الأركان الأربعة للتحكم بالصورة :
سنتحدث بداية عن الأساسيات التي تتيح لك كمصور التحكم بالصورة. توجد أربعة إعدادات مهمة توفرها الكثير من الكاميرات المدمجة و كل الكاميرات القابلة لتبديل العدسات. و هذه الإعدادات هي :


الركن الأول : البعد البؤري Focal Length
وهو أحد صفات العدسة على الكاميرا. و يمثل كم تجعل العدسة الهدف يبدو أقرب أو أبعد إليك مما هو عليه فعلاً.
و من العدسات نوعان :
النوع الأول : عدسات ببعد بؤري ثابت ، أو ما يعرف بعدسات البرايم Prime lens أو العدسات الثابتة .
و هي تتميز ببعد بؤري واحد فقط لا غير، مما يعني أن على المصور الاقتراب أو الابتعاد من الهدف للتصوير. بعضها يستطيع تصوير أهداف بعيدة جداً بسهولة و تلك تتمتع ببعد بؤري عالي . و أخرى تتمتع ببعض بؤري منخفض و تتمتع بزاوية عريضة تشمل معظم ما تراه أمامك. و آخرون بين هذا و ذاك.
النوع الثاني : عدسات ببعد بؤري متغير ، أو ما يعرف بعدسات الزوم Zoom Lens .
و هي تتميز بما هو ملحوظ من اسمها ، عملية الزوم أي تغيير البعد البؤري للعدسة. فمثلا عدسة لها بعد بؤري 18-55 يعني أن أقل بعد بؤري لها هو 18 مم و يمثل أعرض زاوية رؤية لتلك العدسة تشمل أقصى ما يمكن لعدسة الزوم تصويره مما أمامها بفرض ثباتها في مكانها. و على أقصى بعد بؤري 55 مم و أقل زاوية رؤية ممكنة للعدسة.
زاوية الرؤية
 تمثل مقدار الزاوية التي تغطيها العدسة أمامها . كلما كانت الزاوية أكبر كلما تمكنت العدسة من تصوير قدر أكبر مما أمامها و كلما كانت أقل كلما كانت العدسة أقدر على ملء الصورة بهدف أبعد عنها. لهذا السبب فبخلاف عدسات البرايم ، فإن عدسات الزوم تملك زاوية رؤية متغيرة حسب بعدها البؤري الحالي الذي يتحكم به المصور بعملية الزوم.


الركن الثاني: ISO
و هو يمثل حساسية مستشعر الكاميرا الرقمية أو فيلم الكاميرا للضوء. كلما كانت قيمة ISO أعلى كانت الكاميرا أكثر تحسساً للضوء ، مما يعني أنه و بفرض ثبات كمية الضوء الواصلة عبر العدسة فإن زيادة قيمة ISO تعني صورة مضيئة أكثر و بالتالي اكتفاء الصورة من الضوء بشكل أسرع مع قيمة ISO مرتفعة أكثر مما لو تم استخدام قيم ISO منخفضة.
إن المسافة بين قيم ISO المختلفة بمعظم الكاميرات الرقمية تساوي ما يعادل وقفة واحدة تقريباً. معنى ذلك أنه بزيادة واحدة لقيمة ISO مثلا من ISO100 إلى ISO200 أو من ISO200 إلى ISO400 فإن الزمن اللازم للحصول على كمية الضوء الكافية للصورة ذاتها تقل إلى النصف. و على النقيض ، فإن تقليل حساسية ISO بنفس النسبة مثلا من ISO800 إلى ISO400 بفرض ثبات جميع العوامل الأخرى ، ستحتاج ضعف الوقت اللازم للحصول على الإضاءة ذاتها في الصورة ، فلو كان الزمن الكافي للحصول على الضوء مع قيمة IS800 مثلا هو ربع ثانية ، ستحتاج مع ISO400 إلى نصف ثانية و مع ISO200 إلى ثانية و هكذا دواليك.
لكن هذا لا يعني أنه يجب رفع قيمة ISO للحد الأقصى على الدوام، فمع ارتفاع حساسية ISO يزداد التحبب أو التشويش في الصورة الناتجة. السبب في ذلك هو أن موجات الضوء الواصلة للمستشعر تأتي مع بعض التشويش في الموجات و زيادة الحساسية للضوء يعني زيادة تحسس المستشعر لذلك التشويش. فكلما زادت حساسية ISO زادت الطاقة التي يستهلكها المستشعر من الكهرباء، مما يجعل التشويش الرقمي يظهر خاصة مع تكبير الصور لحد معين. في الماضي ، كان الانتقال من قيمة ISO لقيمة أعلى يعطي فرقاً ملحوظاً بالتشويش . لهذا السبب ، و للحصول على صورة أقل تشويشاً حتى مع التكبير يفضل استخدام أقل قيمة ISO ممكنة و هذا ينطبق بشكل أساسي على تصوير الأهداف الساكنة أكثر من سواها.


