يعدّ اختراع الكتابة من الاختراعات الكبرى التي غيرت مصير و مجرى الثقافة الانسانية، وهو اختراع لا تقل أهميته عن أعظم الاختراعات كغزو الفضاء وشبكة الانترنت. وفي هذه الورقة سنتعرف على رحلة الحرف المقدس منذ الالف الرابعة قبل الميلاد ,كان لمجلة فن التصوير الضوئي وقفة  مع الدكتور نزيه بدور رئيس مجلس إدارة نادي السينما بحمص…..نائب رئيس مجلس ادارة جمعية العاديات الآثارية بحمص من خلال أجزاء مختصرة  محاضرته الحرف المقدس :

صور س 381

لماذا الحرف المقدس:

وقد اكتسب حرفنا المقدس قدسيته اولاُ لما له من دور في خدمة الإنسانية وتطور الحضارة البشرية وثانياً لارتباطه بالمقدسات الدينية للشعوب عبر التاريخ ارتبطت الكتابة بالمقدسات الدينية والعبادة منذ نشأتها في الالف الرابع قبل الميلاد.

وقد لعب ارتباط الحرف بالمقدس الديني دورا في حفظه تارة وفي انتشاره تارة أخرى والذين يرون إن العراق هو وطن الكتابة الأول، يرون إن الخط انما ظهر  بتأثير عبادة النجوم، و ذلك *وكان الكهنة قد وضعوا رموزاً للنجوم، ومن تلك الرموز أخذت الأبجدية الأولى، وتفرعت الألفباء السامية الغربية التي صارت أُمـّا لمجموعة من الأبجديات، ومن قائلي هذه النظرية والمدافعين عنها المستشرق “هومل”

اللغات السامية( مقدمة لابد منها):

تاريخ الكتابة

 

استطاع الإنسان القديم أن يضع حجر الأساس للأبجدية، عبر فترة زمنية استغرقت آلاف السنين:

1- الكتابة التصويرية:

كان الإنسان يعبر عمّا يريد قوله عن طريق الرسم.

 

2- الكتابة الرمزية:

الإنسان في هذه المرحلة أصبح يعبر عن المعاني المجردة والأفعال، فأصبحت الشمس مثلًا، تعبر عن النور والنهار والبياض، والتاج صار رمزًا للملك.

 

3- الكتابة المقطعية :

تعدّ هذه المرحلة مهمة لتأسيس الأبجدية،  (فقد كان الكتاب يقطعون الكلمة الصعبة مقاطع، ويبحثون عن الألفاظ المشابهة لهذه المقاطع نفسها في النطق والمغايرة لها في المعنى، ويرسمون مجموعة الأشياء المادية التي توحي بها أصواتها )[10]،

ومثال ذلك كلمة مجلس، فهي تتكون من مقطعين، (مج )، و( لس )، فقد اصطلحوا على وضع إشارات رمزية تدل على هذين المقطعين، بحيث يتم استخدامهما في جميع الكلمات التي يرد بهم هذان المقطعان، ثم عمل الإنسان على تبسيط هذا النوع من الكتابة، فقد عمل على وضع صور تدل على الحروف، (

إذ يكفي للتعبير عن الأشياء والأفكار جميعها بعدد محدود من الصور يساوي عدد الحروف الهجائية لكل لغة، فعلى سبيل المثال للدلالة على كلمة ” شرب ” يرمز للحرف (ش) بالشمس، وإلى الحرف (ر) بالرمح، وإلى الحرف (ب) بالبيت)

وكان المصريون قد استعملوا في بادىء أمرهم الكتابة الصورية، ثم اختزلوها وأولدوا منها “الكتابة الهيروغليفية”. (كتابة الكهنة)،

شتقت كلمة “هيروغليفي” من الكلمتين اليونانيتين “هيروس” Hieros و”جلوفوس” Glophos

وتعنيان “الكتابة المقدسة”

وهي كتابة متطورة مقدمة بالنسبةإلى الكتابة الصورية. وقد صارت هذه الكتابة أماً لأقدم الكتابات. استخدمت تلك الكتابة بشكل رئيس في النقوش الدينية على المعابد..

lk ن م ل ك صور س 383 طد طك

 

 

إذ تعلمها أهل “سيناء” وأهل بلاد الشام، ثم اختزلوها وجزموها، حتى أوجدوا من هذا الجزم الحروف الهجائية

وقد عُثر في طور سيناء على كتابة قديمة تعود الى سنة “1850” ق م، دفعت بعض العلماء مثل “مارتن اشبرن كلنك” على القول بأن هذه الكتابة هي وليدة الكتابة الهيروغليفية، وانها الحلقة المفقودة بين الهيروغليفية وبين مرحلة الحروف الابجدية. الأبجدية الطورسينائيهّ، بلغ عددها اثنين وعشرين حرفاً،

لغة وقلم ابلا 2250-2400 ق م

(عثر على خمسة عشر ألف لوح وكسرة   مكتوبة بلغة ايبلا) فهي لغة مستقلة عرفت في إبلا تضاف إلى قائمة اللغات الثماني المعروفة التي تصنف تحت اسم اللغات السامية لتكون اللغة التاسعة فيها.

،

وذهب باحثون إلى أن الفينيقيين هم أول من اخترع الأبجدية، ومن هذه الأبجدية الفينيقية تولدت الأبجديات الأخرى، وذهب قسم منهم إلى أن الفينيقيين، إنما أخذوا أبجديتهم هذه من الهيروغليفية، بأن شذَّبوها وجزموا مقاطعها، وأولدوا منها الحروف. ونظراً إلى وجود هوة كبيرة بين الكتابة الفينيقية وبين الهيروغليفية، رأى بعض الباحثين، أن الفينيقيين، إنما أخذوا خطهم من الخط الطورسينائي، ثم طوروه وحسنَّوه وأوجدوا منه خطهم الذي أولد جملة خطوط.

 

 

 

 

أبجدية أوغاريت

“هي أكمل أبجديات العالم القديم وأغناها وأكثرها شمولا”

اللغة الآرامية:

القلم العربي :العرب من الشعوب التي عرفت الكتابة ومارستها قبل الإسلام بزمان طويل كذلك. بل عرفوا الكتابة قبل الميلاد ببضع مئات من السنين. وقد عثر في مواضع من جزيرة العرب على كتابات دونت باليونانية وبلغات أخرى. وتبين من دراسة النصوص الجاهلية، إن العرب كانوا يدوّنون قبل الإسلام بقلم ظهر في اليمن بصورة خاصة، هو القلم الذي أطلق عليه تسمية “القلم المسند” أو “قلم حمير”. وهو قلم يباين القلم الذي نكتب به الآن..

حروف المسند

خصائص قلم المسند:

 

1- يكتب به من اليمين لليسار والعكس

2-تكتب حروفه منفصلة غير متصلة

شكل الحرف واحد في كل مواضعه من الكلمة-4

5-يوضع خط عمودي للفصل بين الكلمات

6-عند التشديد يكتب الحرف مرتين .

7-خالٍ من التنقيط والحركات وعلامات الترقيم