الدكتور صباح قباني من الحقوق والحقائب الدبلوماسية إلى مدرسة مشاهير المصورين
صباح قباني مصور حقوقي ..حاز على دكتوراه في الحقوق من فرنسا .وهو رجل دبلوماسي عمل كسفير لسورية في أندونيسيا وكسفير في أمريكا ..إضافة لكل ذلك هو واحد من رواد التصوير المميزين في سورية..وصاحب نظرة فنية ثاقبة.وهذا ليس غريباً عليه بإعباره حفيد رائد المسرح العربي أبوخليل القباني وشقيق الشاعر نزار قباني ..

نشر اللقاء في مجلة فن التصوير اللبنانية عام 1985م
أجرى الحوار المصور فريد ظفور – مندوب مجلة فن التصوير اللبنانية – دمشق – كان مرافقاً لعملاق التصوير الدكتور مروان مسلماني





ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

د.صباح قباني .. وذكريات إذاعية وتلفزيونية
أحمد بوبس

الدكتور صباح قباني الاعلامي السوري الكبير وأحد رواد العمل الاذاعي والتلفزيوني. واكب اذاعة دمشق منذ الشهور الاولى لبدء ارسالها.
والتلفزيون منذ اليوم الاول لولادته في الثالث والعشرين من تموز عام 1960 .يوم بدء الارسال التلفزيوني في دمشق والقاهرة ايام الوحدة السورية المصرية.‏

