حمادة سميسم : خسرت كاميرتي لكني لم أقف المشروع وبدأت التصوير بكاميرا الجوال لأبقى مستمر


(Vito Press حوار : براءة لطوف )

عمل كدهان أذهله اللون فغرق أكثر فيه لم يدرس الفن التشكيلي فالتجريب عادة لا يقف عند حدود أكاديمية… أصبح التصوير الضوئي هدفه الذي يعيش لأجله الآن…

منذ أن بدأ تشكل الوعي لديه وهو يرسم وجوها وتفاصيل كان يغيب عن الوعي من شدة تعلقه بصناعة الصورة ولغز اللون لذا اتجه فيما بعد للعمل في المجال الإعلامي.. سوري الهوية كما عدسته …لفت نظر النقاد وأصحاب الاختصاص نظرا للتقنية البسيطة علاوة على الموضوعات الجميلة التي يتناولها بلوحاته وصوره ….الصورة عنده وسيلة للتعبير عن حبه وعرفانه لبلده ولأهلها الطيبين .. انه الإبداع الذي يليق بمدينة عريقة مثل مدينة الياسمين … ارض الحضارات ارض الفن والفنانين  دمشق بالنسبة له الأمان … السحر … والأصالة .. لعدسته الخيار بالتقاط كل تشكيل أمامها مهما كان وصفه .. إلا أنها تأبى الإبداع إلا بتوثيق جمال بلاده البعيد كل البعد عن الدمار والخراب..
ليس رماديا وله موقفه الخاص إذ يرى في الحب والتسامح والأمل الحل لكل ما يحدث ….

مشروعه الذي عرف به (مشروع عدسة سورية ) لم يكن مشروع مخطط له وذو منهجية إذ بدأت الفكرة بطريقة عفوية بعيدة كل البعد عن الاحتراف إلا أنها بدأت تتبلور ومازالت حتى هذه اللحظة في سعي متواصل لإيصالها للمستوى الاحترافي أو هذا ما يطمح له على الأقل ….

س : حمادة سميسم … كيف كانت البداية ؟

بدأت الفكرة عندما قررت إنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وكان سبب تسميتها باسمي فقط لتتميز بأن الصور المقدمة في هذه الصفحة هي من إنتاجي وليست جمع من هنا وهناك . وهكذا كانت البداية حيث بدأت بنشر صور للبلد كنت قد التقطها في وقت سابق قبل إنشاء الصفحة.. أما عن بداية تبلور المشروع كانت عندما أعجبتني إحدى الصور التي وجدت فيها كماً هائلاً من التفاصيل وأحببت نقلها لمتابعي الصفحة وتقاسم الرأي معهم حولها فقمت بتحميل صورة على الموقع وأرفقتها بسطر مكتوب يختزل ما جاء فيها من معاني وأطلقت عليها اسم/ لقطة اليوم / .. جاءت ردود المتابعين إيجابية وتطالبني بالاستمرار بهذه الفكرة .. وأطلقت العنان للكاميرا أصور .. أضع الوصف المختزل عن الحالة .. ثم أقوم برفعها للموقع وعدد المتابعين أخذ بالازدياد إلى أن طرحت في إحدى الصور مكان من قريتي ربما لم يسمع به أحد من قبل وعند هذه الصورة تحديداً كانت الانعطافة الثانية تطورت الفكرة فأصبحت الصورة مكان والسطر صار حكاية فانتقل المشروع لمرحلة أخرى أطلقت على هذه المرحلة عنوان / صورة و حكاية / . خسرت كاميرتي .. لكني لم أقف عن المشروع وبدأت التصوير بكاميرا الجوال لأبقى مستمرا في عرض الصور بعد أن وصل عدد متابعي الصفحة إلى 25000 متابع داخل البلد وخارجها .. إلى أن راسلني بعض الهواة من متابعي الصفحة لإقامة ببعض الدورات .. أحببت الفكرة بادئ الأمر لكنني لم ابدأ حتى تعمقت بالتصوير أكثر وتعرفت على مدارس التصوير بشكل أوسع ضمن الحدود الصغيرة المتاحة لي وافتتحت أول دورة منذ ما يقارب الستة أشهر تقريبا وكانت بعدسة الجوال فالتحدي كان بأن الصورة لا تنجز بالكاميرا ذات الدقة العالية إنما من خلال العين حيث إن كل شخص يرى من زاوية معينة وبما أن كل ما ذكرته كان يحدث بطريقة غير مبرمج لها فهنا يمكننا القول بأن مشروع عيون عدسة سورية .. بدأ بشكل عفوي وبسيط و دون تخطيط مسبق .

س : لماذا عرف حمادة سميسم المصور اكثر من الرسام او الاعلامي ؟

أي شخص يرى الصورة اكثر من أي شيء اخر فأنا لست مصور ولكنني اصور ولست فنان تشكيلي ولكنني ارسم فالرسم بالنسبة لي حالة وكانت البداية بلوحتي صرخة التي جاءت نتيجة لخوفي على اهلي ,كانت الخامة والالوان هدية من احد الاصدقاء عُرفت اللوحة وشاركت بها بعدة معارض تابعت بالرسم والتصوير معا ولكن انتشار الصورة كان اوسع بسبب صفحة عدسة سورية وساعد بنشر الصورة الدورات الخاصة التي كانت ابنت مشروع عدسة سورية حيث مدة الدورة ثلاثة ايام تعتمد بشكل مباشر على اعطائي شيئ عن كل شيء كونه التصوير برأي لايعلم ولكني يمكن ان اعطي الاساسيات وافسح المجال للهاوي بأن يبحر اكثر.

