دوّن الشاعر التركي ناظم حكمت العديد من قصصه وسيرته الذاتية في أبيات من الشعر التركي الحر 6/6/2020 في الذكرى الـ57 لوفاته، تناولت صحف تركية عدة أبيات من شعر الأديب التركي والناشط السياسي ناظم حكمت الذي وافته المنية يوم 3 يونيو/حزيران 1963 في موسكو التي دفن فيها بعيدا عن بلده الذي نُفي منه. ورغم تنوع أشكاله الشعرية التقليدية والحديثة، اشتهر حكمت بعنايته بالشعر الحر القريب من العامية، وتميز شعره بالبساطة والوضوح والمباشرة، وبسبب تنقلاته وصداقاته العديدة مع أدباء أتراك وروس وعرب وأوربيين، فقد تغذت كلماته على خلفيات ثقافية متنوعة تأثر بها، مما أهله ليكون شاعرا تركيا ذا شهرة عالمية. وكان حكمت مؤيدا لحركة مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك في بدايتها، لكنه عارض النظام السياسي الذي بُني بعد ذلك، وقضى سنوات في السجن والمنفى، وإذ منعت أشعاره في بلده الأم، فقد كتب العديد من قصائده بأسماء مستعارة. وكان الشاعر والأديب التركي الشهير قد سجل ملامح عديدة من سيرته الذاتية في قصائد منظومة باللغة التركية، وسجل فيها مراحل من حياته بدءا بالطفولة وحتى الكهولة بما في ذلك تجربة سجنه وتنقله بين البلدان، ويقول في “سيرة ذاتية”. وُلدتُ في 1902 لم أعد أبدا إلى مسقط رأسي أنا لا أحب العودة إلى الوراء في الثالثة كنت حفيدا لأحد الباشاوات في حلب في التاسعة عشرة طالبا في الجامعة الشيوعية في موسكو في التاسعة والأربعين عدت إلى موسكو كضيف لحزب التشيكا وكنت شاعرا منذ أن كنت في الرابعة عشرة ويكمل حكمت قصيدته راويا مختصرا سيرته بما في ذلك تقلباته السياسية وتجربته في السجن لـ12 عاما والمنفى والهروب واللجوء والتنقل بين البلدان، وكتب في برلين الشرقية مطلع الستينيات من القرن الماضي قائلا: في الثلاثين أرادوا أن يشنقوني في الثامنة والأربعين أن يمنحوني جائزة السلام وهذا ما فعلوه في السادسة والثلاثين افترشت أربعة أمتار مربعة من الإسمنت المسلح طوال نصف عام في التاسعة والخمسين طرت من براغ إلى هاڤانا في ثماني عشرة ساعة لم أر أبدا لينين ووقفت أراقب تابوته في الرابعة والعشرين في الحادية والستين القبر الذي أزوره هو كُتـُبُهُ حاولوا أن يزيحوني بعيدا عن حزبي ولم ينجحوا ولا انسحقت أنا تحت الأصنام المتهاوية في الحادية والخمسين أبحرت مع صديق شاب عبر أسنان الموت في الثانية والخمسين قضيت أربعة أشهر راقدا على ظهري بقلب مكسور منتظرا الموت كنت غيورا على النساء اللاتي أحببتهن لم أحسد تشارلي تشاپلين أبدا خدعت نسائي لم أغتب أصدقائي مطلقا شربت ولكن ليس كل يوم كسبت مال خبزي بأمانة ويا للسعادة حياة حافلة استعرضت صحيفة هابر ترك التركية لمحات من حياته، وقالت إن حكمت ولد في سلانيك (الواقعة شرق اليونان حاليا) يوم 15 يناير/كانون الثاني 1902، وأمضى حياته في السجون والمنافي، وتوفي في منفاه الأخير بموسكو عن عمر يناهز 61 عاما يوم 3 يونيو/حزيران 1963. جده هو نظيم باشا المولوي الذي كان صديقا مقربًا من السياسي العثماني المعروف مدحت باشا، ووالده حكمت بك خريج ثانوية غلطة سراي وعضو ديوان القلم الأجنبي وضابط في الخارجية العثمانية، والدته جليلة هانم ابنة المعلم أنور باشا. وبدأ في كتابة الشعر متأثرًا بجده ناظم باشا، وقد دخل المدرسة البحرية في جزيرة هيبلي ادا عام 1917 وتخرج منها عام 1919، ثم عين ضابطا بحريا على سفينة الحميدية، وفي العام نفسه أصيب بالتهاب رئوي فاضطر لترك الجيش عام 1920. اعلان في هذه الأثناء أصبح اسمه معروفا بين الشعراء الشباب، وأُعجب به يحيى كمال بياتلي المعلم في المدرسة البحرية، وفي عام 1920 فاز بالمركز الأول في المسابقة التي نظمتها جريدة علمدار، مما زاد من صيته بين الشعراء.
كتب قصائد تحث على المقاومة خلال الأيام التي احتلت فيها إسطنبول، وانتقل هو وصديقه فالا نور الدين إلى أنقرة عام 1921، وكتبا قصيدة دعت شباب إسطنبول إلى النضال، وقد لاقت القصيدة صيتا كبيرا، وتم تعيينهما معلمين في مدينة بولو التركية الواقعة بين إسطنبول وأنقرة. وحسب التقرير، بدأ ناظم حكمت ورفيق دربه حياتهما النضالية عندما علما بأن الشرطة في بولو تقتفي أثرهما، وهو ما جعلهما يسافران إلى موسكو، وعندما وصلا إلى هناك التحقا بالجامعة الشيوعية للعمال الشرقيين، وتعلما الشعر الحر. كتب ناظم حكمت أول قصائده الحرة في عام 1923، ونُشر بعض منها في عدة مجلات مثل يني حياة وأيدنلك، وأنهى ناظم حكمت دراسته الجامعية عام 1924، ودخل إلى تركيا سرًا عن طريق الحدود، وبدأ العمل في مجلة أيدنلك، وكما حدث من قبل انتقل إلى إزمير عندما أدرك أنه تحت المراقبة. حُكم عليه غيابيًا بالسجن 15 عامًا خلال التحقيقات التي بدأت عام 1925 أثناء ثورة الشيخ سعيد الكردية في جنوبي شرقي تركيا، فهرب إلى خارج البلاد مرة أخرى، ثم حُكم عليه بالسجن ثلاثة أشهر أخرى بتهمة الانتماء إلى منظمة سرية.
وفي عام 1928، نشر كتابه الأول “الأغنية الشعبية لعاشقي الشمس” في باكو، ثم عاد في العام ذاته إلى تركيا، لكن هذه المرة تم القبض عليه ونفيه إلى أنقرة، ثم أُطلق سراحه بعد فترة قصيرة، فانضم إلى كتاب مجلة “القمر المصور” التي كانت تصدر في إسطنبول. ويقول حكمت في بعض أبياته: “أجمل البحار هو ذلك الذي لم نذهب إليه بعد. وأجمل الأطفال من لم يكبر بعد. وأجمل أيامنا لم نعشها بعد. وأجمل ما أود أن أقوله لك لم أقله بعد..” أديب تركي منفي في عام 1929 كتب مقالًا بعنوان “نحن ندمر الأوثان” دافع فيه عن شعراء أتراك مؤثرين في تلك الفترة مثل عبد الحق حامد طرهان ومحمد أمين يورداكول، ونال المقال صدى كبيرا. في عام 1929 نٌشر له كتابان “835 سطرًا” و”جوكوند مع سي يا أو”، وفي العام التالي “فاران 3+1+1= 1”. أما في عام 1930 فقد تم تسجيل قصائد “سالكيم سوغوت” و”بحري هازر” بمساعدة من شركة كولومبيا، وعندما لاقت التسجيلات رواجا جماهيريا كبيرا، رُفعت ضده دعوى قضائية، لكنه واصل نضاله ونشر كتابا “لماذا قتل بانارجي نفسه” و”بيت المتوفي”. في عام 1933 حُكم عليه بالسجن 5 سنوات، ثم أُفرج عنه فتزوج من بيرايا ألتين أوغلو في عام 1935، ومن بعدها بدأ بالكتابة الهزلية في صحيفة أكشام مستخدما اسما مستعارا. في عام 1936، أُلقي القبض عليه مرة أخرى بتهمة تحريض الطلاب على معارضة السلطات، ووُضع في سجن أنقرة وحُكم عليه بالسجن 15 سنة، ثم أحضر إلى سجن إسطنبول وحكم عليه بالسجن 20 عاما أخرى في المحكمة العسكرية، وفي عام 1940 نُقل إلى سجن تشانكيري ثم إلى بورصة. ويقول حكمت عن تجربة سجنه لقد أدركونا، فنحن، الاثنان، في السجن، أنا داخل الجدران، وأنت خارجها. ولكن ما هو أسوأ من ذلك هو أن نحمل السجن في نفوسنا. وذكر التقرير أن ناظم حكمت استمر في كتابة الشعر وتأليف الكتب على الرغم من عدم قدرته على نشرها، وفي عام 1950 أضرب عن الطعام فنُقل إلى مستشفى جراح باشا في إسطنبول بسبب تدهور وضعه الصحي. غادر ناظم حكمت السجن مستفيدا من قانون العفو الذي دخل حيز التنفيذ في عام 1950، وانفصل عن زوجته برايا هانم، وتزوج من ابنة عمه مُنفر أنداتش التي كانت تزوره في السجن باستمرار، وعندما أدرك أنه تحت المراقبة قرر السفر إلى خارج البلاد، فوصل إلى موسكو عام 1951 عبر بلغاريا ورومانيا عن طريق البحر الأسود. سُحبت الجنسية التركية من ناظم حكمت بقرار وزاري في مطلع خمسينيات القرن الماضي، لكنه حظي بتقدير كبير خارج تركيا بوصفه شاعرا وأديبا تركيا، إذ حضر العديد من المؤتمرات الدولية وتُرجمت كتبه إلى العديد من اللغات. وأعيدت له الجنسية عام 2009 بقرار رسمي من حكومة حزب العدالة والتنمية. وفي عام 1959 تزوج من الروسية فيرا تولياكوفا التي كانت تصغره بثلاثين عامًا، قبل أن يوافيه الأجل عام 1963 بنوبة قلبية، ودفن في مقبرة نوفوديفيتشي في موسكو. عندما تم نشر كتابه الشعري “835 سطرًا”، حظي بإعجاب العديد من الشعراء الأتراك الكبار في تلك الفترة مثل أحمد هاشم ويعقوب قادري (قره عثمان أوغلو)، كما أثّر على عدد من الشعراء الشباب الذين تحولوا إلى كتابة الشعر الحر اقتداء به. أما أهم مؤلفاته فهو “مشاهد من مسقط رأسي”، فقد بدأ بكتابته في السجن عام 1941، وقدم من خلاله رؤيته لمرحلة حساسة من تاريخ تركيا، تمتد من فترة الحكم الدستوري الثاني في زمن الدولة العثمانية وصولا إلى الحرب العالمية الثانية في زمن الجمهورية التركية، وكان هذا الكتاب الذي يتشابك فيه الشعر والنثر إرثا أدبيا خلّد ذكرى شاعر من طينة العظماء. المصدر : الجزيرة + الصحافة التركية الشاعر التركي ناظم حكمت ناظم حكمت من ويكيبيديا معلومات شخصية الميلاد 17 يناير 1902 سالونيك الدولة العثمانية الوفاة 3 يونيو 1963 (61 عام) موسكو جمهورية روسيا السوفيتية الاتحادية الاشتراكية الاتحاد السوفيتي سبب الوفاة نوبة قلبية مكان الدفن نوفوديفتشي الجنسية تركي وروسي الحياة العملية الاسم الأدبي Orhan Selim الفترة فترة الجمهورية الحركة الأدبية الواقعية الإجتماعية المدرسة الأم ثانوية غلطة سراي الجامعة الشيوعية لكادحي الشرق جامعة موسكو الحكومية المهنة شاعر، روائي، وكاتب مسرحيات اللغة الأم التركية اللغات التركية أعمال بارزة استغاثة و ناظم حكمت (بالتركية: Nâzım Hikmet Ran) (15 يناير 1902 في سالونيك – 3 يونيو 1963 في موسكو) كان شاعرًا تركيًا شهيرًا ولد لعائلة ثرية ذات نفوذ، عارض الإقطاعية التركية وشارك في حركة أتاتورك التجديدية ولكن بعدها عارض النظام الذي أنشأه اتاتورك وسجن في السجون التركية حتى 1950، فر إلى الاتحاد السوفييتي وهو شاعر شيوعي، كانت أشعاره ممنوعة في تركيا إلى أن أعادت له بلده الاعتبار. توفي في عام 1963. تميز شعره ببساطة ساحرة ومواقف واضحة. جرب ناظم في شعره كل الأشكال الممكنة الحديث منها والموروث وغذى تجربته بكل الثقافات من حوله خاصة أنه له علاقات شخصية مع أبرز الشخصيات الأدبية الروسية والأروبية والأمريكية وحتى العربية. ولناظم حكمت بصمته في الشعر العربي إذ نجد أصداء من طريقته الشعرية في أثر العديد من الشعراء كعبد الوهاب البياتي و بلند الحيدري و نزار قباني والعديد من شعراء العامية حيث تقتحم الأشياء البسيطة فخامة العالم الشعري وتعطيه أبعادا أخرى لم تكن بارزة من قبل. ناظم حكمت ران هو الشاعر التركي الذي يعرف أكثر بالشاعر ناظم حكمت، فهو يعرف ككاتب مسرحى وروائى وهو شاعر اتجه اتجاها رومانسيا كما أنه يعد أحد الثوار المدافعين عن مذهب الرومانسية. ولقد ترجمت قصائده الشعرية إلى أكثر من خمسين لغة وحصلت أعماله على العديد من الجوائز . ولقد استخدم ناظم حكمت أسماء مستعارة في السنوات الذي كان ممنوعا فيها من الدخول إلى تركيا وكانت تلك الأسماء مثل : أورخان سليم وأحمد أوغوز وممتاز عثمان وأيضا أرجومينت ار. كما أنه قد أصدر كتابا بعنوان ” الكلاب تعوى والقافلة تسير ” وكان هذا الكتاب بتوقيع أورخان سليم يعد ناظم حكمت هو المؤسس الأول للنظم الحر في تركيا وواحدا من أهم الأسماء البارزة في الشعر التركى المعاصر . ذاع صيته وأصبحت له شهرة عالمية كما أنه يعتبر من بين شعراء القرن ال20 الأكثر شعبية في العالم .وقد حكم على ناظم حكمت في إحدى عشرة قضيه مختلفه، ومكث ناظم حكمت في معتقلات إسطنبول وأنقرا وتشانقر وأيضا في بورصة لمدة تتجاوز اثنى عشر عاما وتم نفيه من تركيا عام 1951 . وبعد حوالى ستة وأربعين عاما من وفاته تم إلغاء تلك القضية وذلك بقرار الصادر عن مجلس الوزراء بتاريخ 5 يناير 2009، تم العثور على قبر ناظم حكمت في موسكو . حياته: ولد ناظم حكمت في 15 يناير 1902 في سالونيك و كتب أول قصيدة شعرية له في 3 يوليو 1913 بعنوان صرخة وطن وفي نفس العام بدأ دراسته في المدارس السلطانية، عندما قرأ الطفل قصيدتة الشعرية البطولية التي كتبها بهدف أن يروي مدى بطولة البحارة وشجاعتهم فقام بإطلاعها على ناظر البحرية جمال أثناء اجتماع العائلة اتخذ القرار بإلحاق الطفل بمدرسة البحرية والتحق الطفل بمدرسة البحرية في 25 سبتمبر 1915 في هيبيليا وفي عام 1918 تخرج ناظم حكمت وأصبح الثامن من بين 26 شخصا، ويتضح من خلال تقديرات التقرير الدراسي أنه كان طالبا ذكى ا ومجتهدا، تخرج بتقدير معتدل فلم يكن يهتم بثيابه أو مظهره فهو طالب جيد ذو مواقف أخلاقية . بعد أن تخرج في مدرسة البحرية تم تعيينه كضابط تحت التدريب على متن سفينة الحامدية، وهي سفينة تابعة لمدرسة البحرية . قطعت علاقته مع الجيش في 17 مايو 1921 بسبب وجود حالات هروب مفرطة ذهب ناظم حكمت في عام 1920 إلي الأناضول بدون إخبار عائلته من أجل المشاركة في النضال الوطنى مع صديقه أحمد فالا نور الدين وعمل بالتدريس في مدينة بولو . ذهب ناظم حكمت من أطومى إلى موسكو ودرس علم الاقتصاد والعلوم السياسية بالجامعة الشيوعية لكادحي الشرق . تعرف ناظم حكمت على مبادئ الشيوعية وأصبح شاهدا على السنوات الأولى لبداية عهدها في موسكو التي رحل إليها في عام 1921 بعد ذلك تم إصدار أول ديوان شعرى له الذي نشر في موسكو في 28 يناير 1924 . وفي ذلك العام عاد إلى تركيا وبدأ العمل في ” مجلة التنوير ” ولكن بسبب قصائده الشعرية والمقالات التي كتبها بالمجلة أُلقى في السجن لمدة خمسة عشر عاما . ذهب مره أخرى إلى الاتحاد السوفيتى وعاد الي تركيا في عام 1928 مستفيدا من قانون العفو وبدأ بعد ذلك العمل في جريدة : “القمر الساطع ” ولكن بعد ذلك في عام 1938 عوقب بالسجن لمدة ثمانية وعشرين عاما . بعد اثني عشرعاما من اعتقاله ذهب ناظم حكمت في عام 1950 إلى الاتحاد السوفيتى التي كانت في تلك الفترة برئاسه ستالين حاملا ذلك القلق من أنه سوف يقتل وسوف يؤخذ إلي الجيش . في 3 يونيو عام 1963 وافته المنية عن عمر يناهز واحدا وستين عاما بسبب أزمة قلبية . عائلته: كان والده السيد حكمت الذي قام بإنشاء نقابة الصحافة وقنصلية هامبرغ، أما والدته فهى السيده عائشه جليله والتي كانت تجيد اللغة الفرنسية وأيضا كانت تقوم بالرسم والعزف على البيانو، فالسيده عائشه جليله هي ابنة السيد حسن أنور الذي كان يعمل تربويا ولغويا . هاجر السيد حسن أنور من بولونيا إلي الإمبراطوريه العثمانية أثناء الثورة في عام 1848 وكان إبنه هو (قونستانتى بورزاشكى )الملقب بالسيد مصطفي جلال الدين مواطن عثماني ولد في عام 1826 وتوفي عام 1876 . عمل مصطفي جلال الدين كضابط بالجيش العثماني وقام بتأليف كتاب بعنوان ( الأتراك القدماء والمعاصرين ) والذي يعتبر من أهم الأعمال في التاريخ التركي . أما عن والدة السيده جليله فقد كانت عثمانيه من جذور ألمانيه فهى السيده ليلي ابنة الملك (فريدريك ديتروات ) أو الملقب ب محمد علي باشا . السيده (منوُر )هي أخت السيده جليله كما أنها والدة (أوكتاى رفعت ) . والده هو السيد حكمت الذي يعمل في سالونيك كضابط في وزارة الخارجية، كان إبنه ناظم باشا من أنصار الحرية علي الطريقة المولويه . وفي ذلك الوقت أُقيل السيد حكمت من عمله كضابط عندما كان ناظم طفلا وذهب مع عائلته إلي حلايب لكى يكون إلي جانب والده . وهناك إجتهدوا في تأسيس حياه جديده وعمل جديد وعندما فشلوا في تحقيق أهدافهم هناك رحلوا إلى إسطنبول . كانت محاولاتهم في تأسيس عمل في إسطنبول قد باءت بالفشل فعاد السيد حكمت إلى حياته السابقة التي لم تكن تروقه وعاد إلى مهنته السابقة مره اخرى وبسبب إجادته للغه الفرنسية أٌلقي على عاتقه أعمال الخارجية . نجاحاته بدأ ناظم حكمت بكتابة أولي قصائده الشعرية بوزن الهجاء ولكنه كان مختلفا عن الشعراء الأخرين من حيث المحتوى، فكلما إزداد تطور المفهوم الشعرى شرع في البحث عن قوالب جديده للشعر مع محاولة الاكتفاء بوزن الهجاء، وقد بلغ هذا البحث ذروته ما بين عامى 1922 و 1925 والتي تعتبر هي الاعوام الاولى التي عاشها في الاتحاد السوفيتى . عند النظر إلي كل من الشكل والمحتوى في قصائده الشعرية نجد أنه يختلف كثيرا عن الشعراء الموجودين في تلك الفترة . تبنى ناظم حكمت الوزن الحر الذي كان سببا في تكوين الانسجام الموسيقي وأيضا الانسجام الصوتى للغه مبتعدا عن وزن الهجاء وقد استوحى هذا الوزن من الشعراء الشباب في روسيا قي تلك الفترة مثل : ( ماياقوفيسكى ) علاوة على ذلك قام الكثير من الفناين بتلحين أشعاره وهؤلاء الفناين أمثال : ( فكرت قيزيلوق) و ( جيم قاراجا ) و ( فؤاد السقا ). أصدر ناظم حكمت قصيدته بشكل مسجل بعنوان ( سوف نرى اياما جميله ) وأصدرها عام 1979، ولكن قام (أونول بيويوك جونيش )بتلحين جزء صغير منها بشكل مبتكر ومزهل، ولكن بعض قصائده الشعرية تم تلحينها بواسطة الملحن اليونانى ( مانوس لوازوس ) علاوة على ذلك قام الملحن ( سالم اتاكان ) العضو القديم في مجلة ( تركيا الجديدة )بتلحين بعض من أشعاره . في عام 2002 اعد ناظم حكمت ألبوم بعنوان ( ناظم حكمت وأشعاره ) التي تم تلحينها بواسطة ( سعاد أوزون در)وهي القصيدة ذاتها التي أعلنت عنها منظمة اليونيسكو . نفيه وقضاياه تمت محاكمة ناظم حكمت عدة مرات بسبب أشعاره وكتاباته التي بدأها في عام 1925، فقد حكم عليه بالسجن ثماني وعشرين عاما في معتقلات إسطانبول وأنقرا وبورصه وتشانقرر، كما أنه قد عرض فيلم يدعى (العملاق ذو العيون الزرقاء ) عام 2007 وهو الذي يروى تلك الأعوام التي قضاها ناظم حكمت قي معتقل بورصه ثم تم إخلاء سبيله عام 1950 مستخدما قانون العفو . لقد كان إستدعائه للخدمه في الجيش مره أخرى وهو يبلغ من العمر ثمانى وأربعون عاما هو ما دفعه للهروب خارج البلاد بسبب ذلك الشعور المسيطر عليه من أنه سوف يقتل . أتخذ مجلس الوزراء قرارا في 17 يونيو عام 1951 بنفيه من البلاد، وعاش ناظم حكمت مع زوجته ( فيرا تولياكوفا ) في موسكو بالإتحاد السوفيتى . في خلال السنوات التي قضاها خارج البلاد تجول ناظم حكمت في كثير من دول العالم مثل : بلغارياو المجر و فرنسا و مصر إلى جانب أنه شارك في أعمال ضد الحرب والإستعمار فقام بعمل برامج تسجيليه في الراديو بعضا منها كانت تذاع في الراديو التركي والبعض الآخر كان يذاع في راديو ( بوضابيشتا ). قضاياه قضية محكمة الاستقلال بأنقرا عام 1925 . قضية محكمة الجنايات في إسطنبول من عام 1927 : 1928 . قضية محكمة الجنايات في ريزا عام 1928 . قضية محكمة الجنايات في أنقرا عام 1928 . قضية المحكمة الجنائيه للصلح الثاني في إسطنبول عام 1931 . قضية المحكمة الجنائيه في إسطنبول عام 1933 . قضية محكمة الجنايات للصلح الثالث في إسطنبول عام 1933 . قضية محكمة الجنايات في بورصه عام 1933 :1934 . قضية محكمة الجنايات في إسطنبول عام 1936 و 1937 . قضية المحكمة العسكرية بقيادة سلاح البحرية عام 1938 . وفاته وما بعدها في اليوم الموافق 3 يونيو عام 1963 في الساعة 6:30 صباحا تقدم ناظم حكمت نحو بوابة الشقة في الطابق الثاني من اجل اخذ الجريده ولكنه توفي نتيجه أزمه قلبيه، فقد احتشد مئات الفنانين في مراسم العزاء الذي أقيم في قاعة اتحاد الكتاب الروسيين ودفن في ” مقبرة نوفودوفيتشى” الشهيرة . إن حجر هذه المقبرة مصنوع من الجرانيت الأسود، فقد تم تخليد ذكرى هذا الرجل فوق الحجر والذي يعتبر من أشهر الشعراء الذين ساروا عكس إتجاه التيار في تلك الفترة . في الأيام الأولى لعام 2008 وجد مسوده لروايه غير مكتملة الأركان بعنوان “الحمائم الاربعه” وجدها حفيد بريا زوجة ناظم حكمت “كرم بينجو” ضمن أوراق بريا. استرداده للجنسيه التركية مره اخرى على الرغم من أنه على ما يبدو تم فتح الطريق أمام ناظم حكمت من أجل إسترداد الجنسية التركية مره أخرى وذلك بعد كل تلك المشاجرات التي استمرت فتره طويله على مدار السنوات الماضية، فقد رفض مجلس الوزراء المطالب التي تنحاز نحو الشاعر ناظم حكمت بإسترداده الجنسية التركية موضحا أن تلك اللائحة نظمت فقط من أجل الأشخاص اللذين على قيد الحياة وأنها لم تكن تشمل الشاعر ناظم حكمت. في اليوم الموافق 5 يناير عام 2009 تم فتح هذا الاقتراح الذي ينص علي إبطال سريان قرار مجلس الوزراء الذي يدور حول نزع الجنسية التركية من الشاعر ناظم حكمت ومن ثم عرضه للتوقيع . كما أعرب المتحدث الرسمى للحكومة “جميل شيشاك ” عن تجهيز القرار المتعلق بإسترداد ناظم حكمت لجنسيته التركية وأيضا تم عرض هذا القرار للتوقيع وقال أنه تمت الموافقة عليه بالاقتراع وذلك بإعادة الجنسية التركية إلى ناظم حكمت والتي انتزعت عنه في عام 1951 . أصدر مجلس الوزراءالقرار بتاريخ 5/1/2009 وتم إصداره في جريدة رسمية بتاريخ 10/1/2009 وهكذا أصبح ناظم حكمت مواطنا تركيا بعد انقضاء حوالي ثمانى وخمسون عام. قصائده “رســالة” لا تحيا على الأرض كمستأجر بيت زائر ريف وسط الخضرة ولتحيا الارض كما لو كان العالم بيت أبيك ثق في الحب وفي الأرض وفي البحر ولتمنح ثقتك قبل الأشياء الأخرى للإنسان امنح حبك للسحب وللآلة والكتب ولتمنح حبك قبل الأشياء الأخرى للإنسان ولتستشعر اكتئابة الغصن الجاف والكوكب الخامد والحيوان المقعد ولتستشعر أولاً اكتئابة الإنسان لتحمل لك الفرحة كل طيبات الأرض ليحمل لك الفرحة الظل والضوء لتحمل لك الفرحة الفصول الأربعة ولكن فليحمل لك الإنسان أول فرحة ناظم حكمت من قصيدة “لعلها آخر رسالة إلى ولدي محمد” من ديوان “أغنيات المنفى” ترجمة محمد البخاري أعماله المسرحيات الجمجمة 1932 الرجل المنسي 1935 فرهاد وشيرين أو حكاية حب أو أسطورة حب 1965 الروايات إنه لشيء عظيم أن تكون على قيد الحياة، يا أخي 1967 دواوين الشعر رسائل إلى ترانتا – بابو 1935 ملحمة الشيخ بدر الدين 1935 مناظر طبيعية وإنسانية من بلدي 1966-1967 ملحمة حرب الاستقلال 1965
