البعد البؤري

 

أهم ميزة للعدسة على الاطلاق هو بعدها البؤري. يمكن تعريف البعد البؤري على نحو غير دقيق تماماً على أنه المسافة بين السطح الأمامي للعدسة والسطح الواقع خلف العدسة, والذي ينبغي أن تتشكل عليه الصورة. ما يجعل هذا التعريف غير دقيق هو كون العدسة تتكون من مجموعة معقدة من العدسات المنفصلة والمتوضعة على مسافات محددة عن بعضها البعض. لحسن الحظ فأن عدسة ذات بعد بؤري 500 ميليمتر لا يشترط أن تكون بطول 500 ميليمتر. أهمية البعد البؤري يكمن في زاوية الرؤية التي يوفرها. كلما كان البعد البؤري أطول, كلما كانت زاوية الرؤية أصغر, وكلما بدى الشيئ مجسماً أكبر (مع المحافطة على نفس مسافة التصوير). تعرف عدسات الأبعاد البؤرية القصيرة بتسمية وايد أنجل وتتراوح ابعادها البؤرية بين 20mm و 35mm. العدسات العادية (المعيارية) تكون ببعد بؤري حوالي 50mm. يطلق على العدسات ذوات البعد البؤري ما بين 80mm و 300mm تسمية عدسات تيلي فوتو. أن العدسات ذوات البعد البؤري الأطول من 300mm تنتمي الى عائلة سوبر تيلي فوتو.
لتوضيح البعد البؤري, أنطر الى صور أكشاك التلفونات (في الأعلى والى اليسار). الصورة في الأعلى التقطت بعدسة وايد أنجل 24mm, بينما الصورة الى اليسار التقطت بعدسة تيليفوتو 300mm. لاحظ أنه في كلتا الحالتين فأن كبائن التليفون تملئ الكادر ولكن بمنظور مختلف جداً في كل لقطة. تعمل العدسات المقربة (التيلي فوتو) على ضغط المنظور بحيث تبدو الأشياء قريبة على بعضها, بينما تقوم عدسات الزاوية الواسعة (الوايد أنجل) بتشويه المنظور, بحيث تبدو الأشياء القريبة من بعضها في الواقع, بعيدة جداً في الصورة (أنظر الى الكشك الاخير في الصورة العلوية وكيف يبدو بعيداً عمّا هو عليه في الواقع).
ينبغي تصحيح سوء الفهم لدى بعض المصورين, الذين يعتقدون أن البعد البؤري للعدسة يلعب دوراً في تحديد مقدار عمق المجال. الحقيقة أن عمق المجال لا يعتمد على البعد البؤري إطلاقاً, وأن الموضوع المصور بعدسة 24mm يمتلك نفس المقدار من عمق المجال الذي يمتلكه موضوع مصور بعدسة 300mm ما دام كلا الموضوعين يشغلان نفس المساحة في الكادر. بناءً عليه, فأن عمق المجال واحد في صورتي أكشاك التلفون الى الأعلى والى اليسار.

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.