين مجموعة من المواد لتشكيل عمل فني، واشتُقَ اسم كولاج من الكلمة الفرنسية collér التي تعني الغراء، وذلك لأن الغراء هو المادة الأساسية التي تُستخدم للصق الصور وتجميعها مع بعضها البعض، ويُذكر أن هذا الشكل الفني قديم وتعود أصوله إلى القرن العاشر عندما استخدمه اليابانيون، ويمكن أن تكون المواد المكوّنة لفن الكولاج صور أو مطبوعات أو حتى عناصر أخرى مثل الأخشاب والنسيج وغيرها.[١] ولا يُشترط أن ترتبط قطع الصور التي تكون فن الكولاج ببعضها، فيمكن أن تكون من خامات مختلفة وقصاصات مختلفة من الصحف والمجلات والصور الفوتوغرافية وحتى تذاكر السينما، وأي شيء يمكن توظيفه في خدمة العمل الفني، حتى الأزرار والأزهار والشرائط.[٢]

تعريف فن الديكوباج (Decoupage)؟
الديكوباج من الفنون البصرية أيضًا، ويعني فن قص الصور وترتيبها على سطح خشبي أو معدني أو زجاجي، لتشكيل عمل فني ذو موضوع معين، ويسرد قصة ما، ونشأ فن الديكوباج في فرنسا في القرن السابع عشر، متأثرًا بتقليد الصينيين القدماء في قطع الورق ولصقه، وقص الورق عند الشعوب السيبيرية وفي الفن الشعبي البولندي، وكان الهدف منه في فرنسا تزيين خزائن الكتب والخزائن العادية وقطع الأثاث الأخرى، وبحلول القرن الثامن عشر انتشر فن الديكوباج في مختلف دول أوروبا، وأصبح من الهوايات العصرية فيها.[٣] واشتُق مصطلح ديكوباج من الكلمة الفرنسية découper التي تعني القطع، وتعتمد تقنية هذا الفن على قص الورق ولصقه على سطح العمل ومن ثم طليه بالورنيش للحفاظ عليه.[٤]

المواد المستخدمة في فن الكولاج
في فن الكولاج يمكن استخدام المواد الآتية:[٢]

سطح العمل: في البداية يجب اختيار المكان الذي ستُلصَق عليه الخامات الأساسية للعمل الفني، ويمكن أن يكون لوحات قماشية أو ورق مقوى، أو ألواح.
المادة اللاصقة: يجب أن تختار المادة اللاصقة المناسبة للعناصر المُستخدمة في صنع لوحة الكولاج.
أدواة القطع: وهي الأدوات التي ستقص فيها عناصر اللوحة، مثل المقصات والسكاكين، ويجب أن تتناسب معها، فمثلًا يُستخدم المقص لقص الورق في حين أنه لن ينفع في قص الأخشاب على سبيل المثال.
الخامات الأساسية: وهي الصور التي ستقصّها لتشكّل عملك الفني، ويمكنك استخدام أي شيء تقريبًا، مثل المجلات والصحف، والكتب، ورسائل البريد، وتذاكر السفر القديمة، والصور الفوتوغرافية، وأوراق تغليف الهدايا.
عناصر إضافية: يمكنك إضافة عناصر أخرى إلى عملك الفني، فيمكن الرسم على لوحة الكولاج باستخدام الأقلام والألوان، كالألوان المائية وألوان الأكريليك، والباستيل وغيرها.

المواد المستخدمة في فن الديكوباج
يمكن استخدام المواد الآتية في فن الديكوباج:[٤]

المواد الخام: مثله مثل فن الكولاج يمكن استخدام أي شيء تقريبًا لصنع الديكوباج، مثل البطاثات البريدية، والصور الفوتوغرافية، والأنسجة، ولكن يجب ألا تتفاعل هذه المواد مع الغراء والورنيش لتبقى محافظة على شكلها وألوانها.
المادة اللاصقة: يمكن استخدام المواد اللاصقة المناسبة للخامات التي استخدمتها، ولكن يستخدم الفنانون عمومًا الغراء للصق خامات فن الديكوباج.
الورنيش: هو المادة المميزة لفن الديكوباج والخطوة الأخيرة فيه، فالورنيش يحافظ على المواد ويعطيها مظهرًا لامعًا.
أدوات القطع: تشتمل هذه الأدوات على المقصات بمختلف أنواعها، بما يتناسب مع المواد المُستخدمة.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.