قصة الف ليلة وليلة كتابة طارق محمد قصة الف ليلة وليلة الملك شهريار هو شخصية في حكاية ألف ليلة وليلة , تعرض للخيانة من قبل زوجته فأصابته حالة كره لجميع النساء , وأصبح يتزوج النساء ويقتلهن في الصباح التلي لليلة زواجه , جميع النساء خافت من الملك الا شهرزاد ابنة وزير الملك وافقت على الزواج منه , وكانت تتميز بذكائها الفذ , وكانت تروي للملك كل ليلة قصة ولا تكملها الا في الليلة التالية , وكان الملك يتشوق لمعرفة نهاية القصة ولا يقتلها ليعرف ما هي نهاية القصة , وصل عدد القصص التي روتها ألف قصة في الف ليلة وليلة , وشفي الملك من كره النساء وأحب شهرزاد , ومن هذه القصص التي روتها شهرزاد في الليلة الاولى : قالت شهرزاد : بلغني أيها الملك السعيد ، أنه كان تاجر من التجار ، كثير المال والمعاملات في البلاد قد ركب يوماً وخرج يطالب في بعض البلاد فاشتد عليه الحر فجلس تحت شجرة وحط يده في خرجه وأكل كسرة كانت معه وتمرة ، فلما فرغ من أكل التمرة رمى النواة وإذا هو بعفريت طويل القامة وبيده سيف ، فدنا من ذلك التاجر وقال له : قم حتى أقتلك مثل ما قتلت ولدي . فقال له التاجر : كيف قتلت ولدك ? قال له : لما أكلت التمرة ورميت نواتها جاءت النواة في صدر ولدي فقضي عليه ومات من ساعته . فقال التاجر للعفريت : أعلم أيها العفريت أني على دين ولي مال كثير وأولاد وزوجة وعندي رهون فدعني أذهب إلى بيتي وأعطي كل ذي حق حقه ثم أعود إليك ، ولك علي عهد وميثاق أني أعود إليك فتفعل بي ما تريد والله على ما أقول وكيل . فاستوثق منه الجني وأطلقه فرجع إلى بلده وقضى جميع تعلقاته وأوصل الحقوق إلى أهلها وأعلم زوجته وأولاده بما جرى له فبكوا وكذلك جميع أهله ونساءه وأولاده وأوصى وقعد عندهم إلى تمام السنة ثم توجه وأخذ كفنه تحت إبطه وودع أهله وجيرانه وجميع أهله وخرج رغماً عن أنفه وأقيم عليه العياط والصراخ فمشى إلى أن وصل إلى ذلك البستان وكان ذلك اليوم أول السنة الجديدة فبينما هو جالس يبكي على ما يحصل له وإذا بشيخ كبير قد أقبل عليه ومعه غزالة مسلسلة فسلم على هذا التاجر وحياه وقال له : ما سبب جلوسك في هذا المكان وأنت منفرد وهو مأوى الجن ? فأخبره التاجر بما جرى له مع ذلك العفريت وبسبب قعوده في هذا المكان فتعجب الشيخ صاحب الغزالة وقال : والله يا أخي ما دينك إلا دين عظيم وحكايتك حكاية عجيبة لو كتبت بالإبر على آفاق البصر لكانت عبرة لمن اعتبر ثم أنه جلس بجانبه وقال والله يا أخي لا أبرح من عندك حتى أنظر ما يجري لك مع ذلك العفريت . ثم أنه جلس عنده يتحدث معه فغشي على ذلك التاجر وحصل له الخوف والفزع والغم الشديد والفكر المزيد وصاحب الغزالة بجانبه فإذا بشيخ ثان قد أقبل عليهما ومعه كلبتان سلاقيتان من الكلاب السود ، فسألهما بعد السلام عليهما عن سبب جلوسهما في هذا المكان وهو مأوى الجان فأخبراه بالقصة من أولها إلى آخرها فلم يستقر به الجلوس حتى أقبل عليهم شيخ ثالث ومعه بغلة زرزورية فسلم عليهم وسألهم عن سبب جلوسهم في هذا المكان فأخبروه بالقصة من أولها إلى آخرها وبينما كذلك إذا بغبرة هاجت وزوبعة عظيمة قد أقبلت من وسط تلك البرية فانكشفت الغبرة وإذا بذلك الجني وبيده سيف مسلول وعيونه ترمي بالشرر فأتاهم وجذب ذلك التاجر من بينهم وقال له : قم أقتلك مثل ما قتلت ولدي وحشاشة كبدي . فانتحب ذلك التاجر وبكى وأعلن الثلاثة شيوخ بالبكاء والعويل والنحيب فانتبه منهم الشيخ الأول وهو صاحب الغزالة وقبل يد ذلك العفريت وقال له : يا أيها الجني وتاج ملوك الجان إذا حكيت لك حكايتي مع هذه الغزالة ورأيتها عجيبة ، أتهب لي ثلث دم هذا التاجر ? قال : نعم يا أيها الشيخ ، إذا أنت حكيت لي الحكاية ورأيتها عجيبة وهبت لك ثلث دمه . فقال ذلك الشيخ الأول : اعلم يا أيها العفريت أن هذه الغزالة هي بنت عمي ومن لحمي ودمي وكنت تزوجت بها وهي صغيرة السن وأقمت معها نحو ثلاثين سنة فلم أرزق منها بولد فأخذت لي سرية فرزقت منها بولد ذكر كأنه البدر إذا بدا بعينين مليحتين وحاجبين مزججين وأعضاء كاملة فكبر شيئاً فشيئاً إلى أن صار ابن خمس عشرة سنة فطرأت لي سفرة إلى بعض المدائن فسافرت بمتجر عظيم وكانت بنت عمي هذه الغزالة تعلمت السحر والكهانة من صغرها فسحرت ذلك الولد عجلاً وسحرت الجارية أمه بقرة وسلمتها إلى الراعي ، ثم جئت أنا بعد مدة طويلة من السفر فسألت عن ولدي وعن أمه فقالت لي جاريتك ماتت وابنك هرب ولم أعلم أين راح فجلست مدة سنة وأنا حزين القلب باكي العين إلى أن جاء عيد الضحية فأرسلت إلى الراعي أن يخصني ببقرة سمينة وهي سريتي التي سحرتها تلك الغزالة فشمرت ثيابي وأخذت السكين بيدي وتهيأت لذبحها فصاحت وبكت بكاء شديداً فقمت عنها وأمرت ذلك الراعي فذبحها وسلخها فلم يجد فيها شحماً ولا لحماً غير جلد وعظم فندمت على ذبحها حيث لا ينفعني الندم وأعطيتها للراعي وقلت له : ائتني بعجل سمين فأتاني بولدي المسحور عجلاً فلما رآني ذلك العجل قطع حبله وجاءني وتمرغ علي وولول وبكى فأخذتني الرأفة عليه وقلت للراعي ائتني ببقرة ودع هذا . وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح . فقالت لها أختها : ما أطيب حديثك وألطفه وألذه وأعذبه . فقالت : وأين هذا مما أحدثكم به الليلة القابلة إن عشت وأبقاني الملك . فقال الملك في نفسه : والله ما أقتلها حتى أسمع بقية حديثها . ثم أنهم باتوا تلك الليلة إلى الصباح متعانقين فخرج الملك إلى محل حكمه وطلع الوزير بالكفن تحت إبطه ثم حكم الملك وولي وعزل إلى آخر النهار ولم يخبر الوزير بشيء من ذلك فتعجب الوزير غاية العجب ثم انفض الديوان ودخل الملك شهريار قصره .
ألف ليلة وليلة من ويكيبيديا ألف ليلة وليلة هو كتاب يتضمّن مجموعة من القصص التي وردت في غرب وجنوب آسيا بالإضافة إلى الحكايات الشعبية التي جُمِعت وتُرجمت إلى العربية خلال العصر الذهبي للإسلام. يعرف الكتاب أيضاً باسم الليالي العربية في اللغة الإنجليزية، منذ أن صدرت النسخة الإنجليزية الأولى منه سنة 1706، واسمه العربي القديم “أسمار الليالي للعرب مما يتضمن الفكاهة ويورث الطرب”وفقاً لناشره وليم ماكنجتن. جُمع العمل على مدى قرون، من قِبل مؤلفين ومترجمين وباحثين من غرب ووسط وجنوب آسيا وشمال أفريقيا. تعود الحكايات إلى القرون القديمة والوسطى لكل من الحضارات العربية والفارسية والهندية والمصرية وبلاد الرافدين. معظم الحكايات كانت في الأساس قصصاً شعبية من عهد الخلافة، وبعضها الآخر، وخاصة قصة الإطار، فعلى الأرجح تم استخلاصها من العمل البهلوي الفارسي «ألف خرافة» (بالفارسية: هزار أفسان) والتي بدورها اعتمدت جزئياً على الأدب الهندي. بالمقابل هناك من يقول أن أصل هذه الروايات بابلي.
ما هو شائع في جميع النُّسخ الخاصة بالليالي هي البادئة، القصة الإطارية عن الحاكم شهريار وزوجته شهرزاد، التي أدرجت في جميع الحكايات. حيث أن القصص تنطلق أساساً من هذه القصة، وبعض القصص مؤطرة داخل حكايات أخرى، في حين تبدأ أخرى وتنتهي من تلقاء نفسها. بعض النُّسخ المطبوعة لا تحتوي سوى على بضع مئات من الليالي، والبعض الآخر يتضمن ألف ليلة وليلة أو أكثر. الجزء الأكبر من النص هو بأسلوب النثر، على الرغم من استخدام أسلوب الشعر أحياناً للتعبير عن العاطفة المتزايدة، وأحياناً تستخدم الأغاني والألغاز. معظم القصائد هي مقاطع مفردة أو رباعيّة، كما أن بعضها يكون أطول من ذلك.
هناك بعض القصص المشهورة التي تحتويها ألف ليلة وليلة، مثل “علاء الدين والمصباح السحري”، و”علي بابا والأربعون لصاً”، و”رحلات السندباد البحري السبع”، كما أن هناك بعض الحكايات الشعبية في منطقة الشرق الأوسط التي تعتبر شبه مؤكدة تقريباً، وليست جزءاً من ألف ليلة وليلة الموجودة في الإصدارات العربية، ولكنها أضيفت من قبل المستشرق الفرنسي أنطوان غالان ومترجمين أوروبيين آخرين، وكان أنطوان غالان قد عمل على ترجمة الكتاب إلى الفرنسية سنة 1704. نبذة: القصة الإطارية الرئيسية لحكايات «ألف ليلة وليلة» تحكي قصة ملك يدعى شهريار، حيث بدأ الأمر عندما اكتشف الملك أن زوجة أخيه كانت خائنة وقد صُدم لذلك الأمر، وما زاد ذلك اكتشاف خيانة زوجته له أيضاً، فقد كان أمراً لا يّحتمل بالنسبة إليه، لذا قرّر إعدامها، ورأى أن جميع النساء مخطئات. تزوج الملك شهريار من العذارى، يومياً، حيث يقتل العروس ليلة العرس، قبل أن تأخذ الفرصة لتخونه. بعد فترة لم يجد الوزير الذي كان مكلفاً بتوفير عروس للملك، مزيداً من العذارى. عندها عرضت ابنته شهرزاد نفسها لتكون عروساً للملك، فوافق أبوها على مضض. في ليلة زواجهما، بدأت شهرزاد تحكي حكاية للملك ولكن لا تنهيها، ما أثار فضول الملك لسماع نهاية الحكاية، ودفعه بالضرورة إلى تأجيل إعدامها للاستماع إلى نهاية الحكاية. وفي الليلة التالية، عندما تنتهي من حكاية ما تبدأ بحكاية جديدة، تشوق الملك لسماع نهايتها هي الأخرى وهكذا، حتى أكملت لديه ألف ليلة وليلة. تختلف الحكايات فهي متنوّعة، وتشمل القصص التاريخية والغرامية والتراجيدية والكوميدية، والشعرية، والخيالية، والأسطورية، بالإضافة إلى عدة أنواع من القصص الجنسية. وهناك قصص عديدة تصف الجن والغيلان والقردة، كما أن هناك قصصاً عن السحرة والمشعوذين والأماكن الأسطورية، والتي غالباً ما تتداخل مع أناس حقيقيين وأماكن موجودة على أرض الواقع، ولكنها ليست دائما منطقية. الشخصيات البارزة Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: قائمة شخصيات ألف ليلة وليلة وهي تشمل الخليفة العباسي هارون الرشيد ووزيره جعفر البرمكي والشاعر الشهير أبا نواس، فعلى الرغم من أن هذه الشخصيات ظهرت بعد نحو مئتي عام من سقوط الإمبراطورية الساسانية التي هي في الظاهر أصل الحكاية إلا أنها تظهر في عدد من الحكايات الأخرى التي يتضمّنها الكتاب. في بعض الأحيان تقوم بعض الشخصيات الموجودة في حكايات شهرزاد بسرد قصص تحتوي على شخصيات أخرى، وبعض تلك القصص تحتوي على قصص أخرى بداخلها، مما ينتج نسيجاً مترابطاً من السرد الروائي. تختلف عدد من الإصدارات في تفاصيل نهاية القصة، حيث أن بعضها يذكر بأن شهرزاد تطلب العفو، والبعض الآخر يذكر بأن الملك شهريار عندما يرى أطفالهما يقرر عدم إعدامها، بينما تذهب بعض الإصدارات إلى أن الملك يبقي في حيرة من أمره، إلا أنها جميعاً تنتهي بعفو الملك شهريار عن زوجته وشهرزاد والتراجع عن عادته بقتل النساء. أسلوب الراوي يعطي نهاية مشوّقة، وهي أوسع نطاقاً مما هي عليه في الأدب الحديث. العديد من الحالات تقطع القصة فيها حينما يكون البطل في خطر، وفي بعض أجزاء النصوص تتوقف شهرزاد في منتصف الرواية لتبيّن بعض المبادئ الفلسفية المجردة أو بعضاً من الفلسفة الإسلامية، وفي حالة واحدة قامت بوصف مفصل لعلم التشريح البشري وفقاً لجالينوس، وفي جميع هذه الحالات تريد زيادة الفضول لدى الملك لتسلسل القصص، وأملاً منها أن يبقيها على قيد الحياة لفترة أطول. تاريخ الإصدارات والترجمات تُرجِم كتاب ألف ليلة وليلة إلى عدّة لغات، وقد طبع بالعربية لأول مرة في ألمانيا سنة 1825م بإشراف «المستشرق هايخت» فأنجز منه ثمانية أجزاء، مع ترجمته إلى الألمانية، وتوفي قبل إتمام الكتاب، فأنجز الباقي تلميذه هاينريخ فلايشر المتوفي سنة 1888م ثم طبع مرات عدّة، أهمها طبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر سنة 1960م. وقد عمِل محسن مهدي على توثيق النسخ العربية في عمل صدر له في ليدن سنة 1984م. هناك مجموعة من الرسومات صاحبت الترجمات الغربية لألف ليلة وليلة في كتاب (ألف ليلة وليلة: مقالات نقدية وببلوغرافية) الصادر باللغة الإنجليزية، و(ديوان ألف ليلة وليلة) تحقيق عبد الصاحب العقابي: كتاب التراث الشعبي، ويقع الكتاب في 577 صفحة مزودة بلوحات فنية. أما مؤلف الكتاب فلا يعرف حتى الآن من هو واضع كتاب “ألف ليلة وليلة”، وقد ذهب «الشرواني» في مقدمة الطبعة الإيرانية إلى أن واضع الكتاب شامي الأصل، جعله في لغة مبسطة متوخياً تعليم اللغة العربية إلى الراغبين فيها أكثر ما توخى الاقتراب من إفهام الناس. وقد لحقه الرأي دي ساسي الذي لا يستبعد أن يكون قد زاد على الأصل السوري النقلة والحكاؤون، في كل زمان ومكان أخباراً وحكايات من عندهم. أصل الكتاب: يميل «جوناثان سكوت» في مقدمته للطبعة الإنجليزية إلى أن واضع الكتاب أكثر من شخص، فلا يعرف البادئ ولا المتأخرون ولا تعرف جنسياتهم. أما «لانجلس» فعلى رأي «المسعودي» الذي يردّ الكتاب إلى الهند، في قوله: «وإن سبيل الأخبار سبيل الكتب المنقولة إلينا والمترجمة لنا من الفارسية والهندية والرومية، سبيل تأليفها ما ذكرنا مثل كتاب “هزار افسانه” وتفسير ذلك من الفارسية إلى العربية ألف خرافة، والخرافة بالفارسية يقال لها افسانه، والناس يسمون هذا الكتاب “ألف ليلة وليلة” وهو خبر الملك والوزير وابنته وجاريتها وهما شيرازاد ودنيازاد.» كان «ابن النديم» صاحب الفهرست أول من عرف بالكتاب قال: «كتاب هزار افسان ومعناه ألف خرافة وكان السبب في ذلك أن ملكاً من ملوكهم كان إذا تزوج امرأة وبات معها ليلة قتلها من الغد فتزوج بجارية من أولاد الملوك ممن لها عقل ودراية يقال لها شهرزاد فلما حصلت معه ابتدأت تخرفه وتصل الحديث عند انقضاء الليل بما يحمل الملك على استبقائها ويسألها في الليلة الثانية عن تمام الحديث إلى أن أتى عليها ألف ليلة وهو مع ذلك يطأها إلى أن رزقت منه ولداً أظهرته وأوقفته على حيلتها عليه فاستعقلها ومال إليها واستبقاها وكان للملك قهرمانة يقال لها دي نار زاد فكانت موافقة لها على ذلك. وقد قيل أن هذا الكتاب ألِّف لحماني ابنة بهمن. وجاءوا فيه بخبر غير هذا»، وقال: «ويحتوي على ألف ليلة وعلى دون المائتي سمر لأن السمر ربما حدث به في عدة ليال وقد رأيته بتمامه دفعات وهو بالحقيقة كتاب غث بارد الحديث»، كما قال: «ابتدأ أبو عبد الله محمد بن عبدوس الجهشياري صاحب كتاب الوزراء بتأليف كتاب اختار فيه ألف سمر من أسمار العرب والعجم والروم وغيرهم كل جزء قائم بذاته لا يعلق بغيره وأحضر المسامرين فأخذ عنهم أحسن ما يعرفون ويحسنون واختار من الكتب المصنفة في الأسمار والخرافات ما يحلو بنفسه وكان فاضلاً فاجتمع له من ذلك أربعمائة ليلة وثمانون ليلة كل ليلة سمر تام يحتوي على خمسين ورقة وأقل وأكثر ثم عاجلته المنية قبل استيفاء ما في نفسه من تتميمه ألف سمر ورأيت من ذلك عدة أجزاء بخط أبي الطيب أخي الشافعي». يستنتج «ماكدونلد» على أن الأصل الأول لهذا الكتاب فارسي بدليل أن أولى لياليه منقولة إلى العربية عن “هزار افسانه”. ويزيد «هومر» على أن “ألف ليلة وليلة” إن لم تكن فارسية فهي هندية. ثم يتفق «شليغل» و«غلدميستر» و«ديس ونجتشامبس» و«لويسلر» على إعطاء الكتاب إلى الهند، مع الإفراد للفرس وللعرب ببعض الفضل فيه، فمثلاً ورد في الليلة الرابعة والتسعين، أبيات مشهورة لمحي الدين بن عربي، وأولها: “ليت شعري لو دروا … أي قلب ملكوا”. في الفارسية بعض الحكايات التي تقابل حكايات ألف ليلة وليلة، غير أن الدارسين اختلفوا في الأصل الفارسي لبعضها وأرجعوه إلى أصل هندي كقصة شهرزاد التي بنيت عليها الليالي، مستدلّين على ذلك بقصص يشبه الباعث الأول لتأليفها، وهو اكتساب الوقت وثني المتهور عن عزمه، بقصص هندية تدور حول الباعث نفسه كقصة «سوكا سابتاتي». كما أن الحكايات الهندية تكوّن سلسلة متماسكة الحلقات متعاقبة الخطوات، يتصل بعضها ببعض، فتستدعي الحكاية رواية حكاية أخرى، وهو يشبه الأسلوب المستخدم أحياناً في ألف ليلة وليلة. الحكايات في أوائل جميع النسخ المخطوطة والمطبوعة من الكتاب تمثل هذه الطريقة التي قام عليها هيكل الكتاب، وتحمل السمات القديمة للحكايات الشعبية الهندية التي وجدت طريقها إلى الفارسية ثم إلى العربية عن طريق الترجمة في أيام العصر العباسي الأول، رغم وجود كثير من التبديل والتغيير والتهويل والتكرار على الحكايات. بينما يرى آخرون خلاف ذلك ويرجعون أصل كتاب «ألف ليلة وليلة» إلى أنه كتاب عربي، ومنهم الناقد والشاعر سامي مهدي الذي ألّف كتاباً سنة 1984 بعنوان “ألف ليلة وليلة.. كتاب عراقي أصيل”، وناقش فيه أصل «ألف ليلة وليلة» كما تضمّن محتواه ردّاً على من نسبه إلى فارس أو الهند أو اليونان. كما يقول بأن فرضيّات المسعودي وابن النديم والتوحيدي الذي تبعهم، لو كانت صحيحة وكان الكتاب فارسيّاً لكان أبطال القصص من غير المسلمين، ولتمّ استخدام أسماء الملوك الفرس بدل شخصيّات مثل شخصيّة الخليفة هارون الرشيد وغيرها من الشخصيّات، كما أن استخدام مدن فارسيّة سيكون أولى من المدن العربية، ويرى بأنّ كتاب “هزار أفسانة” شيء وكتاب “ألف ليلة وليلة” شيء آخر مختلف عنه.
