جماليات البيئة وأخرى تحن إلى البوح والتذكر بالاردن

غسان مفاضلة “فنون الخليج” تستضيف صالات عمان خلال الأسبوع الحالي معارض عديدة، تنوعت بين التشكيل والفوتوغراف، والرصد اليومي لحياة الأفراد، كما في معرض “النساء في تاريخ روسيا”، الذي يستضيفه المركز الثقافي الملكي.

أما صالة النادي الأرثوذكسي، فتستضيف معرض التشكيلية الأردنية ردينة زريقات التي غلبت على أعمالها التعبيرات الرومانسية والسرديات الواقعية، وتقاطعت لوحاتها بمشاهدها التسجيلية مع تداعيات البوح المسكون بالحنين والذكريات.

أما معرض “نبض العدسة” للفوتوغرافي خالد المصري في غاليري القرية الثقافية بحدائق الحسين، فيرصد جماليات التنوع البيئي التي تتوفر عليها الطبيعة الأردنية، ويقدم إطلالة بصرية على العديد من عناصر الطبيعة الجمالية وظواهرها البيئية المختلفة.

زريقات: سرديات واقعية

أحاطت التعبيرات الرومانسية والسرديات الواقعية بموضوعاتها المتنوعة فضاء أعمال التشكيلية الأردنية ردينة زريقات، وتقاطعت لوحاتها بمشاهدها التسجيلية مع تداعيات البوح المسكون بالحنين والذكريات.

وشكل المعرض الرابع للفنانة، الذي افتتحته وزيرة الثقافة نانسي باكير مساء أول من أمس في صالة النادي الأرذثوكسي، مدخلاً للكشف عن ثنائية العلاقة ببعدها البصري بين موضوعية السرد الواقعي وبين ذاتية البوح الحالم، وتبادل الأدوار بينهما.

وتنوعت موضوعات معرض زريقات، الحاصلة على ماجستير الأدب الإنجليزي من الجامعة الأردنية، وتوزعت ما بين الحياة الطبيعية، والطبيعة الصامتة، والبيوت التراثية، والتجريدات اللونية، وملامح من أجواء البادية، إضافة إلى التأملات الذاتية، ضمن سياقات أسلوبية ومعالجات فنية عديدة.

ورغم التعبيرات المباشرة التي صبغت مجمل أعمال الفنانة، وتحديداً تلك التي زاوجت فيها بين ما هو واقعي وما هو حالم على نحو سردي، استطاعت أن تخلق عوالم بصرية مشحونة بطاقة تعبيرية قوامها اللون الذي شحذ مجمل أعمالها بالدفء والحيوية.

وتميزت أعمال الطبيعة الصامتة في معرض الفنانة، التي شاركت بتسعة معارض جماعية، برصانة التكوين وتكامل البناء، اعتماداً على المعالجة اللونية من حيث التوزيع والمزج وتداخل المستويات من دون تكلف أو اقحام. وهذا افتقرت إليه بعض الأعمال ذات التعابير الإنشائية والتمثيلات التسجيلية.

وعملت المقاربات المختلفة ومحاولات التعبير التمثيلي في أعمال الفنانة بين الحال الحالم لدى المرأة، وحال التسجيل السردي لما هو واقعي، على تكريس الصيغ الإنشائية بتعبيراتها التصورية (الذهنية) على حساب التعبيرات البصرية بمعطياتها المفتوحة على آفاق التأويل والتحويل.

“نبض العدسة” للمصري: جماليات التنوع البيئي

رصدت عدسة الفنان الفوتوغرافي خالد المصري جماليات التنوع البيئي التي تتوفر عليها الطبيعة الأردنية في معرضه “نبض العدسة”، الذي افتتح مساء أول من أمس تحت رعاية نائب أمين عمان المهندس عامر البشير في غاليري القرية الثقافية بحدائق الحسين.

وشكل المعرض عبر 38 صورة فوتوغرافية، إطلالة بصرية على العديد من عناصر الطبيعة الجمالية وظواهرها البيئية المختلفة، التي تآلفت بنسق جمالي منحه الفنان روحية جديدة اقترب بها من روحية اللوحة التشكيلية في الإيحاء والتكوين والتعبير.

ويقف المصري، الذي يعمل رئيسا لقسم السياسات البيئية في الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، على عناصر التنوع البيئي في الأردن من نباتات وطيور وحيوانات، إضافة إلى جماليات المشاهد الطبيعية، باعتبارها من الكنوز الفريدة التي ينبغي تسليط الضوء عليها وزيادة الاهتمام بها.

