ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏يبتسم‏، و‏‏لقطة قريبة‏‏‏‏

المصور الجزائرية.. سعاد شطَّة Souad Chatta

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏‏نظارة شمسية‏، و‏قبعة‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏‏

سعاد شطَّة Souad Chatta ..ذاكرة الضوء وكاميرا الإبداع بالجزائر..

عينها تسمع وأذنها ترى ..

بقلم المصور: فريد ظفور

في الرحلة التشرينية الصباحية ..كان البحر لايزال يرتدي البيجامة ويقرأ صحيفته الخاصة ويشرب فنجان قهوته بإستمتاع شديد غير آبه بأعين الفضوليين ولا إزدحام المارة ولا حركة الصيادين وقواربهم..يتمتمط ليوقظ النوارس النائمة قرب شفتيه..وأمواجه النشطة الدائمة الحيوية..وأمام هذا السحر وهذا المشهد لانملك إلا أن نلقي تحية التقدير والإعجاب ونرحب بالفنانة والأستاذة المتألقة ..سعاد شطَّة  التي عينها تسمع سلم الصولفيج الموسيقي وأذنها تقرأ تدرجات اللون الأحادي وألوان قوس قزح..حيث أضحت ذاكرة للضوء الفوتوغرافي وإبداع للكاميرا  وعدساتها بين أقرانها الفنانين والفنانات في الجزائر..فتعالوا رحبوا معنا بهذه المصورة المبدعة..

ما أشد إخضرار شجرة الحياة الضوئية..بوجود مبدعين ومبدعات في الساحة الضوئية العربية.. خاصة عندما تكون البطلة صورة فوتوغرافية ..والبطل تراثاً جميلاً لفنانة قدمت صوراً وثائقية وفنية عن بلدها ..ولانستطيع أن نحدد حجم وشكل التأثير الذي سيشعر به أبناء جيلنا الحالي..ممن لم يعاصروا الصورة التي إلتقتطها عدسة كاميرتها..والفنانة سعاد نجحت في إختيار صورها والتعبير عنها لدرجة التفوق..بالإبداع بنقلها لنا إلى قلب تراثنا الجزائري الجميل ..حيث نجدها في كل مكان قد غطت ووثقت البيوت والعمارات والآوابد والشجر والحجر والفروسية..وغدت صورها ملتصقة بنا كجلودنا وكحياتنا وأصبحنا نجدها في كل مكان ..لأنه ليس الفن الواقعي هو الفن الذي يقتصر على رسم الشخصيات المعروفة  المستمدة من الطبيعة..بل هو الذي يكشف في الوقت نفسه عن كل من فردية البشر وتشابههم مع أناس آخرين ..إي أنها تصور العلاقات الإجتماعية التي ينشغل بها الناس والروابط المؤلفة بينهم..أي أنها تعكس تاريخ زمانها في بلدها الجزائر..

