المصور الفوتوغرافي نعمان عيدموني : التصوير فن و إبداع ﻻنه يوثق الزمن ويعطيه الأهمية الصورة هي الوثيقة المعبرة التي يتم تناقلها من شخص لآخر
المصدر: العروبة – الكاتب: بشرى عنقة
تاريخ: الثلاثاء, أيلول 19, 2017م
نعمان عيدموني :

بدأ عشقه لفن التصوير منذ  أن  حضر عرسا لأحد المعارف في صيف عام 1963 , حيث استهوته حركة المصور الذي كان يلتقط صورا للعروسين وللحضور , من هنا كانت البداية حيث طلب من والده أن يأخذه  لمحل تصوير ليتعرف عليه وعلى آلية العمل , فكان له ذلك .. حديثنا عن المصور الفنان في التقاط الاحساس عبر كاميرته نعمان جرجي عيدموني من مواليد مدينة حمص  1948 احترف مهنة فن التصوير الفوتوغرافي عام 1972 وهو عضو مجلس إدارة في الجمعية الحرفية للتصوير الفوتوغرافي بحمص وعضو مجلس إتحاد الحرفيين ..وما زال التصوير عشقه حتى الآن …
حديث الذكريات
قال: كانت البداية عندما ذهبت مع والدي لمحل تصوير , وكان استوديو صباغ في سوق الناعورة, ومضى الصيف اﻻول ورجعت للمدرسة أتابع دراستي ولكن كان عندي حنين للتصوير والغرفة المظلمة والضوء اﻻحمر واﻻخضر ومواد التصوير الكيميائية ,وانتظرت نهاية العام الدراسي كي أذهب للتصوير وهنا بدأ المشوار و الانطلاقة  , وقررت أن أترك الدراسة كي أساعد أهلي بالمعيشة لأننا عائلة فقيرة الحال ورغم معارضتهم فقد أصريت على اختياري وتابعت واشتريت كاميرا ماركة كوداك /127/بخمس ليرات وبالتقسيط .
وفي عام /1965/انتقلت لاستوديو آخر لأعمل به وكنت أتقن العمل في الغرفة المظلمة لتظهير وطباعة الصور , بقيت في هذا اﻻستوديو لعام/1968/لحين التحاقي بخدمة العلم وكانت خدمتي في مركز التدريب اﻻول ببلدة النبك , وتم اختياري مصوراً  لصالح المركز وكانت فرصة لي كي أتمرس أكثر وأكثر بالتصوير وكنت اشتري كتب التصوير وأتعلم منها  معلومات عن  الكاميرا وأجزائها وكيفية عملها , مما جعلني أتعمق بدراسة التصوير وفنياته وخصائص الكاميرا وعندي موسوعات من كتب التصوير أسود وابيض ومركبات مواد اﻻظهار
اﻻسود واﻻبيض
وأضاف: عندما بدأت عملي في التصوير حينها كان اسود وابيض فقط وكنا نطبع الصور بلونين واحد لون  اخضر ويسمى اﻻن/grin/واللون الثاني بني/يسمى الآن/sibiya/  ,كما كنا نقوم بتلوين الصورة بألوان زيتية أو مائية إن طلب منا .
وكنا نركب مواد كيميائية ﻻظهار النيكاتيف بعد التصوير كي تبدأ عملية الريتوش لترميم بعض تجاعيد الوجه وتجميل الشخص رجلا كان أم امرأة , وبعد هذه العملية نطبع من النيكاتف صورة او صور حسب المطلوب    وبعد عملية اﻻظهار والتثبيت يتم نقل الصورة أو الصور من المثبت لتحت الماء ويتم غسيل الصورة أو الصور من مخلفات المركبات الكيميائية ونضيف  قليلاً من حمض روح الخل للتنظيف وعندما  ننتهي من هذا كله تأتي عملية التنشيف على آلة كانت تسمى نشافة وعملها مثل المكواة لكن بطريقة مختلفة .
وحديثا ظهرت أفلام بوﻻرويد وكوداك وهذه الأفلام عدد صورها  /10/ وهي المسماة فوري
وبعدها أيضا ظهرت أفلام وكاميرات تحت مسمى /110/وعدد صوره كان/24/وأيضاً كان فلم /220/وعدد صوره/48
وبعد هذا بدأ التطور الحديث وهو عالم الديجيتال وهنا كانت بداية النهاية لعالم تصوير اﻻسود والأبيض ومشتقاته وبدأت مسيرة العولمة التي كانت سريعة جداًومعها بدأ  جيل جديد من المصورين اﻻوتوماتيكيين بما معناه وضع نظام أوتو على كاميرتك وصورك
وأشار إلى إنه كان عدد المصورين بحمص حتى عام 1978 ﻻيتعدى/30/مصوراً  لأنه في ذلك الوقت  الذي كان يريد أن يؤسس استوديو خاص له يجب عليه أن يكون حاصل على وثيقة من مصور كان يعمل لديه مدة خمس سنوات بصفة مصور جاهز أي معلم وعلى هذا الأساس يحصل على شهادة نقابية من رئيس النقابة بذالك الوقت كان المرحوم عبد الكريم شحفة بدوره كان يقوم بفحص الراغب أن يكون من أرباب المهنة إن تجاوز الفحص بفنياته حصل على الشهادة وان لم يتمكن يعود للفحص بعد مدة من الزمن وهكذا كانت حرفة التصوير.