الركن الثالث: سرعة الغالق Shutter Speed
و تمثل سرعة الغالق المدة الزمنية لتعريض المستشعر ( السنسور ) للضوء. و لأنك بشري و لست صخرة صماء فلا شك أن جسدك يهتز لحد معين أثناء التقاط الصورة و ما تصوره قد يتحرك لحظة تصويره سواء كان طيراً أو شخصاً أو غير ذلك. لهذا فالمعتاد أن نحاول تقليل الزمن الذي يبقى به الغالق مفتوحاً لأقل زمن ممكن. و كلما كانت أغلق الغالق بسرعة بعد أن يفتح ، كلما قلت احتمالية أن يظهر أي اهتزاز بالصورة سواء من حركة جسمك أو هدف التصوير.


توجد طريقتان لتمثيل سرعة الغالق في أي كاميرا.
فلو كانت سرعة الغالق بالثواني ، سيظهر رقم تلحقه شرطتان مثلا 8″ تعني ثمان ثوان. أما الطريقة الأخرى فهي للأجزاء الزمنية الأقل من الثانية ، فعندما تظهر لك الكاميرا أن سرعة الغالق 60 بدون أي شرطة فهذا لا يعني 60 ثانية بل جزءاً من الستين من الثانية. و كلما كان الرقم أكبر في هذه الحالة قلت المدة الزمنية التي يبقى بها الغالق مفتوحاً، و ما يتبع ذلك من تقليل للاهتزاز بالصورة و كمية الضوء التي تدخل للمستشعر .


من الجدير بالذكر أن على المصور مراعاة أن زيادة البعد البؤري عند التصوير سواء بعدسة زوم أو عدسة برايم ببعد بؤري عالي يزيد احتمالية الاهتزاز. فمثلا عند التصوير على البعد البؤري 200 ينبغي لسرعة الغالق ألا تقل عن 1/200 من الثانية و تلك كانت القاعدة غير المكتوبة في مجال الصور الثابتة أيام الفيلم. لكن مع كاميرات لها مستشعر بحجم أصغر من مقاس الفيلم فلا بد من مراعاة ما يسمى بمعامل الضرب و هو في أكثر الكاميرات SLR بين 1.5 و 1.6 فلو أردنا مثلاً تطبيق القاعدة نفسها على كاميرا لها معامل ضرب 1.6 فيجب لتجنب الاهتزاز التصوير بسرعة غالق لا تقل عن 320 لأن 200 في المثال السابق مضروبة في 1.6 يساوي 320 . و قس على ذلك باختلاف الكاميرا و معامل الضرب.وهي قاعدة خاصة بالتصوير و الكاميرا محمولة باليد. فلا حاجة لذلك عند تثبيت الكاميرا على سطح طاولة مثلا أو على مثبت لتثبيتها عند التصوير.
و كقاعدة عامة لتجنب الصور المهتزة عند حمل الكاميرا باليد ، يفضل عدم التصوير بسرعة غالق أقل من 1/60 من الثانية مهما كان البعد البؤري. لكن في بعض الحالات تضطر لمخالفة تلك القاعدة لعدم توفر الضوء الكافي للصورة ، لكن هذا لا يؤدي في العادة لصور لها نفس حدة التفاصيل بسبب ظهور أثر الاهتزاز بالصور، فمن شبه المستحيل مثلا الحصول على صورة ثابتة بسرعة غالق 1/10 من الثانية و الكاميرا محمولة باليد . و هذه هي فائدة ميزات تخفيف الاهتزاز على اختلاف مسمياتها لتقليل أثر ذلك النوع من الاهتزاز لكن هذا لن يفيد أبداً في تثبيت الهدف الذي تقوم بتصويره. و تذكر أن تجميد الحركة ليس دوماً ما يسعى له المصور .


الركن الرابع: قيمة فتحة العدسة Aperture
بعد أن تحكمنا بحساسية الكاميرا للضوء بقيمة ISO و مدة تعريض المستشعر للضوء بقيمة Shutter Speed فإن قيمة Aperture تتحكم بكمية الضوء الذي يسمح بوصوله للمستشعر . إن مصطلح Aperture نفسه يستخدم للتعبير عما يشبه الباب الدائري في نهاية العدسة و يفتح و يغلق بانسحاب شفراته للأطراف من كل الجهات ثم عودتها إلى مكانها. و عدد تلك الشفرات لا يكون بالضرورة نفسه لكل العدسات. و أما مدى انفتاح تلك الشفرات لتكوين فتحة أوسع فيكون بقيمة Aperture منخفضة بقدر الإمكان و كلما كانت القيمة أقل كلما كانت الفتحة أصغر حجما و بالتالي كمية ضوء أقل تصل للمستشعر في الكاميرا.


