“شكران بلال”.. البيئة والتراث وإبداع الألوان الزاهية

 

نضال يوسف

الأربعاء 16 تموز 2014

عفرين – السبيل

اندفعت الفنانة “شكران بلال” لدراسة فن الرسم منذ الصغر، ورغم أنها لم تدرس الفن في كلية الفنون إلا أن مثابرتها وعشقها للرسم جعلها تحصل على الميدالية الفضية في “الأكاديمية العالمية للفنون والعلوم والآداب” في “باريس”.

تكبير الصورة

مدونة وطن “eSyria” التقت الفنانة “شكران بلال” بتاريخ 8 تموز 2014، فتحدثت عن تجربتها الفنية بالقول: «كان والدي من المثقفين الأوائل وكان منفتحاً على تعلم المرأة واكتسابها للشهادات العلمية، لذا كان يدفعني ويشجعني كثيراً لدراسة فن الرسم بعد أن اكتشف ميلي إليه، فقد كان رحمه الله يشتري لي كل المواد اللازمة للرسم مهما كانت غالية الثمن آنذاك، وما زلت أتذكر عباراته لي حينما كان يقول: “أنت يا “شكران” خُلقت لكي ترسمي فقط”. وكانت خالاتي أيضاً يشجعنني على الرسم؛ ما دفعني للمتابعة حتى أصبح الرسم بالنسبة لي مثل الزاد لدرجة أنني كنت أفكر كيف يعيش الناس دون الرسم».

وتابعت: «درست في “كلية الآداب” قسم اللغة العربية حتى السنة الثالثة وتوقفت عن الدراسة بسبب الزواج، ثم تابعت دراستي في “معهد إعداد المدرسين” – قسم الرسم. وشاركت خلال مسيرتي في معارض عديدة وذلك منذ العام 1966، مثل “معرض أطفال العالم” بإيطاليا، وقد نلت فيه جائزة سلمني إياها السيد محافظ “حلب” آنذاك، وأول معرض فردي لي كان في “النادي الأهلي” في “عفرين” في العام 1971، ثم في “كلية الآداب” بجامعة “حلب” في العام 1973، إضافة إلى عدد من المعارض المشتركة مثل: “ربيع الجامعة”، و”ربيع حلب”، ومعارض “نقابة المعلمين”، و”الاتحاد النسائي”، ومعرضين مشتركين في “بيروت” في “المركز الثقافي الروسي” العام 2000، و”قصر الأونيسكو” العام 2001. كما أقمت معرضاً فردياً برعاية المركز الثقافي الفرنسي بـ”حلب” في العام 2010، ومعرض

تكبير الصورة
البيئة الريفية – من أعمالها

في “أنطاكية” ضمن مشروع التبادل الثقافي بين “حلب” و”أنطاكية” العام 2011 برعاية مديرية الثقافة بحلب، وأخيراً أقمت معرضاً فنياً بدعوة من “المركز الثقافي السوري” بباريس العام 2011».

وتابعت: «بعد عدة أشهر من مشاهدة المعرض الذي أقمته في “باريس” من قبل المشرفين على “الأكاديمية العالمية للفنون والعلوم والآداب” تم تنسيبي لهذه الأكاديمية التي أسست في “باريس” في العام 1915؛ وهي أكاديمية عريقة ولها جوائز سنوية تقدم للفنانين والعلماء والأدباء على مستوى العالم، كان لي شرف الحصول على الميدالية الفضية من هذه الأكاديمية على مستوى العالم وذلك في العام 2012، وقد تم توزيع الجوائز بأكبر فنادق “باريس” وهو “فندق أنتركونتننتال” ضمن حفل ضخم. وأخيراً، أود أن أذكر أن لي مشاركات سنوية بمعارض فنانات من العالم التي تقام في مدينة “حلب”».

