أورفيـــــوس
للفنان الفرنسي غوستاف مـورو

غوســتاف مـورو رسـام الرمزيـة والـغمـوض. ولوحـة “أورفيـــوس” هي واحدة من أشهـر أعماله الفنية.

أورفيـــوس في الميثولوجيـا اليـونـانيـة كـان عازفا رائـعا، كان صوته وموسيقاه تسحر الاشجار والحجر، وتغيـر اتـجاه جـريـان النهر.

عشق اوريديشي كثيـرا وتزوجها لكنها سرعان ما ماتت بلدغة ثعبان.

بـعـد مـوتـها أصـيب أورفيـــوس بالإحبـاط والـحـزن، واعتبر أن ما حدث لحبيبته لم يكـن عدلا، فقرر الذهاب الى العالم السفلي واعـادتها الى الحيـاة.

كـان سلاحه في تلك المغامرة موسيقـاه التي سحر بها الأشباح وآلهة الموت. استـطـاع بـواسطتـها أن يـقـنـع الألـهـة هادس بإرجـاع اوريديشي الى الحيـاة شرط ألا ينـظر الى الخـلف أثنـاء خروجهما من عالـم المـوت إلـى أن يدخلا عـالم الحيـاة.

فـي طريـق الـعودة كـان اورفيـوس ممـسكا بيـد اوريديشي التي تسير خلفه، مـحاولا مـنـع نفسـه مـن النـظر اليـها. وعـنـدمـا وصـل عـالـم الحيـاة انفـرجـت أسـاريـره وسـارع بلهفـة محـب ومشـتـاق لتوجيـه رأسـه للخـلف. لـكـن المفـاجأة كـانـت أن اوريديشي لـم تـكن قـد دخلـت عـالم الحيـاة بـعد، كـانت مـا تـزال علـى حافة عالم الموت.

بـهذا أخـلّ اورفيــــوس بالعهد، مما دفع الأشباح الى اختطاف اوريديشي واعادتها ثانية الى عالم المـوت. وهنـا يقع أورفيــوس مـرة أخرى فريسـة للحزن والأسى، ثم يـموت وتتحول عظامه لأوتار موسيقية وايقاعات تسبح في المحيط..

ومـنذ ذلك الحين تحـولت قصة هبوط اورفيــوس الى العالم السفلي الى فكرة ترمز للعاشق الذي يحاول استعادة حبيبته وتخليصها من براثن الهلاك لكنه يفقدها ويفقد نفسه في النهاية نتيجة لهفته الشديدة وحرصه المفرط.

يـذكر أن أسـطورة اورفيــوس كانت عبر العصور المتعاقبة موضوعا للكثيـر من القصص والمسـرحيـات وقصائد الشعر والأعمال التشكيلية والمعزوفات التي ألفها مشاهير الموسيقيين أمثال سترافينسكي واوفنبــاخ وسواهما.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.