سلغادو
(الفوتوغرافيا ستنتهي قريبا ) سيباستياو سالغادو
عرب فوتو

ترجمة بشير فورار 

الجزائر

(  لا أعتقد أن الفوتوغرافيا ستعيش أكثر من 20 أو 30 سنة، سننتقل إلى شيئ آخر )  إنه تصريح غريب، خاصة عندما نعرف أنه أتى من أحد أشهر المصورين المعاصرين الذي هو سيباستياو سالغادو.
عند استلامه جائزة – الشخصية-  المقدمة من الغرفة التجارية الفرانكو برازيلية في ريو دي جانيرو جاء الفنان البرازيلي يعرج متكأ على عكازين، بعد كسر في الغضروف المفصلي خلال رحلة استكشافية في الأمازون.
في الثانية و السبعين من عمره ، يشعر أنه منقطع تماماً عن التكنولوجيات الحديثة. – أنا لا أعرف كيف أشعل جهاز الكمبيوتر-  يقول بشئ من المبالغة، و هو المصور الذي لازال يستعمل الفيلم وصحائف الإتصال، رغم اعترافه أنه بدأ يستعمل التصوير الرقمي.
يقول : إضطررت إلى التكيف قليلا، مثل الديناصورات قبل أن أموت .
و لكن لا مجال لنشر صوره على الأنستجرام أو غيره من الشبكات الإجتماعية.
يقول : أنا لا أحب ذلك، أدرك أن هذا يعجب الشباب ولكن ليس باستطاعتي فعل ذلك .
يعترف المصور البرازيلي أنه أحيانا يلقي بالنظر في هواتف إحفاده و أنه يصاب بالذهول من التطبيقات التي تستخدم  لإظهار كل تفاصيل حياتك بحيث يراها الجميع !
يقول :  حسنا، هناك في بعض الاحيان صورا مثيرة الإهتمام، ولكن لصناعة صورة أنت في حاجة إلى كاميرا جيدة مع عدسة ملائمة و توفر شروط معينة، و ضوء مناسب… و هذا لا يمكن أن يكون عملية آلية في الهاتف .
لقد بدأنا في عملية القضاء على التصوير الفوتوغرافي  يصر هذا العصامي الذي درس الاقتصاد قبل بدء مشواره الفني.
قبل أن تتحقق نبوءته المشؤومة المتمثلة في فقدان الصورة الفوتوغرافية  عشرين أو ثلاثين سنة  قرر سالغادو أن يضع مواهبه في هاجس جديد و هو البحث عن جذرور بلاده من خلال مجتمعات الأمازون، ليتشبع بها جيل الشباب عبر المعارض في المدارس و الجامعات.
يصرح قائلا : إن البرازيل هو البلد الوحيد في العالم ، الذي يمكنه أن يكون على اتصال مع عصوره التي ما قبل التاريخ .
لايزال سالغادو ينتقل بين باريس حيث يقيم و بلده البرازيل، و ليس في نيته التقاعد بعد.
و على ما يبدو ، لا عمره، و لا مشاكله الصحية يمكنها أن تثنيه عن مشروعه في الأمازون.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.