لا يتعامل الفنان في معرضه الأول “نبض العدسة” مع الصورة الفوتوغرافية بوصفها مجرد لقطة للتوثيق أو التسجيل فقط، وإنما باعتبارها أيضاً، طريقة في التواصل مع حسيّة العالم ومرئياته البصرية بتنوعاتها وتحولاتها الدائمتين.

فتعامله مع تباينات الظل والضوء، واهتمامه بالتكوين والمستويات الحركية والجاذبية اللونية في إطار الصورة الفوتوغرافية، جعل من الصورة لديه عملاً فنياً يمور بالتأثيرات والانطباعات البصرية التي حررت سكونية مشهده الفوتوغرافي ولامست نبضه الداخلي، عبر تثبيت لقطته وتأكيد حضورها في إطار جمالي ينصهر فيه الزمان مع المكان في ومضة عابرة، لكنها حاضرة على الدوام.

واستطاع الفنان من خلال التقاطاته الحاذقة لمفردات التنوع الحيوي وللمشاهد الطبيعية التي تعامل معها في غير مكان من الأردن، أن يمنح صورته الفوتوغرافية فضاء آخر اكتسبت معه حيوية خاصة جراء المساقط الجمالية والحساسية التعبيرية التي تناغمت مع روحية موضوعه ومع منطلقاته البصرية.

ويسعى الفنان من خلال تعامله الفوتوغرافي مع موضوع التنوع البيئي في الأردن، إلى تقليص المسافة بين المشاهد وبين جماليات العناصر البيئية في محيطة بحسب تصريحه لـ”الغد”، لافتاً إلى أن الثراء الطبيعي الذي يتوفر عليه التنوع البيئي في الأردن، يعتبر متفرداً عن غيره من مناطق العالم نتيجة لتعدد مناخاته وتراكيبه الجيولوجية التي تعددت معها أشكال التكيف الحيوي على مرّ العصور.

من جهته قال الفنان رائد عزت، إن المصري استطاع من خلال عدسته وعبر فرادة التقاطاته، أن يحيط بجماليات التنوع البيئي في الأردن، موضحاً، بأنه أفاد من عمله في الجمعية الملكية لحماية الطبيعة في أن يكون أكثر قرباً من موضعه، وأكثر معرفة بخصائصه الطبيعية والجمالية.

نزار صابور: “سعادة مطلقة”

وتحت رعاية وزيرة الثقافة نانسي باكير، يفتتح مركز رؤى للفنون في السادسة من مساء اليوم معرض الفنان السوري نزار صابور “سعادة مطلقة” ويستمر المعرض حتى يوم الأحد الموافق 16 تشرين الثاني (نوفمبر) 2008، حيث تفتح الصالة أبوابها يوميا من التاسعة صباحا وحتى الثامنة مساء باستثناء يوم الجمعة.

يُذكر أنّ الفنان صابور من مواليد اللاذقية 1958، تخرج من كلية الفنون الجميلة بدمشق، قسم التصوير عام 1981، وحصل على دكتوراة فلسفة في علوم الفن من موسكو عام 1990، وهو أستاذ الرسم والتصوير في كلية الفنون الجميلة بدمشق.

أقام الفنان صابور عشرات المعارض الفردية وشارك في العديد من المعارض الجماعية في دمشق وحلب واللاذقية، وعمان ودبي وقطر والكويت، وبيروت والبحرين وباريس، وجنيف، وموسكو ولندن وسويسرا.

وتقتني أعمال الفنان صابور عشرات المؤسسات السورية مثل وزارة الثقافة السورية، والمتحف الوطني بدمشق، وقصر الشعب، إضافة إلى مؤسسات ومتاحف عربية وعالمية من بينها المتحف الوطني الاردني للفنون الجميلة، متحف البحرين، متحف الشارقة، صالة اوسكار في واشنطن، متحف شعوب الشرق في موسكو، فضلاً عن ان أعماله مقتناة ضمن مجموعات خاصة للافراد في ارجاء العالم.

رزوق: حوار بصري

مدفوعاً برغبة تأطير الحوار البصري على سطح لوحته، واستنباط أبجدياته من ملامح التكوينات الشرقية، يواصل التشكيلي السوري نبيل رزوق (1949- دمشق)، في معرضه الذي افتتح أول من امس في قاعة المعارض بالمركز الثقافي الفرنسي، إعادة إنتاج لوحته المفتوحة على المشهد الشرقي بمورثاته الشعبية ومفرداته البيئية.

ويتتبع رزوق، الحاصل على دكتوراة الفلسفة في الفنون الجميلة من جامعة حلوان العام 1986 عبر خمسين عملاً جرافيكياً، المكامن الحية في مرئيات المشهد الشرقي، بتكويناته وموضوعاته التي غطت المعمار التراثي والأسواق الشعبية ونبض الحياة اليومية والطابع الريفي، بواسطة منعرجات الخط وتوارياته، متقصياً إعادة إنتاج طاقتها التعبيرية واستنطاق محمولاتها الدلالية في فضاء اللوحة.

