*ملخص كتاب كيث وايتلام": ايقاعات الزمن/اعادة سرد تاريخ
فلسطين/ترجمة د. لمى سخنيني/العائدون للنشر/2022:
*تلخيص وتقديم وتعليق م.مهند عارف النابلسي/عمان-الاردن

أنصح كل الفلسطينيين في الوطن والشتات والمهجر باقتنائه واعتماده
كمرجع وأقدم هنا ملخصا دالا لأهم فقراته/223 صفحة/في ست صفحات
*خلال الانتخابات التمهيدية في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2012 ، ادعى نيوت غينغريتش (وهو
سياسي ومؤلف ومعلم تاريخ امريكي، شغل منصب رئيس لمجلس النواب الأمريكي، ورؤيته قريبة جدا من
نظرة نتنياهو)، أن الفلسطينيين هم شعب مخترع.وان لاسرائيل الحق في اقامة دولة، وأن فلسطين هي جزء من
الامبرطورية العثمانية، وان الفلسطينيين هم جزء من المجتمع العربي، وبامكانهم الذهاب الى اماكن
كثيرة…وغينغريتش يكرر نفس ادعاء غولدا مائير بان الفلسطينيين غير موجودين، وظهر نفس الادعاء في
كتاب "من الزمن السحيق" /1984 لجوان بيترز، وكان من أكثر الكتب مبيعا في امريكا، ليثبت فيه بأن
الفلسطينيين هم جميعا مهاجرون جدد الى مناطق مأهولة باليهود في فلسطين السابقة، خلال فترة الانتداب
البريطاني (1920-1948)، لكن هذا الكتاب ما لبث ان خسر صدقيته على يد المؤرخ الاسرائيلي "نورمان
فينكلشتاين" قبل بضع سنوات، حيث أظهر هذا الأخير أن الكثير من تلك الأدلة قد تم تلفيقها. (ص.5-7).
**لا يوجد أي ذكر في هذه الخطابات لماضي فلسطين. فيبدو الفليسطينيون وكان جذورهم
سطحية وضحلة في التربة الحديثة. ولكن ثلاثة آلاف سنة من التاريخ لمختلف السكان،
التحركات ، والرحلات التي لا حصر لها على طول الساحل، أو الطريق من قبل التجار والبدو،
او صعود وسقوط مدنها وقراها التي تم تجاهلها وكأنها لا علاقة لها بسكانها المعاصرين.
وهكذا بما أن لا سيطرة للفلسطينيين على الماضي، فلا سيطرة لهم على المستقبل.(فهذه هي
النية الخبيثة المقصودة هنا؟).

