لقاء حصري مع المصور الفرنسي تشيكوف مينوزا

RAM303_1

RAM304_1

RAM302_1

RAM301_1

خاص لنادي فوتوغرافيي الشرق الأوسط
إعداد وحوار : رائد المالكي ، ترجمة : هادي آل قريشة ، تصوير: هادي آل دويس

ضمن فعاليات مهرجان قس بن ساعدة الأدبي بمنطقة نجران الذي أقيم بالفترة الماضية كان هنالك معرض للمصور الفرنسي تشيكوف مينوزا الذي عرض فيه تجربته عندما قام بزيارة منطقة نجران في السبعينات الميلادية وألتقط ما يزيد عن ٨٠٠ صورة تنوّعت بإختلاف البيئات المختلفة بالمنطقة، وخصصت له إدارة المهرجان خيمة بداخلها ٤ شاشات تلفزيونية ليعرض ٥٠٠ صورة التقطها لنجران قبل ٣٦ عاما، تحكي عن عراقة نجران وآثارها وعاداتها وتقاليدها، ونشاطاتها واحتفالاتها وفنونها الشعبية، وصناعاتها المحلية وحرفها اليدوية.وكانت خيمته طيلة أيام المهرجان تزدحم بالمصورين وكذلك الزوار بمختلف الأعمار ليرون ما كان عليه أبائهم وأجدادهم بالسابق بجانب تراثهم ومزارعهم والمشاهد التي جذبت تشيكوف.

وكان لنادي فوتوغرافيي الشرق الأوسط زيارة خاصة للمصور في خيمته الفنية بالتنسيق مع المصور هادي آل قريشة مؤسس رابطة إيحاء الضوء والمصور هادي آل دويس بحيث أنه تم تكليفهم لمرافقة المصور الفرنسي وكذلك توثيق رحلته منذ وصوله لحين عودته لفرنسا، واستأذنا منه لعمل لقاء بسيط يحدثنا فيه عن تجربته الفوتوغرافية من بداياته وحتى وصل لنجران وماهي الصعوبات التي واجهته وأمور كثيرة ،آمل أن تجدون الفائدة فيما قاله لنا حصرياً.

( المحرر بجانب المصور الفرنسي تشيكوف مينوزا أثناء اللقاء )

– ماهو الشيء الذي جعلك تهتم وتعود لزيارة نجران بعد أن زرتها في بداية عملك لإلتقاط صور عن المملكة بشكل عام ؟

أتيت لنجران عندما جئت لعمل عام عن المملكة، ولكن اختلاف الحضارات في نجران عام ١٩٧٧م جعلني أشعر أنه حلم الطفولة الذي طالما حلمت به حيث أنها بيئة مختلفة بها كافة الحضارات ( الواحات ، والعادات، والمنازل الصغيرة…الخ) وهذا مالم أجده حينها في كافة مناطق المملكة، ولا أنسى بأن أذكر طيبة أهل المنطقة وكرمهم معي وكذلك لا أنسى أمير منطقة نجران في ذلك الوقت الأمير فهد بن خالد السديري عندما تكفل بطباعة كتاب نجران.

( من اليمين المصور هادي آل قريشة، والمصور الفرنسي تشيكوف مينوزا والمصور رائد المالكي أثناء اللقاء )

– كم استمرت فترة إقامتك بنجران لحين تم الإنتهاء من التصوير ؟

استمرت ما يقارب العامين لكن كانت على فترات متقطعة، أصور وأسافر لتحميض الأفلام وأعود من جديد،فالحياة قبل ٣٦ عاما كانت صعبة جدا فغالبية القرى لم يكن فيها كهرباء، وكنت أنام في الصحراء مع مرافقي عطران آل عقيل الذي كان يبذل جهدا في إقناع الناس بالموافقة على التصوير، فلم يكن يعلم أهل المنطقة من هذا الرجل ولا هذه الآلة التي يخرج منها ضوء، وقد تعرضنا لهجوم حيوانات مفترسة وأفاع سامة، وتحملنا الحر الشديد وسط الصحراء والعطش والجوع.

– حدثنا عن الكاميرات التي قمت بإصطحابها معك أثناء السفر ؟

طبعاً الكاميرات التي استخدمها فلمية وأتذكر بأنها من شركة نيكون وكذلك مينولتا وحقيقة لا أتذكر موديلاتها ولكن لا تقارن بالكاميرات الرقمية لأن الرقمية أسهل إستخداماً من قبل، وكنت أعاني الكثير من المشاكل حيث أن بعد التصوير أرسل الأفلام لفرنسا ليتم تحميضها هناك كل أربعة أشهر تقريباً وأكون على أعصابي بإنتظار النتائج التي لا نعلم عنها شيئاً عكس الكاميرات الرقمية التي تصور وتشاهد أيضاً ما ألتقطته.

