الفنان مصطفى مغمومة : بين سِرْب الشهادات المتنوعة و بين التأليف و العمل الخيري و الأسرة … من سيكسب الرِّهان ؟؟!! 

يحتضن الفن ــ أياً كان نوعه ـ رسالة قد تستغرق العمر كله فلا تكفيه!!… فكيف إذا كان هناك شخص حاز الدكتوراة في فن التصوير و الآثار و السياحة، و مؤلف لأول موسوعة مصورة، و يرأس مجالس إدارة أربع مواقع عمل خيرية ؟؟!!



التقى ” عالم نوح “ والصحفي أيمن الفاعل؛ ـ في عُجالة ـ بالفنان الدكتور مصطفى مغمومة ، لكثافة ما يمكن التحدث عنه ، وكان هذا الحوار :

ـ حدثنا عن بداياتكم ؟

(يبتسم ) : كانت مليئة بالعراقيل ، فبعد أن حزت الدكتوراة في فن التصوير الضوئي و الآثار و السياحة، ذهبت للتسجيل في جمعية الحرفيين المصورين في حماة فطلب مني رئيسها شهادة خبرة لتسجيلي فأبرزت له الدكتوراة في التصوير ، فرفض قائلا: لا أستطيع و هل أصبح هناك دكتوراة للتصوير؟! ، حزّ ذلك في نفسي فرفعت ما كان لمحافظ المدينة ، فكلّفني رئيساً للجمعية الحرفية للمصورين بدلا عن رئيسها آنذاك.

ـ هل يختلف التصوير كحرفة عنه كدراسة أكاديمية ؟ خاصة أنك صاحب موسوعة مصورة علمية لحماة وريفها ، و لديكم كتاب لعلم التصوير الضوئي ؟ 

بكل تأكيد ، فهو عند العموم التقاط صورة و إبراز بعض الجماليات فيها ، إنه باختصار يجمع كل ميادين الحياة ، و الصورة ، حينما تتكلم بيد خبير ، فإنها تقول أكثر من القول ذاته!!. فهو أساس لأي موكب للتقدم، وقد أدخل في مجالات العلوم لكافة المعاصر، ومنها المجال الإعلامي، الثقافي، التعليمي، السياحي، العسكري، التجسسي، الفضائي، والذري، وعلوم كثيرة جداً لا يسعني ذكرها وكتقريب لهذه الفكرة نقول: إن سوريه تستورد من أجهزة التصوير ومواده سنوياً ما يعادل إنتاجها من القمح فتصور ذلك !!!



ـ لاحظنا في الاستديو الخاص بك شهاداتٍ كثيرة في الإعلام و المهرجانات و الرياضة و الموسيقا و الجامعات من جهات محلية و عربية و عالمية و العمل الخيري ، و غيرها أكثر ، مما يصعب حصره جملة و تفصيلاً ، فأين تجد نفسك ؟

أجدها في كل ذلك! … و كل من قدّر جهودنا بتلك الشهادات فإننا نشكره ، لكنني اتجهت ـ خلال أزمة بلادي ـ للعمل الخيري الذي يأخذ جلّ وقتي ، لإغاثة الفقراء و المهجرين ، ما أمكنني ذلك ، فترأست بثقة ـ أعتز بها ـ الجمعية الخيرية للرعاية الاجتماعية بحماة و لجنة الإغاثة و جمعية حماية الطفولة و جمعية دار العجزة و المسنين ، و أعيش لذة عظيمة حينما أستطيع مساعدة فقير و جمع شتات أسرة منكوبة ، فذل الحاجة لمّا أرفعه من وجه إنسان فإني أتأمل رضا الله أولا و أخيرا ، فإن لم يقبل فيكفيني شعوري بتلك اللذة.



ـ أحرزتم الجائزة الذهبية من رابطة أساتذة بريطانيا للتصوير الضوئي ، ما قيمة ذلك في نفسك ؟

إنها مناسبة فنية خالدة تبقى في ذاكرتي ، و قد حزتها لمشاركات قدمتها لهم ، و معروف في بريطانيا أن الملكة تنتقي من بين الفائزين من يصورها كل عام ، و كذلك يفعل مجلس اللوردات و أعضاء الحكومة.



ـ ألم تشدك الجائزة و سنوات عشتها في بريطانيا للعيش أو التجنّس هناك ؟

ذهبت للدراسة و نلت ما أتمناه ، بيد أن سوريا عامة و حماة خاصة تبقى في عينيّ أجمل البلدان ، أما العيش هناك أو التجنس فلم أفكر به ، فالوطن ليس فندقا نغادره حينما تسوء الخدمة ، و هذا هو الفرق بين النزيل و المواطن !!

يذكر أن السيد ” مغمومة ” حائز أيضا على براءة اختراع من جمعية المخترعين السوريين و أحد مؤسسيها ، كما كان خبيراً محلّفاً في وضع واصفات البطاقة الشخصية المدنية السورية .


