تكريم رائد التصوير الضوئي الدكتور خليل مظهر

القدس العربي – 17-Aug-2007

يق55

القاهرة :- بمشاركة أكثر من مئة وخمسين فنانا تشكيليا انقضت فعاليات مهرجان صالون النيل للتصوير الضوئي الخامس وذلك تحت إشراف اللجنة الدائمة للصالون المكونة من كل من الدكتور سمير سعد الدين رئيسا والدكتور أحمد نوار، رضا الدنف، عادل جزارين، كمال البهنساوي، كمال منير داوود، علي دوابة، ميرفت عزمي، كمال جانو، بالإضافة إلي سكرتير اللجنة الشاعر محمد حسني توفيق، وقد شارك في الصالون ما يتجاوز مئة وخمسين فنانا من مختلف الأجيال الفنية بما في ذلك بعض أعضاء اللجنة الدائمة للصالون.

وقال الدكتور أحمد نوار في كلمته التقديمية التي جاءت تحت عنوان المنافسة الفوتوغرافية : لقد خاض التصوير الضوئي مسيرة طويلة إلي أن احتل مكانة متميزة بين الأنشطة البشرية، خاصة وأنه طرح في البداية كبديل، عندما أحدث اختراع الكاميرا تحولا عميقا في المفاهيم الفنية والجمالية، تلك البداية التي تواجه أي إبداع أو ابتكار جديد ويقابل بالحذر والشك أو يتوقع له إزاحة نشاط إبداعي قائم ومستقر، وهو الأمر الذي عاني معه الفوتوغرافي تحت دعوي أنه فنان من درجة أقل من الرسام والفنان التشكيلي، لأن الرسم يتمتع ـ حسب نوار ـ بحرية الإبداع المطلق في إظهار اللمسة المباشرة لليد الإنسانية التي تعطيه سحرا خاصا.

ويضيف نوار:

أنه مع ذلك دفع التحدي الفنان الجديد إلي استحداث مدارس تشكيلية جديدة كالسريالية التكعيبية، والتجريدية، أملا في الهروب من منافسة التصوير الضوئي، هذه المسيرة التي اكتسبها الفوتوغرافي عبر سنوات من الإصرار والكفاح يقف وراءها فرسان يؤمنون بأهمية هذا الوسيط الشفاف في حياتنا بإسهامه الجمالي، ويختتم نوار حديثه بالتأكيد علي أن صالون النيل هو أحد المنابر المهمة لدعم هذا النشاط الإبداعي.

أما الفنان محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية فيقول إن صالون التصوير الضوئي يحاول فرز الومضات الإبداعية من اللقطة الفوتوغرافية، وتصنيف المشاعر عن إبهار المعامل، والكشف الحدقي من النقل العدسي، فهكذا الحال دائما في الفن، عزف ومقطوعة وسيمفونية، تابلوه ولوحة فنية وعمل متحفي، تمثال ونحت وصرح ميداني، وبناية وناطحة سحاب وهكذا، ليظل الفيصل في هذا الفرز عبر المايسترو الذي يشير بعصاه السحرية لآلة بعينها لتصدر لحنا بعينه يرتقي بكل المعزوفة في سيمفونية العرض الأمثل.

أما رئيس اللجنة الدائمة الدكتور سمير سعد الدين قومسير الصالون فيقول إن فعاليات الصالون في دورته الحالية تشهد تطورا في المحاور، فأصبح هناك محوران وهما الصورة الضوئية المباشرة من الكاميرا والآخر والصورة التي يتم التداخل فيها بوسائل ضوئية أو رقمية، وأصبحت فلسفة التقييم هي أساس التصرف الفني والإبداعي للفنان مع الموضوع بصرف النظر عن نوعيته وفي ذلك تحد كبير للفنان وتحدي كبير لعملية التقييم التي سوف تكون علي أساس الحس والتقنية فالحس هو محور الإبداع والتقنية هي وسيلة البناء للشكل وحين تكون هناك عمومية دون تحديد موضوعات معينة فهنا تتاح الحرية وهي اهم عناصر الإبداع.

