مر بعدة مراحل أولاها في منتصف العشرينيات
محمود سعيد…التشكيلي ابن البشوات الذي سحرته بنات بحري
2014/12/07
كتبت سهام سالم:

من قلب الاسكندرية العامر بجوار مسجد سيدي المرسي أبوالعباس كما يسميه العامة كان يراقب ويرتوي بكل التفاصيل الموحية بمفردات الواقع الثري التي أمدته بأفكار لوحاته فجمعت المتناقضات، فمن هدير أمواج الشاطئ بأمواجه الهادرة الى البيوت القابعة في تأمل، ومن الشخوص العابرة كانت بداية الهواية أو غواية عالم التشكيل.
محمود سعيد فنان تشكيلي مصري مواليد 8 ابريل 1897 بالاسكندرية وتوفي 8 ابريل 1964، يعد من أوائل مؤسسي المدرسة المصرية الحديثة في الفنون التشكيلية.

رؤية

لم تثنه نشأته الأرستقراطية كونه ابن ناظر نظار مصر محمد سعيد باشا في ذلك الوقت عن رؤية الاسكندرية بوجه خاص ومصر بوجه عام بذلك الوجه الشعبي الذي يميزها.
فتنته بنت البلد الاسكندرانية فراح يصورها بذلك العشق وتلك الرؤية المجسدة لأنوثتها وسحرها الغامض وهي ترتدي «الملاية اللف» الزي الاكثر شعبية، وتلك التجسيدات الرائعة لذلك البدن الفائر والبناء الفاتن في لوحة بنات بحري التي نكاد نسمع وسوسة أساورها الذهبية مع خطوات واثقة وملامح قوية وحركة الهواء الذي يعبث بملاءتها ويظهر مفاتن الروح والجسد، وهي اللوحة الخالدة بفضل بنائها المحكم واعتماده على هرمية البناء ومركزية الرؤية.
ها هن ثلاث من بنات بحري يحتللن مركز اللوحة مع ظهور بائع العرقسوس على الجانب الأيمن من اللوحة، ورجل ذي ملامح مصرية قديمة يحمل طفلا وقد ركبا حمارا.

حالة

بدأ عشقه للرسم كهواية ولكن عقب حصوله على ليسانس الحقوق عام 1919 الذي تزامن مع الثورة آنذاك اتجه الى دراسة الفن في أكاديمية «جراند شومبير» في باريس ثم التحق بأكاديمية حوليان وهناك تعلم أصول الفن الغربي، فهل كان لدراسة القانون أثر في أسلوبه الفني؟.
تأثر البناء التكويني لمحمود سعيد في لوحاته التي تميزت بالبناء المعماري المستمد من فن التصوير والنحت المصري القديم ونلاحظ تمكنه من القواعد الكلاسيكية للتصوير في عصر النهضة من ظلال ونور، أما دراسة القانون فهي النظام الصارم والقدرة على الالتزام الذي انعكس في لوحاته على اختلاف موضوعاتها.
مر الفنان بعدة مراحل أولاها في منتصف العشرينيات وحتى أواخر الثلاثينيات حينما كان متأثرا بالأساليب الغربية والتعبيرية حول الذات الفردية والقومية أما المرحلة الثانية فكانت في الأربعينيات حينما تمحور فنه حول فن البورتريه أو الصورة الشخصية، واهتم فيها بابراز العمق النفسي للشخصية، أما في الخمسينيات فقد طغى الهدوء فيها وعم الضوء والمناظر الطبيعية الواسعة وساد الصمت.
من أشهر أعماله لوحات «الدراويش، الشادوف، المدينة، بائع العرقسوس، ذات الجدائل الذهبية».

المزيد من الصور

محمد غني حكمت

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.