الإصدارات العربية في منتصف القرن العشرين، وجدت الباحثة «نابية أبوط» وثيقة تحتوي على بضعة أسطر من عمل عربي يحمل عنوان «كتاب حكاية الألف ليلة» يعود تاريخها إلى القرن التاسع، والتي تعتبر أقدم جزء متبقي لنسخة عربية موجودة من الكتاب حتى الآن. وأول إشارة إلى النسخة العربية والتي تحمل العنوان الكامل «ألف ليلة وليلة» ظهرت في القاهرة في القرن الثاني عشر. هناك عدد من الحكايات العربية المختلفة، والتي امتدّت ما بين القرنين الرابع والعاشر الهجريين، وفي هذه الحكايات أقسام واضحة تؤلف المجموعتين البغدادية والمصرية. المجموعة البغدادية: المجموعة البغدادية تشمل حكايات شعبية عربية قديمة متوارثة كانت تتناقلها الأجيال بالإضافة إلى حكايات ألفها المسلمون في العصر العباسي وحوادث وسيراً تاريخية. ويذكر ابن النديم أنّ الجَهْشياري صاحب كتاب الوزراء: «ابتدأ بتأليف كتاب اختار فيه ألف سمر من أسمار العرب والعجم والروم وغيرهم. كل جزء قام بذاته، لا يعلق بغيره، وأحضر المسامرين وأخذ عنهم أحسن ما يعرفون ويحسنون، واختار من الكتب المصنفة في الأسمار والخرافات ما يحلو بنفسه، فاجتمع له من ذلك أربعمئة ليلة وثمانون ليلة، كل ليلة سمر تام يحتوي على خمسين ورقة وأقل وأكثر، ثم عاجلته المنية قبل استيفاء ما في نفسه من تتميمه ألف سمر» ويضيف ابن النديم: «وكان قبل ذلك ممن يعمل الأسمار والخرافات على ألسنة الناس والطير والبهائم جماعة منهم عبد الله بن المقفع وسهل بن هارون وعلي بن داوود». كما يذكر ابن النديم كتباً كثيرة، مؤلفة أو مترجمة من كتب الأسمار، عرفها العرب في أيام خلفاء بني العباس، ولاسيما في أيام المقتدر بالله حيث كانت الأسمار والخرافات مرغوباً فيها، فصنّف الورّاقون فيها وكذبوا. وقد تجمّعت هذه الحكايات في مدى القرنين الرابع والخامس للهجرة، مما أثر عن الرواة ودوّن في الكتب، وأضيف إليها حوادث تاريخية دخلتها زيادات وتعديلات فضلاً عن كثير من سير الشعراء والأشخاص الذين عاشوا في زمن العباسيين كأبي نواس وأبي دلامة، واستغلت تلك الحكايات والأخبار استغلالاً متنوع الغايات. وأشهر حكايات هذا القسم، حكاية “علي بن بكار وشمس النهار”، وحكاية “أنس الوجود والورد في الأكمام”، وغيرها من قصص الحب، كما تصوّر حياة النعيم والترف، وتبيّن ما وصلت إليه الحضارة في بغداد والبصرة من ترف، وتشهد على الغنى في الأسواق، وتمثل الجواري في المقاصير، وتجعل من هارون الرشيد مثالاً في العدل والصلاح. المجموعة المصرية: أما عن المجموعة المصرية من الحكايات فيرى كثير من الباحثين في الأدب أن صورة كتاب ألف ليلة وليلة وصلت إلى مصر في منتصف القرن الخامس الهجري تقريباً، وأن القصص ظلّ يزاد فيها على مرّ الزمن فتكوّنت المجموعة المصرية الجديدة التي تعدّ أكبر أقسام ألف ليلة وليلة، وفيها تكررت بعض الموضوعات، وإن تغيرت أسماء أبطالها ثم أُلفت قصص جديدة. تضم هذه المجموعة ما كتب من القصص في مصر أو بلاد الشام، لاتصال البلدين بصلة وثيقة أيام الفاطميين ثم المماليك والعثمانيين، وقد تألفت هذه القصص ما بين القرنين الخامس والعاشر الهجريين من القصص العربية والتقاليد الإسلامية والأساطير الشرقية. ويشير «المَقَّري» في نفح الطيب إلى أن «ابن سعيد الأندلسي الغرناطي» (المتوفي سنة 685 هـ) يذكر في كتابه «المحلى بالأشعار» ما يدل على أن كتاب ألف ليلة وليلة كان شائعاً ومعروفاً في مصر في القرنين الخامس والسادس الهجريين. تتألف قصص ألف ليلة وليلة في المجموعة المصرية من قسمين، أحدهما قديم ينتهي في القرن الثامن الهجري، والآخر حديث ينتهي في القرن العاشر الهجري. فالقسم القديم يتمتع بأسلوب حسن مطّرد السياق مهذب العبارة، يدور حول المغامرة والحرب وتعارض الأخلاق وتضارب العواطف، وتعتمد القصص فيه على الطلاسم والأرصاد والجن والسحر والقدر، كحكاية “جودر التاجر وإخوته”، وحكاية “مسرور التاجر مع معشوقته زين المواصف”، وحكاية “علي شار مع زمرد الجارية”. أما القسم الثاني من الحكايات المصرية فأكثره ركيك الأسلوب جريء العبارة، تدور أحداثه حول حيل المحتالين ومكايد العيّارين ومخاطر اللصوص، إلى جانب قصص التصوف والزهد السائدين في المجتمع المصري آنذاك، وأشهر حكايات هذا القسم حكاية “معروف الإسكافي”. وحكاية “أبي قير وأبي صير” وحكاية “مدينة النحاس” وحكاية “علي الزيبق ودليلة المحتالة” وحكاية “زينب النصابة” وحكاية “الرجل الصعيدي وامرأته الإفرنجية”. المجموعات الأخرى: هناك مجموعة من القصص قد أضيفت كاملة إلى كتاب ألف ليلة وليلة، وهي ترد في نسخ دون الأخرى، وكان السبب في إضافتها ليبلغ عدد الليالي الألف، كما يدلّ على ذلك عنوان الكتاب، وأشهر هذه القصص قصة “السندباد”. بالإضافة إلى مجموعة الأخبار، وهي الأخبار المنتزعة من التاريخ الماضي والتاريخ المعاصر لتلك القصص عن عجائب البلاد والخلق وأخبار الملوك وآدابهم. الترجمات الحديثة: على الرغم من أن هناك إشارات على أن بداية دخول حكايات «ألف ليلة وليلة» إلى الأدب الأوروبي كانت في منتصف القرن الرابع عشر، إلا أن أول ترجمة كاملة لحكايات «الف ليلة وليلة» ظهرت باللغة الفرنسية سنة 1704، والتي قام بها المستشرق أنطوان غالان. وقد صدرت هذه الترجمة في اثني عشر مجلداً، ولكن هذه الترجمة رغم تكاملها النسبي عانت الكثير من الحذف والبتر وخاصة للفقرات والمقاطع المنافية للأخلاق، كما أن ترجمة غالان لم تكن مطابقة للنصوص الأصلية بل كان فيها نوعاً من التصرف لتناسب اللغة الفرنسية، بما في ذلك القصائد الشعرية. ولقد كان لظهور هذه الترجمة دور في انتعاش الحياة الأدبية هناك، ثم ترجمت إلى الإنجليزية والألمانية والدنماركية. وحينما تُرجِمت «ألف ليلة وليلة» إلى اللغة الإنجليزية انعكس تأثيرها على الأدب والشعر الإنجليزي، فتأثر بها عدد من الشعراء الإنجليز، منهم والتر سكوت، واللورد بايرون، وتوماس مور، وجون كيتس. ويبدو هذا واضحاً في ديوان اللورد بايرون “حكايات شرقية” وهو ديوان شعر رومانسي، وكذلك عند توماس مور في روايته “لالا روخ”. أما في فن التصوير فقد برز هذا التأثير في لوحات ديلاكروا ودي كامب وجيروم. كذلك صدرت الترجمة الألمانية عن اللغة الفرنسية، والتي بدأت منذ عام 1710 على يد تالاندر، ولكن الألمان أصدروا ترجمة من اللغة العربية في النصف الأول من القرن التاسع عشر وذلك عن النسخة العربية التي طُبِعت في كلكتا سنة 1814، وعن النسخة المصرية طبعة بولاق في العشرينات من نفس القرن. وكان من ضمن مستشرقي ألمانيا الذين اهتموا بهذا العمل، المستشرق فردريش روكرت الذي قدم العديد من الدراسات التي تتناول هذا الموضوع مثل “مباهج وتأملات شرقية ” و”سبعة كتب وأساطير وحكايات من الشرق”، ومارست «ألف ليلة وليلة» تأثيرها على الأدب الألماني، حيث أن لشتينبرج قد استعان بها في إخراج شعره الرومانسي، وكذلك جوته الشاعر الألماني الكبير الذي كان مهتماً بالشرق وآدابه وقبل «ألف ليلة وليلة» ظهر تأثره بالإسلام وشخصية محمد، وقد قام بترجمة بعض النصوص القرآنية عن ترجمة ماركيوس إلى اللغة اللاتينية، وتوالت اهتماماته إلى أن أصدر روايته الشعرية “الديوان الشرقي الغربي” ويبدو فيها تأثره بالشعر العربي والفارسي والقرآن وشعر المتصوفين خاصة جلال الدين الرومي وكذلك حكايات ألف ليلة وليلة. كما قام أوجست فون بلاتين بنظم ديوانه الشعري “العباسيون” مستوحياً إبداعه من ألف ليلة وليلة. تُرجِم العمل إلى البولندية في منتصف القرن الثامن عشر، وذلك سنة 1768 ويقع في اثني عشر مجلداً، وتمت عن ترجمة غالان، وأعيد طباعتها في 1772 – 1774. كما قام بوهموليتس بترجمة ونشر بعض القصص في مجلة مونيتور البولندية، وفي سنة 1819 نشرت ترجمة جديدة في فيلنا عن ترجمة غالان، تبعها في سنة 1873 ترجمة أخرى في وارسو، وكلها نقلت عن ترجمة غالان. في الخمسينيات صدرت بعض المختارات المترجمة عن طريق كوبياك وتوبيليفتش، ثم في عام 1959 صدرت طبعة أخرى تحتوي على عدد أكبر من المختارات ترجمها كوبياك من اللغة العربية، إلى أن تمت الترجمة البولندية الحديثة التي بدأت مع منتصف الخمسينيات حين تشكلت لجنة من أساتذة متخصصين من الأقسام الشرقية في بولندا، وعلى رأسها جامعة ياجيلونسكي متمثلة في معهد فقه اللغة، وجامعة وارسو متمثلة في قسم الدراسات العربية، عملت على نقل العمل من اللغة العربية إلى اللغة البولندية، وقد تمت الترجمة عن طريق طبعة بولاق المصرية الموجودة في أربعة مجلدات. وبالرغم من أن عملية الترجمة قد بدأت في الفترة 1957 – 1958 وانتهت مع بداية الستينيات إلا أنها لم تصدر إلا في سنة 1974، وكانت قد صدرت في طبعتين إحداهما مختصرة في مجلد واحد، والأخرى مفصلة للمهتمين وتقع في تسع مجلدات. أما فيما يتعلّق بالترجمة :البوسنية، فقد بدأت الترجمة الأولى الكاملة في فترة حصار سراييفو، عن طريق أسعد دوراكوفيتش الذي كان قد انتخب لتوه كأول بوسنوي يكون عضواً في مجمع اللغة العربية بالقاهرة، ونشرت تلك الترجمة سنة 1999، وقد أراد لهذا العمل أن يشكل صلة للبوسنة مع العالم العربي والإسلامي بشكل خاص ليعيد إثبات الهوية البوسنية في وجه اللغة الصربو كرواتية. المواضيع والأساليب الأدبية: يستخدم كتاب «ألف ليلة وليلة» أساليب مختلفة وهي تختلف باختلاف قصص الكتاب كما تختلف بحسب مجموعاته، ففي المقدمة والمجموعة البغدادية يتسم غالباً كونه متين العبارة، حسن السبك، دقيق الوصف، كثير السجع، قليل الفضول، وإن كان يسفّ أحياناً ويتجرأ بالعبارة النابية عن الحشمة. وهو في المجموعة المصرية الأخيرة نسجه ضعيف، عاميّ اللفظ، فيه تهويل ممجوج، شديد الوطأة على الحياء. لكن الأسلوب العام للكتاب يتميّز بالوضوح والتشويق، ويتراوح بين الفصحى والعاميّة. كما يحتوي الكتاب على بعض الأشعار التي تتخلل بعض القصص، ولكنها تفتقر أحياناً إلى الوزن السليم، وقد استخدمت الأشعار أحياناً لغرض تطويل القصة أو للتأثير في السامعين. القصة الإطارية: تتألف «ألف ليلة وليلة» من القصة الإطارية، والحكايات الفرعية التي تولدت عنها. فالقصة الإطارية الأساسية تدور حول ملك يدعى شهريار الذي قرر أن يتزوج امرأة كل ليلة ثم يقتلها مع بزوغ الفجر وذلك بعد أن عملت زوجته على خيانته، وظل على هذه الحال إلى أن تزوج من شهرزاد ابنة الوزير التي أخذت تروي له حكايات في كل ليلة طمعاً في أن يبقي على حياتها. هناك عدد من الحكايات التي بدورها تتضمن حكايات أخرى، وبالتالي فهي تكون على شكل قصة إطارية للحكايات الضمنية، ويلاحظ أن القصة الإطارية هي حكاية بسيطة تتضمّن القليل من الأحداث والشخصيات، وهذا التركيب البسيط هو الذي جعلها تتصف بميزة القدرة على احتواء حكايات كثيرة فيها، إذ ما تتسم به الحكاية الخرافية عامة هو وجود أجزاء رخوة في الفعل القصصي، يسمح باندراج أفعال قصصية ثانوية في سياقها، تنشأ باستمرار. أما الحكايات الفرعية فهي التي روتها شهرزاد عن رواة آخرين، وهي حكايات عديدة ومتنوعة. كانت شهرزاد تتوقف عن رواية الحكاية في كل ليلة، لتكملها للملك شهريار في الليلة المقبلة إذ أنه عفا عنها. أسلوب السرد: يعمل أسلوب سرد حكايات «ألف ليلة وليلة» على دفع المتلقي إلى زمنٍ قديم، لذلك كان استخدام صيغة «يُحكى» والتي تعقبها عبارة «والله اعلم بغيبه وأحكم» تعتبر صيغة للتخلص من تبعات نقل النص وسنده ومتنه، بخلاف كتب الحديث والأدب والتاريخ التي اعتنت بهذه الأمور. إذ أن العمل يعتبر نص أدبي متخيل ومصنوع حيث يحمل بين طياته الكثير من الموقف والرؤى والاتجاهات، وباعتباره متخيلاً فإن هذه المواقف هي انعكاس لوجهة نظر منتج النص، لذلك كان الراوي المصطنع وسيلة للتخلص من هذه التبعية حيث يلقى له مهمة السرد والحكي، فلذلك وجِدت صيغة «يحكى أن» التي تحيل إلى المجهول الذي يتحمل كافة المسؤولية عن كل ما سيقال ضمن النص المروي. تبدأ حكاية «ألف ليلة وليلة» على المستوى السردي براوٍ مجهول، جرى تحميله مسؤولية ما سيقال، لذلك كانت «يحكى أن» الأنسب للحيلولة دون أن تلقى المسؤولية على شخص ما. فالفعل يحكىفعل مضارع مبني للمجهول وفاعله غير معلوم، وهذا تمهيد ليتحول السرد إلى راوٍ آخر ولكن ضمن الإطار الداخلي للنص أو القصة التي يعتبر ساردها الكلي غير معلوم. فشهرزاد تتخذ على المستوى السردي دورين، دور السارد الداخلي القائم بمهمة السرد، ودور الشخصية المشاركة في الحدث. إذ أن الحكاية الأولى من حكايات شهرزاد، تتم عبر راوٍ خارجي وهو الراوي المجهول، حيث تبدأ الحكاية بعبارة: “قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد أنه كان تاجر من التجار …”، فأسلوب السرد هذا يشير إلى أن هناك شخص آخر يتحدث، ولكنه سرعان ما يختفي عندما يظهر صوت شهرزاد تقول: “بلغني أيها الملك السعيد” لينتقل السرد على المستوى العملي إلى شهرزاد. إن السرد الذي تمارسه شهرزاد بعناية وحذر شديدين يعتبر سرد خطير، لأنه يحمل بين طياته موتها الحتمي، ما لم تتمكن من جذب انتباه الملك شهريار إلى حديثها، لذلك فهي تلجأ إلى عبارة «بلغني» وهذه العبارة تخلص شهرزاد من تبعات ما تقول إذ لم يعجب الملك حديثها. النذير أو التكهّن: هناك بعض الشخصيات أو الأمور الواردة في «ألف ليلة وليلة» والتي تتم الإشارة إليها بشكل متكرر، حيث تبدو غير مهمة عند الإشارة إليها في أول مرة ولكنها فجأة تظهر لاحقاً في السرد. كما أن هناك أسلوب آخر هو الشكل والنمط العام وما يحتويه من تنظيم للوقائع والأفعال والإيماءات التي تشكل السرد وتعطي شكلاً للقصة، وهذا يعمل على جعل المتلقي يتمتع بالقصة ويتوقع كيفية سير الرواية. يعود تاريخ هذه الأسلوب أيضا إلى «ألف ليلة وليلة». شكل آخر من أشكال التكهّن هو أن النبوءة تحقق ذاتها، وهو أسلوب يعود تاريخه إلى قصة «كريشنا» في الأدب السنسكريتي القديم، وهناك اختلاف بينه وبين أسلوب أن الحلم نفسه يتحقق، والذي يعود تاريخه إلى الأدب العربي في القرون الوسطى. العديد من حكايات «ألف ليلة وليلة» تستخدم هذا الأسلوب المتمثل بالتنبؤ بما سيحدث. من أبرز الأمثلة على ذلك قصة “الرجل الذي أصبح غنياً من خلال حلم”، وتدور أحداث القصة حول رجل يُطلب منه في حلمه مغادرة مدينته بغداد والسفر إلى القاهرة، حيث توجد بعض الكنوز المخبأة هناك. الرجل يسافر هناك ولكن لسوء حظه ينتهي به الأمر إلى السجن، حيث يروي حلمه لضابط الشرطة، ولكن الضابط يسخر من فكرة هذه الأحلام، ويحكي للرجل بطل الرواية أنه هو نفسه كان يحلم بمنزل مع فناء ونافورة في بغداد، حيث أن الكنز مدفون تحت النافورة. يتعرف الرجل على المكان كما أنه بيته، وبعد إطلاق سراحه من السجن يعود إلى منزله ويحفر من أجل الكنز. وبعبارة أخرى، فإن الحلم لم يكن توقع للمستقبل فحسب، بل إنه كان سبباً في جعل الأمر حقيقياً. ظهر أسلوب هذه القصة لاحقاً في الأدب الغربي، من بينها عمل باولو كويلو في “الخيميائي”. التكرار والتجسيد الدرامي أسلوب التكرار في العمل الأدبي عادة ما يعبر عن فكرة أو موضوع مهم لقصة معينة، وهذا الأسلوب مستخدم في «ألف ليلة وليلة»، الذي يربط عدة حكايات في سياق القصة. حيث اعتمد رواة القصص في حكاياتهم على ربط الشخصيات بشكل متماسك. كما اعتمد الكتاب على أسلوب النمط الموضوعي الذي يعمل على توزيع المفاهيم الموضوعية المتكررة وعن القيم الأخلاقية بين مختلف الأحداث والقصص الإطارية. في الحكايات التي تمت صياعتها بمهارة، وربما تم تنظيم النمط الموضوعي بغرض التأكيد على توحيد الحجة أو الفكرة المتضمنة في الأحداث ولا سيما القصص الإطارية لها. يعود تاريخ هذا الأسلوب أيضا إلى ألف ليلة وليلة أو حتى قبل ذلك. تظهر عدة قصص مختلفة بديلة عن قصة “سندريلا” والتي يرجع أصلها إلى القصة المصرية القديمة “رادوبيس”. حيث يحتوي الكتاب على عدد من القصص وكلها تتمحور حول أخ صغير يلقى مضايقات من قبل أخوين غيورين يكبرانه سناً. في بعض القصص يكون الأشقاء من الإناث، بينما في قصص أخرى يكونون من الذكور. في واحدة من الحكايات والواردة تحت عنوان “جودر التاجر وإخوته”، يختلف فيها الأمر وتحيد عن أسلوب النهايات السعيدة وتختلف عن سابقتها، فقد عُمِل على جعل نهايتها مأساوية بدلاً من ذلك، حيث يتم تسميم الأخ الأصغر من قِبل إخوته. التجسيد أو التصوير الدرامي هو تقديم شخصية أو شيء ما بوصف مفصّل، أو عن طريق إيماءات وحركات كطريقة من شأنها أن تجعل المشهد وكأنه مرئي للمتلقي. هذه التقنية تعود إلى «ألف ليلة وليلة»، وتعتبر قصة «التفاحات الثلاث» إحدى الأمثلة على ذلك. أدب الجريمة: احتوى كتاب «ألف ليلة وليلة» في بعض القصص على أسلوب أدب الجريمة في الطرح، حيث يظهر ذلك في قصة “الصبية المقتولة” (وتعرف كذلك بقصة “التفاحات الثلاث”)، فهي تعطي مثالاً على موضوع الإثارة والجريمة، مع الكثير من الحبكة القصصية، والأدب البوليسي. في هذه القصة، يحوز هارون الرشيد على صندوق وعندما يفتحه، يجد بأنه يحتوي على جثة امرأة شابة. عندها يكلّف هارون الرشيد وزيره جعفر بمهمة العثور على الجاني، ويمهله ثلاثة أيام لذلك وإلا فإنه سوف يعدمه. بعد ذلك وفي نهاية الأيام الثلاثة وعندما يكون جعفر على وشك الحكم عليه بالموت لفشله بتنفيذ المهمّة الموكلة إليه، يأتي شخصان ويدعيان بأنهما هما من قتلاها. في خلال روايتهما للقصة يتبين بأنه على الرغم من كون الشخص الأصغر سناً منهما وهو نفسه زوج المرأة هو المتسبب في موتها، فهناك بعض اللوم يقع على العبد، الذي كان قد أخذ إحدى التفاحات الثلاث وتسبب في قتل المرأة. عندها يعطي هارون الرشيد ثلاثة أيام أخرى جعفر لكي يعثر على ذلك العبد المذنب، ولكنه يفشل مرة أخرى في العثور على الجاني، عندها يقرر توديع عائلته قبل إعدامه، ولكنه عن طريق الصدفة يلاحظ بأن ابنته لديها تفاحة كانت قد حصلت من العبد الخاص به “ريحان”، وهكذا يتم حل اللغز. هناك حكاية أخرى يحتويها الكتاب في موضوع أدب الجريمة وهي حكاية “الخياط والأحدب واليهودي والمباشر والنصراني” حيث كانت