تشتهر سورية بصناعة الأواني المنزلية من الفخار -أرمناز بإدلب والرقة=Salman AlAhmad

Salman AlAhmad

تشتهر سورية بصناعة الأواني المنزلية من الفخار وهناك مدن كأرمناز في إدلب والرقة تشتهر بنوعية خاصة من هذه الصناعة التي يعود تاريخها إلى الفينيقيين منذ نحو ثلاثة آلاف عام والذين نقلوا الفخار السوري إلى العالم حيث حطت سفنهم الشهيرة.
ويحاول محمد عرابي البالغ من العمر 73 عاما أن يعيد هذه الصناعة إلى سابق تألقها بعد أن انحسر الاهتمام والعمل بها نتيجة تطور الأواني المنزلية المصنوعة من الستانلس الستيل والزجاج وغيرها أملا أن تحقق صناعته مزيدا من الازدهار وفرص العمل.
وعرابي الذي تحول من صانع للأواني المنزلية المعتمدة على الستانلس ستيل إلى حرفي يصنع أواني الفخار بدأ مشواره المهني هذا مع المعدن منذ 1971 عندما زار معرض ايتمار سكستيل الفرنسي للصناعات النسيجية وفاجأه أن أغلب الأدوات المعروضة هناك مصنوعة منه وهي مادة لم تكن معروفة في سورية أنذاك إلا بشكل بسيط.
وباعتباره كان يعمل مهني خراطة برقت في ذهنه فكرة أن يصنع الأدوات التي تستخدم في صباغ النسيج من ذلك المعدن لمواصفاته الخاصة كعدم تأثره بالالوان والاصباغ والمواد المستخدمة في الصناعات النسيجية وأحواض وحلل الصباغة وهكذا بدأ باستيراد ألواح الستانلس ستيل من فرنسا وعدد من الدول الاخرى.
ومع مرور الوقت بدات القطع الزائدة من الالواح تزداد لديه ففكر في صناعة الصحون وأدوات المائدة منها ونجح الامر ثم اصبح يصنع أدوات المائدة ويقول عرابي أنه في عام 2004 قرأ مقالا عن الفخار واستعماله كآنية للطبخ في الأرجنتين وورد فيها أن الدراسات تؤكد أن محتوى البندورة من الحديد ازداد بمقدار 25 ضعفا بعد طبخها بتلك الآنية مع أهمية عنصر الحديد في الاستقلاب العضوي.
ويضيف عرابي انه ذهب في جولة في أنحاء سورية للبحث عن تربة الفخار وافضل صانعيه وكذلك في لبنان وتركيا وفوجئ بأن مدينة كوتاهية التركية تصدر أفضل أنواع الصحون والآواني المنزلية المصنوعة من البورسيلين إلى أفخم المطاعم حول العالم في ألمانيا وانكلترا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية.
واكتشف عرابي عبر بحث على الانترنت أن افضل انواع التربة التي يصنع منها الفخار موجودة في سورية مشيرا إلى أنه بدأ في هذه المرحلة بصناعة الأواني الفخارية إلى جانب صناعة الأواني من الستانلي الستيل.
وأوضح أن هناك نوعين من الآنية الفخارية الأولى التقليدية التي تستعمل في غالبيتها لتبريد الماء والفخار الذي يعامل بمادة الغليز أي الزجاج.
وأشار إلى أن آنية الفخار إذا استعملت في الطبخ كما ذكرت الابحاث الطبية تحتفظ بالفيتامينات والأملاح المعدنية للخضار واللحوم المطبوخة بداخلها وتمنع تفككها وبالتالي تصبح ذات فائدة غذائية أكبر.
وبين عرابي أنه حصل على نماذج لأوان فخارية تستعمل في المطبخ في عدد من دول العالم المشهورة بصناعة الأواني المنزلية تباع بأسعار عالية ما يشجع على عملية تحويل حرفة صناعة الفخار الوطنية إلى صناعة يمكن أن تكون عائداتها التصديرية كبيرة جدا وتشغل أعدادا كبيرة من الأيدي العاملة.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.