في زيارة غير صحفية للدكتور صباح قباني في منزله خطر ببالي ان اسأله عن بدايات عمله الاذاعي كيف كانت .فسرح بخياله وذاكرته الى اكثر من خمس وخمسين سنة مضت الى عام 1947 . وجلست اصغي اليه بمتعه , كما يصغي التلميذ الى استاذه . لم اكن احمل اداة لتسجيل حديثة الشيق غير ذاكرتي التي احتفظت ببعض من هذه الذكريات الجميلة.‏
عام 1947 كان الدكتور صباح قباني طالباً في كلية الحقوق بجامعة دمشق . وذات يوم عرض عليه مدير الاذاعة انذاك سليم الزركلي ان يعمل مذيعا في الاذاعة التي كانت شعبة من دائرة البرق والبريد والهاتف. وعندما سأله مدير الاذاعة عن الاجر الذي سيخصصه له اجاب المذيع الشاب انه لايريد اجراً . لانه يريد ممارسة العمل الاذاعي كهواية فقط . فقد كان يخطط للسفر الى اوروبا بعد التخرج من الجامعة لمتابعة دراسته الحقوقية. وبالفعل فبعد ان نال الاجازة في كلية الحقوق سافر الى باريس وحصل على دكتوراه في القانون الدولي. وما ان عاد حتى استقبله احمد العسة الذي اصبح مديراً للاذاعة. وعرض عليه العمل الاذاعي من جديد. لكن د. قباني اجابه (لم احصل على الدكتوراه في القانون الدولي لاعمل في الاذاعة) لكن امام الحاح احمد العسة عاد د.صباح الى العمل الاذاعي من جديد مذيعاً متألقاً.‏
وميكرفون الاذاعة الذي كان جديداً تلك الايام , اوقع الكثير من المذيعين في مطبا. ومنهم الدكتور صباح قباني فقد كان البث الاذاعي يتم بشكل دائم على الهواء مباشرة. اذ لم يكن التسجيل قد دخل العمل الاذاعي وكان عليه في احد الايام ان يقدم زجالاً ليقدم وصلة زجلية . ودخل رجل الى الاستديو وجلس بجانب صباح قباني, وقدمه على انه زجال , وترك له الميكرفون فارتبك الرجل . واخذ يقول كلاماً غيرموزون وغير ذي معنى , والفنيون يلوحون للدكتور قباني من وراء زجاج غرقة الكونترول , فذهب اليهم وترك الرجل وحيداً في الاستديو يتكلم وتلعثم , فالسكوت غير ممكن لان البث مباشرة على الهواء , واخيراً عرف المذيع الشاب ان الشخص الذي دخل اليه في الاستديو ليس هو الزجال , وانما هو مطرب دخل اليه خطأ فعاد الى الاستديو واستلم الحديث من الرجل الذي تصبب عرقاً واصلح الموقف.‏
والدكتور صباح قباني احد الذين اسسو ا التلفزيون وتولى ادارته منذ اليوم الاول لبثه الذي بدأ يوم الثالث والعشرين من تموز عام 1960. وكان الارسال في البداية يتم في المبنى الموجود في قمة جبل قاسيون حيث كان المذيعون والمعدون والمصورون والممثلون , كل العاملين في التلفزيون يصعدون يومياً الى قمة جبل قاسيون لتقديم فقراتهم على طريق ترابي صعب لان بناء التلفزيون في ساحة الامويين لم يكن قد تم بعد وكان العمل مجهداً فكل شيء يتم على الهواء مباشرة, وبالتالي لامجال لاي خطأ وكثيرا ماجابهت العاملين انذاك صعوبات وعقبات تغلبوا عليها بدأبهم وتفانيهم فقد كان عملهم اشبه بالمعجزة.‏
من ذلك ان الرئيس جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية العربية المتحدة (دولة الوحدة) القى خطابا في الامم المتحدة , وارسل الشريط السينمائي الذي تضمن الخطاب الى دمشق بالطائرة , وكان موعد وصول الطائرة الساعة الثامنة مساءً. وموعد نشرة الاخبار الثامنة والنصف مساء ويجب جلب الشريط السينمائي من مطار المزة الى قمة جبل قاسيون خلال اقل من نصف ساعة لبث الخطاب في نشرة الاخبار. فاستدعى الدكتور صباح قباني رئيس المرآب انذاك , وطلب اليه اتخاذ كافة الاجراءات لجلب الشريط الى قمة قاسيون دون تأخر , واتخاذ كافة الاحتياطات فلربما تعطلت السيارة التي تحمله , خاصة وان الطريق الصاعد الى قمة قاسيون ترابي ووعر.‏
فتفتق ذهن رئيس المرآب عن خطة جهنمية . اذ ارسل رتلاً مؤلفاً من سبع سيارات الى المطار لجلب الشريط . واعطى التعليمات ان يوضع الشريط في اول سيارة فاذا تعطلت ينقل الى السيارة الثانية . واذا تعطلت السيارة الثانية ينقل الى السيارة الثالثة وهكذا . لكن السيارة الاولى وصلت بسلام , وتم بث الخطاب في الوقت المحدد.‏