العين الثالثة
وبرأيه أن : التصوير فن و إبداع ﻻ يمكن تجاهله أبدا ﻻنه يوثق الزمن ويعطيه الأهمية , حيث تكون عين المصور وعدسته متأهبتين دائما ,
وأضاف :كثير من الناس عندهم هواية التصوير ولكن هذا ﻻ يكفي يجب أن تكون لهم نظرة فنية لكي يختاروا الزاوية المناسبة حتى تعكس رؤيتهم وتوصل الفكرة التي بنوها للصورة ﻻنه عندما تم تسمية العين الثالثة ,لم تسم عن عبث بل عن علم ومعرفة ﻻن الصورة التي تلتقط يجب أن تكون ذات رؤى تعطي الانطباع الجيد للمشاهد .
وثيقة معبرة
وتابع حديثه قائلا : وبخصوص الإحساس  الذي يشعر به الفنان الفوتوغرافي للمشهد الذي يلتقطه إن كان لقطة بورتريه أو منظر طبيعي , وربما لأي شيء ساكن أو متحرك كان فهذا ينطلق من داخل الفنان ومتابعته ,والصورة من قديم الزمان كان لها تأثير كبير عند الناس ولغاية اﻻن هي الوثيقة المعبرة والتي يتم تناقلها من شخص لآخر وهنا تكمن براعة المصور وسرعة بديهته وخبرته في اﻻلتقاط .
المعرفة والإطلاع
وأضاف : بالنسبة للمعارض التي شاركت بها تقريباً كانت بحدود الثلاثين معرضاً منها معرض بمدينة مرسيليا بفرنسا عام /1978/ وحينها كنت مقيماً هناك ,ومعارضي كانت داخل سورية منها الجماعي ومنها الفردي الخاص بي , وبعدة محافظات وهذا أعطاني دافعاً كي أتابع التطور في مجال التصوير والكاميرا.
ومن خلال مشاركاتي بالمعارض المشتركة كنت اكتشف موهوبين رائعين بالتصوير ودقة الملاحظة عندهم وكنت أشجعهم وإن كان من ملاحظة لهم لم أتوان عن إبداء رأيي.
وأشار إلى أن مشاركاته كانت دائما لمزيد من المعرفة والإطلاع على الجديد من اﻻعمال وتبادل اﻻراء فيما بين المشاركين ومعرفة طريقة التصوير إن كان منه أو من باقي المشاركين كي تكون الفائدة للجميع .
الصعوبات
وتحدث المصور عيدموني عن الصعوبات التي تعترض عمل المصور الفوتوغرافي فقال : هي كثيرة جداً وربما ﻻ يكفي الحديث عنها في بضعة أسطر , فلا يوجد تشجيع للفنان الفوتوغرافي أو الضوئي كما يكون في باقي دول العالم وحتى عامة الناس ﻻيعطون التصوير حقه ويتعاملون معه وكأنه سلعة علما إنه ليس هكذا , وحتى بعض المعنيين ﻻيعتبروه أمرا مهما اﻻ حين يكون هناك مناسبة ما , وقد كنا نتعرض لبعض المواقف الصعبة حين كنا نخرج لتصوير بعض المشاهد الليلية في الطرق العامة…
توافق حسي
وتابع حديثه معنا فقال : من اﻻعمال المحببة لي تصوير الطبيعة والبورتريه ﻻن هذين الأسلوبين كل واحد منهم له خاصية ، الطبيعة تعطينا كل ما نريد وﻻ تأخذ منا أي شيء ,سوى بعض الوقت لتترك لنا جمالها الدائم .
أما البورتريه فهنا اﻻبداع والتنوع وسرعة اقتناص  اللحظة ,هناك وجوه ممكن لناظرها أن توحي له بالبؤس أو الفرح أو الحزن , لذالك يكون دور المصور حساساً جداً كي يضيف لمسته الفنية حتى ﻻ تضيع ملامح الشخص المراد تصويره , علما أن المصور والشخص الذي نريد تصويره إن لم يكن بينهم توافق حسي ﻻ يمكن أن تكون الصورة ناجحة ومن الضروري أن يتحلى المصور بصبر طويل ودماثة في اﻻخلاق ويكون ذا  وجه بشوش وﻻ يتسرع في التقاط الصور بل يجب أن يحدث الشخص بكل هدوء وﻻ يتسرع بالحديث معه كي يكسب ثقته
الحرب مأساة
وأضاف : الحرب الكونية أثرت على البلد بشكل كبير ومأساوي جدا زهقت أرواح ودمرت بيوت ومنشآت وأحياء وإلى ما هنالك من بنى تحتية فكلنا خاسرون تهجرنا من حينا ومدينتنا بسبب إصابة سقف بيتي بصاروخ ومحلي أضراره كانت بسيطة لكن لم يتركوا شيء به تم سرقة جميع المحتويات من تجهيزات ومعدات فنية حديثة لتصوير الفيديو والفوتوغراف
مشاريع قادمة
وعن مشاريعه القادمة قال : أفكر بمعرض لحمص يكون فيه الماضي والحاضر ويضم هذا المعرض حوالي المئة وخمسين وربما مئتي صورة تمثل اﻻسواق القديمة لعدة حقب ولنفس المكان والبيوت القديمة وللساحات منها السراي وشارع القوتلي  وبناء الموقع ومقهى الروضة والخ ويضاف للمعرض عرض للكاميرات القديمة والنادرة وهذا يكون بالنسبة لي مكلف وليس بمقدوري أن أقوم بمفردي به ويجب أن تكون  هناك جهة تموله.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.