مليئة بالإثارة والتشويق ولكن بقالب كوميدي، على عكس حكاية “الصبية المقتولة”، التي كان يغلب عليها طابع لغز الجريمة أو الأدب البوليسي. وملخص القصة التي تجري أحداثها في الصين، تبدأ بالمهرّج المفضل لدى السلطان، الذي تمت دعوته إلى عشاء من قبل الخياط وزوجته. وفي أثناء العشاء يغصّ الأحدب بطعامه من كثرة الضحك، فيخشى الزوجين من غضب السلطان، فيقرران أخذه إلى بيت الطبيب اليهودي وتركه هناك. هذا الأمر يؤدي إلى حكاية أخرى تتمثل بالطبيب اليهودي، حيث وأنه عن طريق الخطأ يتعثر بجثة الأحدب ويقع معه أسفل الدرج، ويجده ميتاً، مما يجعله يعتقد بأن هذا السقوط هو الذي أدى إلى موت الأحدب. ثم تستمر الحكاية هكذا إلى تنتهي باثني عشرة حكاية في المجموع، مما يؤدي بجميع هؤلاء الأشخاص الذين شاركوا في هذا الحادث يجدون أنفسهم في قاعة المحكمة، كل منهم يروي قصته حول كيفية موت الأحدب. أدب الرعب: استخدمت الأرواح الشريرة كأداة في العديد من الأعمال الأدبية الخاصة بالرعب وكذلك في الأدب القوطي، إلا أن الأسلوب المستخدم في قصص الرعب ضمن حكايات «ألف ليلة وليلة» يعتبر سابقاً في هذا المجال، فهناك العديد من قصص الجن والعفاريت والمساخيط والملاعين والموتى الأحياء وضحايا تناسخ الأرواح والوحوش والمسوخ والشياطين. من القصص التي استخدمت هذا الأسلوب حكاية “علي المصري والكنز في بغداد” والتي تدور أحداثها حول منزل مسكون بالجن، حيث يُطلق على ذلك المنزل اسم “بيت الأموات”. كما أنه من المرجّح أن «ألف ليلة وليلة» هو أقدم كتاب باقٍ حتى الآن تتم الإشارة فيه إلى الكائن الخرافي الغول، حيث أن العديد من القصص الخاصة بالغول تكون الأحداث فيها إما بمقابلة الغول أو بمجرد ذكره فقط. بالإضافة إلى وجود عدد من العناصر الأخرى الخاصة بأدب الرعب التي تم استخدامها في حكايات الكتاب، منها ما هو على سبيل المثال في حكاية “مدينة النحاس” والتي تدور أحداثها حول مدينة أشباح. عملت الأساليب والعناصر الخاصة بأدب الرعب في ألف ليلة وليلة على التأثير في أعمال عدد من الكُتّاب، ومنهم هوارد فيليبس لافكرافت الذي ينسب الفضل في بعض إبداعاته إلى “ألف ليلة وليلة”. الفانتازيا والخيال العلمي العديد من القصص الواردة في «ألف ليلة وليلة» تتميز بوجود عنصر الخيال العلمي المتقدم. هناك مثال على ذلك هو “حكاية بلوقيا” التي وردت في الليلة 486، حيث أن مساعي بطل الرواية بلوقيا في الحصول على عشبة الخلود تقوده إلى استكشاف البحار، ورحلة إلى الجنة والجحيم، والسفر عبر الكون إلى عوالم مختلفة أكبر بكثير من عالمه، وقد استخدم في الحكاية عدد من عناصر الخيال العلمي الخاص بالمجرات. كما أنه في طريقه يصادف مجتمعات خاصة بالجن، وحوريات البحر، والحيَّات الناطقة، وكذلك الأشجار الناطقة، وغيرها من أشكال الحياة. وفي حكاية “أبي الحسن وجاريته تودّد”، تكون البطلة فيها تودّد التي تقوم فيها بمناظرة عن عدد من الأمور، ومن ضمنها الحديث عن منازل القمر، والجوانب الخيرة والشريرة من الكواكب. في حكاية أخرى من حكايات «ألف ليلة وليلة» وبالتحديد حكاية “عبد الله البري مع عبد الله البحري”، يكتسب فيها بطل الرواية عبد الله البري القدرة على التنفس تحت الماء وهو ما يساعده في اكتشاف المجتمع الموجود تحت الماء، حيث يجد بأن ذلك المجتمع مختلف تماماً عن الموجود على سطح الأرض، فهو لا يهتم بعدة مفاهيم مثل المال والملابس فهي لا وجود لها هناك. كما أن هناك حكايات أخرى يتضمنها الكتاب تصوّر مجتمعات أمازونيات التي تهيمن عليها النساء، والتقنيات القديمة المفقودة، وكذلك الحضارات القديمة المتطورة التي ذهبت، والكوارث التي حلّت بها. حكاية “مدينة النحاس” تضم مجموعة من الرحّالة الذي يقومون برحلة استكشافية أثرية عبر الصحراء للعثور على المدينة القديمة المفقودة، كما أن تلك المنطقة كانت تستخدم كمحبس للجن من عهد النبي سليمان، وفي طريقهم وجدوا سكاناً متحجرين، وعدد من الأمور الغريبة الأخرى، المدينة التي أصبحت فيما بعد مدينة أشباح. أيضاً هناك حكاية “الحصان المسحور الأبنوسي” التي تتحدث عن حصان بإمكانه الطيران. بعض التفسيرات الحديثة ترى بأن هذا الحصان هو روبوت. وقد أثرت هذه القصة في عددا من الحكايات الأوروبية، منها ما ورد في حكايات كانتربري من تأليف جيفري تشوسر. تعتبر حكايتي “مدينة النحاس” و “الحصان المسحور الأبنوسي” من الأمثلة القديمة في أدب الخيال العلمي. بالإضافة إلى أن أدب الخيال والفانتازيا في «ألف ليلة وليلة» استخدم عدد من العناصر والأدوات السحرية مثل «المصباح السحري أو مصباح علاء الدين»، و«الخاتم السحري أو خاتم سليمان»، و«بساط الريح»، وغيرها من الأمور. الشعر العربي في ألف ليلة وليلة هناك العديد من القصائد الشعرية في «ألف ليلة وليلة»، حيث أنها تتخلل عدداً من الأحداث في الحكايات، وهي تغطي العديد من الأمور، ولكن أبرزها يكمن في حمد الله وتعظيم أصحاب النفوذ. بالإضافة إلى ذلك تستخدم في تقديم المشورة والتحذير وطرح الحلول، وكذلك التوسل من أجل الرحمة والمغفرة، والتحسّر من القرارات الخاطئة أو سوء الحظ، وانتقاد أسلوب المعيشة، والتعبير عن المشاعر سواء للشخص ذاته أو الآخرين من حوله وتكون تلك المشاعر بجميع أشكالها من سعادة وحزن ونحوها، كما يستخدم الشعر في طرح الأحاجي والألغاز ونحوها من الأسئلة والتحديات. لكن بعض الأشعار تفتقر أحياناً إلى الوزن السليم، وقد استخدمت بعضها لغرض تطويل القصة أو للتأثير في السامعين. هناك أحد الأمثلة التي يكون الشخص فيه معبّراً عن شعوره بالسعادة، هو ما يرد في الليلة الثالثة بعد المئتين في حكاية الأمير قمر الزمان، حيث يكون واقفاً خارج القلعة يريد إبلاغ الملكة بدر البدور بوصوله، فيلفّ خاتمه في ورقة ويسلمه للخادم الذي يعمل على إيصاله إلى بدر البدور، وعندما يصل إليها تفتحه وترى الخاتم، فتفرح فرحاً شديداً، عندها تنشد هذه الأبيات: وَلَقـدْ نَدِمْـتُ عَلى تَفَرُّقِ شَمْــلِنا دَهْـرَاً وّفاضَ الدَّمْـعُ مِنْ أَجْفـاني وَنَـذَرْتُ إِنْ عـادَ الزَّمـانُ يَلُمـُّـنا لا عُـدْتُ أَذْكُــرُ فُرْقَــةً بِلِســاني هَجَـمَ السُّــرورُ عَلَـيَّ حَتَّـى أَنَّهُ مِـنْ فَـرَطِ مـا سَــرَّني أَبْكــــاني يا عَيْنُ صـارَ الدَّمْـعُ مِنْكِ سِجْيَةً تَبْكيــنَ مِـنْ فَـــرَحٍ وَأَحْزانـــــي في الثقافة العالمية أثَّر كتاب «ألف ليلة وليلة» بشكل كبير جداً على الأدب العالمي، وقد أشار عدد من الكتّاب مثل هنري فيلدنغ ونجيب محفوظ إلى مجموعة قصص «ألف ليلة وليلة» في أعمالهم. بالإضافة إلى كُتّاب آخرون استوحوا أعمالهم من الكتاب، منهم جون بارث، خورخي لويس بورخيس، سلمان رشدي، أورخان باموق، يوهان فولفغانغ فون غوته، والتر سكوت، وليم ثاكري، ويلكي كولينز، إليزابيث غاسكل، شارل نوديه، جوستاف فلوبير، ستندال، ألكسندر دوما، جيرار دي نرفال، آرثر دو غوبينو، ألكسندر بوشكين، ليو تولستوي، هوجو فون هوفمانستال، آرثر كونان دويل، ويليام بتلر ييتس، هربرت جورج ويلز، قسطنطين كفافيس، إيتالو كالفينو، جورج بيريك، هوارد فيليبس لافكرافت، مارسيل بروست، أنتونيا سوزان بيات، أنجيلا كارتر. هناك شخصيات عديدة وردت في «ألف ليلة وليلة» أصبحت رموزاً بارزة في الثقافة الغربية، أبرز تلك الشخصيات علاء الدين وسندباد وعلي بابا. كما ساهمت بعض من الحكايات في معرفة بعض الأمور التاريخية والجغرافية للمنطقة. بالإضافة إلى الكائنات العجيبة التي أصبحت مادة في القصص الخيالية وأضحت جزءاً من عالم الخيال، وتزيد أهمية تلك المخلوقات حينما تنتمي إلى عصور وأماكن حقيقية. هناك عدد من الأساطير العربية والفارسية شائعة في الفانتازيا وأدب الخيال الحديث، مثل الجن والبساط الطائر والمصابيح السحرية، وغيرها من الأمور. عندما اقترح ليمان فرانك بوم كتابة قصة خرافة حديثة، أزاح عدد من العناصر النمطية، وأضاف عناصر مثل الجني والقزم، فأصبحت صورة نمطية لغيرها من الأعمال. في سنة 1982 بدأ الاتحاد الفلكي الدولي بتسمية التضاريس الواقعة على إنسيلادوس (أحد أقمار كوكب زحل) تيمنًا بأسماء شخصيات وأماكن من ترجمة ريتشارد فرانسيس برتون لكتاب ألف ليلة وليلة.
في الثقافة العربية يعتبر كتاب «ألف ليلة وليلة» من أثمن كتب التراث العربي وأكثرها أهمية، إلا أنه وعلى الرغم من ذلك لم يرد ذكره كثيراً في المخطوطات التي عثر عليها وتعود لما قبل القرن الثامن عشر الميلادي. كانت مكانة أدب الخيال منخفضة بين العرب في العصور الوسطى مقارنة بالشعر الذي كان منتشراً، وهمّشت الحكايات باعتبارها خُرافات. عمل عدد من كتاب الروايات العربية المتأثرين بألف ليلة وليلة على تجديد وتحديث الخطاب الروائي العربي وإدخال تقنيات متعددة لم تتوقف عند حد معيّن بدءاً من الشخصيات الإشكالية وفضاءات التخييل وأجواء السحر والنسق الزماني والمكاني المتقطع وصيغة الراوي والمخاطب والحواريات الشائقة بين مختلف شخصيات الحكايات. في التاريخ الحديث أصبح كتاب «ألف ليلة وليلة» مصدر إلهام لعدد من الكُتّاب مثل توفيق الحكيم (مسرحية شهرزاد)، وطه حسين (أحلام شهرزاد)، ونجيب محفوظ (ليالي ألف ليلة)، والطيب صالح (رواية بندر شاه). حالياً هناك مساعٍ حثيثة في العمل على إعادة إحياء هذا العمل الأدبي. كما أن هناك عدد من المواقع التي برز فيها أسماء لشخصيات ألف ليلة وليلة، لعلّ من أبرزها جزيرة فيلة التي أطلق عليها اسم “أنس الوجود” نسبة إلى شخصية أنس الوجود التي ظهرت في حكايات «ألف ليلة وليلة»، حيث ظهرت الشخصية في حكاية «أنس الوجود مع محبوبته الورد في الأكمام». بالإضافة إلى وجود مواقع أخرى تحمل اسم شخصية علاء الدين، حيث توجد “مملكة علاء الدين” الترفيهية في الدوحة التي تم افتتاحها سنة 1994، بالإضافة إلى مشروع “مدينة علاء الدين” في دبي. تأثيرها على الأدب الأوروبي المبكّر على الرغم من أن الترجمة الأولى المعروفة لكتاب «ألف ليلة وليلة» في لغة أوروبية ظهرت سنة 1704، إلا أنه من الممكن قد بدأ تأثير الكتاب على الثقافة الغربية قبل ذلك بكثير، ويعود السبب إلى أن الكتاب المسيحيين في العصور الوسطى في إسبانيا ترجموا العديد من الأعمال من اللغة العربية والتي تركزت معظمها في مجالات الفلسفة والرياضيات، ولكن كان هناك أيضاً من بين الأعمال عدد من الروايات العربية، كما يتضح ذلك من مجموعة قصص دون خوان مانويل “الكونت لوكانور”، وكذلك رامون لول في “كتاب الوحوش”. كما تم التعرف على العمل سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر، ويبدو أنه بدأ ينتشر خارج إسبانيا. هناك بعض المواضيع والأشكال في “حكايات كانتربري” لجيفري تشوسر التي تشبه إلى حد كبير تلك الموجودة في «ألف ليلة وليلة»، و”ديكاميرون” بقلم جيوفاني بوكاتشيو. كما أن هنالك إشارات في أعمال مثل “نوفيل” لجيوفاني سيركامبي، و”أورلاندو فوريوسو” لأريوستو، بأن قصة شهريار وشاه زمان كانت معروفة أيضاً. كما أن هناك دلائل أيضا بأن القصص انتشرت في البلقان وكانت ترجمة «ألف ليلة وليلة» إلى الرومانية موجودة في القرن السابع عشر، المبنية في الأساس على النسخة اليونانية من المجموعة. الأدب الغربي من القرن الثامن عشر حتى الآن نشأت شهرة «ألف ليلة وليلة» الحديثة في العالم الغربي من الترجمة الأوروبية الأولى التي عمل عليها أنطوان غالان، والتي ظهرت سنة 1704. حصدت نسخة غالان نجاحاً كبيراً بين الجمهور الفرنسي، وقد يكون ذلك لأنه تزامن مع رواج للقصص الخرافية في تلك الفترة. هذا النجاح انتشر في جميع أنحاء أوروبا، وبحلول نهاية القرن أصبحت هناك ترجمات لهذا العمل إلى الإنجليزية والألمانية والإيطالية والهولندية والدنماركية والروسية والفلمنكية واليديشية. عملت نسخة غالان على تحفيز عدد من الكُتّاب على تقليد الأسلوب الشرقي، ولكن في الوقت نفسه، بدأ بعض الكتاب الفرنسيين العمل في روياتهم إلى محاكاة ساخرة بأسلوب شرقي سطحي وعملوا على تلفيق عدد من التي يصعب تصديقها، والتي غالباً ما ترد فيه إشارات ضمنية إلى المجتمع الفرنسي نفسه المعاصر لتلك الفترة. من أبرز الأمثلة وأكثرها شهرة هو (كتاب التنوير: Zadig) لفولتير الذي صدر سنة 1748. الإصدارات الإنجليزية للحكايات الشرقية عادة ما يرد فيها عنصر الوعظ، كما أن هناك أعمال مختلفة أخرى من أبرزها رواية (الواثق: Vathek) لويليام بيكفورد سنة 1786، والتي كان لها تأثير كبير على تطور الرواية القوطية. هناك أيضاً للنبيل البولندي «يان بوتوتسكي» رواية (مخطوطة وجِدت في سرقسطة: Manuscrit trouvé à Saragosse) والتي بدأت سنة 1797، التي استوحى فيها الكاتب وبشكل عميق من «ألف ليلة وليلة» مع نكهته الشرقية وأسلوب التسلسل المعقد للحكايات المضمنة. كان كتاب «ألف ليلة وليلة» هو الكتاب المفضّل للعديد من الكُتّاب البريطانيين في الحقبة الرومانسية والفيكتورية. أشارت بذلك أنتونيا سوزان بيات حين قالت: «برز كتاب ألف ليلة وليلة في الشعر الرومانسي البريطاني وجعل الإبداع بدل البساطة، والخيال بدل المبتذل.». كان صامويل تايلر كولريدج وتوماس دي كوينسي حين كتاباتهم لسيرهم الذاتية قد أشاروا إلى الكوابيس التي جاءتهم بسبب الكتاب عندما كانوا صغاراً. كما كتب أيضاً ويليام ووردزوورث وألفريد تنيسون في أشعارهم عن قراءتهم للحكايات في أيام الطفولة. كما أن عشق تشارلز ديكنز لكتاب «ألف ليلة وليلة» جعله يضفي جو الكتاب على افتتاحية روايته الأخيرة “لغز إدوين درود” سنة 1870. هناك العديد من الكُتّاب اللذين حاولوا إضافة حكاية الليلة الثانية بعد الألف إلى الكتاب، ومنهم تيوفيل غوتيه سنة 1842، وإدغار آلان بو سنة 1850، وجوزيف روث سنة 1939. كما أن هناك عدد من المؤلفين في التاريخ الحديث والمعاصر اللذين تأثروا بكتاب ألف ليلة وليلة، منهم جيمس جويس، ومارسيل بروست، وخورخي لويس بورخيس، وجون بارث.
في السينما والتلفزيون هناك العديد من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية والرسوم المتحركة التي استوحت أعمالها كليّاً أو جزئياً من حكايات «ألف ليلة وليلة»، وقد كانت بداية هذه الأعمال مع جورج ميلييس “قصر ألف ليلة وليلة” سنة 1905، وقد برز فيلم الرسوم المتحركة علاء الدين من إنتاج شركة ديزني والذي بدأت سلسلته سنة 1992، ليصبح الفيلم الأكثر شهرة من بين الأعمال التي استوحت قصتها من «ألف ليلة وليلة». كما أن هناك أعمال أخرى منها نسختين لفيلم “لص بغداد”، إحداها سنة 1924 من إخراج راؤول والش، والأخرى سنة 1940 من إنتاج ألكسندر كوردا، ومن بين الأعمال أيضاً «زهرة ألف ليلة وليلة» للمخرج بيير باولو بازوليني سنة 1974. من الرسوم المتحركة التي ظهرت، الفيلم الكوميدي الأمريكي “ألف ليلة وليلة الليالي العربية” سنة 1959 من إخراج جاك كيني، والفيلم الياباني “ألف ليلة وليلة الليالي العربية” سنة 1969 الذي كان من إخراج أوسامو تيزوكا وإيشي ياماموتو. كما ظهر المسلسل الهندي “ألف ليلة”، وقد عُرض للمرّة الأولى في الفترة ما بين 1997 – 2002 على التلفزيرن الهندي وهو مستند على قصص من ألف ليلة وليلة. في سنة 2000، تم عمل سلسلة تلفزيونية مصغرة من جزأين تحمل اسم “الليالي العربية”، من إخراج ستيف بارون، استناداً على ترجمة ريتشارد فرانسيس برتون، وقد تبنّت العمل استديوهات بي بي سي البريطانية، وايه بي سي الأمريكية. في سنة 2012، قامت استديوهات “بيغ باد بادو” التي يقع مقرها في فانكوفر بإنتاج مسلسل الرسوم المتحركة “من ألف ليلة وليلة”، ويبث في ثمانين دولة حول العالم. كما أن هناك عدد من الأعمال العربية التي ظهرت، فمن الأعمال السينمائية المصرية التي قُدّمت، “نور الدين والبحارة الثلاثة” من إخراج توجو مزراحي سنة 1944، و”الفانوس السحري” من إخراج فطين عبد الوهاب سنة 1960، و”ألف ليلة وليلة” من إخراج حسن الإمام سنة 1964. بالإضافة إلى عدد من المسلسلات التلفزيونية العربية، منها المسلسل المصري “ألف ليلة وليلة (عروس البحر)” من إخراج فهمي عبد الحميد سنة 1985، والمسلسل السوري “شهرزاد الحكاية الأخيرة” من إخراج شوقي الماجري سنة 2004، كما أن هناك المسلسل المغربي “ألف ليلة وليلة” من إخراج أنور معتصم سنة 2014، كما عُرض مسلسل آخر يحمل عنوان “ألف ليلة وليلة” في شهر رمضان لسنة 2015 من إخراج رؤوف عبد العزيز. في الموسيقى: ألهمت «ألف ليلة وليلة» عدداً من الموسيقيين في تأليف قطع موسيقية بُنِيت عليها، منها “خليفة بغداد” التي وضعها فرنسوا أريان بويلديو سنة 1800، و”أبو حسن” لكارل ماريا فون فيبر، سنة 1811، و”علي بابا” التي ألّلفها لويجي شروبيني، و”حلّاق بغداد” لبيتر كورنيليوس سنة 1858، و”التمثال” لإرنست ريير سنة 1861، و”علاء الدين” لهورنمان سنة 1864، و”شهرزاد” لنيكولاي ريمسكي كورساكوف سنة 1888، و”زميرة” لديكران تشوهاجيان سنة 1891، و”معروف إسكافي القاهرة” لهنري رابو سنة 1914، و”جناح علاء الدين” لكارل نيلسن سنة 1918 – 1919، و”شهرزاد وقصص أخرى” لرينيسانس سنة 1975، و”الليالي العربية” لفكرت أميروف سنة 1979، و”بلا وعود” لآيس هاوس سنة 1986، و”ليلة الليالي” لايزيكيل فيناو سنة 1990، و”علاء الدين” لكارل ديفيس سنة 1990، “ليالي العرب” لكاميلوت سنة 1999، و”الحريم والليالي العربية” لسارة برايتمان سنة 2003، “1001 الليالي العربية” لفرقة Ch!pz سنة 2004، و”الصحراء” لنايتويش سنة 2007، و”شهرزاد” لآبني بارك سنة 2013. بالإضافة إلى عدد من الأغاني التي قُدّمت، منها أغنية “ألف ليلة وليلة” لأم كلثوم سنة 1969. في الفنون التشكيلية: بعد ترجمة كتاب «ألف ليلة وليلة» عن طريق جالان وما تلاها من ترجمات، كثرت الرسوم التزيينيّة أو التوضيحيّة التي رافقت معظم طبعات تلك الترجمات، وقد عكف على وضع تلك اللوحات رسامون ومصوّرون ونحاتون، لاحقاً انتقل تأثير «ألف ليلة وليلة» على النحت والخزف وغيرها من الفنون، عبر ظاهرة الاستشراق التي نشطت وزاد حراكها، عقب تعرف الأوروبيين على «الليالي».