ويضيف الدكتور سمير سعد الدين أن فلسفة الصالون هي الحرية والإبداع تمشيا مع التقنيات المستحدثة وفي نفس الوقت الحفاظ علي الأصولية الفنية للصورة الفوتوغرافية في محور ثابت دائم، ويضيف ان المجال الفني للصورة الفوتوغرافية له اتساع هائل ينساب مع لحظات الزمن في اتصال وانسجام حسي مع الواقع المحيط بنا، وهنا تكمن العظمة والندرة الفنية للمصور الحساس الذي يتعايش مع هذا الفيضان الحسي ويقتنص أغلي اللحظات وأغناها حسا في الحياة.

هذا وقد كرم الصالون الدكتور خليل مظهر والفنان أحمد فؤاد البكري، أما مظهر فهو أستاذ لأمراض النساء والتوليد ورئيس جهاز تنظيم الأسرة سابقا وهو مولود في عام 1906 وكان من هواة التصوير منذ طفولته، وكان والده يوسف مظهر كبير مفتشي وزارة المعارف، ونظرا لتفوقه أرسلته الدولة في بعثة دراسية للحصول علي زمالة كلية الجراحين الملكية البريطانية عام 1936 وهناك وجد آفاق التصوير مفتوحة أمامه والمحلات المتخصصة لبيع آلات التصوير وملحقاته وكذلك المجلات المتخصصة التي شارك فيها، وعند عودته إلي مصر بحث الدكتور مظهر عن جمعية تصوير تشابه جمعيات التصوير في انكلترا،

وحيث أنها لم تكن موجودة سعي مع بعض الزملاء ومنهم الأطباء وبالأخص الدكتور ناجي يسين للقاءات الأسبوعية تمهيدا لتكوين جمعية، وكانت الاجتماعات تتم في عيادات هؤلاء الأطباء نظرا لعدم وجود مقر مخصص، وفي الوقت نفسه قام الدكتور خليل مظهر بتكوين مكتبة للتصوير باللغة الانكليزية وجمع فيها عددا كبيرا من المراجع والمجلات المتخصصة حتي وصلت الي ألف كتاب، وبعد فترة من ممارسة هواية التصوير ظهرت الحاجة الي تكوين معمل تكبير وتحميض الصور الفوتوغرافية، وهذا المعمل كان في عيادته الخاصة وعندما اتضح ضيق المكان نقله إلي منزله بالجيزة حتي يتمكن من انجاز كل أعمال التكبير والتحميض، وكانت الموضوعات المفضلة له للتصوير أفراد العائلة،

وقد فازت هذه الصور بجوائز في المعارض المحلية للجمعية المصرية للتصوير الفوتوغرافي، أما رحلته مع آلات التصوير فكانت تتميز بحب اقتناء أحدث الأجهزة وكان يسعي وراء الدراسات التي تقارن أنواع آلات التصوير وتبرز مزايا الفنية، وبالتالي قام بشراء مجموعة من كاميرات إليكا الألمانية وعند ظهور الحاجة إلي آلة تصوير للاستوديو الجديد الذي قام بإنشائه في منزله اتجه الي آلات التصوير المتميزة مثل الهازيبلاد السويسرية، وإن كان الدكتور خليل مظهر طبيبا بارعا إلا أنه كان يمارس كثيرا من الهوايات ومنها التصوير الضوئي حيث كان من رواده المصريين الذين تركوا خلفهم أجيالا من المصورين البارعين.

أما ثاني المكرمين فهو المهندس المعماري احمد فؤاد البكري المولود في القاهرة عام 1924 وهو في نفس الوقت لواء سابق بالقوات المسلحة، بدأ اهتمامه بالتصوير الضوئي في مرحلة مبكرة من خلال عضويته بجمعيات التصوير بالمرحلتين الثانوية والجامعية أي منذ خمسين عاما علي الأقل، واشترك في هذه الفترة في العديد من المعارض الجامعية وأقام معارض خاصة وحصل علي جوائز متعددة، وانتخب عضوا بمجلس إدارة الجمعية المصرية للتصوير الفوتوغرافي ورئيسا لصالون مصر للتصوير الضوئي، وهو إلي جانب ذلك عضو نقابة الفنانين التشكيليين.

