اعتدنا في كل عام، بعد انقضاء شهر رمضان أن تباشر الدراما السورية بإنتاج أعمال جديدة معلنة التحدي في ظل الحرب الإرهابية الصعبة ضد سورية.

الدراما السورية كانت ومازالت محبوبة السوريين والعرب عبر كل الشاشات، ولكن المقاطعة التي أعلنتها بعض القنوات أسهمت في انخفاض فرص العرض أمام الأعمال المنتجة.

كابوس عدم توافر قنوات عارضة أجبر شركات الإنتاج على التمهل ودراسة الجدوى الاقتصادية ملياً، وخاصة أن أعمالاً أنتجت في أعمال سابقة لم تعرض حتى الآن، وأخرى عرضت على قنوات مغمورة ولم تشاهد أصلاً.

«الوطن» تضع السادة القراء في تفاصيل المشهد الدرامي السوري لموسم 2017 من خلال السطور التالية:

مؤسسة الإنتاج

بات الإنتاج الحكومي شريكاً حقيقياً في الإنتاج ككل، بل أصبح الواجهة الدرامية في بعض الأعمال المهمة التي قدمها مؤخراً مثل «حرائر»، و«أيام لا تنسى» وغيرها الكثير.

المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني أنجزت حتى الآن مسلسلاً واحداً هو «أزمة عائلية» أعادت فيه المخرج هشام شربتجي إلى الكوميديا التي يعشقها وأبدع فيها.

كتب العمل شادي كيوان، ويؤدي أدوار البطولة رشيد عساف، ورنا شميس، وبشار إسماعيل، وأمانة والي، وتولاي هارون، وحسام تحسين بيك، وعاصم حواط، وحسين عباس، ونجاح مختار، ورنا العضم، وطارق عبدو، ومحمد حمادة.

العمل عبارة عن «سيت كوم» اجتماعي منفصل متصل، سيجري تنفيذ جميع مشاهده في استديو صمم خصيصاً لهذا العمل، ويعكس خطه الزمني مجريات الحياة في سورية خلال الفترة الراهنة، ويلاحق عبر أحداثه قصة عائلة يتعرض أفرادها لمواقف تحمل وجع الشارع السوري، بأسلوب غير بعيد عن الكوميديا، وتغلب عليه نكهة جدية مدروسة.

ويعد هذا العمل العودة لشربتجي إلى الدراما السورية بعد غياب أربع سنوات، وتحديداً منذ إنجازه مسلسل «المفتاح» عام 2012.

العمل الثاني المعلن عنه هو «أسوار دمشق» من تأليف حازم بطرس وإخراج مروان بركات، وكان مقرراً أن ينطلق منتصف الشهر الماضي، لكن التأجيلات تتالى يوماً بعد آخر.

العمل ذو طابع اجتماعي معاصر تدور أحداثه في إطار درامي تشويقي ضمن ثلاثين حلقة متصلة ويحكي عن الواقع الذي يعيشه المجتمع السوري أثناء الأزمة من خلال منزل دمشقي قديم توارثته الكثير من العائلات يجتمع فيها مجموعة من الشبان والشابات من جميع المناطق السورية.

كما يناقش تغير التوزع الديموغرافي للسكان على البقعة السورية بسبب الهجرة سواء الداخلية أو الخارجية للمواطن السوري والتي أدت إلى ظهور مشكلات اجتماعية وخدمية حساسة ضربت تفاصيل الحياة اليومية، ويطرح العمل تساؤلات حول الحب، والموت، والوطن، والانتماء والقدر.

عودة البرقاوي

قبل يومين، بدأ المخرج سامر برقاوي بتصوير أولى حكايات مسلسل «شبابيك» بعنوان «الهجرة»؛ ويلعب بطولتها كلّ من كندا حنا وأيمن عبد السلام.