برز العديد من الفنانين التشكيليين في تصوير حكايات ألف ليلة وليلة في أعمالهم، منهم ديلاكروا، بول كلي، كاند ينسكي، بيكاسو، ماتيس وغيرهم. تناول الفنانين في أعمالهم المساجد والحارات والفروسية والصحاري والطبيعة والإنسان العربي والمدن كالقدس ودمشق والقاهرة وبغداد وبيروت إضافة إلى تصوير القيان والحريم ومشاهد الطرب. سافر الفنان الفرنسي ديلاكروا إلى طنجة ومكناس بالمغرب وإلى وهران بالجزائر ليضفي تفاصيل البيئة العربية على لوحاته، ومن أبرز أعماله لوحة “نساء الجزائر” سنة 1834 من وحي ألف ليلة وليلة، بالإضافة إلى لوحة “الحرية تقود الشعب” التي رسمها سنة 1830، ولوحة “سلطان المغرب” سنة 1845. كذلك استوحى عدد من الفنانين أعمالهم من «ألف ليلة وليلة»، ومنهم أوجست رينوار، وهنري ماتيس، وإنجر، ودي كامب، حيث رسموا الجواري والجميلات، كما استوحى فان دونجن لوحته “راقصة شرقية”، وشكّل إنج تيسييه لوحات فنية زيتية مستوحاة من شخصية شهرزاد، كما أن هناك اللوحة الشهيرة “الحمّام التركي” للفنان الفرنسي جان آنغر، وكذلك لوحة “الوصيفة الكبرى”، أما لوحة “الوصيفة ذات السروال الأحمر” فهي للفنان ماتيس. كان الرسام الدنماركي كيي راسموس نيلسن ممن تأثر بشخصية شهرزاد، حيث خصّها بلوحة وهي تحكي حكاياتها للملك شهريار، كما رسم عشرين لوحة بألوان الجواش مستوحاة من «ألف ليلة وليلة» في الفترة ما بين 1918 – 1922م، ويتضح في لوحاته تأثره بالمنمنمات الفارسية. من أشهر اللوحات التي جسدت المرأة كذلك لوحة “بعد الشروق في مصر” للمستشرق ويليام هولمان هنت. أما الرسام والنحات جان ليون جيروم فيعدّ أبرز المستشرقين الذين قدموا إلى الشرق في القرن التاسع عشر ومجموعة رسوماته تتناول أساطير تاريخية إغريقية وشرقية، وقد قام برحلة طويلة سنة 1868 إلى مصر وآسيا الصغرى، وزار في القاهرة الجوامع الأثرية وصور الكثير من العمارة الإسلامية، ولعل أشهر لوحاته المستلهمة من ألف ليلة لوحاته “سوق الرقيق”، و”حمّام الحريم”، و”امرأة شرقية”، ولوحته “الملك كاودوليس”. كما تأثر الرسام الأمريكي روبرت سوين جيفورد بحكاية السندباد البحري عن حادثة كسر بعض التجار لبيضة الرخ الطائر الخرافي العملاق فعمل على لوحته “بيضة الرخ” سنة 1874، وهي بالألوان المائية على الورق ومعروضة في متحف فرانسورث للفن. قام الرسام هنري جستس فورد برسم لوحته “التاجر والعفريت” سنة 1898 ضمن مجموعة تحتوي على لوحات أخرى توضح الحكايات وهي منفذة بأسلوب الحفر وهي مستلهمة من حكاية تحمل نفس الاسم في حكايات «ألف ليلة وليلة». كما برع الفنان الأمريكي ماكسفيلد باريش في استخدام الألوان وخلق عوالم فانتازية، وفي توظيف اللون الأزرق الذي يميز لوحاته بظلاله المختلفة والمتدرجة من اللازوردي والنيلي والأزرق، وقد ظهرت رسوماته الإيضاحية في كثير من الروايات أشهرها «ألف ليلة وليلة» و«سندريلا». كذلك الفنان السويسري التجريدي بول كلي الذي تمسك بأسلوب فردي تتفاعل فيه تأثيرات عدة وخاصة الفن العربي، وقد زار تونس والمغرب للتعرف عن كثب على الحضارة الإسلامية، وكشفت مذكراته عن مدى ارتباطه الوثيق بحضارة وسحر الشرق وقصص ألف ليلة، وفي سنة 1928 زار مصر وقام فيها ببعض الدراسات التي كتبها في مجلة (الباو هاوس) بعنوان «تجارب دقيقة في مجال الفن» حيث تحدث عن الضوء والألوان والأحياء القديمة وأثرها في أعماله، كما استفاد من الخط العربي وجمالياته ووظفه في إبداعاته، مثل لوحة “عالم هاربور” التي اعتبرت كأول محاولة أوروبية لتطويع الحرف العربي في الرسم الحديث، مما أثر في الفنان الإسباني خوان ميدو، ويوما يستد، وتوملان وغيرهم. كما استمرت الصور الشعبية المستلهمة من خلال كمية كبيرة من روايات الرحالة والأعمال الأدبية وقصص المغامرات عن النساء والأطفال في ألف ليلة وليلة. التشكيل العربي: قدّم الفنان السوري سعد يكن ثلاثين لوحة مستوحاة في الأصل من حكايات «ألف ليلة وليلة»، وتمثل إعادة صياغة لقصص ألف ليلة وتختلف عن مفهوم الاستشراق، حيث أنه لم يستخدم فيها زخرفة أو عناصر تفصيلية، وقد حاول تركيب صياغات جديدة للقصص المهمة وذلك من خلال اللوحات ومن خلال النصوص التي كتبها عن ألف ليلة برؤية مختلفة عن الحدث المباشر للحكايات.
أما الفنان العراقي حسن عيد علوان فتقوم لوحاته المستوحاة من حكايات من ألف ليلة وليلة على الخيال، يستخدم في أعماله اللون الزيتي بشفافية فائقة بطريقة تشبه الألوان المائية، وهذه الألوان لا تغطي كامل المساحة، ويستلهم الفنّان الأجواء البغدادية في زمن الازدهار الحضاري بطريقة مختلفة عن أعمال الفنّانين الآخرين.
كما يعتمد الفنان فؤاد جهاد على الحكايات والأساطير في أعماله، والتكوين في لوحاته أكثر تفصيلاً وتعقيداً، كما يستخدم إضافات زخرفية وتفاصيل تخدم جو اللوحة وهدفها في نقل المشاهد إلى أجواء الحضارات الإسلامية الوسيطة والطرز المعمارية السائدة آنذاك، كما يستخدم رقائق الذهب لتعزيز الشعور بالفخامة. أما الفنان العراقي فاروق حسن فأعاد رسم بعض حكايات شهرزاد، كما برزت وداد الأورفلي بلوحاتها التي تروي قصة ألف ليلة وليلة. بالإضافة إلى عدد من التشكيليين منهم عبد العزيز يوسف، وإبراهيم الدسوقي، وعوض الشيمي، وحياة كنونة، وعدلي رزق الله الذي عمل على مشروع ضخم لرسم قصص ألف ليلة وليلة، وغيرهم من الفنانين.
Fareed Zaffour ٨ أبريل ٢٠١٤ م ألف ليلة وليلة أو كما تعرف لدى الغرب (بالإنجليزية: Arabian Nights) أي الليالي العربية هي مجموعة متنوعة من القصص الشعبية عددها حوالي مئتي قصة يتخللها شعر في نحو 1420 مقطوعة.. ترجمها إلى الفرنسية المستشرق الفرنسي أنطوان جالان عام 1704م .. http://www.almooftah.com/wp-admin/post.php?post=5722… http://almooftah.com/vb/showthread.php?p=289339#post289339
الكاتب الكبير: عبد الباسط الصوفي / 1931-1960 بطاقة تعريف الكاتب ولد عبد الباسط بن محمد أبي الخير الصوفي سنة 1931م في مدينة حمص في دار أسرته بجانب جامع آل الصوفي بمحلة ظهر المغارة، ولما بلغ سن الطفولة أدخل المدرسة الابتدائية الخيرية الأميرية (وهي مدرسة المأمون حالياً) وبعد إن فاز بالشهادة الابتدائية سنة 1943م التحق بالمدرسة التجهيزية بحمص فنال الشهادة المتوسطة سنة 1946م والشهادة الثانوية سنة 1950م ثم عين معلماً في مدرسة قرية عز الدين، ثم مدرساً للغة العربية في متوسطة قرية “فيروزة” وفي سنة 1952م انتسب إلى المعهد العالي للمعلمين ونال شهادة الليسانس في الآداب سنة 1956م ثم واصل مهنته التدريسية في مختلف الثانويات في دير الزور وحمص حتى شهر شباط 1960م حين أوفدته وزارة التربية والتعليم في بعثة إلى غينيا لتدريس العربية فتوفى في “كوناكري” في 20 تموز سنة 1960م، مات منتحراً في المستشفى الذي نقل إليها أثر إصابته بانهيار عصبي شديد سبقه عدة محاولات انتحارية مؤثرة، وقد نقل جثمانه بحراً ودفن في مسقط رأسه حمص بعد شهرين من وفاته. وهكذا نرى إن حياة هذا الشاب في خطوطها الكبرى حياة عادية لا تخرج عن حد المألوف، ولكن بقدر ما تحتوي هذه الحياة من رتابة ونمطية في الظاهر فهي غنية، جياشة، صاخبة في الداخل، وقد يعجب المرء عندما يطلع على الآثار التي خلفها هذا الأديب من خصب هذه الحياة – على قصرها – ومن عنفها وحيويتها.. صدر له ديوان (أبيات ريفية 1961م) عن دار الآداب بيروت. انظر موقع آل الصوفي عبد الباسط الصوفي والتجربة الوجودية بقلم الكاتب: سلمان حرفوش
للتجربة الوجودية في الشعر السوري الحديث علمان مجلّيان، أولهما من سوريا الداخل، “سنجق أجيال الجوري والجرذان والمرجان”، وثانيهما من سوريا الساحل، “الوجهها جبل رجيم، والإسفنجها صولجان جريمة جهّارة الأجراس”، -ليسمح لنا فايز خضور باستعارة هذين “التعريفين الجغرافيين” من [جيميته] في ديوان: “حصار الجهات العشر”-. الأول من حمص: عبد الباسط الصوفي، والثاني من بيروت: خليل حاوي. وكلاهما عاش التجربة الوجودية حتى.. الموت انتحاراً، بأركان تلك التجربة: القلق، والضجر، والتمرد. وكلاهما أعطى لتمرده بعداً حضارياً، قد نبيح لأنفسنا أن نقول إنه واحد لدى الاثنين: انبعاث الوطن، ونهضة الأمة، وإن كان لكل منهما انتماؤه السياسي الخاص: فالأول بعثي، والثاني قومي سوري. وما همّ، متى ما تحققت النهضة الوطنية المرجوة، أن تكون تلك النهضة إحياء للحضارة السورية القديمة، أو للحضارة العربية اللاحقة؟! شاعران مجددان محلّقان، تماهياً مع تجربتهما الوجودية المريرة، إبداعاً مراوغاً –وإن كان على أعلى القمم البرناسية- وحلماً وطنياً مقهوراً؛ ووصلا في التماهي مع عبث الوجود إلى.. الانتحار، فأعطيا للموت وجهه الإنساني المشرق، كما قدما في المسرح الثقافي العربي، مشهداً مأساوياً جليلاً و.. عجيباً. وهل ما هو أعجب في عالمنا العربي المنخور بالنفاق والتهافت، أن يتحدّ مثقف عربي مبدع مع قضيته إلى حد الانتحار احتجاجاً و.. تحدياً!! على أننا في هذه الدراسة، نريد تخصيصاً التوقف عند تجربة شاعر سوريا الداخل، عبد الباسط الصوفي، ولنا من بعدها –إن شاء الله- رجعة إلى شاعر سوريا الساحل، عفواً شاعر لبنان، حتى لا يزعل بعضهم!
وقد أقامت جمعية الشعر، إحدى جمعيات اتحاد الكتاب في سوريا، ندوة بتاريخ 10/10/2001 عن الشاعر عبد الباسط الصوفي، وذلك في مبنى الاتحاد بدمشق. وكان دارس من بين الدارسين قد جعل منطلق بحثه مقولة جاءت في الأحاديث “المأثورة” عن الدكتور شاكر فحام، وتحوَّلت إلى نصّ مقدس، مفادها: (موهبة الصوفي أكبر من جناحيه). فمن هذا النص المأثور المقدس، والذي قدسيته مقتله الحقيقي، سوف نبدأ دراستنا هذه للشاعر عبد الباسط الصوفي، الذي جاء مجدداً بكل صدق وزخم، فأي عجب إذا لم ترتفع أجنحة الذائقة الكلاسيكية إلى مستوى قامته الشعرية الباسقة!! نعم، كان شاعرنا جسر العبور إلى التجديد الحقيقي والنهائي في الشعر السوري الحديث. ولننظر إلى أعلام الكلاسيكية- المتجددة الذين عايشهم: بدوي الجبل، عمر أبو ريشة، نديم محمد، ولننظر إليه مليَّاً فندرك مدى المسافة التي تفصله عنهم، وسوف نحاول ملاحقة هذا التباين على مهل:
1)فأول تجديد لديه إنزال اللغة عن عرش الأبهة والفخامة، وإجبارها على خلع تاج الديباجة المطنطنة. فتلك عوامل “التطريب” الشعري المباشر التي لم يحسن أحد قبله التنبه إلى خطورتها في عالم التجديد المرغوب. فالطرب الشعري يمكن أن يكون –وخير له أن يكون- نفسانياً، جمالياً، نشوة هادئة عميقة تدوم وتدوم لتستقر في أعماق وجدان المتلقي، بعيداً عن تطريب الإيقاعات الظاهرة، والكلمات الفائقة الأناقة و “الشياكة”، والتي لا يمكن لها، مهما واكبت الصدق النفسي، التهرب من الشكلانية والتكلف هنا وهناك.
2) وثاني تجديد لديه “الحلول” في القصيدة، فلا تعود القصيدة قولاً وإنما هي فعل؛ وليست خطاباً بل نجوى، وما هي شرح وإنما هي رؤيا، وأكثر.. إنها نبوءة وديانة، والشاعر يغدو معها النبي الجديد، سوى أنه نبي وحيه مستمد من الأرض، وليس من السماء، والخلاص الذي يبشّر به لن يتحقق، إذا تحقق، إلا بالتطهّر الجمالي- الأخلاقي- النفسي. إنه خلاص أرضية مباشر، وليس الخلاص الأخير الموعود: فالخلاص الشعري هو لحظة الشعر لا غير!
3) والتجديد الثالث معايشة الإبداع الشعري على أنه لعنة الشاعر، الواقع في أسر الرؤى، الكلمات، والمحكوم حكماً مؤبداً بالقصيدة، فهي تتفجر منه تفجر الماء قسراً من الصخر الجامد في ينابيع ما كان للصخر أن ينجزها، ولا كان لها أن تظل كامنة في مساربها الخفية في الأعماق –لو أرادت ذلك!- وفي هذا المجال، لا يعود الشعر منبر شهرة وألمعية، ومضمار سباق ومبارزات، أو مثار نفخة كاذبة: إنه معاناة مريرة يرزح الشاعر تحت وطأتها، فهو عالق في فخ الكلمات، ومعانق للوعي المنفتح على فراغ اللا نهاية، وعلى هشاشة –حتى لا نقول: عبثية-الوجود الإنساني العابر على مسرح الكون. وأي عجب في مثل هذه المرارة الفاجعة إذا ما تقطعت بالشاعر الحق سبل القداسة، وضاعت من قدميه دروب السماء الفاغرة مثل هاوية!
4) والتجديد الرابع والأخير، ترابطاً منطقياً محكماً مع كل ما سبق، معاناة العزلة أمام بياض الورق، بعد هيمنة زمن الكتابة وانتصاره الكاسح على زمن المشافهة، في عالم الإبداع الشعري. كلا، لم يخرج الصوفي على بحور الخليل، ولكن تحطمت لديه وحدة الشطر والبيت، وتوزع بناؤه الشعري رافعاً، بالإضافة إلى الأصوات المهموسة في رسوم الألفاظ الاصطلاحية، تشكيلات عمرانية مرسومة على المساحات البيضاء الصامتة، في انسجام وتناغم مع الأصوات التي لا يمكن للكلمة، مكتوبة أو محكية، أن تنطلق من عقالها: وهل الكلمة في نشأتها، وإلى أبد الآبدين، إلا اجتماع أصوات؟! خطوات حاسمة مشاها “الصوفي”، بصمات تجديدية لا لبس فيها ولا رجوع عنها وسم بها الشعر السوري، فكان جسر العبور لجميع من لحقوا، مطوّرين أدواتهم الشعرية: كلمات، وصوراً، وعمرانية، مواضيع. ولكن بقي للصوفي بين شعرائنا جميعاً تفرّد تجربته الوجودية، فهو وسيزيف و.. كامو- الذي نلمح خياله في مقدمة “الغَرَب” النثرية – حال واحدة، تشفُّ في قصيدة “مكادي” من ديوان “أبيات ريفية”: مكادي! أنا بعض “سيزيف”، بعض الذي كابده فرغتُ على الزرقة الأبدية، قلباً هشيماً، وروحاً خرابْ تسلّقتها: لجة وعرةً، وارتميتُ عليها، عصيّ الرّغابْ مكادي! أنا بعض “سيزيف”، بعض الذي جالده يطاردني اليأس، دامي السياط، كما طارده مكادي! هما: الصخر والعقم، في لجتي الصاعدة هما: الصخر والعلم، لعنة آلهة، حاقده وللبحر آلهة، هز حقدها الزبدي فثارت غضاب ولا بدّ للمتأمّل من معاينة فشل المشروع الإنساني في تجاور الكلمات المتناقضة، التي يقف بعضها بالمرصاد لبعضها الآخر. فالشاعر –والمشروع الإنساني على الأرض- هو: القلب، لكن بدلاً من أن ينبض بقوة فليس سوى: هشيم؛ وهو الروح، لكنها من خراب وإلى خراب؛ وهو اللجّة المغامرة، ولكنها وعورة مستحيلة، سراب في سراب، فلا منفذ منها إلا الارتماء إعياءً وإحباطاً؛ وهو الرغاب، لكنها مستعصية متمنعة؛ وهو العلم، ولكنه علم عقيم، وليس سوى حقد الآلهة المزبدة في البحار –بل تحديداً البحر المتوسط، بحر الصوفي، وسيزيف، وكامو معاً-. ومن يستطيع التصدي للآلهة؟ حسبه التحدي والتمرد، ولكن وراء صخرة العبث والموت!! وقد يبدي هذا أو ذاك استغرابه من “بعثية” الصوفي و “عبثيته” الوجودية في الوقت نفسه. ولكن تفسير ذلك قد نجده في الصراع الدامي بين البعثيين والشيوعيين في احتدام الخمسينيات، بعد الإطاحة بالشيشكلي، وحسن استثمار مقتل المالكي باتجاه ملاحقة وتحجيم القوميين السوريين، بالإضافة إلى ضعف الإخوان المسلمين، في أجواء تعدد الأحزاب، وتصارع الحريات والأفكار الوطنية. كان لدى الشيوعيين فلسفة جاهزة، مكتملة: الماركسية- اللينينية، التي يرفضها بعثيو تلك الفترة، وهي خصمهم اللدود فكرياً وسياسياً. فكان المنقذ الأول الدكتور سهيل إدريس، ومنبره البيروتي، مجلة “الآداب”، ودار النشر لديه. لقد تولّى إدريس ترجمة وترويج كامو وسارتر، أدبياً وفكرياً، وأصبح “الغريب”، مع “أسطورة سيزيف”، طوق النجاة. ثم كانت أعمال سارتر المتلاحقة، وهو الذي بدأ تحت عباءة الشيوعية الفرنسية، لينفصل عنها، ويتصدى بها في مسرحيته الأشهر: “الأيدي القذرة”. ذلك المناخ من الفكر الوجودي –الفرنسي تحديداً- هو السائد في تلك الحقبة، وقد اعتمده البعثيون حينذاك مرتكزاً، جاهزاً هو الآخر، في وجه ماركسية الشيوعيين. في ذلك الجو المفعم بالمؤثرات، المتوتر إلى الحدود القصوى، كانت ولادة رواية “الحي اللاتيني” لسهيل إدريس، و “المهزومون” لهاني الراهب، و “أبيات ريفية”، الديوان اليتيم –والفريد في بابه- لعبد الباسط الصوفي. ولسنا نروّج، بالتأكيد، للادعاء بهجنة المناخ الوجودي، ذاك، وأنه مستورد ومقحم على الواقع السوري. نعم، لم يعش ذلك الواقع الحرب العالمية الثانية بزخمها، وما خلفته من فراغ وخيبات على امتداد المجتمع الفرنسي، ولكن المجتمع السوري أفرز في الخمسينيات جيلاً متمرداً، قطع جذوره مع ماض مرفوض أورثه إياه بكل خيباته وأحزانه الجيل السابق، فأصبح وجذوره تبحث عن التربة التي تشرّش فيها، بكل ما في ذلك البحث القلق من مشاعر الضياع، ثم مشاعر الغربة المريرة ثانياً وهو يعاني خيباته وأحزانه هو أيضاً، فالجذور المقتلعة شبه معلّقة في الفراغ، أو تجهد للتغلغل في تربة طينية رخوة” تماماً مثل “غَرَب” الفرات. ولننظر بادئ الأمر في قصيدة “تثاؤب” مقطعها الختامي لنفهم كيف يتعانق القلق والسأم رغم كل التوتر النفسي:
سدىً، يا اندفاع الحياة الغبيّْ تُمدّ حنيني، بشلال نارْ وتحملني للعميق القصيّْ وتقذفني قلقاً، وانتظارْ سدىً، يا تدفُّعَ موجِ الزمانْ تثير، على صخرتي، عنفوانْ صداك القويّْ بأبوابيَ الخرسِ، كلُّ السأمْ وها هي صخرة سيزيف التي تحطم كل عنفوان بشري بالرتابة، والرجوع الكئيب الممل إلى نقطة الصفر، كلما تهاوى وهم الوصول إلى الذروة. وها هي الحياة محض اندفاع مغامر، لحمته القلق الممزّق للوعي الإنساني المدرك لعزلته وضياع مشروعه، وسَداته الانتظار الممض للموت الرابض عند الأفق القريب. ألا، فما أغبى وأضل نار الحماس، وليس فيه سوى الحنين المرير. فما يكون الزمن؟ أصداء ذات طنين لأصوات مجهولة، بل للا أصوات! فكيف تكون استجابة المشروع الإنساني؟ أبواب خرساء مغلقة يتراكم أمام صمتها المضني السأم، من المهد إلى اللحد، تدافع أمواج متلاشية على رمل الفراغ واللا جدوى! ونلمح في هذا المقطع الصغير معالم الصورة الشعرية لدى “الصوفي”: لوحة ملتقطة في تشكيل متكامل بحاستي النظر والسمع، ومشحونة بتوتر الوعي بمشاعر القلق والسأم عند خط النهاية، بعد تدافع الحماس والحنين عند خط البداية. وبالإضافة إلى غياب حواس الشم واللمس والتذوق غياباً شبه كامل عن اللوحة الشعرية “الصوفية” نلاحظ على الدوام طغيان التمثل الذهبي-الشعوري للعالم، فلوحته منبعها معاناة داخلية، فهي لوحة- استبطان، لا لوحة-معاينة حسية، مثلما هي في النهاية لوحة مشحونة الكلمات إلى الحد الأقصى بالتمزق، والقلق، والسأم، حتى لتبدو أحياناً من بعض إبداعات الرسام فان غوخ، ولعل خير مثال على ذلك، هذا المشهد من “الشمعة الحائرة”. إنه المقطع الأخير، وسوف نطلق عليه من عندياتنا “لوحة صامتة”.. إنما بريشة غوخ –عبد الباسط؛ وهو يمثل اللحظة الأخيرة من لقاء.. حب-!!-: وحملق فينا الجدار الكئيب يسمّر ألحاظه الجامدهْ فظلٌّ، على جبهةٍ أطرقت ولحنٌ على شفةٍ باردهْ وصوتٌ بعيدٌ، يهزّ الستارْ يؤرّق ذاكرةً، خامدهْ
ها هنا، تتلوّى الكلمات بألم تلويّ خطوط فان غوخ، وهو الأسلوب الذي اشتهر به، حيث الألم يعتصر كل شيء.. حتى الشجر والحجر.. ونكتشف متممات اللوحة الشعرية، وسماتها العميقة في هذا المنظر الغرامي -!- كما تتمثل دائماً بريشة عبد الباسط الصوفي. إنها لوحة تأخذ الخطوط العريضة. ولا تتوقف عند جميع التفاصيل. وهي رسم دلالي-رمزي يكتفي بالسمة البارزة، في إيجاز وتكثيف لا مثيل له عند أحد سواه. فنحن مع: جدار، وألحاظ، وجبهة، وشفة، ولحن، وصوت، وستار، وذاكرة. وإذا تركنا المسميات إلى النعوت، وجدنا أنفسنا أمام أصداء متجاوبة: كئيب، جامدة، باردة، خامدة. وحتى الأفعال تترك الانطباع نفسه، انطباع: الضياع، والفراغ، والهجر، واللا تواصل، والبعد. فالحملقة وتسمير الألفاظ الفاغرة، ليسا سوى الوسيلة الوحيدة للنظر إلى الجبهة المطرقة وللاستماع –مع النظر- إلى الشفة الباردة. وماذا عن الصوت البعيد، واهتزاز الستار، وتأريق الذاكرة.. التي هي أساساً خامدة؟! ذلك هو عالم الصوفي الداخلي، وفيه معاناة الإنسان الممزقة للعزلة واللا جدوى. بل إننا نجد بعداً دلالياً مقصوداً في بنائه اللفظي الشعري، حيث يعتمد في كثيرٍ من الأحيان تسكين القافية، لإلغاء كل تطريب مجاني، وقوفاً عند التعبير الانطباعي لا غير. لكأن هذا –أو هذه- السكون ( ْ) في القفلات الختامية احتباس الأنفاس في وقفة الذهول والخيبة! نعم، لكل لفظ، وأكثر من هذا، لكل صوت لدى الصوفي تكاتفه المعماري الدلالي مع جميع تفاصيل لوحته الشعرية ومفرداته التي دمغها بطابعه الخاص.. بل الشديد الخصوصية. فماذا عن قصيدة “الغَرَب” ختام ديوان “أبيات ريفية”، هي ومقدمتها النثرية الرائعة؟ يقيناً، لا تفيها حقها إلا دراسة كاملة، بل كذا شأن كل قصيدة على حدا في ذلك الديوان، الفريد.. العجيب.. اليتيم، في الشعر السوري الحديث. ألا فهذا جهد، لا يستوعبه إلا كتاب مستفيض، ولعلّه لا يكون كافياً لإيفائك حقَّك يا عبد الباسط، يا من “قصّر جناحاك عن مواكبة موهبتك” على زعم من زعم! نكتفي إذن بهذه الكلمات القليلة طوافاً على فرادة إبداعك الشعري. ولعلّي راجع إليك في كتاب لاحق، بل إليكما: أنت وخليل حاوي؛ بل إليكم، ثالوث اللعنة الشعرية في سوريا: أنت، وحاوي وفايز خضور، وطبعاً، لا أظنكما عاتبين على فائز خضور لأنه تخلّف عن مواكبتكما بالانتحار، ليصبح جديراً بالوقوف معكما على نسق طليعي فذّ. على أية حال، فالانتحار أشكال وألوان! ولقد وقفتم جميعاً، داخل محراب الشعر المقدس، تحت قبة السماء الخاوية الفاغرة، معلنين جهار نهار الشعر أنكم، والجنس البشري، في مهب باطل الأباطيل وقبض الريح. والضلال الذي ما بعده من ضلال، سراب المغامرة البشرية كما عرفتموه أبداً خالداً، صروح القصائد المنتصبة على مرّ الزمن. ما العمل؟ ذلك هو الوجود، وتلك هي الحياة، وهذا هو الإنسان!! عبد الباسط الصوفي وسطوة الانتحار 1931-1960 غربة الروح.. غربة الجسد بقلم الكاتب: محمد غازي التدمري
أيمكن لباحث ما أن يلم بتفاصيل حياة مبدع، لم يمنح القدر فرصة لأن يفتح له ماكتب لحياته في سفر ذلك القدر الذي وقف بوجهه تحت سطوة الانتحار من أجل الانتصار عليه، مخلّفاً وراءه أكثر من سؤال وإشارة استفهام وتعجب، تدفع الباحثين لأن يعملوا أفكارهم، ويشحذوا عقولهم من أجل معرفة حقيقة الأسباب التي دفعت شاعراً مبدعاً مثل عبد الباسط الصوفي إلى الانتحار طوعاً في أرض نائية عن نفسه ووطنه وأهله.