ولكن لم يقتصر مشروع عيون عدسة سورية على دمشق فقط بل قمت بعدة دورات بعدة محافظات لكل مشروع خطة عمل واهداف ومعوقات .

س : ماهي العراقيل والصعوبات التي واجهت حمادة سميسم واسرة عيون عدسة سورية ؟

بداية كان المشروع تحدي للكاميرا الاحترافية وخصوصا بعد توفر الكاميرات ذات التقنية العالية مع اغلب الشباب وانتشار فكرة التصوير وخاصة بعد ازدياد عدد صفحات المصورين والتصوير على مواقع التواصل الاجتماعي التي تقوم بتصوير جمال الارض السورية , اما العراقيل فكان اولها انني اقوم بأغلب الاوقات بسرقة اللقطات وذلك بسبب الوضع الامني وهذا ما ادى لتعرضي لمواقف محرجة جدا .

س : هل هناك مكان ثابت لاقامة هذه الدورات ام ان انتقاء المكان يتم بطريقة ارتجالية ؟

تفاديا للعراقيل اقوم باعطاء الدروس بمكان عام ولانجتمع اكثر من 6 اشخاص تفاديا لاي مشكلة ولا تأخد جلساتنا شكل الدرس بل اقرب لجلسات اصدقاء تجمعهم هواية واحدة .

س : قمت بعدة مشاركات وبعدة معارض هل لمست نتائج ايجابية لهذه المعارض؟

مشاركتي الاولى كانت بمعرض حمل عنوان بلا حدود بغاليري مصطفى علي شاركت بأربع لوحات والحقيقة انني لم اكن اريد المشاركة ولكن القائمين على المعرض قدموا لي طباعة اللوحات كونها مكلفة كهدية وتفاجأت بأسمي كمشارك بالمعرض لم تحقق أي نتائج ايجابية على الصعيد المادي ولكنها زادت اكثر من شهرتي .

س : هل تفكر بالمشاركة بمهرجانات سينمائية ؟

السبب الاول والرئيسي لعدم مشاركتي هو ادراكي تماما بأن هذا الوسط يحتاج وسائط واشخاص تدعم …

س : اذا كانت المهرجات والفعاليات بغالبيتها تحكمها المحسوبيات والواسطة على حد وصفك لما لم تفكر بالانتساب لاحدى النقابات لعلها تقدم لك في اقلها حماية منتجك الابداعي ؟

كوني مغترب ولم يمضى وقت طويل على اقامتي في بلدي سورية لا اعلم كثيرا عن امور النقابات ولكن اذا فعلا تقوم النقابة بتقديم البنود المكتوبة فهذا اكثر من رائع ولكن اشك الا لبعض المنتسبين بمعنى اخر حتى الواسطات والمحسوبيات دخلت في مجال عمل النقابة , ربما اكثر شي يمكن ان تقدمه النقابة هو بطاقة المصور … طبعا انا بحاجة لبطاقة مصور وخاصة تفاديا لما اتعرض له من مشاكل وصعوبات حيث انني اصبحت مضطرا لاخفاء عملي على الحواجز لذا فإن النقابة مهمة فقط للحماية .

س : هل تفكر بعمل جماعي لعيلة عيون عدرسة سورية ؟

احضر لمعرض تصورير جماعي قريبا في غاليري مصطفى علي

س : حمادة سميسم الاعلامي ؟

عملت في مجال الاعلام (اعداد وتقديم )تركت العمل في قناة اورينت وعدت للبلد لأبدأ من تحت الصفر وبقيت عاطل عن العمل لمدة سنة ونصف قصدت ابواب كثيرة ولكن دون نتيجة .

س : ماسبب خروجك من القناة هل هل خوفك على عائلتك ام سياسة القناة ؟

عدة اسباب ادت لتركي القناة منهم سياسة المحطة والخوف على البلد وهو الاهم , بدأت اشعر انني يجب ان اكون بهذه الازمة ببلدي ولست مراقب خارجي فقط .

س : هل قدمت انت لوزارة الاعلام شي بعد عودتك وتركك للقناة ؟

حاولت ا ن اطور بعض الاساليب كوني امتلكت خبرة في هذا المجال من خلال المحطات التي عملت بها ولكنني شعرت بأنهم لايمتلكون رغبة في تطوير هذا المجال فلم اكرر طلبي.

س : مشروع عيون عدسة سورية في المرحلة الثامنة الان ماذا بعد ؟

اكثر مايسرني هو ملاحظتي غيرة بعض الزملاء من تصوير بعض الطلاب لبعض الصور بكاميرا الموبايل وانا دائما اسعى لنشر الصورة الصحيحة حتى المصور الحقيقي يرتقي ومنهم انا وخاصة في ظل انتشار صفحات المصورين في هذه الظروف حيث انه أي شخص عاطل عن العمل اصبح مصور …والمصورين الحقيقيين لم اعد ارى لهم اعمال ترضيني ….الجميع ينتظر الشهرة فقط .. اخيرا … اشكر اسرة موقع فيتو برس واشكركم على هذا اللقاء واتمنى لكم التوفيق والنجاح بشكل دائم في مجال العمل الاعلامي والفني .

القمر العملاق في سماء دمشق

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.