***انه بناء متخيل للشرق، عالم مطهر من السكان الفلسطينيين الحقيقيين وثقافتهم الأصلية ،
واذا شعرت بالعطش والجوع في رحلتك، يمكنك الذهاب الى مقهى واحة النخيل والاستمتاع
بشراب الجمل الظامىء المبرد او "بيرجر جالوت".(ص.15)
****وكما قال كارلو ليفي في مذكراته (توقف المسيح عند ايبولي): لم يأت أحد الى هذه الأرض الا كعدو أو
فاتح او زائر، وكان يفتقد الفهم فاليوم تمر المواسم على كدح الفلاحينن تماما كما فعلت قبل ثلاثة آلاف سنة قبل
ميلاد المسيح(ص.38-39)
*****ان نمو "تل نامي" الذي يقع على الساحل في جنوب حيفا الحديثة خلال العصور البرونزية الوسطى
والمتأخرة (2000-1200 قبل الميلاد) ينير بصيرتنا، على حد تعبير منقبي الاثار، فنامي هو "نافذة على
الاتصال البري الشرقي والتجارة الساحلية للبحر المتوسط".(ص.66)
******ان أحد اهم المؤشرات على ازدهار فلسطينن خلال تلك الفترة، هو المركز الضخم في حاصور، الذي
بلغ ذروة ازدهاره في الفترات البرونزية الوسطى والمراحل المتاخرة (غطى حجمها أكثر من 200 فدان)،
نتيجة لموقعها الاستراتيجي على طرق القوافل بين بلاد النهرين وسورية، فحاصور كانت المدينة الفلسطينية
الوحيدة التي نافست المدن السورية، مثل ايبلا وقطنا…(ص.68)
*******وعلى العكس من فلاحي القرى ف شمال اوروبا، الذين ظلوا مرتبطين بقطعة الأرض نفسها على مدى
قرون، كان على سكان الريف في فلسطين أن يكونوا مستعدين للتكيف والانتقال، واحيانا بشكل دائم. ان
فسيفساء البيئة الطبيعية التي تشكلت منها فلسطين تشجع على الحركة بين السهل الساحلي والتلال الداخلية
والسهول، كجزء من الايقاعات العادية للتاريخ والجغرافيا الفلسطينية.(ص.98)
********ماذا جرى في القدس خلال 2022؟..  تهويد وتهجير واستيطان وتصعيد إسرائيلي تجاوز الحدود
وتنفيذ لأخطر مخطط: وأوضح التفكجي: “من خلال المراقبة السنوية التي لاحظناها داخل القدس فإن عملية
التهويد تشمل كل شيء، بمعنى تغيير المشهد العام في المدينة وإقامة البؤر الاستيطانية وحسم البرنامج الإسرائيلي
في قضية القدس الذي يسير بوتيرة متسارعة… وفي ذات الوقت، أبلغ منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في
الشرق الأوسط تور وينسلاند، جلسة لمجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي، أن إسرائيل دفعت خلال 2022
خطط بناء 3 آلاف و100 وحدة استيطانية بالقدس الشرقية.
وأضاف: “وبما لا يقل خطورة لاحظنا الزيادة في محاولات أداء طقوس تلمودية وصلوات خلال الاقتحامات
وخاصة في الناحية الشرقية من المسجد، مع تسجيل سابقة رفع العلم الإسرائيلي في باحاته من قبل متطرفين، مع
تصاعد دعوات التقسيم الزماني والمكاني" للمسجد بين المسلمين واليهود.”.
ثانيا، أشار الحموري إلى “ازدياد عمليات هدم المنازل، حيث تم هدم ما يزيد عن 150 منزلا بدعوى البناء غير
المرخص، مع وجود أكثر من 20 ألف منزل تحت خطر الهدم.
*********اذا كانت الحبوب هي السمة المهيمنة للتاريخ الفلسطيني القديم-"ارض الحنطة والنبيذ
ارض الخبز وكروم العنب"-فان ايقاعات السنة الزراعية هي التي شكيلت حياة سكان قرى
المرتفعات..(ص.105)
**********كان القرويون في العصر الحديدي المبكر يكافحون يوميا بأدوات بدائية-مثل
:شفرات المحاريث والفؤوس والمناجل(ص.107)

***********فعلى سبيل المثال، كانت عزبة صارتة، القابعة على الحدود الغربية للمرتفعات
المطلةعلى ا لسهل الساحلي، تحتوي على ما يصل الى 43 صومعة حجرية مصفوفة، محولة
قرية الحادي عشر قبل الميلاد الى مشهد قمري.(ص.113)

************ونتساءل: ما هو المطلوب لموازنةالعدد المتزايد من السكان في قرى المرتفات؟ لقد قيل ان عزبة
صارتة كانت تضم حوالي 150 نسمة، وكانت محاطة في دائرة نصف قطرها ثلاثة كيلومترات بحوالي 7000
فدان من الأرض، نصفها كان مزروعا والباقي يستخدم في المراعي. وتشير التقديرات الى انه قد زرع حوالي
500 فدان بالحبوب، وتم انتاج ما يكفي من الحبوب لاعالة 150 شخصا، كمتوسط سنوي.(ص.116)
*************أرض مزروعة بالفلاحين:خلال العصور الحديدية والبرونزية والرومانية و لبيزنطية الخ
(ص.129—138).
**************احياء المدن:نهوض المدن الساحلية: وبالمثل قبل قرن من الزمان تقريبا، استخدم ظاهر العمر
عكا كقاعدة لسلطته لنها كانت مركزا للتجارة مع اوروبا واستفاد بشكل كبير من تجارة القطن مع الجليل، هذا
ببساطة هو استمرار للاتصال المتجذر في الماضي القديم.(ص.162)
***************فسيفساء (مزيج) المدن:فحاصور كمثال مرة اخرى، كما ظهرت في القرن التاسع كمدينة
متىلفة، مثيرة للاعجاب، وتضم مباني حجرية واعمدة مزخرفة برؤوس منحوتة ب دقة، ونظام مياه جوفية،
ومرافق تخزين عامة، ومنازل مبنية على طول سبلسل من الشوارع.(ص.167)
***************فمثل هذه المشاريع الهندسية الجريئة وادارة العداد الكبير في
ااريخ0 فلسطين، حيث تشهد على ذلك الانشاءات المثيرة للاعجاب في مدن مختلفة
في العصر البرونزي الأوسط: فلا يسعنا الا ان نتخيل مشقة ومعاناة اولئك الذين
اجبروا على سحب اطنان التراب والحجارة اللازمة لاستكمال هذه المنشىت التي
تترك علماء الاثار والمؤرخين في رهبة من تلك الانجازات.(ص.170)

