“عدنان قريش”.. سرّ الغناء الانتقادي

إسماعيل النجم

السبت 17 أيار 2014

المزة

ارتبط اسمه بالأغنية الشعبية، واهتم بكتابة كلمات الأغاني الضاحكة والانتقادية، تعمق بالتراث والتأليف في الغناء والموسيقا، فأصبح عازفاً بارعاً وملحناً موهوباً.

تكبير الصورة

مدونة وطن “eSyria” التقت بتاريخ 24 نيسان 2014 مدرس اللغة العربية “محمد حمود” الذي تحدث عن الفنان “عدنان قريش”، ويقول: «قد يفاجأ الكثيرون بأن الاسم الحقيقي لـ “عدنان قريش” هو “خير الدين عدنان الداغستاني”، حيث غير اسمه منذ احتراف الفن في بداية القرن العشرين، لشعوره بأنه سلك نوعاً من الخروج غير المقبول على عادات وتقاليد الأسر المحافظة في منطقته، التي كانت تعتبر الفن “عمل حرام”، وأحد أسباب ولعه بالموسيقا؛ البيئة التي يعيش فيها فقد كان ثلاثة من إخوته يعزفون على الآلات الموسيقية كالعود والكمان».

أما الباحث “صميم الشريف” فيشير في كتابه “الموسيقا في سورية” بالقول: «اقترن اسم الفنان “عدنان قريش” بالأغنية الشعبية الدارجة اقتراناً وثيقاً، وربما كان مع زميله الفنان المرحوم “عبد الغني الشيخ” والفنان “عبد الفتاح سكر” من أكثر الفنانين الذين اكتسبوا شعبية كبيرة من وراء الأغاني الشعبية الدارجة التي لحناها لعدد من المطربين والمطربات».

وأضاف: «ولد “عدنان قريش” في حي “المهاجرين” في “دمشق” عام 1911، وتوفي عام 2004م، مال إلى الموسيقا منذ يفاعته، غير أن أسرته المحافظة حالت بينه وبين الفن الموسيقي، ومع ذلك استطاع وهو مازال تلميذاً في مدرسة الحي الابتدائية من ممارسة هوايته سراً، فتعلم مبادئ

تكبير الصورة
الباحث صميم الشريف

العزف على العود مع عدد من زملائه، غير أنه لم يستطع أن يشبع هوايته تماماً فقد تقاذفته الأهواء بعد نيله للشهادة الابتدائية بين متابعة الدراسة في مدرسة “عنبر” البعيدة جداً عن بيته، وبين هوايته الموسيقية، وسعياً منه إلى العثور على عمل ما يمكنه من من تأمين حاجاته وإشباع ميوله الموسيقية، بدأ في عام 1929 كعامل “خراطة” في معمل “القدم” للقطارات التابع لمؤسسة الخط الحجازي، لكنه لم يستمر فيه سوى عامين، وتقدم بعدها إلى وظيفة “كاتب ضبط” في محكمة الصلح الأولى، وانتسب إلى “نادي الفنون الجميلة” الذي كان فيه كتلة من النشاط والعمل، ليصبح عضواً فيه، وليلعب هذا النادي دوراً مهماً في حياته الفنية».

ويتابع “الشريف”: «في عام 1935م استقال من القصر العدلي، بعد أن أغراه سلك الشرطة، الذي كان لا يختار موظفيه – وبشكل خاص رجال شرطته – إلا من أبناء الأسر المعروفة باستقامتها، ويبدو أنه ارتاح لعمله الجديد، فمكث فيه عدة سنوات، ولم يتركه إلا عندما اشتدت الاضطرابات ضد الفرنسيين».

وختم: «غدا “عدنان قريش” الموزع بين الوظيفة وبين الموسيقا، عازفاً بارعاً وملحناً موهوباً باعتراف “نادي الفارابي” الذي انتسب إليه لاكتساب معارف موسيقية جديدة على يدي الأخوين “نصوح ومطيع الكيلاني”،

تكبير الصورة
كتاب الموسيقا في سورية.

وعندما وجد نفسه حراً طليقاً من أعباء الوظائف، انصرف إلى فنه واتصل بأعلام الموسيقا من الرواد الذين رحبوا به فتتلمذ على أيدي الأساتذة: “فؤاد محفوظ”، “سعيد فرحات”، “مجدي العقيلي”، والتركي عازف الكمان المعروف “شوقي بك زوربا”، وبذلك اكتملت ثقافته الفنية، فتعمق بالتراث والتأليف في ضروبه المختلفة من غنائية وموسيقية».

وعنه يقول الباحث “أحمد بوبس”: «أول من أدخل الفنان “رفيق سبيعي” مجال الغناء الانتقادي، حين لحن له عام 1962 أغنية “داعيكم أبو صياح معدل ع التمام”، وأغنيات انتقادية أخرى مثل: “الخنافس”، و”الحب ثلاث ألوان”، و”الهوى رماك يا ناعم”، والأغنية الشعبية “صفّر صفّر يا بابور”، كما لحّن للممثل “فهد كعيكاتي” أغنيات انتقادية عدة منها: “فهمية يا فهمية”، و”قصة حبّ أبو فهمي”، والأغنية الضاحكة “إن كان حبيبي لابس قمبازو”، ولحن أيضاً لمطربات ومطربين آخرين، مثل: “نورهان”، و”محمد مرعي”، و”موفق بهجت”، و”نجاح سلام”، و”دلال شمالي”، والثلاثي الفني، كما وضع أربع مقطوعات موسيقية في قالب اللونغا (ذات الإيقاع السريع) من مقامات عجم كرد، ويكاه، ونهاوند، وراست».

ويضيف: «يعدّ لحنه الرائع لأغنية “زيّنوا المرجة” من أجمل الألحان الوطنية ذات الخصوصية، وأبرز من غنى من أعماله في هذا الضرب من الغناء الفنان الراحل “فهد كعيكاتي” الشهير فنياً

تكبير الصورة
الباحث احمد بوبس

باسم “أبي فهمي”، والفنان “أنور البابا” المعروف فنياً باسم “أم كامل”، و”حكمت محسن”، و”أبو شاكر النشواتي”، وفنان الكوميديا الأصيل “دريد لحام”».

ويتابع: «في المجال الغنائي، لحن لكل من المطربين والمطربات: “كروان”، “ياسين محمود”، “أديب طويلة”، والثلاثي الفني، وأشهر الأغنيات الشعبية الدارجة التي صاغها بأسلوب الأغنية التراثية، وحققت شهرة قوية على صعيد القطر العربي السوري والأقطار العربية المجاورة، تلك التي غنتها المطربة “كروان”: “زين يابا، الهودج، يابا يا يبا، ويا حسين”».

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.