العصر الذهبي
Into the Jaws of Death (التقدم نحو أنياب الموت): التي تصور إحدى أولى عمليات هبوط القوات الأمريكية على شاطئ أوماها بعدسة روبرت سارجنت.

في صورة Migrant Mother (أم مهاجرة) عبّرت دورثيا لانج عن الكساد الكبير بإبداع. استخدمت إدارة الأمن الزراعي العديد من المصوّرين الصحفيين الآخرين لتوثيق الكساد الكبير.

في “العصر الذهبي” للصحافة المصوَّرة (في الفترة من الثلاثينيات إلى الخمسينيات من القرن العشرين)، حظيت بعض المجلات (بيكتشر بوست (لندن)، وباريس ماتش (باريس)، وArbeiter-Illustrierte-Zeitung (أربايتر إلسترياتير زايتونج) (برلين)، (حتى أبريل 1945) (Berlin), ولايف (الولايات المتحدة)، ولووك (الولايات المتحدة)، وسبورتس إلستريتيد (الولايات المتحدة)) والصحف (ذا دايلي ميرور (لندن)، ونيويورك دايلي نيوز (نيويورك) بقاعدة عريضة من القراء وشهرة واسعة، ويرجع الفضل الأساسي في ذلك إلى استخدام هذه المجلات والصحف للتصوير الفوتوغرافي. كما ذاع صيت مصوّرين من أمثال روبرت كابا، ورومانو كاجنوني، وألفريد آيسينشتيت, ومارجريت بورك وايت، ودابليو يوجين سميث.

يُعَد هنري كارتييه بريسون في نظر البعض أبا الصحافة المصوَّرة المعاصرة، وإن كان هذا اللقب قد أُطلِق على العديد من المصورين الآخرين، مثل إريك سالومون التي كانت صوره النزيهة للشخصيات السياسية أمرًا مُستحدَثًا في فترة الثلاثينيات من القرن العشرين.

يشتهر الجندي توني فاكارو أيضًا بكونه أحد المصورين البارزين في الحرب العالمية الثانية. فسجلت الصور، التي التقطها بكاميرا أرجوس سي 3 (Argus C3) المتواضعة الخاصة به لحظات مروعة من الحرب تشبه الصورة التي التقطها كابا لتعرض أحد الجنود لطلق ناري. كان كابا موجودًا بنفسه على شاطئ أوماها يوم بدء الهجوم، والتقط صورًا بالغة الأهمية للقتال الذي دار آنذاك. يشتهر فاكارو كذلك بتحميض صوره في خوذات الجنود، واستخدامه الكيماويات التي عثر عليها بين حطام أحد متاجر الكاميرات في عام 1944.

حتى الثمانينيات من القرن العشرين، كانت أغلب الصحف الكبرى تُطبَع بتقنية “الطباعة الحرفية”، التي ظهرت في مطلع ذلك القرن، وذلك باستخدام الحبر المكون من الزيوت الذي يسهل استخدامه، وورق “الصحف” منخفض التكلفة ذي اللون الأبيض الضارب إلى الصفرة، وشاشات النقش القاسية. ورغم أن طابعات الأحرف كانت تنتج نصوصًا مقروءة، غالبًا ما كانت نقاط النقش الفوتوغرافي، التي تتشكل منها الصور، تفيض أو تتلطخ، وتصبح ضبابية وغير واضحة. وبذلك، حتى عندما كانت الصحف تستخدم الصور استخدامًا جيدًا — بقطع جيد وحجم كبير — كان القراء يضطرون عادةً لإعادة قراءة التعليق المُرفَق بالصورة لمعرفة ما تعبر عنه بسبب الطباعة السيئة. اتبعت صحيفة وول ستريت جورنال أسلوب التظليل بالحفر بالنقط في عام 1979 لنشر صور الأشخاص، وتجنب جوانب القصور بطباعة الأحرف. ولم تتحول أغلبية الصحف إلى الطباعة “بالأوفست”، التي تنتج صورًا دقيقة على ورق أكثر بياضًا وجودةً، سوى في الثمانينيات.