ومع أعمال معرض الفنان الذي رعاه رئيس جامعة عمان الأهلية د. ماهر سليم، نتعرف على الروح الشرقية التي تصبغ موضوعات أعماله عبر الخط واللون والتكوين، ونقترب مع مخزونها التعبيري من حميميّة تلك الروح بما تحتضنه من صياغات ومضامين تمور بنبض الحياة.

يعمل الخط، في أعمال الفنان الذي يرأس قسم التصميم الجرافيكي في كلية الآداب بجامعة عمان الأهلية، على تحديد ملامح تكويناته، ترسيماً وتعييناً، في هيئات الناس، كما في معمار الطبيعة والشواهد التراثية، وفي كل ما هو قابل للتعيّن والظهور.

كما تتحقق القيم الجماليّة في أعمال الفنان، الذي شارك منذ العام 1975 في العديد من المعارض العربية والعالمية، من نمو الأشكال بتساوق تام مع مضامينها، الأمر الذي يدعو متلقي أعماله إلى الانجذاب نحوها بفعل تلقائية التعبيري الذي يكثفه اختزال الملامح التشخيصيّة عبر الخط والمساحة اللونية بالدرجة الأولى.

وتكتسب حركة الخطوط في أعمال رزوق، عبر ترددها وتقاطعها، وعبر انحنائها وامتدادها، طاقة حركيّة تتجاوز باستمرار مجالها التعبيري على سطح لوحته، فتكسبها حالا من صيرورة التعبير.

ويعتبر الفنان الجرافيكي د. راتب شعبان، أن هندسة اللوحة عند رزوق تعتمد على البساطة والاختزال ضمن مفردات متكررة، حيث الأشكال تفصح عن نفسها عبر التسطيح من دون تركيب، مبتعداً بذلك عن التسجيل الواقعي للأشياء.

ويزيد شعبان في السياق ذاته، بأن الأشكال المعمارية في أعمال الفنان عبارة عن وسيلة لإنشاء حوار هندسي شكلي أكثر منها وسيلة للتعبير الحسي الصرف، موظفا لذلك الأساليب الجرافيكية المتنوعة للحصول على ملامس يلعب الخط فيها دوراً فاعلاً، أكثر من كونه عنصرا لإنشاء الأشكال، مستعملاً بعض أساليب التصوير لإضافة أبعاد جديدة لعمله الفني.

“النساء في تاريخ روسيا”: رسالة سامية

افتتحت وزيرة الثقافة نانسي باكير مساء أول من أمس في المركز الثقافي الملكي معرض الصور لوكالة نوفوستي بعنوان “النساء في تاريخ روسيا” بحضور السفير الروسي في عمان الكسندر كالوجين.

وتجولت الوزيرة في المعرض الذي يضم 60 صورة فوتوغرافية ملونة وبالاسود والابيض التقطتها عدسات افضل خمسة عشر مصورا من وكالة نوفوستي الروسية وحصل عدد من مصوريها على جوائز في مختلف المعارض والمسابقات الدولية منهم فلاديمير فياكنين، وسرغيه غونييف، وفلاديمير فيودوورينكو، الذين يعتبرون من اشهر المصورين في العالم.

ويحكي المعرض عبر الصور الفوتوغرافية الفنية حكاية النساء العظيمات في تاريخ روسيا وبعض الجوانب المهمة في حياتهن ومعيشتهن وكيف تحولت حياة بعضهن من البساطة الى أن وصلن الى شهرة عالمية.

ومن خلال الصور، ظهرت مساهمة المرأة الروسية في الحياة العامة، حيث تنوعت الصور لسيدات روسيات ممثلات في قطاع الاعمال والعاملات في اللجان الاجتماعية والتربوية والتعليمية والعلوم والآداب والرياضة والثقافة في مختلف حقولها والانجازات التي تحققت لكل منهن والتي تجسدت فيها معاني الحب والوفاء والاخلاص والتضحية في العمل.

وتؤكد الصور موهبة النساء في روسيا وإخلاصهن في العمل وتقديمهن لرسالة سامية في الحياة وعنصر تطور في العالم. وأبدت الوزيرة اعجابها بالصور التي اعطت سمات كبيرة للدور الذي قامت به المرأة الروسية على مستوى بلادها ومستوى العالم.

وحضر افتتاح المعرض امين عام وزارة الثقافة جريس سماوي وجمع من المهتمين والمتابعين للحركة الفنية.

وفقا لما نشر بصيحفة حياتنا.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.