عالم مفعم بالتفاؤل والأمل”ريما عبد الخالق”

هدى الدلوبعينها الناقدة، تجلس بكامل تركيزها بجانب والدها الذي يقضي أوقات فراغه في الرسم إرضاءً لموهبته منذ سنوات طويلة، ثم انضم إلى قافلة الرسم أخوها الأكبر منها، حيث انتقلت له الموهبة عبر الجينات الوراثية، إلى أن طالتها العدوى التي ظهرت عليها وهي في رياض الأطفال فكان تلوينها بشكل جميل وجذاب بخلاف باقي الأطفال، وتستطيع رسم بعض الرسمات البسيطة، لتبدأ بتطوير موهبتها بنفسها من الصفر دون الالتحاق بدورات وكورسات لتعلم الرسم وفنونه.

ريما عبد الخالق الحاج (19 عامًا) تدرس في الجامعة الإسلامية بكلية العلوم الصحية لتتخصص في العام القادم بالطب المخبري.

قالت: “موهبتي وراثية إلى حد كبير، فوالدي يرسم منذ زمن طويل، وكذلك أخي الكبير لديه هذه الموهبة، ومنذ أن كان عمري خمسة أعوام والتحقتُ في رياض الأطفال، وأنا يبدو عليّ هذه الموهبة، فكنت ألوّن بشكل جميل وارسم رسماتٍ بسيطة لكنها تدل على موهبتي”.

فحاول والداها تنمية هذه الموهبة وتشجيعها بإحضار بعض الأدوات للرسم، ومن ثم في المدرسة كانت معلمة التربية الفنية تشجعها دائمًا، وتأخذ لوحاتها ورسوماتها وتعرضها في مرسم المدرسة، وشاركت في مسابقات مدرسية للرسم، كما وكانت ترسم جداريات أحيانًا.

رغم بساطة موهبتها، إلى أن استطاعت أن تبدأ مشوارها من “الصفر”، حيث بدأت الرسم بقلم الرصاص العادي، وأثناء وجودها بالمدرسة بدأت باستخدام الألوان الخشبية والمائية البسيطة والزيتية، وأضافت: “وكنت أرسم الأشياء البسيطة وربما السهلة، ولكني أهملت موهبتي قليلًا أثناء دراسة التوجيهي، لكن بعد دخولي المرحلة الجامعية حصل تطور ملحوظ في طريقة رسمي وأدوات الرسم”.

فأصبحت تتطلع على طرق جديدة في الرسم واستخدام الألوان المائية المتطورة، وأخرى كـ”acrylic” و”soft pastel” و”poster”، وخاضت تجربة الرسم على ألواح من الخشب الناعم والخشن وعلى قطعٍ من السيراميك، وأوضحت الحاج أنها لم تلتحق بأي دورات أو كورسات لتعلم الرسم وفنونه، حيث إن طبيعة دراستها الجامعية لا تفسح لها المجال ولا يوجد معها متسع من الوقت.

واختارت تخصصا جامعيا لا يمت لموهبتها بصلة لتمتلك بيدها بعد سنوات قليلة ورقتي قوة، شهادة جامعية، وموهبة.

ويجذبها رسم الخلفيات الملونة والمتداخلة كـالكون والمجرات، والطبيعة، ولديها ميول للرسم بالفحم، ولكنه يأخذ وقتا طويلا ويحتاج لاهتمام بالتفاصيل الصغيرة جدًا، وأدواته غير متواجدة دائمًا في المكتبات.

وتابعت الحاج حديثها: “الرسم بالنسبة لي عالم آخر مختلف عن الواقع الصعب الذي نعيشه خصوصًا في الآونة الأخيرة، وعندما أبدأ بتحضير أدوات الرسم واجلس على مكتبي وبجواري كوب من “النسكافيه” انتقل لعالم مليء بالتفاؤل والمتعة والجمال الذي يتجسد أخيرًا على هيئة لوحة فنية متقنة مفعمة بالحياة”.

وأشارت إلى أن من العقبات التي تواجهها، غلاء أسعار الألوان وأدوات الرسم وعدم وجودها في كل المكتبات، وانقطاع التيار الكهربائي بكثرة، وعدم تقدير هذه المواهب حق قدرها، متمنية أن تنهي تعليمها لتتفرغ لموهبتها بشكل أكبر وتعمل على تطويرها، وأن تشارك في معارض وفعاليات للرسم والفن، وأن تظهر هذه الموهبة بشكل أكبر. وفقا لما نشر بصحيفة فلسطين أون لاين.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.