* عالم نوح ـ حماة ـ محمد أيمن الفاعل

د.”مصطفى مغمومة”: الصورة قطعة من الزمن.. ومن مشاعري

 

 محمود أحمد الحسن

«فن جميل لا أستطيع مفارقته، إنه ينام ويصحو معي ولا أستطيع أن أتخلى عنه». هذه كلمات لشخص حاز على العديد من الشهادات في مجال عمله وأخذ شهرة ليس فقط على مستوى مدينة “حماة” بل على مستوى “سورية” بشكل عام، ودرس في الخارج وعاد ليعمل ضمن اختصاصه في مدينة “حماة” إنه المصور الفوتوغرافي الدكتور “مصطفى حسن مغمومة”

تكبير الصورة

eSyria زاره في مكان عمله بتاريخ 16/4/2009. 

وحدثنا عن بداياته، فقال: «درست المرحلة الابتدائية في مدرسة “توفيق الشيشكلي” وبعد انتهائي من هذه المرحلة انتقلت لدراسة المرحلة الإعدادية والثانوية في ثانوية “ابن رشد” في مدينة “حماة” وبعد انتهائي من المرحلة الثانوية قررت السفر إلى عدة دول للحصول على شهادات في مجال الفن التصويري ومن هذه الدول “روسيا” و”بريطانيا”».

ولأنه أحب هذه المهنة، ودخلها بدافع الرغبة، يتابع قائلاً: «مهنة التصوير كانت هوايتي منذ الصف الأول الإعدادي، وكان حافزي الأساسي في المضي فيها هو تحدٍ لشخص من الذين كانوا معي، وعندما أعمل بها أحس بمتعة كبيرة، ولا أستطيع التخلي عنها لأنها سكنت، واستوطنت روحي وعقلي وجسدي». 

وعما تعنيه الصورة له يقول الدكتور “مغمومة”: «الصورة هي قطعة من الزمن من الناحية الفلسفية، أما ما تعنيه لي فهي مشاعري، وأحاسيسي وعاطفتي».

وعن العاطفة إن كان لها تدخل أو لا، في منظومة الصورة، 

تكبير الصورة
بعض الصور التذكارية

فيقول: «إذا كانت الصورة مدروسة بشكل جيد ومأخوذة عن علم محدد فإنها تجر العواطف، وتتدخل بها، فصورة شخص فارقنا تعيدنا إلى أيام مضت كان بيننا، هذا هو الدور العاطفي الذي قد تلعبه الصورة، وهي قادرة بالفعل على تحريكه».

ويجيب عن سؤال حول مدى ارتباط الصورة بالفن التشكيلي، فيقول في هذا الصدد: «البعض يعتبر أن الفن التشكيلي هو الوحيد بين الفنون، لأن الريشة واليد هي التي ترسم اللوحة، بينما الصورة “الفوتوغرافية” هي امتصاص الأشياء عبر الضوء، وبالتالي فهم يرون ألا علاقة للصورة الضوئية بالفن التشكيلي على الإطلاق».

ويتحدث عن الصورة الجيدة، والصورة الفاشلة، فيقول: «تكون الصورة سيئة عندما يكون القصد من ورائها الإساءة لأحد ما أو لجهة ما، ولكنها تصبح جيدة لو حققت تغييراً في حال تغير الحال لحظة التقاطها، عموماً هناك جانب تقني لا بد من مراعاته لنجاح الصورة ولا يمكن تجاوزه، إضافة لفكرة الصورة وموضوعها».

ولأن لكل صورة 

تكبير الصورة
من شهادات د.”مصطفى”

معنىً ودلالةً خاصة بها، فيقول: «تكون الصورة جيدة وناجحة من حيث الألوان، والخلفية، والأحداث المصورة داخلها، فهي بذلك تحمل دلالة كبيرة في ذاتها، وكل هذا يلهم الناظر إلى هذه الصورة باتجاه الشخص الذي التقطها».

وعن ارتباط فن التصوير بعلوم من العلوم أو فنٍ من الفنون، فيقول: «إن فن التصوير يرتبط بــ 54 علماً، ومنها “علم الدعاية” و”الطب الشرعي” و”الأمن الجنائي” على سبيل المثال، كما ويرتبط فن التصوير بجميع أنواع الفنون تقريباً دون استثناء».

ويقول عن الحيّز الإبداعي التي يمكن للصورة أن تتركه للمصور: «لا.. لأنه لا يوجد إبداع بشكل كامل، فالإبداع الكامل يأتي بالعلم ونحن وكل ما جمعناه من علم في عقولنا، نبقى بحاجة ماسة إلى المزيد منه».

وعن مؤلفاته في مجال التصوير يقول: «قمت بتأليف “الموسوعة المختصرة في علم التصوير الضوئي” والآن أعمل على تأليف كتاب يحمل عنوان “حماة درة على جبين سورية”».

وختم حديثه ببعض النصائح للمصورين 

تكبير الصورة
مجمع مغمومة للتصوير

الهواة، فيقول: «لا تيأسوا من بداية عملكم إن فشلتم، تابعوا بالجهد والمثابرة حتى تنجحوا، ومهنة التصوير مهنة الإنسان المتذوق للفن بشكل عام. تعلموا ومارسوا هذه المهنة كي تصبحوا أقوياء بعملكم في المستقبل».

ومن الجدير بالذكر أن الدكتور “مصطفى حسن مغمومة”من مواليد محافظة “حماة” عام 1961م وحاصل على عدد من الشهادات العليا والمشاركات الفنية على الصعيدين المحلي والدولي.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.