– تحت سماوات الصفيح الفرنسي الواطئة والغياب شبه الكامل للمنظومات المجتمعية وآليات تطورها الفاعلة..وعلى وقع سنابك خيول الظلام المدرعة بأسوأ مافي ماضي الإحتلال الذي جسم على قلب الجزائر الحبيبة..قرابة المائة عام..حيث تراجعت قيم الجماليةو مشاريع التطور والنهضة ..والذي منعها من أن تبدأ ..ماكان يسود البلاد من تخلف وفقر وخوف وجوع وتشرد وحرمان..ليس من الأخر فحسب ..بل من الداخل ..من الذات نفسها..وبفضل فرامل عجلاتها تتراجع يوماً بعد يوم القضايا الإنسانية الضرورية لأي تقدم إجتماعي وثقافي وإقتصادي وسياسي..في حياة الأمة..ويصاب الإبداع الفكري والفني والأدبي والمبدعين بدوار ..والصورة بالنصيب الأكبر  والذي هو أكثر خطورة ..في الجزائر وفي محيطها العربي..فلا نكاد نجد في صيدلية الثقافة الوطنية والعربية ..سوى الوصفات السوداء لمحاكم التفتيش وقوارير الرقابات الرسمية وجرعات قوانين الطواريء ..ولعل الصورة ومكانتها التي تربعت عليها في العصر الحديث قد تأثرت و كانت المتضرر الأكبر بين أقرانها من الفنون والأدب..ويبدو الشائع منه اليوم أقرب إلى الأحاجي المضحكة والألغاز المسلية والخطابات الغرامية السطحية.. ..وإنتبه ممنوع التصوير..ومن يحمل كاميرا جاسوس..والخ..فأضحى كل مصور يقيم هيكل خوف رقيباً على أنفاسه وكاميراته وصوره..ويحسب نتائجه بأصغر وحدة قياس يمكن أن توجد ..فمساحة مدلولاته ومقاصده وتكويناته الضوئية تكاد تخلو من الرؤيا ..وتنعدم إمكانيات التأويل والدلالة فيه ..فكيف أن يكون الناتج صوراً فنية ذات مدلول إجتماعي تنموي وثقافي..بل ويكف صاحب العمل بأن يكون مصوراً..من بنى رفع فوقية الثقافة والإبداع إلا أنها تتمتع بطبيعة خاصة..تجعلها مستقلة نسبياً عن الواقع المعرفي الضوئي الفني..لأن قوانين التصوير الداخلية الخاصة تنأى بها عن مجالات التفسير نحو التأويل..ولا يفوتنا بأن قد لوت عنق الإبداع والمبدعين عقود طويلة من القمع والقهر ..وأيضاً لعبت الحكومات والتجاذبات السياسية المقنعة بالشرعية الدينية حيناً وبالشرعية الوطنية الثورية أحياناً ..وبالحد من حرية التعبير والتصوير وفضاءات التأويل فنياً وجمالياً للفن وللأدب..في هذه البيئة قدمت الثقافة قرباناً على مذبح الحرية..وقدمت كأضحية من أضاحي أعياد البلدان ..بحيث بنيت لثقافة الخوف قلاع من ورق وجندت جيوش من كتاب التقارير والتعاويذ وشراح الصور من أكلات المواسم والمناسبات ونظام المدائح للحكام..ووعاظ التبريرات والتسويفات ..ومطربي الحب السطحي والكلمات السخيفة..وبعبارة أخرى هل هو ماينقص الإبداع الفني والأدبي هو المزيد من المنع وتضييق فضاءات التأويل الضرورية لأي مصور أو مصورة مبدعة..بالرغم من أن فاعلية الموبايل في نشر الخبر الثابت والمتحركة أكثر جدوى وتأثيراً وسرعة من المصور الصحفي الذي يحتاج لوقت لبث وطرح صوره في خدمة الشبكة..ناهيك عن دور الأقمار الصناعية التي تصور أدق التفاصيل..ولا ننسى دور مواقع السيشول ميديا من التواصل الإجتماعي التي تستطيع أخذ بياناتكم الشخصية وصوركم وتقاطعها مع أصدقائكم وأقربائكم..ولم يعد في داعي لوجود مايسمى الجاسوس..بعبع القرن الماضي عند كل الدول..

– يعزى الفضل لمدرسة الباوهاوس أو بيت البناء لأنها غيرت وجه الحياة والأشياء في القرن العشرين..بحيث نادت برفع جدار الكبرياء بين الحرفي أو مصور الإستديو أو مصور الشارع وبين المصور الفنان..بحيث سعت إلى وحدة ثقافية جديدة تجمع بين المهنة والفن أو لنقل بين كافة الفنون الجميلة أو الحرفية أو التطبيقية كفن الخط والخزف ..وأيضاً الفن المعماري ..ووحدت من الوعي واللاوعي في عمليات الخلق والإبداع ..وأعطت مجالاً واسعاً لليقظة والملاحظة الدقيقة وللتفكير والتأمل والضبط التقني لعناصر الموضوع والعمل الفني أو الأدبي ..في محاولة جادة لمعادلة المصادر الذاتية بالمصادر الموضوعية..وفي حمأة هذه الأجواء توالد الفن المفاهيمي وأبصر النور وأضحى مدرسة لفن كاريكاتير الصورة أو لدمج الفكرة الذاتية بالفكرة الموضوعية وإنتاج عمل إبداعي راقي..