وحول المواضيع التي تثير مشاعر الفنانة “شكران” لترسمها قالت: «أنا أرسم واقع البيئة التي أعيشها، أنظر من حولي لأرى الجمال في كل شيء في عيون أهل الريف، وتعب المرأة الريفية، ووجه العجوز المتعب وسنوات الشقاء، أرى الجمال في كل بقعة من الأرض في غصن الشجر وفي ألعاب الأطفال، وباختصار، إن كل ما خلقه الله من حولنا لو تأملناه جيداً سنرى فيه الجمال».

وعن المدرسة التي تنتمي إليها التشكيلية “شكران” قالت: «أنتمي إلى المدرسة الانطباعية التعبيرية فهي تشبع رغبتي في التعبير عما أشعر به من أحاسيس ومشاعر تجاه اللوحة، إضافة إلى ذلك أرى في البيئة الكردية

تكبير الصورة
الطبيعة – من أعمالها

التي أنتمي إليها تراثاً غنياً ومتنوعاً للتعبير عما أصبو إليه؛ فالفلكلور والتراث الكرديان بألوانهما الزاهية الرائعة يشكلان عندي زخماً وافراً للتعبير عما يجول في داخلي».

أخيراً، وحول واقع الفن التشكيلي بـ”حلب” قالت: «”حلب” هي مدينة الفن في الشرق الأوسط وفيها أسماء معروفة عالمياً، ولكن الظروف التي مرت بها المدينة خلال الأعوام الثلاثة الماضية أثرت في الحركة الفنية فيها، فأنا مثلاً لم أستطع رسم أكثر من لوحة خلال سنة بسبب التوتر الدائم وعدم الاستقرار المادي والمعنوي».

وحول تجربتها الفنية يقول التشكيلي والناقد الفني “إبراهيم داوود”: «تمتاز الفنانة التشكيلية “شكران بلال” بالرسم بالألوان المائية، حيث يعمل بهذا الأسلوب القليلون من الفنانين التشكيليين، وعلى الرغم من البعد الزمني الذي يفصل بين دراسة الفنانة “شكران بلال” للفن إلا أن ما تتمتع به من دأب في نتاجها التشكيلي جعلها في مقدمة الأسماء النسائية الفنية.

ترى “شكران” أصالة المكان ممزوجة مع روح العصر لتبقى لوحاتها عبارة عن انطباعات طبيعية احترافية؛ إذ تقدم خلالها جواً ريفياً متميزاً لكونها عاشت في الريف فعبرت عن أصالة تراثنا العربي بالألوان الحارة وعن الأصالة الغربية بالألوان الباردة، واستطاعت من خلال لوحاتها أن ترسم مفردات وحركات أثرية تاركة بصمة فنية مميزة.

قدمت الفنانة “بلال” العديد من الأعمال التي لها علاقة بالطبيعة والحارات القديمة في أكشاكها ونوافذها والعتبات وطبيعة حجرها والمناطق ذات الطابع الجميل التي عملتها بالألوان المائية، حيث أظهرت العديد من اللوحات المتقنة والمنسجمة، فكانت

تكبير الصورة
حي قديم – من أعمالها

موفقة في كل محاولاتها حيث استطاعت أن تقدم نفسها في الأعمال الزيتية بواقعيتها وتعبيريتها، وتمكنت من الإمساك بتقنية اللون المائي بما يتمتع به من طاقات أظهرتها ريشتها مشحونة بعواطفها ومشفوعة بمهاراتها حيث تبدو شفافية اللون وتدفقه».

يذكر أن الفنانة “شكران أحمد شفيع بلال” هي من مواليد “عفرين” في العام 1954، مدرسة في “كلية الفنون الجميلة” – مادة التصوير، عضو اتحاد الفنانين التشكيليين، تم تكريمها في العام 2008 من قبل موقع “تيريج عفرين” الثقافي المنوع لخدماتها الثقافية والفنية في منطقة “عفرين”.

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.