العمل الذي ألفه مجموعة من الكتاب وتولى إعداده السيناريست بشار عباس، دراما اجتماعية من ثلاثين حلقة، ولكل منها حكاية مختلفة تتناول طبيعة العلاقات الزوجية ومشاكلها، يجسدها نخبة من نجوم الدراما السورية، وهو أول إنتاجات شركة «سما الفن» للموسم الرمضاني المقبل.

هذا العمل يمثل العودة لبرقاوي إلى الدراما السورية بعد غياب ست سنوات أنجز خلالها أعمالاً عربية مشتركة منها «تشيللو»، و«لو»، و«نص يوم»، و«لعبة الموت».

أما العمل الثاني للشركة ذاتها فسيكون الجزء الثالث عشر من المسلسل الكوميدي «بقعة ضوء» وقد أصبح بعهدة المخرج فادي سليم، ويأمل المتابعون أن يتخطى هذا العمل العثرات التي وقع بها خلال الأجزاء القليلة السابقة من استسهال في التأليف والإخراج.

كما تم الإعلان عن عملين آخرين، هما «جريمة حب» للمخرج الليث حجو والكاتب رافي وهبي، والثاني «قناديل العشاق» وهو من كتابة خلدون قتلان وسيتولى إخراجه سيف الدين سبيعي.

الجزء التاسع

قطع المخرج ناجي طعمي شوطاً كبيراً في إنجاز مشاهده بتاسع أجزاء المسلسل الشامي الشهير «باب الحارة» من تأليف سليمان عبد العزيز.

العمل من بطولة عباس النوري، وصباح الجزائري، وميلاد يوسف، وكندا حنا، ومصطفى سعد الدين، ومصطفى الخاني، وزهير رمضان، وشكران مرتجى، ومحمد خير الجراح، ورنا الأبيض، وأمية ملص، ومحمد قنوع، وروبين عيسى، وأريج خضور، وهدى شعراوي، وفداء كبرا، وعبد الهادي الصباغ، وجرجس جبارة وآخرين.

«باب الحارة» من الأعمال السورية القليلة التي ضمنت وتضمن كل عام مكاناً لها على شاشة خليجية هي قناة «إم بي سي» وخاصة مع الشعبية الجارفة الذي يتمتع بها رغم الكم الكبير من الأخطاء في كل جزء.

أعمال جاهزة

من المسلسلات السورية الجاهزة «الرابوص» من تأليف سعيد حناوي، وإخراج إياد نحاس وبطولة بسام كوسا، وأمل عرفة، وعبد المنعم عمايري، وسلمى المصري، وضحى الدبس، وعمار شلق، ومحمد قنوع، وجيني إسبر، وكندا حنا، ونظلي الرواس، ونادين قدور، وبيير داغر، ومحمد حداقي، وحسام تحسين بيك، ووفاء موصللي، ونادين خوري، ورنا شميس.

ويختلف المسلسل في الطرح عن كل ما عداه من مسلسلات، إذ يتخذ تركيبة مختلفة تقوم على إيجاد زمن يعود لما قبل خمسين عاماً ويستخدم شخوصه أدوات تكنولوجية موجودة اليوم.

وتقوم فكرة المسلسل على الرعب، وهذه الهوية تم استعراضها كثيراً، بيد أن المخرج يرفض أن يكون الرعب وحده ما يميز المسلسل هو كذلك، فيه رعب، لكنه في الوقت نفسه يتجزأ إلى الكثير من القيم الأخرى.

واعتبر مخرج العمل أن مسلسله لا يتخذ من زمن معين ليكون عنصراً محدداً في العمل، بل يعتمد زمنا افتراضيا يؤنس منه فترة الستينيات من القرن العشرين وهذا ما يلاحظه المشاهد من خلال الألبسة واللوك للشخوص في القصة.

وسيأتي بزمن قديم ولكن بأدوات حديثة، إذ سيشاهد الجمهور الشخصيات تحمل جهاز موبايل وتتصل من خلاله، وهذا افتراض بالمطلق.