  • مطلوب أن نعرف ونسلط الضوء محلياً وعربياً على المبدعين والمميزين والمتفوقين.. وفنانتنا المبدعة سعاد شطَّة واحدة من مجموعة كبيرة وجب تسليط الضوء عليها ولا بأس من الترجمة للغات الأخرى للتعر يف بفنهم وعطاءاتهم المتنوعة..أسواء قمنا نحن بذلك أو أنتجوا هم أقصد الغرب أفلاماً وثائقة عن أعلامنا المصورين العرب أمثال الرواد ..وحتى الجدد الذين يتركون بصمات بإبداعهم عالمياً ..وقد قامت مثلاً مخرجة أمريكية بإنتاج فلم وثائقي عن كوكب الشرق أم كلثوم..وهذا لعمري إثراء لتقديم الأفضل ليكون عبرة للأجيال القامة من الشباب..ولأنه لا أحد يصادر أو يستطيع منع أحد من القيام بعمل جيد عن شخصية فنية أو أدبية عامة لها تاريخها ..ولا أحد يملك إحتكار التاريخ لأنه ملك الإنسانية جمعاء..والمهم كيف نرعى ونصون مبدعينا وأعمالهم الفنية ونوثقها ونتركها إرث فني وثائقي لمن يأتي بعدنا..سيما وأن نساء الوطن العربي المصورات تعاني من تهميش لدورهن في وسائل الإعلام..بل بإستثناء الدور الرائد للمرأة المبدعة والمناضلة جميلة بوحيرد الذي أنتج فيلماً ومثلته الفنانة المصرية ماجدة ..ناهيك عن بعض المسلسات عن بعض الشخصيات النسائية لمسلسل عن المطربة السورية أسمهان ..وآخر عن المطربة المصرية أم كلثوم..ولكن طموحنا أكبربأن يكون كل مصور ومصورة لديه موبايل أو كاميرا ديجيتال وهذه الأدوات والتقنيات أصبحت متوفرة في كل بيت بين أيدي الصغار قبل الكبار ..بأن نرفع راية التوثيق للآثارنا وثقافتنا اللامادية ومنها عن الشعراء والكتاب والمطربين والتشكيليين والموسيقين والمصورين..الخ لتكون في المستقبل منارة هداية للبحوث العلمية والدراسات الإجتماعية..
  • أضحت صرعة النقد الأدبي والفني موضة أو هيصة..وذلك بسبب تشابكه و إختلاط أدواته والقائمين عليه ..وعلينا معرفة بأن هناك صحفي يكتب الأخبار الفنية والأدبية ..وهذا لاعلاقة له بالنقد الفني والأدبي..وبين صحفي آخر يقدم ويعرض موضوعاً له صلة بالأدب وبالفن..أي محرر أدبي أو محرر فني..وبين الناقد الفني والأدبي الذي يكون دارساً للنقد وقارئاً ومتابعاً للأعمال الفنية والأدبية التي يتصدى لنقددها ومتابعته للفكرة أو اللوحة أو الصورة أو للمبدع أو المؤلف الذي ينتقده منذ عشرات السنين..وليس بالضرورة بأن يكون الناقد قد درس أكاديمياً ولكنه هاو يثقف نفسه بهذا المجال ويستطيع أن يقدم لنا نقداً موضوعياً للأعمال المدروسه..وهذ النوع نادر ..والأنواع الأولى متوفرة بكثرة ..ولا يجب أن نحب طريقة النقد الشخصية ..فقط مانحب ومانكره..
  • هل يقبل الماضي الشقي لبلد المليون ونصف شهيد.. الجزائر..بأن يشفى من شقائه وجراحه ..ويصب في مستقبل يكون أكثر إشراقاً وأملاً وأكثر جمالاً ..لعل الإجابة تكون مع الفنانة التي قدمت وتقدم الكثير من الوقت والجهد في خدمة الفن الفوتوغرافي عربياً ومحلياً ..أفلا تستحق هذه المبدعة وأمثالها تسليط البنجكتورات عليها وعلى أمثالها من المبدعات العربيات..وألا تستحق فلاشاً يضيء التعتيم على أعمالها المتميزة وعلى مسيرتها الفنية الرائدة في إتحاد المصورين العرب..حيث أبلت البلاء الحسن في خدمة ونشر ثقافة وفلسفة الصورة الفنية الضوئية ..أفلا تستحق من الحكومات والمنظمات المختصة إعطائها شيء من حقها وإحترامها وتكريمها..سؤال برسم الإحابة لمن يهمهم الأمر..

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــ ملحق مقالة الفوتوغرافية المغربية  سعاد شطة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏منظر داخلي‏‏

لا يتوفر نص بديل تلقائي.ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏سماء‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏يبتسم‏‏ ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏‏وقوف‏، و‏‏نظارة شمسية‏، و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏ و‏طبيعة‏‏‏‏

 

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏طعام‏‏ ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏طاولة‏ و‏منظر داخلي‏‏‏لا يتوفر نص بديل تلقائي.ربما تحتوي الصورة على: ‏‏منظر داخلي‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏فاكهة‏ و‏طعام‏‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏منظر داخلي‏‏

لا يتوفر نص بديل تلقائي.

لا يتوفر نص بديل تلقائي.لا يتوفر نص بديل تلقائي.

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏نص‏ و‏ماء‏‏‏

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏يبتسم‏، و‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏‏

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏‏نظارة شمسية‏، و‏لقطة قريبة‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏‏

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.