يعبر المصور السينيمائي عن رؤياه و أفكاره أو تلك التي تخص المخرج باستعمال فن التكوين السينمائي او ما يعرف بـ  "Composition" و الذي يتلخص أساسا في اختيار و اعادة ترتيب العناصر داخل الصورة. سنحاول ان نبسط أساسيات ومصطلحات هذا الموضوع لكي يكون مفهوما عند الجميع سواء كنت مصور او رسام  او مصمم, اذا اردت ان تكسر بعض القوانين على الأقل يجب ان تتعرف عليهم اولاَ.

يعبر المصور السينيمائي عن رؤياه و أفكاره أو تلك التي تخص المخرج باستعمال فن التكوين السينمائي او ما يعرف بـ  “Composition” و الذي يتلخص أساسا في اختيار و اعادة ترتيب العناصر داخل الصورة. سنحاول ان نبسط أساسيات ومصطلحات هذا الموضوع لكي يكون مفهوما عند الجميع سواء كنت مصور او رسام  او مصمم, اذا اردت ان تكسر بعض القوانين على الأقل يجب ان تتعرف عليهم اولاَ.

في سنوات نشأتها الأولى, كانت السينما أساسا كمصطلح يحتوي على العديد من المفاهيم الفعلية التي تصفها, ومن اشهر هذه المفاهيم : الحركة المكتوبة, او الكتابة عن طريق تعريض شريط الفيلم السينيمائي للضوء و الحركة, و هو ايهام يدعى بظاهرة “phi phenomenon” و الاثنان معا يمثلان العنصرين الأساسيين للتصوير السينيمائي. و لكن بالتحسين المستمر الذي يضيفه المخرجون كل يوم على أعمالهم, أصبحت الأفلام لا ترتكز فقط على مجرد التقاط المشهد و اللحظة عند تجليها حقيقة أمام المصور (كمثال قطار يصل الى المحطة, أو عمال يغادرون المصنع), و لكن تطورت لتشمل صناعة كلية للمشهد باستعمال التصوير السينيمائي و ذلك بغاية سرد القصة.

الخطوط, الأشكال, الاضاءة و الظلمة, الألوان, المنظور, التوازن, العرض, الطول, الارتفاع, العمق .. هي مصطلحات يستعملها الأشخاص كثيرا للحديث و التعبير عن التشكيل.

الكثير من العناصر كالحجم, الشكل, اللون و العديد من مفاهيم الجماليات الأخرى, لها التأثير الكبير في كيفية تفاعل الجمهور مع مشهد ما من الفيلم. حتما هناك الكثير و الكثير من الأسئلة التي يجب أن تطرحها على نفسك قبل التخطيط لالتقاط مشهد ما: ما هو أفضل حجم يجب أن أختاره للمشهد الذي سألتقطه؟ كم عدد الشخصيات التي يجب أن تظهر فيه؟ ما الحجم الذي يجب أن تكون عليه العناصر في الخلفية, في  وسط المشهد, و في مقدمته؟

.. لكن ليس هذا كل شيء! هناك المزيد من الأسئلة التي يجب أن تطرحها على نفسك حتى قبل التفكير في رفع آلة التصوير خاصتك, نذكر منها: كيف يكون تجاوب الانسان العاطفي و النفسي لشكل كروي مقارنة بتجاوبه لشكل مستطيلي؟ ما العناصر التي تضفي أكثر أو أقل طاقة جمالية على المشهد؟ كيف يمكن أن تعمل القمم و الزوايا في الأشكال على توجيه نظر المشاهدين لملاحظة تكوين ما ؟

أن الاجابة على مثل هذه الأسئلة قد تتطلب مقالات خاصة لكل منها, بما أنها تمثل الأعمدة الأساسية التي تقوم عليها النظرية الجمالية, نظرية مبنية على الحس الفني المرهف يعتمد عليها أفضل المصوريين السينيمائيين.

و لا تفهمني على وجه الخطأ, ليس التفاعل مع العناصر هو نفسه بالنسبة للجميع, قد تختلف ردود الأفعال من شخص الى آخر. كمثال, بعض الأشخاص عند سؤالهم عن اللون الذي يرونه الأفضل للتعبير عن “الملكية” يجيبون: اللون الأزرق, في حين أن البعض الآخر يختارون اللون البنفسجي. المؤكد حتما هو أن طريقة اجابة الأشخاص على أسئلة تخص عناصر جمالية و ان لم تكن متطابقة تماما, فانها في أغلب الأحيان متقاربة و متشابهة. في الأخير, إنَ الفن ليس إلا خليطا بين العلم و الخيال: قطعة من الأرض و قطعة من السماء.. كتعاون الفنانين “Leonardo da Vinci” و “Fibonacci” لجعل الموناليزا تبتسم .

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.