على النقيض من ذلك، امتلأت مجلة لايف – وهي إحدى أشهر المجلات الأسبوعية في أمريكا في الفترة ما بين عام 1936 إلى أوائل السبعينيات – بالصور المطبوعة طباعةً جميلة على صفحات كبيرة (11×14 بوصة)، باستخدام شاشات نقش دقيقة، وأحبار عالية الجودة، وورق مصقول. وكانت مجلة لايف تنشر عادةً صور وكالتي يونيتيد بريس إنترناشيونال (UPI) وأسوشيتيد بريس (AP) الإخباريتين والتي ظهرت في الصحف من قبل. لكن الجودة العالية لتلك الصور في مجلة “لايف” جعلتها تبدو وكأنها مختلفة تمامًا.

حظي المصورون في تلك المجلة بشهرة واسعة. ويرجع الفضل الأساسي في ذلك إلى أن صورهم كانت بالقدر الكافي من الوضوح لتنال التقدير. صارت مجلة لايف معيارًا تتبعه الجماهير في الحكم على الصور الفوتوغرافية، وتحتفي العديد من كتب الصور حاليًا بـ “الصحافة المصوّرة” كما لو كانت المجال الوحيد لمصوري المجلات المشاهير.

على سبيل المثال، تتصدر كتاب The Best of Life (أفضل ما في الحياة) (1973) لقطة جماعية على صفحتين (1960) لعدد 39 مصورًا شهيرًا نالوا هذه الشهرة عن استحقاق بعملهم في مجلة لايف. لكن بعد 300 صفحة من الكتاب، توضح إسنادات الصور إلى أن العشرات من “أفضل” الصور التي ظهرت بمجلة لايف التقطها مصورون مجهولو الهوية من وكالتي يونيتيد بريس إنترناشيونال (UPI) وأسوشيتيد بريس (AP).

لذا، حتى أثناء العصر الذهبي، نظرًا لقيود الطباعة ونظم بيع الصور الفوتوغرافية التي اتبعتها وكالتا يونيتيد بريس إنترناشيونال (UPI) وأسوشيتيد بريس (AP)، عمل الكثير من مصوري الصحف على نحو مغمور نسبيًا.

وقد احتفت مجلة “لايف” وغيرها من المجلات الأخرى، التي تنشر الصور الفوتوغرافية، بالنفس البشرية أثناء الحرب العالمية الثانية. وعندما وضعت الحرب أوزارها، مرت الولايات المتحدة وأوروبا بفترة تفاؤلية اتسمت بإطلاق العنان للمبدأ الاستهلاكي والإيمان بوجه عام بأن الأمور سوف تتحسن. احتفت المجلات بالفلسفة الإنسانية والإيمان بأن كل شيء ممكن. وحتى عندما كانت تنشر موضوعات تتعلق بالفقر أو الجوع، كانت الرسالة من نشرها هي أنه من خلال عرض هذه الأمور ويتمكن الجمهور من الاطلاع عليها، ستتحسن الأوضاع.

تدهور أحوال مجلات الصور الفوتوغرافية

انتهى العصر الذهبي للصحافة المصوّرة في السبعينيات عندما توقف نشر مجلة “لايف” وغيرها من مجلات الصور الأخرى. توصلت تلك المجلات إلى أنه ليس بوسعها منافسة وسائل الإعلام الأخرى من حيث استقطاب أموال الإعلانات اللازمة للحفاظ على انتشارها على نطاق واسع وتغطية تكاليفها المرتفعة. لكن تظل حقيقة أن تلك المجلات علّمت الصحافة الكثير من الأمور عن المقالات المصوّرة وفعالية الصور الثابتة.[8]

نشأة وكالات الصور الفوتوغرافية

في عام 1947، أسس قلة من المصورين المشهورين الوكالة التعاونية الدولية للصور الفوتوغرافية ماجنوم فوتوز. وفي عام 1989، تأسست مؤسسة كوربيس؛ وفي عام 1993، تأسست وكالة جيتي إيميدجز. وهذه المكتبات المذهلة تبيع حقوق الصور الفوتوغرافية وغيرها من الصور الثابتة.

القبول في عالم الفن

منذ أواخر السبعينيات، صار يُخصَص للصور الصحفية والصور الوثائقية مكان في المعارض الفنية، إلى جانب صور الفنون الجميلة. ومن بين الأسماء العديدة للمصورين الذين يعرضون صورهم بانتظام في المعارض والمتاحف لوك ديلاي ومانويل ريفيرا – أورتيز وأعضاء وكالة سفن فوتو.[9]

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.