والدكتور صباح قباني هو الذي استدعى الفنان دريد لحام الى التلفزيون وادخله عالم التمثيل,فقد كان د. قباني يعرف دريد لحام من ايام المسرح الجامعي. وعندما بدأ البث التلفزيوني استدعاه وطلب منه أن يقدم فنه عبر شاشة التلفزيون وذات يوم التقى الدكتور صباح قباني مع الدكتور امجد طرابلسي وزير التربية والتعليم انذاك. فطلب الدكتور طرابلسي من الدكتور قباني ان يترك دريد لحام الذي كان يعمل في نفس الوقت مدرساً . لان عمله الفني اثر على عمله التدريسي , ولان شخصية غوار اصبحت مثيرة للتندر بين طلاب دريد لحام .‏
فطلب الدكتور قباني من الدكتور طرابلسي ان تترك وزارة التربية والتعليم دريد لحام للتلفزيون , وقال له انه يمكن ايجاد مئة مدرس مكانه لكن ليس بالسهولة ايجاد فنان موهوب ومبدع مثل دريد لحام وهكذا تم نقل عمل دريد لحام من وزارة التربية والتعليم الى التلفزيون. وللدكتور صباح قباني بصمات واضحة في الاذاعة والتلفزيون لاتزال مستمرة حتى اليوم , ففي اذاعة دمشق هو اول من ابتكر موجز الاخبار. فقد كانت الاذاعات تقدم فقط نشرات الاخبار الكاملة بما فيها اذاعة دمشق . فاوجد موجز الاخبار كل ساعة لمدة ثلاث دقائق فقط . كما اوجد التقاسيم التي تسبق الاذان او تلاوة القرآن الكريم . اذ رأي انه من غير السليم ان يتم الانتقال من اغنية طربية الى تقديم اذان الظهر او القرآن . فوضع بينهما فاصلاً من التقاسيم على الناي او العود او القانون. ولايزال هذا الامر متبعاً في اذاعة دمشق حتى ا ليوم كما اخذته الاذاعات العربية الاخرى.‏
كما ابتكر العديد من البرامج التلفزيونية منها برنامج (الاسرة السعيدة) التي كان تقدمه انذاك ناديا الغزي . وهو اول برنامج تلفزيوني للتوعية الصحية.‏
الدكتور صباح قباني لم يستمر في العمل التلفزيوني لانه عمل سفيراً لسورية في الولايات المتحدة فكان خير ممثل لبلده بما عرف عنه من ثقافة واسعة ورقي في السلوك والاخلاق ودماثة في الحديث . وكل هذه الصفات هي جزء من طباعه حتى اليوم.‏
ــــــــــــــــــــــــــــــ
نعود الى موضوع التصوير الضوئي واهم المصورين السوريين او الفنانين السوريين في بداية التصوير الضوئي في سوريا ومن المقالة السابقة نفسها
 الفنان الدكتور صباح قباني ( دمشق 1928):
الشقيق الاصغر للشاعر الكبير نزار قباني ومؤسس التلفزيون العربي السوري . فنان ذائع الصيت ، وصاحب حاسة عميقة بالتذوق الفني وقد تفوق بلوحته المميزة ” بائعة الحليب ” .
 الفنان طارق الشريف ( دمشق 1935):
هو اساسا ناقد فني للحركة التشكيلية في سوريا ومؤسس مجلة ” الحياة التشكيلية ” ورئيس تحريرها الاسبق وللفنان الشريف مؤلفات ودراسات عديدة منها ” عشرون فنانا من سوريا ” ودراسات عن الفنانين نعيم اسماعيل وفاتح المدرس ومؤلفه الخاص ” الفن و اللافن ” و” دراسة عن الفن التشكيلي المعاصر في سوريا ”
– العماد اول مصطفى طلاس ( الرستن 1932):
انتخب رئيسا فخريا ودائما لنادي التصوير الضوئي عند تاسيسه فهو صديق الفنانين متى اتيح له الوقت لذلك بالاضافة الى الشعر الاصيل الذي قدمه في مطبوعاته كانت الة التصوير من احب اطياف اهتماماته الفنية .
 الفنان مروان مسلماني (دمشق 1935):
هو اول رئيس لمجلس ادارة نادي فن التصوير الضوئي عند تاسيسه وهو من اوائل الفنانين الذين الحقو هذا الفن بالتشكيل الابداعي بعيدا عن الحرفة .
 الفنان جورج عشي ( ضهر صفرا 1941):
يعد عشي بحق مؤسس نادي التصوير الضوئي في سورية فقد تراس ادارة النادي دورات عدة في فترات متفاوتة وكان بمثابة المايسترو الحقيقي لهذا التجمع الفني حين نظم شؤونه ومنحه دفعا قويا ادرجه في غالية النشاطات الثقافية والفنية على مستوى سوريا والعالم والفنان عشي متعدد المواهب فهو اساسا شاعر وفنان تشكيلي وعازف منفرد للبيانو والفيولونسيل وكاتب وصحفي ومؤلف وله ديوانا شعر باللغة المحكية السورية ومع كل وسائل التعبير هذه بقي اهتمامه بآلة التصوير التي لم تفارقه لحظة كما فارقه اليانو والقلم عدة مرات بل كان التصوير اهتمامه الاكبر من خلال معارضه عن الصور الصحفية في سورية والعالم .
لقد حازت لوحته المنفذة بالابيض والاسود بعنوان ” الائع الاعمى ” على ارفع الجوائز العالمية ومنها جائزة معرض ” انتررس فوتو” الدولي .
عن مقالة ل ( سعد بشير فنصة ) من مجلة فكر

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.