تسجيل الصور

يستطيع أي فرد أن يسجل صورة، وكل مايحتاجه لذلك هو آلة تصوير وفيلم ومنظر. تنظر أولاً من خلال منظار آلة التصوير لتتأكد أن كل مكونات المنظر ستظهر في الصورة، بعد ذلك تضغط على زر إطلاق الغالق فيسمح لكمية من الضوء بالدخول إلى آلة التصوير وتعريض الفيلم. استخدم ذراع تقديم الفيلم لتحريكه إلى الأمام داخل آلة التصوير، فتقف قطعة غير معرضة من الفيلم في مكانها استعدادًا للقطة التالية.

ولتحصل على صورة جيدة يجب أن تتبع قواعد معينة في علم التصوير الضوئي. فيجب أن تحاول أن ترى كما تفعل آلة التصوير، بمعنى أن تكون ملمًا بكل العناصر التي تكوِّن الصورة، وبتأثيرات النوعيات المختلفة من الإضاءة على الفيلم. وكثير من آلات التصوير لها وسائل سيطرة لضبط بؤرة الخيال، وتحديد كمية الضوء الداخل إلى آلة التصوير. وعند استخدام آلة التصوير التي فيها مثل هذه الوسائل تجد أنك محتاج لمعرفة كيف تعمل العدسة وكيف تتحكم في التعريض. ويمكن تجميع سمات التصوير الجيد هذه في الآتي: 1- التكوين 2- الإضاءة 3- التبئير 4- التعريض.

التكوين

هو ترتيب عناصر المنظر قبل تصويره، وهذه العناصر تشمل: الخط والشكل والفراغ وتناسق الألوان. لاتوجد قواعد ثابتة للتكوين، لأن ذلك منظر خاص بالذوق الشخصي، ولكن معرفة بعض الخطوط العريضة المختلفة لمبادئ التكوين تساعد على إنتاج صورة جيدة.

الخــط

هناك نوعان من الخطوط في الصورة: خطوط حقيقية، وخطوط وهمية. الخطوط الحقيقية يمكن مشاهدتها كخطوط أعمدة الهاتف، والخطوط التي تكوِّنها حـــواف المباني. أما الخطـــوط الوهمية فتوجدها عوامل غير مادية، وهي كالإشارة بالإيماءة أو تحديق شخص في اتجاه شيء ما.

ويمكن استخدام النوعين من الخطوط، الحقيقية والوهمية، لجذب نظر المشاهد إلى الأجزاء المختلفة من الصورة. ففي الصور ذات التأثير القوي نجد أن الخطوط تجذب الانتباه إلى المنظر الرئيسي في التكوين. كما يمكن أن يُستغل اتجاه الخطوط لتقوية الجو العام للصورة. فالخطوط الطويلة كالأبراج أو الأشجار الطويلة تؤكد الشعور بالوقار والعظمة في التكوين، بينما الخطوط الأفقية توحي بالسلام والسكينة، أما الخطوط الوترية فقد تزيد من الحيوية أو التوتر.

كيف نوظف الخطوط في الصورة
تُستغل خطوط الصورة لجذب نظر المشاهد إلى مركز الانتباه، كما يمكنها تقوية الجو النفسي للمنظر. فالخطوط الرأسية توحي بالإحساس بالوقار، أما الأفقية فتعبر عن الاتزان والهدوء، والقطرية توحي بالحيوية واحتمال الحركة، أما أضلاع المثلث فتؤكد الحركة أو الثبات.

خطوط قُطْرية

خطوط رأسية

خطوط أفقية

الشكل

هو العنصر الهيكلي الأساسي في تكوين غالبية الصور، والذي يمكِّن المشاهد من التعرف في الحال على المنظر في صورته. ويضيف الشكل أيضًا نوعًا من التشويق للتكوين، فشكل مناظر كالصخور أو القواقع جذاب في حد ذاته. والجمع بين أشكال مختلفة يعطي تنويعًا، ومثال لذلك، فإن الجمع بين منظر طبيعي للتلال والسحاب يوضع خلفية لسياج مُثَلَّم، يتباين مع الخطوط الناعمة بهذه التلال والسحاب، فيصبح هذا المنظر أكثر تشويقًا.

الفراغ

هو مساحة في الصورة تحيط بالمناظر ويمكن استغلال الفراغ لجذب الانتباه إلى المنظر الرئيسي في الصورة وعزله عن التفاصيل، ولكن إذا ازداد حجم الفراغ، فقد يكون سببًا في إضعاف التشويق للصورة، وكقاعدة عامة يجب ألا نجعل الفراغ يغطي أكثر من ثلث مسطح الصورة.

تناسق الألوان

يضيف هذا العنصر عمقًا للتكوين ومن غيره تظهر الصورة مسطحة بدون تجسيم، ففي التصوير الأسود والأبيض تتحول ألوان المناظر إلى تناسق من اللون الأسود والرمادي والأبيض، وهذا التناسق هو الذي يساعد في بناء الهيئة العامة للصورة. فلو كانت الألوان الفاتحة هي المسيطرة لظهرت صورتنا مرحة ومبهجة، أما الصورة التي تحتوي على ألوان داكنة كثيرة فقد تواكب الشعور بالحزن أو الغموض.

واللون كالنغمة يحمل بين طياته رسالة عاطفية، ففي الصورة الملونة تولِّد الألوان الفاتحة كالأحمر أو البرتقالي الشعور بالحركة والطاقة، كما تستريح العين مع الألوان الأخرى الهادئة لأنها توحي بالسلام. ونجد في غالبية أعمال كثير من المصورين المحترفين أن هناك لونا واحدًا مسيطرًا ومتزنًا مع الألوان الفاتحة والنغمات الناعمة.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.