وقد ألف مجموعة كتب مثل الكاميرا للهواة من اثني عشر جزءا وحتي الآن يوالي إصدارها منذ الستينيات وحتي اليوم، وقد تم إعادة طبعها ست طبعات وهي تغطي جميع فروع التصوير الضوئي، كما قام الفنان فؤاد البكري بترجمة موسوعة التصوير العالمية بتكليف من الناشر مكتب الشويخات للاستثمارات التربوية السعودية ، وتعتبر هذه الموسوعة من أهم ما صدر في مجال التصوير الضوئي باللغة العربية.

وقد حصل البكري علي العديد من الجوائز وشهادات التقدير في مصر والخارج وتم تكريمه في عديد من المناسبات ومنحه العديد من الميداليات والدروع تقديرا لدوره البارز في حركة فن التصوير الضوئي في مصر والدول العربية، ثم عرض أعماله من خلال اشتراكه بالمعارض القومية ومعارض الجمعيات الفنية ومعارض خاصة ومعارض خارج البلاد آخرها المعرض الذي أقامته جماعة الرواد للتصوير الضوئي بالعاصمة الإيطالية روما ومعرض شامل لأعماله الفنية، وله مقتنيات بمتحف الفن الحديث وبعدد من مؤسسات الدولة ولدي أفراد بمصر والخارج، وهو عضو لجنة تحكيم في جوائز الدولة التشجيعية في الفنون منذ عام 1989، وكذلك هو عضو لجنة الاختيار والتحكيم لصالون النيل للتصوير الضوئي، كما قام بالتحكيم في مسابقات ومعارض شركات التصوير العالمية.

من أبرز الأسماء المشاركة في صالون النيل الدكتور أحمد نوار الرئيس السابق لقطاع الفنون التشكيلية والرئيس الحالي لهيئة قصور الثقافة، وهو من مواليد 1945 وقد شارك في أكثر من ثمانين معرضا في مصر والعديد من الدول الأجنبية، كما شارك في 68 معرضا دوليا، كما حصل علي حوالي 25 جائزة دولية ومحلية وحصل علي وسام الدولة للفنون والعلوم من الطبقة الأولي عام 1979 وميدالية نوبل الذهبية عام 1983، وأوسكار الجائزة الدولية للانجازات المتميزة من المؤسسة الأمريكية للسير الذاتية عام 2000.

كذلك شاركت الفنانة الشابة رانيا إبراهيم منيسي وهي من مواليد الإسكندرية حيث تخرجت من قسم الفنون بكلية التربية النوعية، وشاركت في عدد من المعارض منذ عام 1993 بالمركز الثقافي الروسي ومعهد جوته، وصالون الشباب عامي 1997، 2001، وكذلك صالون النيل الثالث والرابع ومعارض أتيلييه الإسكندرية ومعرض ترنيمات ضوئية بالغرفة التجارية بالإسكندرية والمعرض القومي للفنون التشكيلية عام 2003.

كما شارك عضو لجنة الإعداد رضا الدنف رئيس صالون مصر للتصوير الضوئي، وعضو اللجنة الدائمة لصالون النيل للتصوير الضوئي، وهو حائز علي جوائز دولية ومحلية عديدة في التصوير الضوئي، وشارك في العديد من المعارض المحلية والدولية.

شارك أيضا الدكتور سمير سعد الدين رئيس لجنة الإعداد وهو من مواليد عام 1944 وتخرج من المعهد العالي للسينما بالقاهرة عام 1964، ويقيم معارضه بشكل منتظم منذ عام 1983، وقد اختيرت أعماله للمشاركة في البينالي الأول للتصوير الفوتوغرافي في بلغراد بيوغوسلافيا، وفي نيسان (أبريل) عام 1984 عرضت أعماله في معرض المصورين بالبحر الأبيض في برشلونة وأيضا في برلين بمعرض باي فوتا عام 1985، وأقام معرضا في الصين عام 1988 بدعوة من وزارة الثقافة والسياحة، وقد أقام سعد الدين حتي الآن أكثر من عشرين معرضا وساهم في العديد من المناسبات العالمية بأعماله مثل معرض السلام العالمي بالأمم المتحدة بنيويورك عام 1986، ومسابقة الصورة العربية في بغداد عام 1990 حيث حصل علي الجائزة الأولي.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.