العمل الثاني الجاهزة للعرض هو «طلقة مدفع» من تأليف وإخراج مظهر الحكيم، وهو عمل اجتماعي إنساني كوميدي، يسلط الضوء على عدة عائلات والصراع الذي يدور بينهما حول طفل خلق بجينات مميزة ضمن قالب خيالي، ويتألف من ثلاثين حلقة، مدة كل حلقة نصف ساعة.

يؤدي أدوار البطولة كل من: غادة بشور، ومحمد خير الجراح، وعاصم حواط، وأكرم الحلبي، ودينا خانكان، ومجد نعيم، وجهينة نعيم، وهاني شاهين، وآلاء مصري زادة، ورجاء قوطرش وآخرين.

كما أن «هواجس عابرة» دخل العمليات الفنية بعدما أنهى مهند قطيش تصويره وهو عمل اجتماعي إنساني (منفصل متصل)، سيقدم بأسلوب كوميدي بسيط بعيد عن المبالغة أو التهريج، ويشارك في بطولته: كاريس بشار، وأحمد الأحمد، وفادي صبيح، ومحمد حداقي، وجيني إسبر، وندين تحسين بيك، وطلال مارديني، وجرجس جبارة، وجمال العلي، وروبين عيسى، وسوسن أبو عفار، وريم زينو، وعلي كريّم، وآندريه سكاف، وفوزي بشارة، وآخرون.

دراما الأجزاء

لن تغيب دراما الأجزاء عن موسم 2017 مثل كل عام، إذ هنالك أربعة أعمال ستعود عبر الشاشات الرمضانية مجدداً إضافة إلى «بقعة ضوء» الذي ذكرناه سابقاً، وخاصة أن هذا النوع من الدراما موضة العصر الدرامية المسيطرة على قسم غير يسير في الإنتاجات السورية.

العمل الأول هو «مذنبون أبرياء» من تأليف باسل خليل، وإخراج أحمد السويداني، وبطولة بسام كوسا، وكندا حنا، ورنا الأبيض، وجيني إسبر، خالد القيش، ويامن سليمان، ورامز الأسود وآخرين.

أما العمل الثاني فهو «عطر الشام» من تأليف مروان قاووق وإخراج محمد زهير رجب، وبطولة يؤدي أدوار البطولة كل من: رشيد عساف، ووفاء موصللي، ونادين خوري، وحسام تحسين بيك، وزهير رمضان، ووائل رمضان، وفايز قزق، وليليا الأطرش، وسلمى المصري، ورنا الأبيض، وعلاء قاسم، ورضوان عقيلي، وأمانة والي، وسوسن ميخائيل، وسليم صبري، وريم عبد العزيز، وليا مباردي، وعلا بدر، وأنطوانيت نجيب، ومحمد خير الجراح، وقاسم ملحو.

ويقع هذا المسلسل في جزأين مترابطي القصص والأحداث لحارات دمشقية كثرت فيها الأحداث الاجتماعية من خلال أشخاص صنعوا الشر للآخرين وعائلات فرض عليها ما كانت تخشاه (عرض الجزء الأول خلال رمضان الماضي).

وتدور أحداث العمل في بيئة افتراضية من حيث التفاصيل، لكنها واقعية من حيث الزمن، حيث تنخرط الحوادث كلها في عشرينيات القرن الماضي ومواجهة أهالي دمشق للاحتلال الفرنسي، إضافة الى تزكية الحب والشهامة والمروءة لدى الإنسان السوري عامة والدمشقي خاصة، من خلال قصص وحكايا مثيرة لا تغيب عنها النميمة والخيانة والغدر، لتكتمل الصورة المنتظرة من أي عمل شامي «صراع الخير والشر».

