التصوير الصحافي.. صورٌ تصنع التاريخ
=================
التاريخ: 13 يوليو 2014
لكل مدرسة فنية بصرية قيمتها الخاصة، وتأثيرها الفريد وبنيتها المستقلة، ولا تفضيل لمدرسةٍ على أخرى، لأن كل الأدوار مهمة ومكمّلة لبعضها بعضاً، وبدونها لا نحصل على الصورة الجميلة الغنية بالألوان، لكن حديثنا اليوم سيذهب في اتجاه الصورة الصحافية، تلك الصورة البطلة التي لا تهاب المخاطر، وتواجه احتمال الموت بكل تركيز، وهي تلتقط التفاصيل الدقيقة للمشهد الذي قد يكون المشهد الأخير لصاحبها.

من يمارس التصوير الصحافي سيجد صعوبة بالغة في بداياته، حيث طريقة استخدام العقلية البصرية مع الكاميرا معقدة أكثر بمراحل من مدارس التصوير الأخرى، فهنا يجب أن تتوفر لديه القدرة على صياغة القصة من بدايتها الصحيحة وحتى النهاية الصحيحة التي تكمّل المعنى. القصة لا تضرب موعداً مع الكاميرا، بل يجب أن تلاحقها الأخيرة في أي وقت، وتكون على أتم الاستعداد لاصطيادها. المصور الصحافي لديه حاسة خاصة، يطوّرها مع الخبرة والممارسة والشغف، الذي يربطه بهذه المغامرة البصرية.

المصور الصحافي لديه عمق فكري ضارب في جذور عقليته وسلوكه، عمق يقدّس الحقيقة، ويمنحها أعلى درجات التضحية والمخاطرة، كما أن الإنسانية تسري في شرايينه كما الدم وأكثر، فكم من مصور رمى الكاميرا جانباً، وهرع لإنقاذ طفلة أو سيدة أصيبت جراء قذيفة أو حريق أو أي كارثة، سواء أكانت طبيعية أم من صنع البشر، بينما أحد أصدقائه التقط مشهد البطولة هذا لينشره للعالم، الذي تنتفض إنسانيته من هول الموقف، فيتحرّك لوضع حدٍ للمأساة.

هناك صورٌ كان لها دور كبير في إنهاء نزاعاتٍ مسلحة، وإنقاذ مئات الأرواح من كوارث وشيكة، هناك صورٌ كشفت حقائق مرعبة وقلبت موازين الرأي العام، واستنهضت همم العقلاء والمنصفين للعمل الجاد نحو إيجاد الحلول، هناك صورٌ لم يشاهدها العالم إلا بعد أن فارق من التقطها الحياة، فكانت الصورة هي الميراث العظيم لهذا المصور البطل الذي، كان يدرك تماماً أن تضحيته لن تذهب هدراً، بل قد تكون تلك الصورة سبباً في إنقاذ حياة الآلاف من الأبرياء، ووضع حدٍ لكوارث قد تمتد ذيولها لتحصد أرواح الملايين في ما بعد.

المصور الصحافي يرتبط بعلاقة خاصة مع الكوكب الذي يعيش على أرضه، فهو ينتمي إليه بطريقة يكاد لا يشبهه فيها أحد! فهو يعتبر أن أي أمر سلبي يخص الكوكب أو سكانه هو أمرٌ مهين له شخصياً، وبالتالي فهو يعنيه في المقام الأول، وبالتالي تجده شاهراً سلاح الحقيقة المنبثقة من عدسته البطلة، يشق جدران الخوف بلا تردّد، ليؤدي رسالته على أكمل وجه.

فلاش:
تحية بحجم الحرية لكل مصور، آثر الحقيقة على حياته. أنتم أبطالٌ خالدون في ذاكرة التاريخ.
سحر الزارعي الأمين العام المساعد للجائزة
@SaharAlzarei

— مع ‏‎Sahar Alzarei‎‏.

