التصوير التلفزيونى
مثلما حصل فى التصوير الفوتوغرافى من تطورات وتحسينات وابتكارات ليصل إلى ما هو عليه الآن.حصل للتليفزيون تطويرات وتحسينات عديدة، فالتليفزيون مر بتجارب عديده جداً ليكون على ما هو عليه الآن، وهنا سوف لا ندخل فى تفاصيل تاريخ التليفزيون كونه موضوع طويل للغايه ومرهون بأمور هندسية عديدة لكن سنتناول التصوير التليفزيونى من ناحية انه تصوير يندرج ضمن العمليات التصويرية، فالتصوير التليفزيونية لا يختلف عن التصوير السينمائى من حيث الزوايا والحركات والمستويات فهو يقترب جداً فى هذه الناحية، الا أن الامر الذى يختلف هو الاشارة الصورية فى التليفزيون، حيث أن التصوير التليفزيونى يعتمد على تحويل الموجات الضوئية الى موجات كهروضوئية لتتمكن العديد فى المراسلات ارسال هذه الاشارة ومن ثم تستقبلها الهوائيات والمستقبلات لتحولها الى اشاره صورية فى جهاز التليفزيون.
هناك نوعين من التصوير التليفزيونى نوع يتم من خلال مجموعة من الكاميرات التليفزيونية المرتبطة بمازج صورى  (Mixer)ونوع أخر يكون بكاميرا محمولة منعزلة تتنقل بسهوله.
النوع الاول فى التصوير التليفزيونى يكون اما فى استوديوهات البث التليفزيونى كان ترتبط الكاميرا مع خمس كاميرات أخرى أو اكثر عبر المازج الصورى أو يكون فى سيارة النقل الخارجى التى هى الاخرى تحوى على محموعة كامريات تليفزيونية و (Mixer) وغالباً ما ترتبط هذه الكاميرات بوحدة سيطرة تسمى بـــ (Camera control unite) تختصر بـ (C.C.U) وظيفة هذه الوحدة تنظيم الإشارة فيما بين الكاميرات الموزعة فى زوايا متنوعة ومختلفة، يستخدم هذا النوع من التصوير التليفزيونى فى نقل العديد من الانشطة الخارجية كالمؤتمرات الصحفية او الاستعراضات العسكرية او مباراة كرة القدم أو النشاطات المهمة التى تنقل عبر التليفزيون، وهنا يكون واجب المصور على الكاميرا المرتبطة بــ (Mixer) هو تلبية طلبات المخرج الذى يكلمه عبر جهاز الـ (Talkback) المرتبط مع كل المصورين، حيث أن كل كاميرا من الكاميرات المرتبطة بــ (Mixer) يكون لها مصور، فى أغلب الاحيان تكون الكاميرا بعجلات تسهل تحرك الكاميرا لذا كان على المصور التليفزيونى مدرك للحركات كى لا يقع فى خطأ اثناء التصوير الذى عادتاً ما يكون مباشر، المصور فى هذا  النوع لابد أن يفهم ايضاً كل الأحجام وكل المصطلحات الخاصة بالتصوير لكى لا يقع فى ارباك ، لابد أن يكون بحس جمالى وفن تشكيلى، حيث أن هناك كثير من اللقطات يمكن أن تكون جميلة من خلال اختياره للحجم والمستوى والكادر فصحيح أن المخرج يجلس خلف المازج ويرى كل اللقطات بأجهزة الـ (Monitors) إلا أنه المصور هو سيد التشكيل الفنى فى نهاية الامر خصوصاً عندما يكون النقل مباشر.
النوع الثانى من التصوير وهو ما يسمى بالكاميرا المحمولة التى يمكن أن تكون مشابهه لعمل الكاميرا السينمائية فى تصوير الافلام، فهذه الكاميرا تنتقل كما تنتقل الكاميرا السينمائية ويلعب المصور دور اكبر فى هذه الكاميرا حيث انه مسئول مباشر عن التصوير كون أن لا احد يشاركه فى التصوير كما هو الحال فى النوع الأول الذى يكون ذو تخصص واحتراف اكثر مما هو عليه فى التصوير داخل الاستوديو حيث أن فى اكثر الاحيان يكون المصور فى الاستوديو مشغل للكاميرا (Camera oprator) الذى يمكن أن يصحح الخطا أن حدث من خلال تدخل المخرج او زملائه فى الاستوديو، اما فى الكاميرا المحمولة فأن هذا الامر يكون للمصور الذى يتحمل اعباء كثيرة لا احد يشاركه فيها، فهو يحمل الكاميرا على كتفه وهو يضبط الساند ويشغل الكامير ويصحح الوانها (White balance) وهو الذى يختار المرشح (Filter)وهو الذى يحدد الاحجام للقطة والمستوى والحركة خصوصاً فى التصوير الأخبارى أو التصوير للأعمال الوثائقية التى تعتمد الواقع الميدانى.