****************فلماذا تم تجاهل نابلس: كما يبدو بعد كل شيء كانت نابلس
هي التي في المنافسة من اجل السيطرة على التلال الشمالية في أواخر العصر
البرونزي وفقا لرسائل العمارنة وكان من الممكن له أن تكون مركزا هاما مرة
اخرى في الفترة الهلنستية. وقد اندهش كوندر من موقعها ومزاياها الطبيعية:
وبالفعل يمكن القول أن نابلس يمكن اعتبارها العاصمة الطبيعية لفلسطين. ان
وضعها المركزي، وسهولة الوصول اليها، وامداداتها المائية الرائعة هي مزايا لا
تتمتع بها أي مدينة اخرى في الأرض.(174-175)
كما أن لديها امكانية الوصول الى وادي خصب وقد وصفها كوندر نفسه (وهو
مؤرخ ومستشرق ورحالة) على النحو التالي:(ص.175)
(نابلس هي) الأكثر رفاهية في فلسطين ، جداول طويلة وتغذيها ما لا يقل عن
ثمانين نبعا (وفقا للسكان الأصليين) تتدفق في منحدرات التلال وتضخ في الوديان
العميقة، وحدائق تحيط بجدران المدينة، التين والجوز والتوت والبرتقال والليمون
والزيتون والرمان والكروم والخوخ وجميع أنواع الخضروات التي تنمو بكثرة،
واوراق اشجار خضراء وجداول متلألئة هي بهجة العين. (ص.175)
*وأضاف “سأترك زنزانتي، والأفكار فجأة تتزاحم، وتتراقص على عتبة ذهني وتشوشُ عقلي فأتسائل محتارًا
على غير عادتي إلى متى يستطيعُ الأسير أن يحمل جثته على ظهره، ويتابع حياته والموت يمشي معه، وكيف
لهذه المعاناة، والموت البطيء أن يبقى قدرهُ إلى أمدٍ لا ينتهي، في ظل مستقبلٍ مجهول، وأفق مسدود، وأمل مفقود
وقلقٌ يزداد مما نشاهدُ، ونرى من تخاذلٍ، وعدم اكتراث أمام استكلاب عصاباتٍ تملك دولة، توحشت، واستقوت
بخذلان العالم، على شعب أعزل، حياته تُنهش كل يوم دون أن يشعر أنّ جروحه قد لا تندمل وأن لا أمل له بحياةٍ
هادئة ومستقرة، ومع ذلك بقي ندًا، وقادرًا على الاستمرار…
*“سأترك زنزانتي”.. رسالة مؤثرة من الأسير كريم يونس قبل معانقته الحرية بعد 40 عامًا بالأسر:
****************وتماما كما تحولت عكا، في القرن الثامن عشر الميلادي ، من مدينة غير مهمة نسبيا ،
الى مركز عمليات ظاهر العمر لأنها أصبحت بوابة للتجارة الاوروبية ونقل القطن(ص.176)
*ومع ذلك، فقد كان مقدرا للقدس ان تتحول من بلدة صغيرة منعزلة تبلغ مساحتها ما بين عشرة الى اثنى
عشر فدانا في القرن العاشر قبل قبل الميلاد، مما يعكس نقص السكان في محيطها، الى موقع يغطي 150
فدانا بحلول القرن السابع قبل الميلاد. ويبقى اللغز كيف تمكنت القدس من تحقيق هذا المركز المهيمن في
نهاية العصر الحديدي عندما كانت بالكاد قد خرجت من الريف قبل بضعة قرون…وبمرور الوقت الذي توسعت
فيه القدس وغطت التلة الغربية محاطة بجدار مثير للاعجاب يضم مباني جديدة، حيث أصبحت المنطقة
المحيطة بالقدس تتخللها مزارع وقرى ومدن ريفية صغيرة…ومع ازدياد السكان تنامت شهيتهم…ولكن ما
الذي حفز تحول الريف ونمو القدس في تلك الأزمان؟ (ص.183)
****************** كما اخبرنا كوندر بان الموقع بكامله مغطى بتربة غنية بعمق 19 اقدام، وانه لهنا تنضج
الثمار قبل مناطق فلسطين الاخرى". حيث تمتلك عسقلان الكونين الضرورين، وهما نقطة الوصل والخصوبة، لتصبح
واحدة من ابرز المدن في فلسطين….كما اشار ستانلي الى الحدائق التي تحيط بالمدن الواقعة في السهل الساحلي: غزة
واسدود وعقرون وعسقلان ويافا.(ص.190).