( المصور الفرنسي تشيكوف مينوزا يهدي مجموعة من البطاقات التي تضم أعماله للمحرر )

( البطاقات عن قرب يظهر فيها إسم المحرر رائد المالكي )

– ماهي المشاكل التي واجهتك عند إستخدامك للكاميرات الفلمية ؟

بحكم تأثر الأفلام بالحرارة فقد أتيت ومعي حافظات صغيرة ومتوسطة للحفاظ على الأفلام من التلف بسبة حرارة الأجواء وتكون الحافظات ممتلئة بالثلج وكل أربعة أشهر أقوم بإرسال أحد الأشخاص لفرنسا وبعدها بأشهر أسافر لأرى النتائج.

( المصور الفرنسي تشيكوف مينوزا في خيمته الضوئية )

– احتمال بأن الفيلم الذي كنت تصوّر به قد يكون تالف وتنصدم بعد أربعة أشهر ؟

بالفعل فأنا مثلما ذكرت سابقاً لا أرتاح حتى أراها بعد التحميض في باريس.

– ماهي سياستك في إلتقاط الصور ؟

سياستي إنتظار اللحظة المناسبة، فأحياناً أصور فيلم كامل ولا أنجح إلا بإظهار ستة صور فقط، وأحياناً أصور بالفيلم الكامل مشهد واحد فقط، لذلك أنا أنتظر اللحظة المناسبة للصورة.

(  المصور الفرنسي أثناء تجهيز صور العرض في خيمته الضوئية )

– كيف تعلم بأن الصورة ستظهر ناجحة ؟

الحقيقة لا أعلم هل ستكون ناجحة أو لا فهي جداً متعبة لتحصل على اللقطة المناسبة، فدائماً أزور المكان قبل التصوير وأحدد الوقت المناسب لزيارته مرة آخرى.

– ماهي العدسات التي كنت تستخدمها ؟

أستخدم عدسة 22mm فقط لأنها كانت عريضة ومناسبة لي في ذلك الوقت وبالنسبة للمشاهد التي رأيتها.

– نصيحة توجهها لأعضاء نادي فوتوغرافيي الشرق الأوسط وللمصورين بشكل عام ؟

كمصور أنصح المصورين بإلتقاط الصور أكثر من مليون مرة دون كلل أو تعب فهذه الطريقة الوحيدة للتعلم من أخطائك فالموهبة ليست بمهمة أو ضرورية لتصبح فوتوغرافياً ناجحاً،ولكن عندما تلتقط صوراً كثيرة وتتعلم من أخطائك حينها ستظهر الموهبة التي لديك. حين إلتقاط أكثر من صورة تكتسب الموهبة لأن نظرتك البصرية إعتادت على الجمال، في بداياتي أعتقدت بأنني لست مصوراً جيّداً فبدأت أعمل بشكل مضاعف لذلك أكرر ما قلته سابقاً بأن ما أنصح المصورين به إلتقاط العديد من الصور للمشهد الواحد وتحاول أن توصل ما تريد أن تقوله للمشاهد من خلال صورك بجانب كتابة وصف للصورة بتاريخها ومكان إلتقاطها، وفي ظل ثورة المواقع الفوتوغرافية أنصح المصورين أيضاً بأن يجعلوا لصورهم مفاتيح ( وسم ) عند إضافتها للمواقع المختلفة لكي تصل لأكثر الأشخاص عند البحث.

– كلمة أخيرة توجهها لنادي فوتوغرافيي الشرق الأوسط ؟

حقيقةً أشكركم على إتاحة الفرصة لي بالحديث عما كان يجول بخاطري عن التصوير، وجدت في نجران المحبة والكرم والأخلاق الطيبة بجانب زيارة الأمير مشعل بن عبدالله أمير المنطقة وكذلك وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة ووزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة لخيمتي كانت من أجمل اللحظات وأسعدني ما لقيته منهم من حفاوة وتقدير،أكرر شكري لنادي فوتوغرافيي الشرق الأوسط وآمل أن يستفيدوا المصورين مما قلته، تحيتي.

مجموعة من أعمال المصور الفرنسي تشيكرف مينوزا عن نجران قبل ٣٦ سنة.

( في نهاية اللقاء صورة للمصور الفرنسي تشيكوف مينوزا مع المصور رائد المالكي )

RAM307_1

.

RAM308_1

.

RAM309_1

.

RAM310_1

.

RAM311_1

.

RAM312_1

.

RAM313_1

.

RAM314_1

.

RAM315_1

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.