ثالث الأعمال هو «خاتون» من تأليف طلال مارديني وإخراج تامر إسحق، وقد صور بعد الانتهاء من الجزء الأول مباشرة ليكون جاهزاً للعرض في رمضان المقبل.

ويشارك في بطولة العمل: سلوم حداد، وباسم ياخور، وكندا حنا، وزهير رمضان، وشكران مرتجى، وسلافة معمار، وكاريس بشار، وميلاد يوسف، وأيمن رضا، ومعتصم النهار، ويزن السيد، وجيني إسبر، وجيانا عنيد، وعلي سكر، وإسماعيل مداح. ومن لبنان يوسف وورد الخال، وطوني عيسى، وغنوة محمد، ومن الجزائر حسن كشاش في «فانتازيا شامية» بعيدة من النمطية التي سادت صورة «الحارة».

وأخيراً فإن «صرخة روح» سيعود بحلة جديدة عبر قصص الحب والخيانات، مع عدد من المؤلفين والمخرجين.

جارٍ التصوير

الآن، يصور عملان في دمشق بالتوازي مع التحضيرات لأعمال عدة.

رشا شربتجي الذي عادت إلى الدراما السورية بعد غياب تصور مشاهد مسلسل «شوق» من تأليف حازم سليمان، وبطولة: باسم ياخور، ونسرين طافش، وسوزان نجم الدين، وشكران مرتجى، ووفاء موصللي، وصباح الجزائري، وعبد الهادي الصباغ وآخرين.

المسلسل درامي اجتماعي معاصر تدور أحداثه في الفترة الزمنية الممتدة بين 2012- 2014 بين دمشق وبيروت، يتناول مصائر وحياة نماذج مختلفة من المجتمع السوري على خلفية ما عاشته البلاد خلال السنوات الماضية، ويتطرق إلى بعض النساء اللواتي اختطفهن «داعش» الإرهابي وتعامل معهن على أنهن سبايا.

ويصور المخرج محمد وقاف ثلاثيات مسلسل «حكم الهوى» الذي يتألف من عشر ثلاثيات تتناول قصص حب منفصلة مرتبطة بواقعنا الحالي، وهو من تأليف ريم جميل عثمان التي تخوض أولى تجاربها في الكتابة، ومن أبطال العمل: ضحى الدبس، وفاديا خطاب، وسلمى المصري، ومرح جبر، وعبير شمس الدين، وسعد مينه، وحسام تحسين بيك، ومجدي مشموشي، ورنا شميس، ويزن السيد، ورنا الأبيض.

عدا الأعمال التي ذكرناها سابقاً، تحضر أمل عرفة لمسلسلها «سايكو» الذي ألفته بالشراكة مع سعيد الحناوي.

كما يقوم المخرج فادي غازي بالتحضير لعمله الجديد بعنوان «جنان نسوان» وهو عمل اجتماعي يقدم ضمن قالب كوميدي جديد، من تأليفه وإخراجه وإنتاجه.

وهناك أيضاً مسلسل «أوركيديا» من تأليف عدنان العودة وإخراج حاتم علي، وتتناول قصة العمل صراع عروش بين ثلاثة ممالك سعياً خلف النفوذ والسلطة، ويتناول المحور الرئيسي قصة أمير يحاول استعادة ملك أبيه.

وهنالك مسلسل «وردة وجورية» الذي يتناول الشخصيتين المعروفتين والشقيقتين «ريا وسكينة»، والجرائم المروعة التي ارتكبتها كلتاهما والضجة والصخب الذي رافقهما خلال حياتهما، وحتى بعد مماتهما وعدد الجرائم التي ارتكبتاها، واكتشاف الجثث.

كذلك يُسلّط العمل الضوء على طريقة كشف الشرطة دفن الجثث حيث تعدان من أشد الشخصيات إجراماً في التاريخ المعاصر والقريب، وأثار تاريخهما الاجرامي الكثير من الجدل.

“الوطن”

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.