صورة 240 [1600x1200] 

 

صورة 241 [1600x1200]

صورة 248 [1600x1200]

صورة 249 [1600x1200]

صورة 247 [1600x1200]

صورة 246 [1600x1200]

صورة 245 [1600x1200]

صورة 242 [1600x1200]صورة 243 [1600x1200]

فاروجان ستيان Photographer Varoujan Setian, portraits amous, Lebanese

يبدو التصوير في نهاية الألف سنة هذه، أشبه بسيدة عجوز تخطاها الزمن، هو الذي تعود تقنيتة الى القرن التاسع عشر. غير ان هذا ليس أكثر من انطباع خاطىء، فهو لم بفقد شيئاً من نضارته، من حيويته وقدرته على التجدد والاسئثار بالانتباه، ومازال يذهل المخيلة ويثير الرغبة او الاستياء، التعاطف أو الغضب، المتعة أو الدهشة، الانبهار او الورع، الجدل أو الانشداه.

ويكمن تفوقه الملتبس على السينما والفيديو في عجزه بالذات، في العاهة التي تشمه بالولادة، وهي الجمود . انها تعلّق تحليق الزمن كما في قصيدة لامارتين، توقف وتثبت للأبد لحظة من العالم والحياة، فتضفي عليها بعضاً من الأبهة، ملامح نهائية وثابتة، مهما كانت عادية ومبتذلة ،وكم بالأحرى ان كانت شجية او مأساوية، غزلية او مفجعة ، جليلة او هزلية، وهذا ينطبق في صورة خاصة على الصور بالأسود والأبيض حيث يتجلى التباين بين النور والظل ويبرز التوزع الشكلي لعناصر الصورة، الصفات المجردة والكونية للموضوع المصوّر.

الوقاع التصويرية واقعة، انها نتيجة عملية صنع يدوي وفنّي. تصوّر حقيقة وحيدة، هي حقيقة أثر ما، واقع صوري، وتبقى العدسة في نهاية الأمر ذايتة، وهي على الدوم مغرضة او منحرفة، هكذا، فان نظرة فاروجيان سيتيان، كنظرة أي مصوّر، خاصة به، وهي محض ذاتية، وان كانت تأثرت بثقافة عصره، قيمه، اعرافه وارائه المسبقة.

ما زال فاروجان سيبتيان، الذي يملك ذاكرة مذهلة يعيش اليوم وبعد ستين عاما من التصوير لحظة التحميض، والتظهير الذين ما زال يصر على انجازهما بيديه، الانطباعات والمشاعر ذاتها التي كانت تساوره خلال رحلاته التصويرية القديمة . وكانه يحضر ولادة – او انبعاثا . يقول «انها اطفالي» . انها بالتأكيد عمليات تقنية تجري بحسب تسلسل دقيق، غير انها لا تخلو من بعد انساني وخصوصا ان المصور – المخبري يمكنه التدخل عبر معالجات عدة كاختيار حساسية الورق، تعزيز التباين او تخفيفه، تكثيف بعض العناصر الغالبة او المساحات الملونة او تخفيفها، التعريض لوقت اطول او أقصر ، استخراج اكبر قدر ممكن من الطاقة من فيلم ما … .

أسلوبه :

من هذه المفكرة ، او بالحري مما وصلنا منها، يمكن الخروج باستنتاجات في خصوص اسلوب عمله وهو كالآتي: يستأذنهم يختار الموقع، ثم يروح يحادثهم كي ينسوا أنهم في حضرة الكاميرا. ويتحين اللحظة المناسبة والمعبرة.

ومن مشافهتك له يتضح انه يستخدم 3 آلات تصوير معاً: أولى للأسود والأبيض. ثانية للملون، وثالثة للسلايد. وانه يستعمل افلاماً حساسة من دون اللجوء الى الومضات ( الفلاشات) في صوره الوجهية.

البوم الأدباء والفنانين يعود في معظمه الى بداية السبعينات. ومن حسن طالعه ان سالباته سلمت حتى قذيفة سقطت، في وقت من أوقات الحرب، في مرأب البناية التي يشغل جزءاً من طبقتها الأولى، في انطلياس. استناداً الى مفكرته الحميمة التي سنسترجع الساعات التي تم خلالها تصوير الشخصيات، وما تخللها من حوارات متبعين الترتيب الذي أملى علينا فيه المعلومات.

في باب البورتريه سلك فاروجان وجهتين واضحتين، وجهة السياسيين في لبنان والعالم العربي، ووجهة ارباب القلم والفن- طبعاً المقصود باب بورتريهات المشاهير- ولأن وعاء الصحافة مهما اتسع يضيق بالحمولتين معاً، قصرنا اهتمامنا على فئة الثانية، أي فئة المبدعين دون سواهم، لأن حظهم في البقاء الأكيد والطويل اضمن. وليس ما يضاهي صور فاروجيان على القول لك بأنهم هم أمامك، بلا زيادة أو نقصان. قد تكون المزايا أبرزت الا انهم في طبيعتهم وتلقائيتهم.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.