*******************ثم في العصر الحديدي المتاخر، استفادت عسقلان من التجارة التي انشئت عبر المدن االفنيقية: فان
اكتشاف كميات كبيرة من جرار التخزين الفينيقية ،الى جانب اطباق والواح، يبين أهمية موقع عسقلان في العلاقة
التجارية: وكما يبدو فان عسقلان كانت نقطة عبور رئيسية لتوزيع النبيذ المحلي وزيت الزيتون من تل مقنة عبر الشبكة
التجارية الفينيقية حول البحر المتوسط(ص.191)

********************تكامل الماضي الفلسطيني: كمثال فقد كانت حاصور ، التي
تغطي حوالي 200 فدان اكبر مدينة في فلسطين قبل الفترة الهلنستية، في حين ان عددا من المدن الكبيرة الاخرى،مثل عسقلان 0على
مساحة 150 فدانا) والكابري (85 فدانا) كانت اكبر بكثير من القدس …(ص.210-211).
لقد تعاملت التقارير الواردة من الرحالة الاوروبيين مع السكان المعاصرين ليس باكثر من انهم مجرد ممثلين في الدراما التوراتية المستمرة،
وهكذا اكدت للجماهير الغربية بان السكان الأصليين متخلفون وبدائيون: وقد ساهمت مثل هذه التقارير في تبرير المغامرة الامبريالية، من خلال
الادعاء بان القوى الغربية منحت وما زالت الحضارة للسكان البدائيين، وساهمت ايضا في استعادة المنظر التوراتي (المزيف): فاصداء ومحاولات
تبرير الغزو الأمريكي للعراق كمصدر "للديموقراطية"، وبالتالي جلب الحضارة الى الشرق الأوسط ، فقد نقول ان الاستعمار موجود دائما في
ماضي فلسطين، ومع ذلك، وعلى الرغم من ان الاستعمار موجود دائما، الا انه لا يزال يتماشى مع ايقاعات ماضي فلسطين.(ص.215).
********************ان نابليون واللورد دوفرين ففي مصر عام 1882، والجنرال مود في بغداد عام 1917،والجنرال اللنبي في القدس عام
1918، والجنرال غورو في دمشق عام 1920وكثيرين غيرهم، ادعوا ادعاءات مشابهة مماثلة حول الفوائد العظيمة التي حملوها معهم الى
الشرق الأوسط. ان التبرير الأمريكي والبريطاني الحالي لغزو العراق، من حيث التحرير ونشر الديموقراطية وحماية الحضارة، لا يختلف كثيرا
عن الطرق التي مارسها الملوك الشوريون والبابليون وغيرهم مبررين استخدامهم للقوة في جميع انحاء المنطقة (ص.216-217).

*استمرار الاستفزازات لإشعال المنطقة… حملةٌ لتوسيع السيطرة اليهوديّة على
الأقسام الحساسّة بالقدس المُحتلّة: مجموعةٌ متطرّفة وبدعمٍ حكوميٍّ ستُنقِّب عن
“بركة سلوان التوراتيّة” وتركيّا ستُعيد نقشًا منها لإسرائيل/رأي اليوم اللندنية/4-
1-2023

********************انها ايقاعات الزمن التي تقوض البنى التي هي معرضة دائما. فلقد
كانت الهياكل السياسية المختلفة وعملاؤها الذين سعوا الى السيطرة على فلسطين، عابرة
ومتحركة على امتداد التيارات العميقة لفلسطين. (ص.219).
********************وعلى الرغم من الاحتلال الحالي-الاستخدام المفرط للقوة
والارهاب لاخضاع السكان الأصليين او اعادة هيكلة الماضي من قبل الامبريالية
"والصهيونية التلمودية"—فلا يزال من الممكن قياس ماضي فلسطين بشكل
مختلف:فقابلية السكان للتكيف في مواجهة قوى الطبيعة وقوى الحضارة المستبدة
كما جاء بكلمات كارلو ليفي:"ما أوجد تاريخ فلسطين هو التغير المستمر للمناطق
المختلفة فيها، بالاضافة الى أنها حلقة وصل بين مناطق العالم المختلفة. انها

ايقاعات الزمن التي استرشدت بها الأغلبية الساحقة من السكان، في الوقت
الحاضر."…يتميز تاريخ فلسطين بالمحصلة بالايقاعات البطيئة الحركة، واتصال
المناطق المختلفة بعضها البعض، وقدرة السكان على التكيف والتحرك، في اتصال
دائم مع الفترات السابقة واللاحقة(ص.221-222).لكن انقسام االفلسطينيين
أنفسم يشجع الاسرائيليين على الاستهتار بهم وتجاهل طلباتهم المشروعة لانشاء
كيان فلسطيني مستقل معترف به دوليا يكون ند قوي للاحتلال الغاشم الفاشي(أي
دولة مستقلة ذات مواصافات كاملة)/ملاحظة كاتب التلخيص/(انتهى)

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.