‏التصوير الصحافي.. صورٌ تصنع التاريخ<br />
=================<br />
التاريخ: 13 يوليو 2014<br />
لكل مدرسة فنية بصرية قيمتها الخاصة، وتأثيرها الفريد وبنيتها المستقلة، ولا تفضيل لمدرسةٍ على أخرى، لأن كل الأدوار مهمة ومكمّلة لبعضها بعضاً، وبدونها لا نحصل على الصورة الجميلة الغنية بالألوان، لكن حديثنا اليوم سيذهب في اتجاه الصورة الصحافية، تلك الصورة البطلة التي لا تهاب المخاطر، وتواجه احتمال الموت بكل تركيز، وهي تلتقط التفاصيل الدقيقة للمشهد الذي قد يكون المشهد الأخير لصاحبها.</p>
<p>من يمارس التصوير الصحافي سيجد صعوبة بالغة في بداياته، حيث طريقة استخدام العقلية البصرية مع الكاميرا معقدة أكثر بمراحل من مدارس التصوير الأخرى، فهنا يجب أن تتوفر لديه القدرة على صياغة القصة من بدايتها الصحيحة وحتى النهاية الصحيحة التي تكمّل المعنى. القصة لا تضرب موعداً مع الكاميرا، بل يجب أن تلاحقها الأخيرة في أي وقت، وتكون على أتم الاستعداد لاصطيادها. المصور الصحافي لديه حاسة خاصة، يطوّرها مع الخبرة والممارسة والشغف، الذي يربطه بهذه المغامرة البصرية.</p>
<p>المصور الصحافي لديه عمق فكري ضارب في جذور عقليته وسلوكه، عمق يقدّس الحقيقة، ويمنحها أعلى درجات التضحية والمخاطرة، كما أن الإنسانية تسري في شرايينه كما الدم وأكثر، فكم من مصور رمى الكاميرا جانباً، وهرع لإنقاذ طفلة أو سيدة أصيبت جراء قذيفة أو حريق أو أي كارثة، سواء أكانت طبيعية أم من صنع البشر، بينما أحد أصدقائه التقط مشهد البطولة هذا لينشره للعالم، الذي تنتفض إنسانيته من هول الموقف، فيتحرّك لوضع حدٍ للمأساة.</p>
<p>هناك صورٌ كان لها دور كبير في إنهاء نزاعاتٍ مسلحة، وإنقاذ مئات الأرواح من كوارث وشيكة، هناك صورٌ كشفت حقائق مرعبة وقلبت موازين الرأي العام، واستنهضت همم العقلاء والمنصفين للعمل الجاد نحو إيجاد الحلول، هناك صورٌ لم يشاهدها العالم إلا بعد أن فارق من التقطها الحياة، فكانت الصورة هي الميراث العظيم لهذا المصور البطل الذي، كان يدرك تماماً أن تضحيته لن تذهب هدراً، بل قد تكون تلك الصورة سبباً في إنقاذ حياة الآلاف من الأبرياء، ووضع حدٍ لكوارث قد تمتد ذيولها لتحصد أرواح الملايين في ما بعد.</p>
<p>المصور الصحافي يرتبط بعلاقة خاصة مع الكوكب الذي يعيش على أرضه، فهو ينتمي إليه بطريقة يكاد لا يشبهه فيها أحد! فهو يعتبر أن أي أمر سلبي يخص الكوكب أو سكانه هو أمرٌ مهين له شخصياً، وبالتالي فهو يعنيه في المقام الأول، وبالتالي تجده شاهراً سلاح الحقيقة المنبثقة من عدسته البطلة، يشق جدران الخوف بلا تردّد، ليؤدي رسالته على أكمل وجه.</p>
<p>فلاش:<br />
تحية بحجم الحرية لكل مصور، آثر الحقيقة على حياته. أنتم أبطالٌ خالدون في ذاكرة التاريخ.<br />
سحر الزارعي الأمين العام المساعد للجائزة<br />
@SaharAlzarei‏

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.