http://www.arb-photo.com/

المصورة الضوئية “موضي الهاجري “حركة التصوير الضوئي بحاجة للتطوير

مصطفى عبدالمنعم
أعربت الفنانة التشكيلية والمصورة الضوئية موضي الهاجري عن قلقها بسبب جمود الحركة التصويرية القطرية واقتصارها فقط على تعليم المنتسبين لها دوماً أساسيات التصوير وكيفية استخدام الكاميرا، وأكدت أن هذه الأمور يستطيع أي إنسان أن يحققها ويتعلم استخدام هذه الآلة من خلال اليوتيوب، وأشارت إلى أن ثمة فارقاً بين المصور الذي يجيد استخدام آلة التصوير وبين ذلك المبدع الذي يجيد فن الإبداع ولديه وعي بالتصوير المفاهيمي الذي يهدف لأن يكون لكل مصور رسالة وهدف وخطط يسعى لتحقيقها وألا يقتصر الأمر فقط على مجرد التقاط بعض المناظر.
وقد نجحت موضي الهاجري مؤخراً في عالم التصوير الضوئي وحجزت لنفسها مكاناً كصاحبة بصمات مميزة في عالم الصورة وكذلك عالم الرسم والفن التشكيلي الذي يرتبط بشكل وثيق بالتصوير وهي واحدة من الفنانات القطريات اللواتي يستطيع المتلقي أن يعرف أعمالهن لما لها من بصمات مميزة واضحة.
– كيف تنظرين إلى واقع الحركة التصويرية في قطر؟.
– ربما يكون لدينا حركة تصوير ضوئي ولكنها لا تتطور، وربما يكون عندنا نشاط في مجال تعليم التصوير ولكننا نفتقر إلى أي نشاط في التثقيف في مجال التصوير الضوئي، وبالرغم من أن لدينا جائزة هامة على مستوى العالم في مجال التصوير الضوئي إلا أننا نعاني من عدم وجود تثقيف في مجال التصوير، ولهذا يجب أن يكون لدينا رؤية جديدة نحو تثقيف هواة ومحترفي التصوير الضوئي وألا يقتصر الأمر عند حد التعليم فقط والأساسيات والمبادئ، لأن هذه الأمور يمكن أن نتعلمها من اليوتيوب والتصوير يمكن أن يتاح لأي شخص يمتلك آلة تصوير ويمكن أن يعد نفسه مصوراً، لكن المبدع الحقيقي هو من يتثقف ويرتقي بتفكيره وأهدافه ويكون لديه خطة يسعى لتحقيقها ويتحرك باتجاهها ونحن بحاجة إلى مبادرة للتوجه نحو هذا الطريق، وأنا حاولت كثيراً أن أدعو لمثل هذه الأمور ولكنني شعرت وكأنني أطلب شيئاً صعباً.
مقترحات تطويرية
>ما هى مقترحاتك لتطوير حركة التصوير الضوئي في قطر؟.
– لقد قمت بطرح فكرة توعوية المصورين بأنواع التصوير المختلفة مثل التصوير المفاهيمي وهو من أنواع التصوير الإبداعية، بحيث يجعل المصور فكرة ملموسة أو مفهوماً معيناً ووارداً بين الناس في صورة أو خلق صورة منها يفهم المُتلقي المعنى منها ويُعمل خياله، ويجب أن يكون المصور صاحب رسالة وأن تكون أعماله ذات مغزى، وللأسف نحن لا يوجد لدينا مصورون كثر يجيدون هذا اللون من التصوير، وأغلب المصورين يركزون على تصوير المناظر والأماكن في قطر وهذا أمر جيد ولكن أيضاً إيجاد أعمال إبداعية تحمل مفاهيم ورسائل ذات مغزى أمر جيد وأصبح معمولاً به في معظم بلدان العالم.
أداة للتعبير
> ماذا يعني التصوير بالنسبة لك؟.
– التصوير بالنسبة لي هو أداة للتعبير والإقناع يمكن توظيفها إلى أقصى حد ممكن دون الخضوع إلى القوالب والتصنيفات، بل إنه يتجاوز كل ذلك إلى المدى الأرحب حيث تمضي الكاميرا إلى مساحات واسعة تشمل العالم بأسره، وكما ذكرت يجب أن يكون للمصور رسالة واضحة وأهداف أو خطط يسعى لتحقيقها من خلال التصوير.
التشكيليون العرب
> هل تستعدين لأعمال ومشاريع جديدة ؟.
– بالفعل أستعد للمشاركة في مهرجان الإبداع للفنون التشكيلية والذي سيُقام في مدينة شرم الشيخ في الفترة من 15 حتى 20 يوليو المقبل وهو معرض دولي للفنانين التشكيليين العرب، وسيتخلله ندوة فنية عن أهمية الفن التشكيلي العربي ودوره في المجتمع، كما سأستعرض تجربتي الفنية أثناء فترة انعقاد المعرض خلال جلسة نقاشية على هامش المهرجان، وهو مهرجان إبداعي عربي يشارك فيه فنانون من مختلف البلدان وأنا سأقدم عملاً يتحدث أيضاً عن الطفولة، وربما يعد امتداداً لمعرض اختطاف أحلام الطفولة الذي شاركت به في معرض 6 فنانين من قطر، كما أشارك حالياً في معرض الجمعية القطرية للفنون التشكيلية بعمل تشكيلي عبارة عن ثلاثة أعمال تشكيلية مجمعة وهذا على هامش معرض التشكيليين القطريين الذي يشارك فيه العشرات من الفنانين القطريين.
أحلام الطفولة
> حدثينا عن معرض اختطاف أحلام الطفولة؟.
– في الحقيقة هو معرض يوثق لمعاناة الأطفال في الدول التي تشهد عدم استقرار ونجد أن الأوضاع السياسية لا تبالي بالأطفال في تلك البلدان وعادة ما يدفعون ثمناً فادحاً من جراء الصراعات السياسية، وهذا الأمر لا يخفى على أحد، وأنا أيضاً اتخذت من اليمن نموذجاً لما يحدث لأطفال العالم خصوصاً في العالم العربي لتكون حالة معبرة عن المعاناة التي يعانيها الأطفال من جراء الممارسات السلبية التي تشهدها العديد من البلدان العربية، وأنا حرصت في أعمالي بهذا المعرض أن أوصل صرخة هؤلاء الأطفال ولسان حالهم يقول”أنتم أيها الكبار دمرتونا بأفعالكم” ويقولون أيضاً نحن لا تعنينا قراراتكم ولا ما تسعون إلى تحقيقه ولكننا نود أن نسترد طفولتنا المختطفة وسط صمت دولي غريب وغير مبرر.
> هل تشعرين أنك نجحت في توصيل صرخة هؤلاء الأطفال؟.
– من يشاهد أعمال معرض اختطاف الطفولة يدرك حجم المعاناة التي يتعرض لها هؤلاء الأطفال ولقد رصدت ردود أفعال عديدة من قبل زوار المعرض وكان البعض لا يستطيع أن يمسك دموعه أو يمنعها من أن تنهمر فور رؤيته لصور أطفال اليمن كما أخبرني أحد الإعلاميين الذين زاروا المعرض، وأنا قمت في هذا المعرض بتصوير لقطات لمنازل تم هدمها بسبب الأوضاع وقمت بتوظيفها مع صور لأطفال ترسم المحنة قسماتها على وجوههم. وفقا لما نشر بصحيفة الراية .

235

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.