والبحث عن الدوافع المباشرة أو غير المباشرة لهذا الموت المبكر يجعلنا نقرأ المؤثرات الخارجية والداخلية التي وضعته في لحظة ضعف في مواجهة غير متكافئة مع القدر، والانتصار على الحياة بمغادرتها طواعية.
فعلى الجانب الداخلي ارتسمت أبعاد ما ترسب في نفسه خلال صراعها الدائم مع المحيط الخارجي، فيبدو من خلال اعتراف أصدقائه المقربين إليه ((انطوائياً وانعزالياً، يألف الوحدة، ويأنس إلى الصمت، تميل نفسه إلى العزلة ضمن حدود ذاته المتعبة، بالإضافة إلى أنه كان شديد الحساسية، حاد الطباع، يتأثر بأصغر الأشياء، وينفعل لأتفه الأسباب”. هذه الصفات الداخلية المتواترة شكلت حالة قلق قوية سيطرت على أعماقه المرهفة، وطغت على فعله وردّات فعله في وسط حياة عاشها بوجدان متقلب، وفكر مضطرب “تمكن خلالها الكائن الواعي أن يراقب الكائن العاطفي في تقلباته وثوراته، ورصد وقائع المحيط به”، مما قلب حياته المضطربة إلى صراع دائم مع كل ماكان يحيط به. أن للصْبح كلّما انسكب الصبحُ ضلوعي، وصحوتي، وائتلاقي وإذا لفّني على الرّمل أُفُقٌ عاصف الدّرب لافح الأشداق كنتُ ملء اللهيب، سَمْحَا مع النار يطيب الرماد بين احتراقي في السفوح الخرساء، في الذرة البكر وفي البعد، في المدى وفي التلاقي أنا لي واحتي، وأطوي ظنوني ثم أمضي، والكون في أحداقي. هذا الشعور المرهف، والإحساس الحاد قيداه في غربة روحية داخلية، سيطر الوهم فيها على قواه، فخاف من كل شيء يحيط به دون أن يمنح نفسه فرصة ما للتوازن والموازنة بين ما يواجهه في الواقع المعيش، وما يعتمل في داخله من مخاوف وأحاسيس مخيفة قادته لأن يتصور اللحد هو بريق الأمل، ومستراح لألم، يعود إليه طفلاً بريئاً نقياً من متاعب الحياة وأدرانها: أنا يا رمال على السّراب أجوب أعماقي البعيده أنا في سحيق الوهم، أنتزع المدى صوراً شريده وأطيرُ مفجوع القرار، وأنثني في النفس ظلاّ في المنتهى، في القبر، في الألم الدفين، أعيش طفلا. القلق الواهم، والخوف المهيمن، جعله يظنّ –واهماً- أن حرية الروح والجسد لا تأتي إلاَّ بالخلاص، والتلاشي في ليل الغربة الإفريقية، مثل أغنية قديمة مخنوقة على شفاه الظلام. هذه الهواجس المقلقة التي لم تفارقه لا في بلده، ولا في [كوناكري] كانت أهم دافع ملموس على اضطرابه النفسي، وقلقه المتواتر الداخلي الذي رسم له أنّ الغاية المنشودة من الحياة تتلخص بالعيش بحرية وأن الهدف الأسمى هو تأكيد وجود الذات. ولكن أي ذات كان يعني؟ إنها بالتأكيد تلك الذات الضائعة في بحر لجي، مثقل بالتعب والغربة، والتشتت الفكري، والاضطراب النفسي، وفوق ذلك كله ضنك العيش الذي دفعه إلى [غينيا] مدرساً للغة العربية: سوف أعدو في طليق الوهم حُرّاً من قيودي أتلاشى في فم الليل بقايا من نشيدي أنا إن تُهْتُ بذاتي فلقد أحيا وجودي. هذه المواقف السلبية من الواقع والحياة والوجود، أطفأت في مخيّلته كل شعاع أمل، وأغلقت أبواب الرجاء، وسدت بوجهه كل بقعة ضوء من الممكن لو اقتنع بعض القناعة بفرضية الحياة وحتمية الوجود، وقدرة الإنسان على التكيف والتلاؤم، لاستطاع أن يُدخل إلى أعماقه بعضاً من الراحة، وشيئاً من المسرّة ولو إلى حين، فهو منقاد طواعية وبدوافع داخلية إلى المضي في دروب الفناء: في سكون الليل أمضي في طريقي يا فناء إن مضى سحر ربيعي فقد يأتي الشتاء وأضم الأضلع الحرى وما فيَّ رجاء. هذه الأحاسيس المتواترة، متفرقة أو مجتمعة قادته إلى الغربتين: غربة الجسد وغربة الروح التي ولّدت لديه إحساساً بالفقد لكل شيء جميل، فعاش غريباً بين أهله، وفي بيئته المتصوفة، ومجتمعه المضطرب الذي لم يُعطه غير قسوة العادات وجحيم التقاليد، ونُظم الأعراف التي وجدها بالية لا توافق منطقه، ولا توائم طموحه، فعاش غريباً حتى عن نفسه: غريبٌ أحس اختناق النشيد لهاث رفيف على مزهر مع الليل، في لمحة الذكريات مع الريح والدرب والسمر مع الجرح أغسل أحقاده وأجلوه بالحلم الأخضر غريبٌ وفي زحمة العابرين أهيم وفي صخب الأعصر غريبٌ أمزق صدر القنوط وأعيش في وجهه الأغبر. لقد عاش [الصوفي] بين جدران وحدة مخيفة، مُغلقة على القلق والخوف والتشاؤم والإحساس بالفقد، وراح يتقلب على مجمر الحزن الوجودي المبدع، الذي أوصله إلى قراره النهائي بالتغلب على العناصر السابقة كلها، والانتصار على الحياة بالتخلي عنها وإلى الأبد. وعلى مستوى الجانب الخارجي الذي وجده مفروضاً عليه، ولم يقدم له غير مزيدٍ من القلق والخوف والاضطراب. الوطن يُعاني ويلات الانتداب الفرنسي وما يفرزه من فقر وتخويف واستغلال لخيرات الوطن. والحكومات الوطنية غير مستقرة واقعة تحت رحى الأحزاب السياسية التي يسعى كل حزب للاستئثار بالسلطة. الوطن العربي يُعاني من نكبة فلسطين والاستيطان الصهيوني في أراضيها، وما خلفته من معاناة قاسية، وقتل وتدمير وتهجير لمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين أصبحوا مشردين، يسكنون الخيام المفتوحة الأبواب على البرد والحر والجوع وعلى مرأى من أنظار العالم المتمدن. ثم يأتي واقعه الأسري المتصوف، وفقره المادي، وعوزه العاطفي، لتتراكم المؤثرات الخارجية المرهقة في أعماقه المرهفه لتحرمه من الاستقرار النفسي، ولتخلق في أعماقه هاجساً للهروب من ذلك الواقع المتعب، هرب مدرساً إلى بادية الشام في دير الزور فلم يقدم له هذا الهروب غير مزيد من القلق والاضطراب، عاد إلى حمص وانكب على المطالعة فلم تشف ما تراكم في نفسه، جنح بعد ذلك إلى اللا مبالاة، والعدمية، والاستهتار فزاد ضجره ضجراً أكبر، لتقترب خطواته من خط خلخلة التوازن النفسي فيقول في إحدى رسائله: “كنت أمسك رأسي الثقيل بكلتا يديّ وأضغط على جبيني، وتندفع شفتي السفلى إلى الأمام بقرف، وأسير بضع خطوات ثم أتهالك على الطاولة، فترقص السطور أمام عينيّ، وتوشك السيجارة أن تنتهي فأصلها بأخرى، ويتناثر الرماد على ثيابي فأتركه على حاله، ولم لا.. ألست يا صديقتي لفافة بشرية تحترق، ولا أجد من ينفضني، ولو عن طريق السخرة”. ومما زاد في عمق مأساته الفردية، أن المحيط الخارجي نفسه لم يمنحه غير منغصات العيش كإنسان مبدع يملك من الحساسية والشفافية ما يجعله يتألم لأدنى ضرر، ويتحسس لأدنى شعور لا يتفق مع إنسانيته المرهفة. هذه المنغصات على اختلاف أنواعها، وتدرج في مستوياتها أسهمت بشكل أو بآخر بإبعاده عن الاستقرار النفسي، والنقاء العقلي، والصفاء الروحي، فالضجيج، والصياح، وكل حركة غير متوازنة، تتركه متوتر الأعصاب، مضطرب النفس، يلاحقه القلق في كل مكان، في البيت، والعمل، والشارع والمقهى “إن الأطفال في البيت يصرخون دائماً، وتخترق أصواتهم الحادة رأسي من جميع جوانبه، ولكنني لم أُلق السلاح، فقد حاولت، وكم أغلقت عليَّ الغرفة، وجمعت الوسائد في المنزل ودسست رأسي بينها، ولكن عبثاً، لابد أن رئاتهم من فولاذ، يلعبون، ويزعقون، ويخرج زعيقهم كصفير القاطرة، مهما كان السبب سخيفاً فإنهم يبكون”. هذا جانب خارجي مرتبط باستقراره المنزلي الذي لم يحصل عليه جعله ضجراً باستمرار برماً بكل ما يحيط به، حتى مدينته التي لم تعرف الذرة وجدها في لحظة سوداوية قبراً جاثماً فوق الأرض تنتظر الساعة التي تنفصل فيها عن الطين الجاف لتهوي خلاصاً من واقعها المتأزم: “عدتُ إلى بلدتي، إلى هذا الضريح الكبير، الأزقة الطويلة الضيقة، والحجارة السود المستقرة في أمكنتها تنتظر الساعة التي تفلت فيها من الطين الجاف لتهوي إلى أمّها الأرض، والصبية الصغار يطوفون بالحي المتطرف الذي حمل في يوم من الأيام قلبي الأول”. وقصة قلبه الأول قصة أخرى تُضاف إلى انكساراته الداخلية حيث تعلق بحب فتاة كان ارتباطه بها مستحيلاً في ذلك الوقت، وضمن أجواء البيت الأسري المتصوف، الذي لا يقبل بأي شكل من الأشكال انضمام فرد بعيد عن معتقداته، وهذا لعب دوراً إضافياً في دفعه إلى الاهتزاز الداخلي، وهو الإنسان، الشاعر المرهف المحبط دائماً وغير المستقر خارجياً وداخلياً بشكل دائم، لذلك كان لابد من هروب جديد لم يكن غير المقهى التي يشعر فيها أصحاب الطباع المتقلبة بأنهم غرباء مشردون ضائعون: ((هذه المقاهي الشرقية المفعمة بالدخان والضجيج والسآمة، يعلو الصدأ رويداً رويداً على النفوس الرهيفة الموهوبة، وتعلو طبقات الصدأ، وتتآكل النفس الإنسانية، وفي الحانة تنتهي قصة كل ليلة، وليس هذا عالمي الذي أبحث عنه، إني غريب، غريب يا صديقتي، وأشعر بغربتي في كل دقيقة، ولم أستطع التنفس بسهولة، إني غريب، غريبٌ يا صديقتي، أنتحر ببطء، وأُدفن حيّاً في أمشاء هذه المقاهي والحانات، إن مملكتي ليست من هذا العالم”. لقد كانت البيئة الخارجية بعواملها الاجتماعية، ومنغصاتها المعيشية، وانكساراتها الوجدانية، وإرهاصاتها السياسية سبباً رئيساً في اضطرابه النفسي، ونزوعه إلى اللا مبالاة، والارتماء بين أحضان غربة الروحية، وبعدها الغربة الجسدية، إنّ عشق النزوع إلى الهروب المادي والمعنوي سيطر على أعماقه وخدّر قواه كلياً، حتى قاده إلى اتخاذ قرار الانتحار في (كوناكري) يوم العشرين من شهر تموز عام (1960) ولما يتم الثلاثين ربيعاً من عمره. لقد لخص (الصوفي الدوافع الخارجية جميعها بقوله: “مهزلة يا صديقتي أن يعيش الإنسان في جو يبعث فيه كل العواطف القاتمة، ويُضطر إلى ذلك اضطراراً”. إنها قمة الصراع الحاد بين ذاته المرهفة والواقع الصعب، الذي أظهر الحياة له وحشاً نهماً يأكل أقدام السائرين: هو الدّرب يأكل أقدامنا وتطوي الرّمال الخطا الدّاميه ويلتهم الشوك من كفّناوتنهّد في شهقة الهاوية”. فإلى أين المسير؟ والحياة تمتد دروباً موحشة… موحشة: إلى أين أمضي وحولي الحياة دروبٌ وأوهام يأسٍ مرير لمن بسمتي حين يبكي الغروب لمن دمعتي حين يشدو الضمير وكيف، وأين المسير تقود ركاب العدم على نفثات الحنين وفي سخريات الندم إنه الصراع الحاد بين الوجود والعدم، بين البناء والهدم، بين اليأس والرجاء… وأين؟ في أعماق نفس شاعرٍ من جيل أدمته مأساة النكبة، وأوجاع الانكسارات الوطنية، في الوقت الذي كان فيه واحداً من أبناء جيل التطلع القومي، والنهوض البعثي. إن معاناته الصعبة على المستويات كافة والتي كانت تخنق تطلعاته الإبداعية والوطنية والقومية، وماكان يعانيه من غربة داخلية موحشة إضافة إلى ماكان يُقاسيه من موقف البيت المتصوف من تجربته العاطفية المحكومة بالفشل، وغير ذلك من أمور حياتية، وقضايا انفعالية، لم تكن غير مقدّمات أولية للانتحار البطيء في حمص، والصعب السريع في “كوناكري”: أنا راحلٌ والشوك ملء يدي آهٍ الشوك عربدْ أنا راحلٌ وغداً أعود وفي جبيني الشمس تُعقدْ سأهزُّ أغوار الغناء وأنثني أبداً مخلد وأجوب أعماق الجحيم خطىً تمزق كل فرقد صبحٌ يموت، ووجه صبح في ضمير الليل يولد. هذا المزاج السوداوي كان ماثلاً في مخيّلته منذ اللحظة التي تمكن الوهم فيها من نفسه، وهو الذي دفعه مُبحراً باتجاه النهاية على سفينة الموت غير المتوقع، مُغرقاً نفسه في فلسفته، ضائعاَ في متاهات أسراره، متسائلاً عن أبعاده حائراً في مآله، رآه طفلاً منطلقاً فوق مروج البراءة: في المنتهى، في القبر، في الألم الدفين أعيش طفلاً كما رآه وجهاً من وجوه الجمال المطلق.. في وحشة الموت صنعت الجمال وأرسلته فتنة ساحر كما رأى في رجفة القبر رؤى المجهول، وصوت الغيب القادم من أعماق الذات: رجفةٌ بين حنايا القبر، فلأرسل صلاتي ولأسر كالحلم الغارب، ولأطو حياتي أزرع المجهول واهي الخطو، دامي البسمات ذاك صوتٌ من خفي الغيب من أعماق ذاتي خضّب اللحن على ثغري وأدمى نغماتي. فالموت خاتمة المطاف، والبلسم الشافي لكل ماكان يعانيه وهو في المحصلة الأولى والأخيرة، القدر المحتوم الذي لابدّ من أن يشرب كأسه دهاقاً كل حي على وجه البسيطة: ولمن الخلود وكلّ من في الأرض يضحك للفناء لم أدر ما سر الحياة، ولم أجد معنى الفناء أشرب وهذي الكاس ضجت بالدموع وبالدماء وأنا سأمضي دامي الأقدام محموم النداء لذلك لم يكن أمام الشاعر المرهف الذي يعيش في أعماقه اضطراب الخارج وصراع الداخل المتأزم غير الهروب إلى حضن أمه الأرض، يتلمس فيه بعضاً من دفء وشيئاً من أمان، فيتصور نفسه على سرير الهجعة الأخيرة، وإلى جانبه أمه تحتضنه: أنا قرب السرير أنسج يا أمّ أمانيّ من شحوب المساء وغداً أنزوي، وتمشين للقبر، وتصحو الخطا على أشلائي أيّ نجم هناك في الأفق النائي ترامى على ذيول المساء. ومع ذلك فإن فكرة الانتحار التي سيطرت عليه لم تكن بنت ساعتها وإنما كانت تلح عليه منذ أن شعر بغربته الروحية والجسدية فتكررت في رسائله أكثر من مرة، حتى إنه يتنبأ به في آخر قصيدة كتبها في غربته، وكأنه يتلمس فيها عرق نبوة بعد أن عرف أن رحلته في “غينيا” ستكون دون عودة، وأن قصيدته “مكادي” ستكون آخر عهده بالشعر،): يقولون: هام بإفريقيا عاشق في ضمير البحار وغاب يغلغل في الأفق أسود كالقار، عُريان يلطم صدر العُباب يطير مع الوهم تركض عيناه ينصل من سد في الإهاب أضاع على الموج أيامه فكان رحيلاً بغير إياب. “إن موت عبد الباسط الصوفي، هو بمعنى من المعاني حالة شعرية موحية، سخيّة الإلهام، تتلون بالحب والجمال، وبالخصب والحزن القاتم، ويرى فيه الشاعر خلاصاً من عالم الحياة، عالم العذاب والأسر، ومهرباً من جحيم الآلام، والمتاعب الدنيوية، واحة يخلد إليها الإنسان بعد شقائه الجسدي والنفسي، وهو في الوقت نفسه، سموٌّ وإبداع، وارتفاع تعلو به الروح عن الدنايا والصغائر، وتشرق بالمثل العليا، وتنأى عن الوجود المادي المحسوس ومافيه من تهافت البشر على اللذات والشهوات، والمنافع الزائلة، والانغمار في النزوات العارضة، والسفاسف التافهة”. لقد كان الصوفي في قراره الصعب في الانسحاب الطوعي من الحياة، يشكل صورة من صور أسطورة العبقرية، التي ارتقت بقدراتها على معظم الشعراء الذين رافقوا رحلة الإبداع القصير زمنياً والمتجاوز فنياً، لينتهي فعل الانتحار ذاته انتصاراً حقيقياً على الذات، والواقع، والحياة، والموت نفسه. أهم المراجع: 1-الحركة الشعرية المعاصرة في حمص: محمد غازي التدمري، دمشق 1981. 2-آثار عبد الباسط الصوفي، دمشق، وزارة الثقافة. 3-الرومانتيكية في الشعر العربي: جلال فاروق الشريف، اتحاد الكتاب العرب، 1988م. 4-عبد الباسط الصوفي: ممدوح السكاف، اتحاد الكتاب العرب، دمشق 1983. 5-نظرات في الأدب العربي الحديث: محمد غازي التدمري، كمال الغزي دار الإرشاد، حمص 1996. 6-الأدب العربي الحديث: مجموعة، وزارة التربية، 1995. جريدة الأسبوع الأدبي العدد 1034 تاريخ 9/12/2006
مكادي
بقلم الكاتب: خالد السلامة
القامشلي أخيراً، يمامة القلب التي لا تحط على شرفاته كالعابرين، بل تسكن في الشغاف، هي تغادر بين الحين والحين مكمنها الآمن لكنها ما تلبث تعود مدماة الأجنحة، منتوفة الريش، مقصوصة القوادم، مرهقة العيون بفعل الريح الصرصر والليل الطويل والصيادين من الأبناء الذين ولدتهم أو من أبناء الرضاعة الذين لم تلدهم. تأوي إلى مكانها الوثير، تغفو قليلاً أو ترتاح طويلاً ثم تمضي ثانية فيمضي القلب وراءها.
نحن في المطار العتيد، متكأ العشيات الجميلة التي لن تعود، حاضنة أيام الشباب الأولى، الطائرات القديمة ما تزال تثوي متآكلة قليلاً قليلاً مع أحلام وخطط للإصلاح لا تلامس الواقع. يموت الإنسان فيسرعون بإخراجه من الحياة وإخراجه من القيود، تموت الأشياء فإذا اخراجها من قيود واحة البيروقراطية موت لصاحب القرار في كثير من الأحيان، وإذا بقاؤها حياة ليست بحياة. قلت لأخي أحمد هاهي القامشلي، ها نحن فيها لا لإضاءة قنديل أمل بل لنشعل شمعة عزاء. قال عزاء بالموتى أم عزاء بالموتى الأحياء. قلت سيان، بل إن الموتى بلا قبور، كما يقول سارتر، يحسدون كثيراً إخوانهم الذين وجدوا قبوراً يأوون إليها.
يمامة السهب الأخضر ما يزال يداعب جفونها الوسن. من هنا كانت البداية ولم تكن النهاية، وليتها كانت كذلك إذ لارتاح الواحد من وجع القلب ولما حدث كل الذي حدث. الشرخ الذي أوغل إذ ذاك ظل يحفر عميقاً داخل الروح، لا بوارق الآمال الكاذبة غطته، بل غطته حيناً وحينا، ولا افتراع الفرح من مدلهمات الغيوم دثره، بل دثره يوماً ويوما، وهاهو كما في كل مرة ينبض بالحياة كطائر العنقاء الأسطوري يصعد من رماد النار. في المرة الأولى كان القلب ثملاً بنبيذ الرغبة للاستحواذ على الحياة والإحاطة بها، في المرة الثانية صارت الرغبة قيداً بل جلاداً كاسراً، وصارت الروح والجسد ضحيتان. عبد الباسط الصوفي الشاعر الحمصي الرقيق الذي علمني في صباي ما زلت أحمل ديوانه (أبيات ريفية) اليتيم معي، في حلّي وترحالي. في المرة الأولى التي انحدرت إلى القامشلي فيها قادماً من حقل الرميلان النفطي ذاب القلب ولا يزال يذوب، لو كان من الثلج لجرى نهراً، لكنه من روح ودم ولحم، غادرت القامشلي ليلاً عائداً إلى مكان عملي ذاك، فتى يتوثب للحياة والرغبة تكبل روحه والمعرفة أيضاً، فالمعرفة، إذ ذاك، ألم ومرارة ويأس، وبينهما بدأ ينطحن الفتى الجامح.
