الناقد  الدكتور فاتح عبد السلام علق  في عدد من مجلة (الوطن العربي ) التي كانت تصدر في باريس  سنة 1979 على معرض أقامه الفوتوغرافي نور الدين حسين  في الموصل قائلا :” كاميرا الفنان نور الدين حسين في لقطاتها للطبيعة،  لا تبحث عن منفذ خاص بها .لقد سلكت طريقا سهلة عبدها قبل اكثر من ربع قرن فنانون كثيرون أهمهم وأروعهم مراد الداغستاني رائد التصوير الفوتوغرافي في العراق ، ولقد تأثر الفنان نور الدين حسين بأجواء مراد الداغستاني الذي سبق ان عاش الاجواء نفسها بإعتباره إبن الموصل ايضا ” .
وتابع الدكتور فاتح عبد السلام قوله  حول حس الفنان فقال :” انه يتألق مضيفا الى تجربته ولعا باللقطة الحياتية البسيطة ، مؤمنا بفلسفتها وانعكاسها النفسي ،ملتصقا بقوة واقعه وناس بيئته حيث كان الفنان نور الدين حسين في معرضه الاول إبنا مخلصا ووفيا لبلده ، ومدينته العتيقة الجميلة :الموصل ام الربيعين ” .
ويفصل الاستاذ فاتح عبد السلام في ذكر مميزات فن نور الدين حسين الفوتوغرافي متوغلا في داخلية صوره ولوحاته فيقول مثلا على لوحة :” طيور الحي ” انها من اكثر اللوحات جمالا وفنا وروعة وحسا ناضجا .انها تمثل طيورا تغادر اعشاشها محلقة على بيت موصلي قديم وعال والصورة ملتقطة من تحت .
عندما نتوغل في عالم نور الدين حسين الفوتوغرافي ، نجد انه يحاول إبراز قيم التعبير الموجودة في  الظواهر  التراثية والشعبية – يقول ذلك الناقد الاستاذ زهير غانم –  ويضيف ان ذلك لايتم من خلال عملية النقل المباشر والمجرد لها  ،  بل من خلال العلاقة الجدلية القائمة بين العدسة ، وبين الشكل ، وبين روحية الفنان .ونور الدين حسين لايكتفي بالموروثات وحسب ، انما يتخذ من الطبيعة رحما يضم تجربته ورؤيته ويضمن استكمال كل مراحل الولادة الطبيعية والجميلة الامر الذي ادى بأن ترتبط تجربته ورؤيته ارتباطا وثيقا بقدرته واحساسه وذاته في تحقيق العمل المبدع والمشهود والخلاق .
ويرى الاستاذ القاص والكاتب الاستاذ أنور عبد العزيز ان نور الدين حسين ، تعامل مع التصوير بجهد وتواصل ابداعي مدركا انه يعايش مسألة كبيرة ليست سهلة تنطفئ بإنطفاء الانفعال السريع ، والرغبة الوقتية ومؤمنا ان قضية التصوير تشكل أداة تعبيرية لاتقل عن القصة والشعر والموسيقى ، بل انها  تحتاج لتترك التأثير الحاد والكبير الى اضاءات ، وبؤر تتجسد فيها الكوامن التي تستطيع خلق الدهشة والانفعال والأثارة عند المشاهد الي لم يعد يقنع باللقطة المنطقية والعادية ، بل يريد ان تتحول الصورة عبر العين الناقدة الذكية الى لغة حارة موحية  تتغلغل في اعماق الاشياء لتعبر عن الحياة بفرحها ، وتجددها ، وقسوتها ، واضطرابها ولتشف عن لغة الانسان اليومية في كل ومضة وحركة وموقف  .ويظهر كل هذا في صور تحمل عناوين :البسملة ، زخرفة اسلامية ، بيت موصلي ،شباك قديم ، زخرفة ، بيت موصلي ، سكون ، قنطرة ، صناعة شعبية ، طيور الحي ، زي من بعشيقة ، الماضي .
يقول الاستاذ نور الدين حسين للكاتب والصحفي بهجت درسون : ان التصوير الفوتوغرافي جهد ابداعي شخصي بحت ، يقوم في الاساس على اقتناص اللحظة الهاربة التي هي وليدة الصدفة النادرة التي تحتاج الى سرعة وتركيز كبيرين . وبالرغم من التطور الذي حصل في ميدان التصوير الفوتوغرفي ، والقفزات المهمة والكبيرة في تقنياته ؛ فإن اللقطة الفوتوغرافية تحتاج الى عين فنان ماهر ، وعقل خبير متمرس ، وقلب مرهف يمتلك حس جمالي لضمان الشكل والمضمون .

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.