حديث الصور
التانجو من «أزقة الفقراء»
إلى حفلات النخبة
هاجر صلاح تصوير: بسام الزغبي
الكل يشعر بقشعريرة البرد، لكنها سرعان ما تزول، بعد أن تدب الحيوية في خشبة المسرح بدار الأوبرا ، بفعل خطوات راقصي التانجو الملتهبة، على نغمات أشهر المقطوعات الموسيقية، بأصوات الأوكورديون والبيانو والكمان والجيتار. ومع توالي اللوحات الاستعراضية، بالأزياء المبهجة ذات الألوان الحارة، يسود الدفء في أوصال الجميع.
عروض تقدم في مصر وفي دول أخرى مثل الولايات المتحدة، والمكسيك وشيلي وفنلندا وغيرها.

والتانجو رقصة قديمة تعود إلى أواخر القرن التاسع عشر، ورغم ظهورها في أحياء الطبقة الفقيرة المعدمة في بوينس ايرس بالأرجنتين، إلا أنها نشأت أساسا على يد المهاجرين من الأسبان والايطاليين. فبعد يوم عمل شاق كان يتجمع سكان المبنى الواحد، يعزف بعضهم الجيتار بينما يرقص الآخرون، وانخرط سكان المدينة الأصليون في هذا الفن الجديد، وكل أضاف إلى الرقصة حسب ثقافته، حتى وصلت إلى الشكل الحالي، وباتت تقدم على أفخم المسارح. وأهم ما يميز رقصة التانجو التي أدرجتها اليونسكو منذ سنوات ضمن التراث الانساني المعنوي، الحميمية الشديدة بين شريكي الرقص، لتصل مشاعر كل منهما للآخر، سواء كانت التعبير عن العشق والحب أو العتاب والهجر، فضلا عن العنفوان والقوة في الحركات والخطوات.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.