في مكادي القصيدة الملحمة يبحث عبد الباسط الصوفي عن مكاده وعن شهرزاده وعن قطعة من فؤاده وما كنت أدري أني كنت كذلك (أفتْش عن وعلة خبأتها أقاصي التلال، على جيدها أتلعت كبرياء المروج اختيال ربيعية العشب تعبقْ أنفاسها الراغدةُ وتفلت فوق النسائم مذعورة شاردةْ). وما كنت أدري وأنا أترنم بالقصيدة تلك ذاك الليل الشتائي الشديد أن ذوقي ينبع من ذوق هذا الشاعر المرهف(أفتش عن شهرزاد برونزية طوقتها كنوز البحارْ، مضمخة جسداً حر الصيف، جمَّ الحنايا لفيف الثمارْ، تخبئها الجزر النائيات وتغفو بها لهفة وانتظارْ، بشلال شعر بهيم، بضافي إزار، بكسرة هدب، بأغوار عينين عاشقتينْ، سراجين زيتهما الحب، أعطى الهوى شعلتينْ، حكاياهما غزل مسرف طريّ الحروف شجيّ الحوارْ) من يومها عصفت ريح صرّ بهدوء الحياة، تمنيت إذ ذاك أن يكون طيبي الماء وسراجي القمر، وريحاني ما تعطيه الأرض وجلسائي المساكين، أصبح ولا شيء لي وأمسي وليس لي شيء، ولكن هيهات فقد أسرعت قافلة الحياة في اضطرامها المريع، محاولة لرد الاعتبار، لكن أي اعتبار؟؟.. جدي وأبي كانا من الذين كرسوا حياتهم ليدافعوا عن حماهم بقوة مفعمة بالعطف والرحمة، كانوا كرماء في العوز وفي الغنى، صادقين، متسامين، حتى الكذاب يصفحون عنه، وكنت أتمنى أن أكون كذلك لكن هيهات مرة أخرى فقد كنت (أفتش عن شهرزادي وعن قطعة من فؤادي، أفتش عنك مكادي)، كنت كـ(سيزيف من قبل شد إلى الصخرة الجامدةُ، تسلق يحمل أثقال خيبته الخالدةْ، مكادي أنا بعض سيزيف، بعض الذي كابده، فرغت على الخضرة الأبدية قلباً هشماً وروحاً خرابْ). عبد الباسط خريج مدرسة التصوف ركب موجة العلمانية وركب موجة الوجودية وركب موجة الرومانسية فاختلط عليه الأمر فكانت النهاية الفاجعة في غينيا التي هاجر إليها بحثاً عن أراض بكر وعن تجربة أكثر غنى.
في القامشلي دخلنا إلى عزاء أم جمال. أبو جمال وأبناؤه يقفون في مقدمة خيمة العزاء، رجل عجوز مهدود!!… أهذا هو الملاكم العملاق الذي كانت تزحف (الدير) لرؤيته على الحلبة في الخمسينات، أهذا هو القائد العمالي في حقول النفط الذي كان يحيط به في مقامه وقيامه في السبعينيات المنصرمة مجموعة من البشر ما لبثوا أن انفضوا كالذباب حين هوى الرجل بسكاكين كان يحملها بعضهم وبسكاكين كان يحملها هو نفسه. ما أعجب الدنيا، نحن نريد أن نرى الأشياء كما نتمناها، أن نحتفظ بها كما كانت. بعد أيام سيصلنا خبر وفاة صديق آخر في القامشلي، الأخ عبد الله زوج قريبة لنا تسكن القامشلي، ابنة صديق وأخ عزيز وشقيقة يونس الساجر الدافق دفئاً ومحبة فيلتاع القلب ثانية، لماذا هذه المدينة التي تضم أكبر عدد من الأحباب تلسع القلب في السويداء؟؟..
في الأيام الأولى كنت أغني مع عبد الباسط (أنا فرح الأرض، إنسانها، شوقها السرمديْ، أنا في تدافع عشب وفي خفق صبح نديْ)، وأغني (أنا الأرض دمعة خير وخصب، أنا عصب وارتعاش ولست من الآلهة).
الآن ما الذي يمكن أن يحكى وما الذي يمكن أن يغنى وقد مات كل الغناء وقد ذوى كل الكلام.
عند الأصيل انسربت مع أحمد وآخرين في دروب القامشلي العزيزة على القلب، مكادي كان قد طار، لكني كنت أسافر إليه، بل لم أتوقف عن السفر إليه، العينان اللتان انسرحت فيهما طويلاً، العينان اللتان ظفرت بنظرة منهما هنا صدفة ذلك الزمن، تلك العينان الشاعرتان، ذلك الشعر البهيم، غادروا إلى الأبد فوا أسفاه.(مكادي أيا جنة الحبّ في الجزر الراقدةْ، أيا عطش الراحلين إلى النبعة الباردةْ، هبطت إلى الجزر الحالمات وغصت بعيداً وراء البحارْ. وقلبتّ عنك المرافئ، أبحث أسأل أنثر فيك النضارْ، وألقيت كل شباكي وألقى عرائسه البحر بيضاً حرارْ، على أي أرض يغني مع الفجر إنسانُها، بأي الشواطئ تكتظ في الشمس ألوانُها، توسدت عرش البحارْ، بأي محارْ، مكادي بأي قرارْ).
وأنا أعزي يونس بوفاة زوج شقيقته مها وأعزيها هي أيضاً على الهاتف غصّ الحلق بالدموع، لكني ودعتهما سريعاً مستمسكاً بالإحساس الهادى بالأشياء الذي كرسه يقين ينبع من معين لا ينفد. عندها غنيت مع عبد الباسط (صديقتي ما زال في عيوننا بريقْ، ما زال في ضلوعنا تلهف عميقْ، فلنمضِ في طريقنا ولنُضحك الطريق).
عبد الباسط الصوفي بين رومانسية مفترضة والتزام حرّ
بقلم الكاتب: محمد علاء الدين عبد المولى
تكاد تجمع الآراء النقدية المعنية على التسليم بأن عبد الباسط الصوفي شاعر رومانسي، وتكاد تغيب في هذه الآراء –حسب ما اطلعت عليه –أية محاولة جادة لإعادة نظر محتملة في مدى صلاحية انتساب الصوفي إلى هذه الرومانسية على غرار غيره من رومانسيي عصره وما قبله. وتدعم هذه الآراء أحكامها برومانسيته ما يعثر عليه الدارسون والنقاد من مواقف محددة عبر عنها الشاعر الصوفي، في شعره ونثره وسلوكه، مما يشكل مادة مغرية لتصنيف هذا الشاعر رومانسياً. وربما كان هذا إجراء أرى أنه لا يتعدى في النهاية كونه إجراء شكلياً وليس نقدياً، وذلك لما يعنيه تصنيف من هذا النوع من سهولة الدراسة والبحث في نتاج شاعر ما. فعندما ننسب مبدعاً إلى تيار مؤطر بعينه، أو مدرسة واضحة الملامح، يغدو سهلاً ترتيب أدوات الدارس والناقد وشحذها على مقياس هذه المدرسة، أو ذاك التيار.
ويعطي نتاج الشاعر عبد الباسط نفسه سبباً لذلك، خاصة وأنه نشأ في مرحلة كانت فيها حمى المدارس الأدبية والمذاهب الفلسفية منتشرة في مناخ الثقافة العربية، وصار على كل شاعر أو روائي أو باحث فلسفة اختيار مقعد له في برلمان المذاهب الأدبية، لكي يكتسب شرعية تؤهله للتعامل مع نتاجه، وإلا فسوف يبقى خارج دائرة الاعتراف.
وقد يكون هذا مبرراً تاريخياً، ولكن بعد تطور المعرفة النقدية، وانفتاح الفكر النقدي على المزيد من التساؤلات والاحتمالات، صار واجباً أن نضع التجارب الأدبية السابقة علينا موضع التساؤل الجديد، ونخرجها من سلم البدهيات النهائية التي أريد لتلك التجارب أن تقيد بها مرة واحدة وإلى الأبد.
إن الذي يدقق في المراجع الثقافية والنقدية التي شكلت شخصية عبد الباسط الصوفي، لن يجد صعوبة في اكتشاف التنوع والغنى اللذين ينظمان ثقافته. ومما يميز هذا الشاعر من غيره، وهو ما زال في مرحلة مبكرة من عمره وعطائه، انفتاح تجربته الشعرية على تجربة ثقافية وفكرية وفلسفية غنية، غير مكتفية بنمط واحد تستقر عليه، بل اتسعت للمزيد من الآراء والتصورات. وربما كان ذلك متعلقاً بسنه المبكرة وبداياته وعدم الاستقرار على تصور نهائي، كان سيأتي في مراحل لاحقة من العمر لم تتوفر للشاعر مع الأسف. لقد كان ثمة إحساس دفين عنده أنه سيموت قريباً. حتى أن واقعة انتحاره لم تكن حادثة طارئة بالمطلق، وإنما تتويجاً لفكرة قارة في لا وعيه منذ بدايات إبداعه. لذلك كان عليه أن يسابق الزمن، ليقرأ بنهم جميع ما يدور من جدل ثقافي وفلسفي وغيره في عصره. لم يكن يكتفي بكتابة الشعر، بل أدرك بحس مرهف ضرورة تلازم الشعر مع الفكر والثقافة بشتى آفاقها، حتى يكون الشعر، لا تهويماً ولغواً في الفراغ، بل تعبيراً شفافاً عن ذات تتمزق، وعن معاناة فكرية تتألق ونثري تجربة الذات، إن لم تعطها بعدها العميق والأساسي لحظة إبداعها للشعر.
وفي روايته غير الكاملة يحاور الصوفي ثقافة عربية وغربية، فيما يشبه رغبة في تحديد موقف من الذات والآخر، وتكشف عناوين بعض الكتب والأعمال الأدبية الواردة في سياق السرد، دلالة معينة وهامة على صعيد بحثنا عن مراجعه ومصادره. إذ يصف لنا في أحد المقاطع توضع مجموعات من الكتب جنباً إلى جنب، حيث يلتقي (العقد الفريد، والكامل، مع آلام فرتر، ومسرحيات شكسبير) وتجتمع (الشوقيات إلى ديوان المتنبي، وكتب الحقوق مع التوراة، والجاحظ وكتب عبد الرحمن بدوي، كتب النحو والبلاغة قرب أندريه جيد وعصفور من الشرق لتوفيق الحكيم) وترد أسماء أعمال موسيقية (التاسعة لبيتهوفن –السادسة لتشايكوفسكي –الناقصة لشوبرت –شهرزاد كورساكوف –بعض أغنيات أم كلثوم وعبد الوهاب والموسيقى الغربية الراقصة)… ويذكر ممدوح السكاف أنه ((شغف عبد الباسط في مطلع حياته الشعرية بالرمزية مدرسة أدبية تتسم بالغموض والذاتية ورؤى الأحلام وتستسر فيها المعاني وتستغلق وتخفى، وتتلاطم صورها وتتضاد، مخالفة المألوف خارجة على المتبع في أساليب الأداء التقليدي)) (1) ويورد السكاف أن الصوفي أعاره قبل سفره آلي غينيا بأشهر كتاب “الرمزية في الأدب العربي الحديث” للدكتور أنطون غطاس كرم. ويشير السكاف في هذا السياق أيضاً إلى أن الصوفي ((كان مثقفاً ثقافة نظرية في أصول المذهب الرمزي إضافة إلى ثقافته التأثرية بشعراء هذا المذهب قبل أن يبدأ، أو في أثناء كتابته الشعر الذي ينحو فيه منحى رمزياً)) (2) ومن القصائد في إطار هذا التأثير يذكر السكاف عناوين قصائد للصوفي مثل (الصدى النشوان) (موجة عذراء) (معبد الآلام) (المدى الشاحب).
نخلص من ذلك كله آلي أن الرومانسية عند الصوفي، مثلها مثل الرمزية والوجودية، ثقافات وأفكار اطلع عليها الشاعر وتناولها من مصادرها ولم ينغلق على مصدر واحد شمولي منها. وكان الأهم من ذلك هو التجربة الشعرية الأصيلة عنده، حيث كان يفتح تجربته على ثقافته والفكر الذي يطلع عليه، فيختار لهذه التجربة ما يناسبها ويعمقها، وهو في سبيل هذه الغاية يعتقد أن المادة الأساسية للأدب هي الإنسان نفسه. وأن الصفة الأولية للأدب أنه إنساني. ويقول تعبيراً عن ذلك التنوع في النظرة إلى وظيفة الأدب ((إنني عندما أعبر عن مشاعري وأفكاري الخاصة فإنما أعبر في الواقع عن كل إنسان. متى كان (هاملت) شكسبير، و(دون كيشوت) سرفانتس، و(عدو المجتمع) موليير، غرباء عنا؟ أليس فينا جانب كبير من مأساة (هاملت) وأحلام (دون كيشوت)، وقسوة (عدو المجتمع)؟ أليس فينا إنسان (الجريمة والعقاب) لدستويفسكي؟ أليس فينا بلادة عبيطه (الأبله)؟)) (3) ليس هدف الصوفي إذا كان رمزياً ولا وجودياً، رومانسياً أو هاملتياً، إنما يكمن هدفه في عالم الإنسان اللامحدود. ويفصح هذا الشاعر في عدد من مقالاته النقدية عن وعي مبكر بفلسفة الفن وعلم الجمال من خلال تعبيراته، والمفهومات التي يتبناها. من ذلك –وهو ذو صلة بموضوعنا –اقتناعه ((أن الفن بصوره المختلفة تعبير جميل حي عن الأحاسيس الداخلية)) ويقول (ومع هذا فإنني أعتقد أن الأدب والفن الصحيحين لا يتقيدان بأي مذهب أو أي مدرسة. أنا أؤمن بالحرية كشرط أساسي للعمل الأدبي أو الفني، وفي رأيي أن الجمال والحرية مفهومان لا ينفصلان. وكل منهما يلازم الآخر تلازماً هو التعليل الحقيقي لطبيعة الأدب والفن)) (4). بعد كلام الصوفي صراحة عن رفضه للتمذهب ضمن مدرسة معينة، لم يعد من مجال لقسر تجربته واختزالها إلى انتماء أحادي، لضغطها حتى تناسب أطروحاتنا الجامعية المعاصرة حول (الرومانسية). فالشاعر يعترض علنا على تقيد الأدب والفن ضمن مذهب بعينه، مفضلاً قيام مشروعه على الجدل بين الجمال والحرية. إن اختزال الصوفي إلى (رومانسية) محدودة هو إقصاء لعوالم أخرى من تجربته لا تتفق مع منطلقات الرومانسية. فهو غير ملتزم بمرجعية حاسمة، وهذا يدل على رحابة الأفق الداخلي لعبد الباسط الصوفي، هذا الأفق المضطرب الباحث عن أمان لا يجده، وكأنه يبحث عن حكمة تضلل المؤمن بها ولا يعثر عليها. ومن هنا فهو يوظف ما يجده في الرومانسية مناسباً لتجربته، ويوظف من الوجودية ما يجده معبراً عما يعانيه، ويستفيد من أساليب الرمزيين وبعض صورهم. وهكذا تتجاور في تجربته تعبيرات الحزن والتشاؤم والوحدة والعزلة والقلق والسأم والفراغ والعبث.. ويغدو من الصعب إرجاع قصائده إلى مدارس بعينها. بحيث نجد تداخلاً واشتباكاً بين كافة المفهومات ضمن سياق فني واحد تنظمه التجربة الذاتية، وليس الثقافة المسبقة. بمعنى أوضح لم تكن رومانسيته ورمزيته ووجوديته عبارة عن تأثرات بالمراجع الغربية فقط، فالصوفي ذو موقع واضح غير تابع، يصدر عن علاقة خاصة مع الذات والكون والمرأة والوطن، علاقة لا تنتظر مرجعاً يحددها، بل هي تتعمق باطلاع الشاعر على ثقافات الآخرين. لهذا لم يكن القلق الوجودي مثلاً عبارة عن تأثره بقراءات الوجوديين، بل كان إحساساً نابعاً من ذاته وطبيعة معاناته الخاصة في مجتمعه. إن نتاجه الشعري والقصصي ومقالاته ورسائله، هو نتاج يبلغ من التوتر والانشطار حداً بليغاً لا يعقل إحالته إلى تأثر بما يقرأ، ففي هذا انتقاص واضح من خصوصية الشاعر. وكما تنوعت مصادر ثقافته، تنوعت كذلك مناخات شعره بطريقة لا تنضبط وفق عقارب ساعة (الرومانسية).! إن ما نجده من علاقة مع الطبيعة والألم والكآبة ولهب العاطفة المحبطة، لا يعني أن الشاعر غارق في الرومانسية، فهذه المناخات ليست حكراً على الكائن الرومانسي، إنها مفردات وتجارب مشتركة بين الرومانسية وسواها من التجارب الأخرى، فالرمزي والرومانسي والكلاسيكي الجديد، كل أولئك يعبرون عن هذه المناخات نفسها، دون أن يعني ذلك مبرراً لاعتقال التجربة في إطار ضيق من التمذهب الفني. وذلك لسبب بسيط يتعلق باتساع الإنسان والفن وبشكل أفقي وشامل يعجز أحد عن الإحاطة بهما من كل جوانبهما. إن كل مذهب نخضع الأدب إليه هو إصرار منا على رؤية الأدب من زاوية أحادية تتلاءم مع البنود الفنية والفكرية لهذا المذهب، بينما تفصح التجربة الإبداعية عن هروب من الاتفاق مع تيار بعينه.
إن جميع الشعراء يعيشون تجارب الوحدة والعزلة والتشاؤم ويبحثون عن المطلق وعن الصمت الكوني، وجميعهم يتعبدون في عيني المرأة وصدرها وجنتها الندية وجحيمها القصي، وجميعهم يعانون من صخب المدينة، ويعتبرون أن هذا العالم ليس عالمهم، لذلك هم دائماً غرباء منفيون، من غربة امرئ القيس مروراً بالمتنبي والمتصوفة وصولاً إلى غربة النواب ودرويش. يقول الصوفي: (5)
أفعى، لمن أنت؟ لا ناب أموت به
إذا توثب.. من أعماقك الشرر
عودي.. آلي كهفك المقرور، وانتحري
على فراش، خليع الشوق، ينتظر
دنياك، للظلمة الخرساء هاجعة
وللمهاوي تمطت بينها الحفر
تثاءب الليل، في أجفانها سأماً
وأغمض النجم ما أبقى له الضجر
تلفت الموت، رعديد الخطا، ومشى
يفح بالجسد المحموم يستعر
أفعى، سأشرب آلامي، وأنثرها
في موكب الشمس، أحلاماً، فتنتثر
لي عالمي، لي شفاه الأفق، أعصرها
فتثني.. في شفاه الحلم، تعتصر
لي دمعة الصمت، إن لف الخشوع فمي
ولي جلال المدى، تجري به الصور
كم سيضيق فضاء هذه القصيدة لو تعمدنا قراءتها على أنها رمزية أو رومانسية؟ من المفترض أن نستكنه جمال مثل هذا الشعر بتلقائية العلاقة بين الروح والحرية المتجسدة في الإبداع.
قد يكون مذهب ما صاحب فضل وأهمية في صياغة مقولات ما كانت سائدة من قبل، أو يلغي ما يراه معيقاً للحركة الأدبية، هذا الأمر مأخوذ بعين الاعتبار، ولكن بعد انقضاء الظرف التاريخي والفكري الذي نشأ في مناخه هذا المذهب، لا شك ستبقى مقولات وأطروحات ورؤى انزاحت من انتمائها المباشر للمذهب وحلقت بعيداً عن اشتراطاته، لأنها باتت تشكل ملكية عامة للفكر الإنساني والتجارب الإبداعية، وصارت جزءاً فاعلاً من تراث الشعوب وثقافاتها، وليس معقولاً تأطير هذه المقولات والرؤى ضمن نظرية متكاملة، إن الفكر الإنساني أوسع من التأطير، وما يدخل في مجال الإرث العالمي المشترك للبشر لا يعود يأبه بالتصنيفات الجاهزة، بل يخترقها دائماً ليحقق فاعليته معتمداً على حيويته وديمومته، وقابليته للتكيف مع حرية الفكر والإبداع، وقدرته على تلبية حاجات إنسانية تنمو وتتطور فينمو معها حسب اتساعها الأفقي.
يجري عبد الباسط الصوفي في سياق روايته (غير الكاملة) الحوار التالي:
-ماذا تقرأ يا سيد مروان؟
-عصفور من الشرق لتوفيق الحكيم.. أقرأته؟
-الحقيقة لا أهتم بالأدب كثيراً، ومطالعاتي جلها في السياسة والاقتصاد.
-هذا خطؤكم الوحيد أيها الثوريون الحزبيون.. أما أنا فهذه هي المرة الثانية التي أقرأ بها عصفور من الشرق (6)
نميز هنا مستوى آخر مهماً من علاقة الصوفي بقضية (الالتزام) حيث يوسع من مفهومه للالتزام ليخرج عن الإطار السياسي المباشر، ويذهب نحو الانفراج على آخر مدى ممكن له. إن نفوره من الالتزام كقيد هو صورة من صور رفضه لتقييد الأدب والفن بمذهب معين.
والأمر الطريف والذي يحمل دلالة عميقة، أن الصوفي الذي انتسب إلى حزب البعث لم يشعر بالأمان والسلام الداخلي، ولم تتراجع نسبة قلقه وشكوكه، بل ظل يرحل خلف صراعه مع ذاته، ولم يقنعه تيار ما يحسم داخله هذا الصراع والتمزق الذي هو قرين بالذات المبدعة على الإطلاق، واستمر في السعي وراء تمزقه الداخلي حتى اخترع مصيره بيديه، مؤكداً لنفسه ولنا من بعده أنه غير واهم بتيار سياسي ضيق الأفق، يعتقد أنه يوصل مريديه إلى سدرة منتهى الطمأنينة. وكل ما فعل فيه ذلك الالتزام الشكلي أنه كتب بحماس عن ثورات عربية تحررية هنا وهناك، في تأكيد منه على انتمائه للعرب قبل انتمائه لحزب ما.
وإن المرء ليعجب حقاً وهو يقرأ ما كتبه الناقد وفيق خنسة، وهو ممن يملكون حساً نقدياً نقياً، تعليقاً على آراء ومواقف للشاعر الصوفي، حيث يقول وفيق ((إنها آراء شاعر لم يتبن نظرية فكرية محددة المعالم ولكنه كان يمتلك حساسية بركانية وطاقة نفسية في منتهى الغنى والتفجر)) (7). ويتابع ((لم يكن يتبنى نظرية علمية تمكنه من فهم علاقة الرجل بالمرأة وتحدد له مكان المرأة كإنسانة تقف إلى جانب الرجل وتساويه وتلاقي من الاضطهاد أكثر مما يلاقي))..
إذا كان الشاعر يمتلك حساسية بركانية وطاقة نفسية غنية بالتفجر، فما قيمة النظرية العلمية المتكاملة؟ لو قال الناقد (نظرية أدبية) لكان ذلك موقفاً يحمل مشروعيته وإن كنا نرفضه كذلك، ولكن متى كان الناقد الأدبي الحقيقي يفتش عن تبني المبدعين للنظريات العلمية والثورية؟
وماذا قدم من تبنى مثل هذه النظريات للشعر العربي مثلاً؟ ومتى كان موقف الشاعر، والمبدع بعامة، من المرأة يحمل على محك النظريات؟ إنها دعوة مستغربة حقاً إلى تقييد الشاعر خاصة بنظرية يخضع علاقته ولغته عن المرأة ومحيلته الجامحة لمتطلبات نظرية ما!
وكأن الشاعر في علاقته مع المرأة يملك الوقت الكافي لاستحضار ما قرأه من أفكار ونظريات تحلل واقع المرأة وضرورة مساواتها بالرجل. كما أننا نستغرب أكثر من وفيق عندما يقول عن الصوفي ((يستغرب حقاً غياب فلسطين من شعره، دون أن يقدم تبريراً حياتياً أو فنياً)) (8) ونحن هنا مضطرون إلى التساؤل عن مدى جدية العمل النقدي الذي يتصدى له وفيق وهو في صدد قراءة شعر الصوفي، بل نتساءل بصراحة إن كان وفيق قرأ بالفعل جميع ما كتب الصوفي من نصوص؟ كان على الناقد ألا يتسرع بطريقة تفقد الرأي مصداقيته تماماً. فأولا ليس من الضرورة مطالبة شاعر ما بأن يكتب قصيدة عن كل قضية عربية مهما كانت حساسيتها، فعلى المستوى النقدي على الناقد أن يرى ذلك متجسداً بشكل ضمني في موقف الشاعر من الأمة ومأساتها وعذابها وجراحها، وهو موقف عبر عنه الصوفي بصراحة، وهذا كاف من الناحية الفنية. ولكن المفاجأة تكمن في أن الصوفي كتب قصيدة (عطشت تربة الجهاد) يقول فيها:
يا ضمير المأساة في صخب الشرق
أما هزك الحمى يستباح؟
لطخة العار في فلسطين هل تمحى،
إذا نامت الظبا والرماح؟
يا لروحي، تحشرج القدس، والمهد،
طريح، يلهو به السفاح
جبل النار كيف يهوي حطاما
ولقد كان قمة لا تزاح
كيف يحلو الأنين، وهو احتضار
ويطيب العويل وهو نباح؟
يا لروحي، تغفو على ضفة الحلم،
وتصحو، وكلها أتراح!