التصوير التليفزيونى تطور كثيراً بعد دخول الكاميرات الرقمية، حيث أن الدجتال حسن من الاشارة الصورية ليقر بها من اشارة لتصوير السينمائى حيث أن التصوير التليفزيونى يقلد الامكانيات السينمائية من حيث الحركة والمستوى والحجم والإشارة لذلك هناك تحسينات وتطويرات عديدة فى التليفزيون لتحسين الاشارة الصورية لجعلها مشابهة لصورة السينما، ولعل مشروع التليفزيون عالى النقادة دليل على ذلك (High Defention) . لقد أصبحت الكاميرا التليفزيونية بحجم صغير للغاية حيث اصبحت الكامير بوزن لا يتجاوز الكيلو غرام بحكم الإشارات الإلكترونية التى اختزلت العديد من الامور واختزلت الشكل والحجم، ومع ذلك تبقى الامور الاساسية فى التصوير هى واحدة ولا تتغير، حيث أن المستوى للكاميرا والحجم والحركة والحس الجمالى من الامور التى تميز المصور المحترف عمن سواه، فهذه الامور لا يمكن أن تجهل او اتحمل مهماتطورت الامكانيات والعلوم او التكنولوجيا، فلابد أن يتمسك المصور بمبادىء التصوير المعهودة فى السينما أو التليفزيون منذ عشرات السنين ليكون مصور متميز، لابد أن يواكب الفنون التشكيلية ليخلق جماليات تميزه.
التصوير التليفزيونى يمكن أن يختلف مع التصوير السينمائى بالنواحى التالية
1- الاشارة الصورية حيث أن السينما تمنح نقاوة وشدة بالوضوح تتفوك على التلفزيون بمرات عديدة.
2- آلية التصوير فى التلفزيون تعتمد الطاقة الكهربائية بينما فى السينما يعتمد التصوير على التفاعل الكيمائى لطبع وتحميض الافلام.
3- التصوير التليفزيونى غالباً ما يكون فى استخدمات محدودة فى توثيق الاحداث بحكم أن سرعته 25 صورة فى الثانية فى اغلب الاحيان بينما فى السينما ليمكن أن تكون السرعة بمليون صورة فى الثانية علماً أن طبيعة عرض الصور فى العارضة السينمائية هى 24 صورة فى الثانية، لذلك يستخدم التصوير السينمائى لحد الآن الأجسام فيما بينها او تصوير حركة جناح الفراشة لمعرفة عدد الحركات أو امور اخرى عديده .
حركات الكاميرا
حركات الكاميرا تحمل وظائف عديدة تمكن المخرج من استخدامها لخلق حالة من التركيز أو الاثارة عند المتلقى، وحركات التصوير عديدة ولكل حركة دور وأهمية فى إبراز الموضوع أو فى خلق حالة من الحالات التى تسهم فى الغموض والترقب والقلق والمفاجأة والتوتر، وحركات آلة التصوير عديدة منها الحركة الأفقية الاستعراضية (Pan) والتى يمكن أن تستثمر فى خلق الترقب أو الغموض عند المتلقى لتخلق الاثارة، ووظائف الحركة الأفقية عديدة وأهم تلك الوظائف هى (كشف المكان وإعطاء إحساس عام به من خلال متابعة الأشخاص أو الموضوعات)(1)، وهذه الوظيفة يمكن أن تستثمر لخلق جو الترقب لدى المتلقى الذى كان يترقب شخصية ما بحيث تستخدم هذه دائماً فى مشاهد الرعب لخلق الإحساس بالمراقبة ومن ثم جعل الموقف الدرامى مشحوناً بالعزلة ويرى “جوردن جو” أن (من أهم دواعى التوتر والقلق أن تكون الشخصية معزولة وغير محصنة، أى أنها عرضة للهجوم وهذه العزلة ستبعث على القلق والتوتر)(2)، وهناك وظيفة أخرى لهذه الحركة وهى (بناء الحدس والتوقع لدى المشاهد)(3)  ، وهذه الوظيفة كافية لخلق التشويق وتحقيقه، إذ أن الحدس والتوقع عنصران مهمان

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.