https://scontent-bru2-1.xx.fbcdn.net/v/t1.0-9/

نشر بواسطة ‏‎Youness EL Alaoui‎‏ 

صفحة مجلة التصوير ترصد لكم أعمال” حكاية صورة ” للأديبة السورية سناء صبوح
هل اراد الفنان رحيم السيلاوي ان يجري مقارنة بين الماضي والحاضر ؟؟؟

……… ليس صعبا على المتتبع لقراءات السيدة سناء صبوح للأعمال الضوئيه والفوتوغرافيه أن يكتشف ذكاءها في إختيار الأعمال الهادفه والجاده ذات المضمون الإنساني البحت , ولا شاعريتها وإحساسها المرهف في سرد حكايا ما تجود به تفاصيل العمل الذي تنتقيه بدرايه و بدقه وعنايه فتراها تأخذ بأيدينا و بأفكارنا لنعيش معها حدث اللقطه وهي تحاور بالنيابه عنا أبطال قصة الصوره او اللوحه وتترجم لنا ببلاغه جميله وبلغه راقيه وبكلمات ليست كالكلمات وبعبارات غاية بالروعه والشاعريه ما أراد أن يوصله لنا مخرج الصوره وبطلها الأول وهو المصور.

رؤيا فنية للوحة الفنان رحيم السيلاوي
بعنوان : الجرة
بقلم سناء صبوح
طفل يهدهد لنا لكي ننام لأن في صحوتنا خراب عليه ، استيقظ مبكراً من طفولته متمرداً عليها و على أفكارنا .
منبره عتبة داره يخاطب منه من يسمون أنفسهم عرب ليقول : أنا حصيلة بطولاتكم الوهمية !.
عمل كسر الطوق عنه الفنان رحيم ، و كان رسالته إلينا ، جعلنا نتنفس رائحة التراب ، و نغوص في العمق بزفرات لون نتذوق بها طعم الأرض.
من قلب حضارة قديمة ، نبحث عن جذور إنسانيتنا ، عن خطواتنا الأولى ، هل تقدمنا معها ؟ ، هل مشينا معها بخطوات ؟ أم سبقتنا و اعتبرتنا ماضٍ لها .
لنشعر أنفسنا بالراحة ، ندعوها “حضارتنا الأولى” ، و هي تقول عنا :” شاهدوا و لم يتعلموا و احتفظوا بتاريخ، ربما لا يزيد عن كلمات الاحتفاظ ”
فراغ كبير تتعثر به خطواتنا …
لنرتوي صنع لنا أجدادنا الفخار ، شقوا الأقنية…
هلال خصيب لاح لنا !.
ارتشفنا تلك المياه ، و ثقبنا الجرة لنكتشف الطين الذي احتوى الماء ، و تركناه يجري بلا هدىً ، و نحن نجري أبحاثنا عن الجرة الفارغة .
طفل خرج من هذا العالم ، ليسرد لنا ما سمعه وهو يغفو عن أحاديث بطولات و ماض رغيد تغنى به آباؤه و أجداده ، و الآن هو معلق بين حضارة الأقدمين ، و مقالات و حكايات عن الحضارة من المتحضرين .
طفلنا استند إلى بيته ، يسمع صوت أمه تناديه ليدخل المنزل وهو شارد بملامح ،تنبؤنا أن له من الفكر الكثير ،ليلقي بكلماته الأخيرة على مسامعنا قبل أن يدخل الدار :
” أناجيكم لأكن أنا حاضركم … مستقبلكم …ماضيكم
تسردون قصص التاريخ ، و أنا ثمرتكم !
هذا هو زمني!
سحبي دخان معارك…
لعبي مخلفات حرب…
أحلامي كوابيسُ انفجارات…
مستقبلي خوف من الفقدان …
هل صفة الحضارة ترتبط بالأمس؟ ، ألا يوجد حضارة اليوم ؟”
براءة طفل يسأل ….
هل أراد الفنان رحيم أن يجري مقارنة بين الماضي و الحاضر،و ترك الأمر لنا نحن المتلقين ؟.
خاطبنا باللون ، و مذاق الأرض و عفوية طفل لتكون رسالته الفكرية التي أنتجت هذا العمل. أخذنا معه برحلة عبر الزمن لنكون هناك ، أمام حضارتين ، أولاها تستند إلى تاريخٍ و الأخرى تستند إلى حروب العالم كلها.
فنان يستمد من التاريخ و الحاضر فكره ، برؤيا فنية و بصمة تميزه أعماله هي قضايا نراها على الأرض .
تقديري و احترامي للفنان رحيم ، فنه هو دليل على أن الفن له خطواته المستقبلية التي تنبئ بغد أفضل فنحن شعوب تستحق الأفضل .

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.