عندما نقول أن الصورة الفلانية ملتقطة بأوسع فتحة فالمقصود أن الصورة تم التقاطها بأقل قيمة Aperture ممكنة ( أقل رقم) تتيحه العدسة المستَخدَمة . و العدسات التي تسمح بقيمة فتحة عدسة أقل تسمح بكمية ضوء أعلى للوصول للكاميرا مما يعني المزيد من الحرية في قيمة ISO و Shutter Speed و بشكل عام كلما سمحت مواصفات العدسة بقيمة Aperture أقل كلما زاد سعرها و قدرتها على تجميد الحركة السريعة بسبب سماحها بضوء أكثر مما يعني القدرة على استخدام سرعة غالق أعلى .

عندما نعبر عن العدسات عن طريق الفتحة الأوسع فهناك نوعان:
– الأول : عدسات فتحة العدسة الثابتة Constant Aperture
هذا النوع له فتحة عدسة قصوى ثابتة بغض النظر عن البعد البؤري المستخدم. فلو قيل لك مثلا أن عدسة من مواصفاتها 18-200مم F4 على سبيل المثال فهذا يعني أنك مهما غيرت البعد البؤري من 18 إلى 200 ستظل فتحة العدسة القصوى تساوي F4 في أي قيمة بين 18 و 200 أو في تلك القيم.


– الثاني: فتحة عدسة قصوى معتمدة على البعد البؤري ، و هو نوع شائع في الكاميرات المدمجة بالإضافة للعدسات المرفقة بكثير من الكاميرات.
فلو كانت لدينا مثلا عدسة 18-55مم F/3.5-5.6 فهذا يعني أن هذه العدسة لديها فتحة عدسة قصوى تساوي F3.5 عند البعد البؤري 18 مم و فتحة عدسة قصوى تساويF5.6 عن وصول البعد البؤري إلى 55مم . هذا الفارق ناتج عن تصميم و هندسة العدسة و بنائها الداخلي ، و ما يترتب عليه ذلك من حجمها ووزنها و تكلفتها مما ينعكس على سعرها.


في ظروف مثالية ، ستفضل أن تكون عدستك على أوسع فتحة طوال الوقت ليدخل أكبر قدر من الضوء للصورة و تقل احتمالية الاهتزاز للحد الأدنى بسرعة غالق عالية مع حساسية ISO منخفضة بقدر الإمكان. لكن هذا غير مرغوب دائما لأسباب منها :
– لا تظهر جودة العدسة الحقيقية عند أوسع فتحة عدسة لها
الكثير من العوامل تؤثر بجودة الصورة ، و أداء عدسة مقارنة بعدسة أخرى عند فتحة العدسة القصوى يختلف. بعد أن تستوعب كيفية تعريض قدر مناسب من الضوء للصورة يمكنك اختبار عدساتك المختلفة لمعرفة كيفية تأثير قيم Aperture مختلفة على جودة الصورة.
– المشكلة الأخرى هي عمق الميدان.
سبق لنا الحديث عن عمق الميدان بشرح مبسط في موضوع آخر . لهذا يمكنك زيارته بالضغط على الرابط ثم مواصلة القراءة إن أحببت.

خطوات اختيار الكاميرا المناسبة

هل تملك كاميرا رقمية و تجهل كيف تستفيد منها ؟ هل هي كاميرا متطورة و بها العديد من الخصائص المميزة لكن الصور لا تظهر كما تريد ؟
في هذا الموضوع سنقودك لمعرفة كيف تستخدم الكاميرا التي عندك و الشرح يمكن تطبيقه على أي كاميرا – قديمة أو جديدة – من أي شركة طالما أنك ستطبق الشرح كما ينبغي.


و قبل أن نبدأ بالشرح ، أحب أن أنبه أذكر من لا يملك الصبر على القراءة و الاستفادة قد يخسر وقتاً و جهداً في محاولات غير مثمرة للبحث عن شروحات و مواضيع خاصة بالكاميرا التي قام بشرائها.
و هذا أول خطأ يمكن للمصور المبتدئ أن يقع به ، فعلى المصور أن يتعلم التصوير بالكاميرا قبل أن يتعلم كيف يتعامل مع قوائمها الداخلية . خاصة الكاميرات التي يستخدمها الخبراء من المصورين. فتجد الخبير يستطيع التصوير بأي كاميرا تقع في يده بشكل ممتاز ولو كانت كاميرا رخيصة . و هذا ما سنحاول إيصاله في هذه المقالة.


و سواء كنت من المبتدئين أو ممن يجيدون استخدام كاميراتهم فقد تجد في هذا الدليل الموجز نقاطاً غفلت عنها.. فواصل القراءة لتحسن استخدام الكاميرا بشكل أفضل.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.