معرض التصوير الضوئي في صالة الرواق

افتتح مساء أمس الأحد في صالة الرواق العربي بالعفيف معرض تصوير ضوئي أقامه نادي فن التصوير الضوئي في سورية، بالتعاون مع نقابة الفنون الجميلة واتحاد الفنانين التشكيليين، وبرعاية من السيد الدكتور بشر الصبان محافظ دمشق.

وشهد افتتاح المعرض إقبالاً ملحوظاً من أعضاء نادي التصوير الضوئي وعدد من المتابعين والمهتمين، الذين أثنوا على الجهود المبذولة في تنظيم المعرض رغم قلة الإمكانات التي لا زالت تشكل حجر عثرة في وجه نادي التصوير الضوئي في أن ينطلق بهذا الفن الجميل إلى مستوى أعلى من الاهتمام، سواء من قبل الجهات الرسمية أو المؤسسات الثقافية والإعلامية أو عموم الجمهور.

«اكتشف سورية» كان مواكباً لافتتاح المعرض، وقد سألنا الأستاذ عبد السلام عبد السلام رئيس نادي التصوير الضوئي، عن الغاية من إقامة المعرض وعن المشاكل والمعوقات التي تواجه نادي فن التصوير الضوئي فأجابنا قائلاً: «نحاول في هذا المعرض إظهار معالم الجمال التي التقطتها عدسات المصورين في ربوع وطننا سورية، ويضم المعرض 115 مشاركاً من جميع المحافظات السورية شاركوا بما مجموعه 200 لوحة، وتميز المعرض الحالي بفتح باب المشاركة لمصورين شباب جدد من غير أعضاء نادي فن التصوير السوري، بغاية جذب أعداد جديدة من ممارسي هذا الفن الراقي».

وتحدث الأستاذ عبد السلام عبد السلام عن الصعوبات التي تواجه نادي التصوير الضوئي، فأوضح أن فن التصوير الضوئي لم يأخذ حقه بعد، فرغم تأسيس نادي فن التصوير الضوئي منذ عام 1982، ورغم عضويته في الاتحاد الدولي لفن التصوير الفوتوغرافي (فياب)، إلا أنه ما زال لحد اللحظة بدون مقر رسمي، واصطدمت جميع محاولات الحصول على مقر مناسب له بمعوقات عديدة، تمثلت في غياب الدعم الرسمي أو الأهلي له، إلا أن ذلك لم يحل دون استمرار النادي وأعضائه في تقديم فن التصوير الضوئي ومحاولة نشره وتشجيعه وإقامة المعارض التي تظهر ما يمتلكه هذا الفن من جمالية عالية.

المصور الضوئي الفنان ناصر عبيد أشاد بالمعرض إلا أنه أشار إلى تفاوت مستوى العروض المقدمة، كما انتقد استخدام البعض لبرامج الكومبيوتر (الفوتوشوب) في تشكيل صور ربما كانت أجمل بكثير لو صرف المصور هذا الجهد على الصورة بحد ذاتها. 


من أجواء حفل افتتاح
معرض نادي التصوير الضوئي السوري في صالة الرواق


وشاركه في هذا الرأي المصور الضوئي الفنان أسامة السعدي (وهو فنان تشكيلي أيضاً)، الذي اعتبر أن جهاز الكومبيوتر هو أداة مثل أي أداة أخرى، ومن الواجب في حال استخدامها إتقان العمل فيها، مع تركيزه أن الفن الحقيقي موجود في عقل الفنان ورؤيته ونظرته الخاصة إلى المشهد وما الكاميرا أو غيرها سوى أداة (مثل ريشة الرسام) تساعد الفنان المبدع على تشكيل لوحته، ونوه الفنان السعدي بالجهد المبذول في المعرض رغم تواضع الإمكانيات قائلاً إن فن التصوير الضوئي فن جذاب وليس بحاجة إلى ثقافة فنية كبيرة لاستيعابه، لذا فهو مرشح للصعود المستمر في حال وجود اهتمام حقيقي من الجهات المعنية.

وفي أجواء المعرض التقى «اكتشف سورية»، الممثل القدير الفنان سليم صبري الذي تمنى أن ينال المعرض إعجاب الجمهور، خاصة أنه من المؤسسين الأوائل لنادي التصوير الضوئي، وقد تحدث الفنان سليم صبري عن الصعوبات التي تواجه عمل النادي بشكل عام، وتقصير الجهات الرسمية في دعمه، ولفت الفنان صبري النظر إلى المشروع الذي قدمه ونادي التصوير الضوئي بإقامة مقر لنادي التصوير الضوئي يكون في نفس الوقت بمثابة معرض دائم لسورية، يضم أجمل الصور الفوتوغرافية التي تم التقاطها في ربوع هذا الوطن الجميل، وطالب الفنان سليم صبري بدعم الجهات الحكومية لمثل هذا المشروع، خصوصاً أنه لا توجد شروط على مثل هذا المكان، بل إن أي مكان يحمل بعضاً من عبق تاريخ دمشق الجميل، يمكن تحضيره ليحقق هذا الغرض، وما أكثر الأماكن الجميلة التي لا يلقي إليها أحد بالاً، والمتروكة لتعاني الخراب والهجر.

وشدد الفنان سليم صبري على أن الفن هو واجهة البلد الحضارية، وهو الذي يترك انطباعاً أساسياً عن جمال الوطن وحضارة شعبه، وأشار إلى وجود أفكار كثيرة سهلة التحقيق بسيطة التكاليف يمكن الاستعانة بها كي تصبح الأعمال الفنية التذكار الذي يأخذه السائح أو الزائر معه إلى بلده ليترك أجمل انطباع عن سورية وشعبها، وأن الأمر يحتاج إلى لفتة جدية من قبل المسؤولين وأصحاب الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية، لتطوير هذا المجال الحيوي والمهم للغاية.

 

محمد رفيق خضور
تصوير: عبد الله رضا

اكتشف سورية

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.