وترود الوجود درباً فدربا
ثم تأوي وكهفها أشباح
أزكت جنة القوافي عبيرا
والقوافي، إذا دعوت، فصاح (9)
والقصيدة من أربعين بيتاً. وإذا أراد الناقد المزيد فليقرأ قصيدة الصوفي بعنوان (اللاجئات) (10) يقول فيها:
وتمزق الوطن الذبيح معذبا
يشكو جراحا أو يجر قيودا
فحملن آلام الحياة، ولم يزل
فجر الحياة، بثغرهن، وليدا
اللاجئات، وأي جرح راعف
سئم الضماد، فلم يطق تضميدا
تحت الخيام الهاجعات طفولة
حيرى، تعاني اليتم والتشريدا…
من خلال هذه الشواهد الأدلة القاطعة، صار علينا أن نطالب نحن الناقد الكريم بتقديم تبرير نقدي ومسلكي، عن إلغائه لشعر الصوفي عنت مأساة فلسطين، فهذه (سقطة معلم) لا تغتفر، لا تدل على أمانة الموقف النقدي. ويبدو أن وراء الأكمة ما وراءها. نقول ذلك لأن الناقد استشهد بقصيدة الصوفي (عطشت تربة الجهاد) في سياق حديثه عن مفهوم الشعب عند الصوفي. وأورد منها بيتين لا يفصلهما عن الأبيات التي تتعلق بفلسطين، إلا أربعة أبيات فقط. فعلام يدل هذا؟ هل يدل على عدم قراءة الناقد للقصيدة كلها؟ كيف نحلل شعر شاعر بين أيدينا ونحن نغمض أعيننا عن جزء مهم؟ مهما كانت الأسباب فليس للناقد مبرر.
ومع إشاراتنا إلى قصائد الصوفي عن القضايا العربية، فإننا لا نغفل عن أن هذه القصائد التي يبرز فيها خطاب قومي كموضوع خارجي، لم تكن في الحقيقة بمستوى شعره بشكل عام. فهو سرعان ما يمعن في عزلته بعيداً عن السياسة بمعناها المباشر، وكلما مضينا مع الشاعر في وحدته وغربته وجدنا أداءه الشعري يعلو بوضوح ويتميز مستواه.
وليس هذا لأنه رومانسي، بل لأن الأداء الشعري المتقدم يفترض من أي شاعر غربة ما، منفى من نوع غامض، يعيد للشاعر حدة إحساسه بذاته. وإذا كان الصوفي يقرن بين الحرية والجمال، فقد كان يعطينا تفسيراً للسبب المهم وراء هاجسه الشعري الذي عمل على إغنائه وتطوير مستوى التعبير عنه. فهو منذور لمعاينة جمال الوجود وجمال الكون وجمال المطلق، لذلك لا بد أن يمارس نذوره بحرية بعيدا عن الالتزام بصيغته المحدودة. فلا التزام خارج البحث عن الجمال. وهو لا يبحث عن الجمال ليعوض عن بشاعة العالم المحيط به، بل قد يكون ما يحيط به جميلاً أسطورياً، وهذا ما نلمسه بجلاء في فترته (الإفريقية)، حيث يكتشف الشاعر في إفريقيا مناخاً جديداً من الحياة عجيباً بسحره ودهشته وخصوصيته وجماله، ومع ذلك لم يشكل له مانعاً من البحث عن جماله الخاص كشاعر. إنه يهجس بالجمال لأن الجمال هو الكون الحقيقي لحرية الذات، وهو الكون الذي يمضي الشعراء أعمارهم في الطريق إليه. وليس مصادفة أن يكتب الصوفي قصائده الأخيرة بجماليات متقدمة تطور فيها أسلوبه الفني كثيراً، ملبياً رغبته كمبدع في التحديث والتطوير، نقول ليس مصادفة حصول ذلك في إفريقيا، فهذا المكان الجديد كما يقول في رسالته المؤرخة في (لابي –5 /6/ 1960) أي قبيل انتحاره، هو مكان يحتاج إلى شيئين ((خرافة وتطرف)) ونقرأ في هذه الرسالة رؤية عميقة لأزمة الإنسان والعالم، وهي رؤية في حينها تدل على سبق رؤيوي للشاعر الذي فجرت فيه حياته، وخاصة تجربته الجديدة الصاعقة، قدرة هائلة على الحدس والشفافية، مكنته من رؤية العالم بطريقة شعرية قد لا تتناقض مع رؤية أية نظرية علمية. يقول الصوفي ((وأنت واجد في إفريقيا كل أجوبة الإنسان المعاصر، الغارق في الضباب، والآلة، والمكتبة، والهرم العاجز، إن أبرز سمة من سمات الإنسان اليوم أنه قلق. وسبب هذا القلق شكه المطلق بالقيم التي آمن بها طويلاً واعتقد أنها حقائق أبدية ثابتة، فهو ينظر إلى الأسس التي قامت عليها حياته العقلية والروحية نظرة من أفاق فجأة، فإذا به أكثر ذكاء، تغمره يقظة شاملة، وإذا به ينكر ما رأته عيناه. وأصبح هذا الإنكار صفة العصر كله، وأزمة العصر الحقيقية. وليس تشابك الظروف المادية والاقتصادية وتعقدها، وليس عقم الحلول السياسية على الصعيد الدولي للسلام والعدالة الأممية ونبذ الحروب والدمار، وليست لا إنسانية التحكم الاستعماري والاستغلال الطبقي في المجتمعات إلا نتاج هذه الأزمة المستفحلة، وقد جرب عصرنا عن طريق الماركسية أن يخط عالماً جديداً، ولكن الماركسية في الواقع، وخاصة حين هبطت إلى المجال التطبيقي أصبحت وجهاً آخر للأزمة وسؤالاً هاماً من الأسئلة التي تطرح اليوم، وكان المفروض أن تكون الماركسية جواباً لا سؤالاً يبحث عن جواب. وبعد أن تخلى الإنسان المعاصر عن قيمه الماضية وجد نفسه في فراغ ميتافيزيكي، والفراغ يولد إلا اليأس والرعب، بينما تجد هنا في إفريقيا، امتلاء وتخمة ميتافيزيكية –إن صح التعبير –فتتشبث بالأرض وبالسماء. وتفعم نفسك بالاطمئنان والخصب، وتتوتر في فرح مبدع)) (11).
لقد جعلت إفريقيا من الشاعر الصوفي (رائياً) بمعنى الكلمة، يوظف خبرته الثقافية وحدسه الشعري المرتفع الوتيرة، في قراءة ما ينطق به المكان الجديد، وما يثيره من تغيير داخلي في الآراء. إن الحرية التي تمتلئ بها نفس شاعرنا هي التي منحته مثل هذه الرؤيا الناضجة لطبيعة الأزمة المعاصرة التي تشمل الإنسان والسياسة معاً. حتى لكأن حديثه عن أزمة الماركسية هو حديث الساعة الراهنة وليس حديثاً منذ أكثر من أربعين عاماً. لقد كان الصوفي شاعراً في شعره ومواقفه، بل وفي ثقافته كذلك. وقد بدأ منذ هذه الفترة بمشروع قصائد (الباليه الإفريقي) فأنجز عدداً قليلاً من القصائد (الطبول –مكادي)، ولم يسمح له قلقه وحساسيته الحادة أن يكمل هذا المشروع، حيث قاده القلق والإحساس إلى الانتحار.
الآن نستطيع أن نجمل أهمية تجربة الصوفي في أنه طاقة شعرية غنية، ما استقرت على أرض راكدة، حورها الشاعر وطورها. وبلغت ذروتها في مرحلته الإفريقية. وفي اللحظة التي بدأت فيه التجربة بشق طريق جديد، اكتملت بالموت، ليبقى منها ما تشكله من طاقة غير مستوفية الشروط.، لسبب قاهر. وليبقى أن المهم فيها هو ما أوحت به وما نبهت إليه وما كانت تعد به، أكثر مما حققته..
المصادر:
1-ممدوح السكاف: عبد الباسط الصوفي الشاعر الرومانسي –اتحاد الكتاب العرب –دمشق –1983 –ص 217
2-المصدر السابق –ص 217
3-آثار عبد الباسط الصوفي الشعرية والنثرية –وزارة الثقافة –دمشق –1964 –ص 416
4-آثار عبد الباسط الصوفي –ص 362
5-آثار عبد الباسط الصوفي –ص 113
6-آثار عبد الباسط الصوفي –ص 344
7-وفيق خنسة –دراسات في الشعر السوري الحديث –ديوان المطبوعات الجزائرية –1981 –ص 105
يعد الشاعر الحمصي عبد الباسط الصوفي (1931 ـ 1960) من أبرز الشعراء السوريين الشباب في الستينات من القرن الماضي، فقد كان واحداً من الذين أسهموا في بناء القصيدة الجديدة، وعملوا على تحديث الشعر السوري شكلاً ومضموناً، واستطاع رغم معاناته الشخصية ـ روحياً ونفسياً ـ أن يقدم لنا صورة من صور الشاعر الملتزم بقضايا الوطن والإنسانية. فقد غنى للأرض وللمرأة والطبيعة والكون، وحمل هموم الإنسان المعاصر بروح شفافة.. نابضة بالحب والإيمان والحزن والقلق والاغتراب والاستلاب.
ونحن عندما نقرأ شعره نتذكر نفراً من الشعراء الذين اخترمتهم المنية وهم في عنف الشباب وعنفوانه، أمثال: البشير التيجاني من السودان وأبي القاسم الشابي من تونس وهاشم الرفاعي من مصر وعبد القادر حداد من سوريا (حماة) وغيرهم من الشعراء الذين مروا بدنيانا مرور الطيف أو الضيف، وتركوا لنا فناً جميلاً، وبياناً أصيلاً، وأدباً ناصعاً، وفكراً ساطعاً، لا ترى فيه تعقيداً أو إبهاماً. وإذا كان من طبيعة الشاعر الحر أن يكون ثائراً، غاضباً، قلقاً أرقاً، مستوفزاً على الدوام، لا يعرف الاستقرار، ولا يرضى بالحياد. وهو دائماً على ضعفه وانصداعه هجوميّ.. صداميّ، طفوليّ.. فضوليّ، يحب الجمال ويقدسه، يحترق في مجمرة.. ولا يخشى اللهب أو العطب، ويتنزى ألماً.. ولا يجأر بالشكوى، وإذا شكا أقام الدنيا بشعره وأقعدها.. فإن هذا الامتياز قمين بأن يجعل شعرهم خالداً على الأحقاب قرناً بعد قرن، وفنّهم جديراً بالاحترام جيلاً بعد جيل.
وقد أحسنت وزارة الثقافة السورية صنعاً عندما طبعت أعمال الشاعر الصوفي بعد انتحاره في غينيا عام 1960، فحفظت لنا تراث هذا الشاعر المقيم.. المغترب، المحترق.. المحترب في مجلد واحد، ضم أربعاً وستين قصيدة، إضافة إلى عدد من القصص والمقالات والرسائل، وتتضمن هذه الطبعة دراسة مكثفة حول حياة الشاعر الصوفي وشعره، كتبها الدكتور إبراهيم الكيلاني الذي خلص فيها إلى القول: إن عبد الباسط شاعر غنائي وجداني، أجاد التعبير عن عواطفه وانفعالاته الذاتية في مختلف أطوارها وتموجاتها إجادته التعبير عن حبه للجمال الكلي الشامل بواسطة الأوزان المنغمة والكلام المجنح والجرس المطرب.
وما أحسب أن هذه المجموعة تضم أعمال الشاعر الصوفي جميعها، فقد وقعت له إبان كتابة تاريخ صحافة حماة على أربع قصائد في مجلة النواعير الحموية منشورة بين عامي 1947 و1948، لا ذكر لها في مجموعة أعماله المنشورة، وتمثل هذه القصائد المرحلة الأولى في مسيرته الشعرية، وتلقي ضوءاً على بواكيره الفنية، حيث تكشف لنا مدى تأثر الشاعر الصوفي بغيره من الشعراء، أمثال: علي محمود طه وأبو القاسم الشابي وإبراهيم ناجي بخاصة، وشعراء العصر الحديث بعامة، ونزوعه المبكر إلى تقديس الجمال ومعاناة الحب والاندماج مع الطبيعة، كما تلقي ظلاً على أفراحه وأحزانه، وآماله وإحباطاته، وقد بلغ مجموع أبياتها واحداً وثلاثين ومائة من الشعر العمودي، واحدة من هذه القصائد التزم فيها الشاعر رويَّاً واحداً، وثلاث قصائد تنوع فيها حرف الروي فجاءت على شكل مقطعات. وسوف أشير إلى هذه القصائد الأربعة حسب تسلسل تاريخ نشرها في مجلة النواعير، معلقاً ومعقباً، لكي أضع القارئ أمام تجربة الصوفي وهو في مرحلة الدراسة الثانوية.
أولاً: وجدت في العدد 34 (تشرين الأول 1947) قصيدتين، الأولى بعنوان “يا لجور الغيد” وأبياتها خمسة وعشرون، والثانية “يا ليالي الحب” وأبياتها خمسة وثلاثون. وكلتا القصيدتين تدور حول موضوع الحب.
تتألف القصيدة الأولى من خمسة مقاطع، كل مقطع برويّ يختلف عن المقطع الذي سبقه، ويختم الصوفي كل مقطع برويّ يعود فيه على الرويّ الأول. والقصيدة من بحر الرمل، وهو بحر الرقة والحنان، والوجد والحنين، وقد جمع الشاعر فيها بين الفرح والحزن، فغنى أفراحه في مطلعها، وغنى أحزانه في ختامها. وقد جاء في المقطع الأول قوله:
رقص الكون وغنى باسماً
مع ألحان الغواني الضاحكات
والربيع الطلق أحيا سحره
أجمل الذكرى وأحلى البسمات
كل شيء زاهر مبتهج
فابتهج يا قلب واهتف للحياة
وجاء في المقطع الأخير قوله:
يا لجور الغيد من أعينها
نستقي المر وتردينا الشفاه
فتبصّرْ يا فؤادي في النوى
هكذا عشت حزيناً في الحياه
رب ليل همت فيه شارداً
جاز ربّاه عيون الفاتنات
أما القصيدة الثانية فقد جاءت على مجزوء الرمل، وتتألف من خمسة مقاطع، كل مقطع برويّ، ويختم القصيدة بالعودة إلى الرويّ الأول. ويظهر أثر علي محمود طه واضحاً في هذه القصيدة، وبخاصة قصيدته المشهورة “ليالي كليوباتره”. والصوفي في قصيدته يستعطف ما حوله لتعود له ليالي الحب، حيث الصفاء والهناء على ضفاف العاصي يستمتع طروباً بمواكب الغيد الحسان، ويتعطف كالخيزران على استراق الهمسات، وارتشاف القبلات. وقد جاء في مطلعها قوله:
يا فؤادي كلما هاجت
لنا الذكرى بكينا
رب ذكرى قتلتنا
حينما طافت علينا
ثانياً: وجدت في العدد المزدوج 40 ـ 41 (أيار 1948) قصيدة “حائر”، وتتألف من ثلاثة مقاطع، كل مقطع برويّ جديد، ولكن الشاعر يختم قصيدته ببيت مفرد يعود فيه على الروي الأول، والقصيدة من بحر الخفيف، وهو بحر رشيق الوزن، يتعامل مع سائر الموضوعات بيسر وسهولة، ويمتاز بكثرة الاتصال بين شطريه، وإذا أحسن الشاعر التعامل معه أتى بالبيان الساحر والجمال الفني الآسر. ويبلغ عدد أبيات القصيدة واحداً وثلاثين، يصف فيها الشاعر إخفاقه في دنيا الحب، واعتناقه للذكريات الجميلة، والأماني العذبة (راقصات على صدى أنغامه). ومطلع القصيدة:
هام في الليل غارقاً في بكائه
ودموع الحيران كل عزائهْ
ساكباً في مسامع الليل شكواه..
فيبكي الوجود من أصدائهْ
ومنها قوله في المقطع الثاني:
لم يجد في الحياة غير الرزايا
وجراح الآلام من أيامهْ
ذكريات تلوح في أفق الماضي فيبكي شجواً ليالي غرامهْ
أغمض الليل جفنه.. وبدا الفجر.. ومازال ممعناً في بكائهْ
ثالثاً: أما في العدد 47 (تشرين الثاني 1948) فقد عثرت على قصيدة “خريف” وتتألف من خمسين بيتاً على وزن الخفيف، ورويّ الهمزة. والقصيدة تحكي لنا قصة فتاة رآها تتأمل الأوراق التي تذروها الريح، حاملة إلى الكون أنفاس الخريف، رآها والدموع في عينيها الجميلتين، تبكي ربيع الحياة، وربيع شبابها الذاوي. لقد أوصدت قلبها.. فلم تدع نسمات الحب تتغلغل في حناياه، وحرمت نفسها آلاءه وأنداءه.
في القصيدة يثور الشاعر، وتثور الطبيعة، فتنعكس على حياته كل مظاهر الحزن، ويرى الشاعر كل ما حوله واجماً.. ذاهلاً، يندب حظه العاثر بعد رحيل الربيع، وأفول الشباب، (فإذا الورق نائحات ـ وإذا الليل موحش مكفهرّ ـ وإذا النهر صامت ـ والفراشات حائرات ـ والينابيع من دوافقها غاضت). والقصيدة أنموذج جميل من الشعر الرومانسي، وهي حافلة بخصائص الرومانسية، من حزن واكتئاب، وشكوى واستسلام لتصاريف القضاء. وقد أحسن الصوفي توظيف مفردات الطبيعة توظيفاً يخدم غرضه المقصود، لفظاً وصورة، في نظام بيتي.. مموسق، ووحدة موضوعية منسجمة، وخيال جامح وثاب. وقد جاء في المقطع قوله:
ما لزهر الطبيعة الغنّاء
نام فيها وراح في إغفاء
ويختم القصيدة بقوله:
أغلقي الباب فالعواصف تدوي
ودبيب الآلام بين ذمائي
ذهبت بالربيع حُمْقُ العوادي
وأتاك الخريف بالأنواء
سوف يأتي بعد الخريف شتاء
وستذوي حياتنا في الشتاء
تلكم هي القصائد الأربعة للشاعر عبد الباسط الصوفي أضعها أمام النقاد للاطلاع على قصائده الباكورية، ودراستها.. والتعرف على جوانب ربما كانت غير واضحة من نفسية الشاعر القلق.. الحائر.. الحامل لآلام الحياة منذ فجر الشباب الأول، وحتى اختياره مصيره المحتوم بيده في ديار الغربة، وهو في خاتمة العقد الثالث من عمره.
القصيدة الأولى:
يا لجور الغيد
رقص الكون وغنّى باسماً
مع ألحان الغواني الضاحكاتِ
والربيع الطلق أحيا سحره
أجمل الذكرى وأحلى البسماتِ
كلُّ شيء زاهرٌ مبتهجٌ
فابتهج يا قلب واهتف للحياةِ
فعلام اليأسِ يا قلبي ابتسمْ
لم يكن يأسك يوماً من صفاتي
عاركِ الدهرَ وصارعْ موجَهُ
يا فؤادي لا تلن للحادثاتِ
هاهو الزهر طروباً فائحاً
ينعش القلبَ المعنَّى عطرُهُ
فارشفِ الراحَ فؤادي هانئاً
هو دهرٌ سيولّي شرُّهُ
لذة العيشِ مدامٌ وهوىً
وصباً يروي الأماني سحرُهُ
قمْ إلى الأحلام هيّا للهوى
فلقد طافت علينا خمرُهُ
غنِّ أنغامَ المنى وانسَ الأسى
فيم تشكو كالثكالى الباكياتِ؟
واشدُ كالبلبل واضحكْ للمها
خلِّ عنك النوحَ يا قلبي الكئيبْ
قد صفت كأس الهوى والأنس قد
حلَّ والكونُ ارتدى الثوب القشيبْ
طفْ على الأحلام في هيكلها
وابعثِ التغريدَ في نجوى الحبيبْ
فبليلاه تغنّى هاتفاً
كلُّ قيسٍ في اشتياقٍ ووجيبْ
أين ليلاك فؤادي نادِها
إن ليلاك جمال الكائناتِ؟
أنا صب يتغنى بالظِّبا
أنا يا دنياي من يهوى الجمالْ
أنا في الحب جريحٌ مدنفٌ
بت ظمآناً إلى رشف الوصالْ
فمتى الوصل يداوي سقمي
ليت شعري هل غدا صعبَ المنالْ؟
أين آمالي خبت أنوارها
أنت يا عمري خيالٌ في خيالْ؟
ذقتُ في حبيَ ألوان الشقا
أنا من بات صريع الفاتناتِ
كم رثا الليلُ لحالي وبكى
كم أهاج الشوق في القلب لظاهْ
كم أناجيها فريداً في الدجى
أنا من لاقى المنايا في هواهْ
يا لجور الغيد من أعينها
نستقي المر وتردينا الشفاهْ
فتبصّر يا فؤادي في النوى
هكذا عشت حزيناً في الحياهْ
رب ليل همت فيه شارداً
جازِ ربّاه عيون الفاتناتِ
التخريج: مجلة النواعير ـ العدد 34 تشرين الأول 1947
======================
القصيدة الثانية:
يا ليالي الحب
يا فؤادي كلما هاجت لنا الذكرى بكينا
رب ذكرى قتلتنا حينما طافت علينا
بدّد الدهر أمانينا وأدمى مهجتينا
يا فؤادي حطمت كأس الهوى في راحتينا
وجرعنا الكأس من دمع البكا حتى ارتوينا
أين أنغام الصبا تسري مع الأنسام أينا؟
فرت الأشجان يا قلبي المعنى برديتنا
يا طيور الغاب يا حسن الربيع الساحر
أنسيتنّ فتى كان كزهر عاطر؟
فتحت أكمامه أيدي الصباح الزاهر
أنسيتن فتى كان جمال الخاطر؟
ما لـه بات كئيباً كالطريد السادر؟
ما دهاه من تصاريف القضاء الجائر
يا طيور الغاب هل تجدي دموع الحائر
ما نجا الإنسان من عسف الزمان الغادر
كيف لا أشكو ودائي ليس يشفيه دواءْ
لست أدري هل لداء الحب يا قلب شفاءْ
جف سحري وشبابي ومضى نحو الضناءْ
كيف لا أندب عهداً عشت فيه بصفاءْ
وبه حقق حلمي فتذوقت الهناءْ
ونسيت الدهر والبؤس وألوان الشقاءْ
آه لو عاد وأحيا السحر فينا والبهاءْ
حطم الدهر الأماني فهي يا قلبي هباءْ
يا ليالي الحب عودي وابعثي فينا الحياةْ
واملئي الدنيا بهاء من جمال الغانياتْ
اترعي الكأس مع النجوى وأحيي البسماتْ
يا ليالي الحب كم فينا بعثنا النغماتْ
وعلى العاصي تهامسنا وحبي همساتْ
فإذا العاصي طروب بالحسان الضاحكاتْ
كم سحرنا ولهونا ورشفنا القبلاتْ
أين ولى عهد حبي وطوته الذكرياتْ
يا ليالي الحب عودي فالنوى صعب علينا
واسكبي الألحان من ناي الصبا في أذنينا
ولت الأحلام للماضي ولم يبق لدينا
لليالي الدهر إلا دمعة في مقلتينا
التخريج: مجلة النواعير ـ العدد 34 تشرين الأول 1947
===============================
القصيدة الثالثة:
حائر
هام في الليل غارقاً في بكائه
ودموع الحيران كل عزائهْ
ساكباً في مسامع الليل شكواه..
فيبكي الوجود من أصدائهْ
سئم العيش في الحياة فأمسى
شارد اللب موجع القلب تائهْ
هجر الناس واصطفى النجم خدناً
بثه المضجعات من أرزائهْ
من لقلب الحزين حطمه الدهر وألقاه في خضم شقائهْ؟
صارع الموج هازئاً لا يبالي
وهو يلقى الإعصار من أنوائهْ
باسماً للخطوب حتى تلاشى العزم منه وراح في إغمائهْ
والليالي يعصفن عصف المنايا
راقصات غضبي على أشلائهْ
عاش والقلب فيه يخفق للحب وينزو إلى بقايا رجائهْ
ولـه في هياكل الحب نجوى
ونشيد قدسي في إيحائهْ(1)
هام والليل مدلهمُّ الدياجي
يا لأحزانه وطول هيامهْ
لم يجد في الحياة غير الرزايا
وجراح الآلام من أيامهْ
قد مضى يقحم المنون وما أجداه في الدهر منتهى إقدامهْ
وبمحرابه تطوف الأماني
راقصات على صدى أنغامهْ
كم شدا فيه للجمال وناجى
دانيات القطوف من أحلامهْ
ذكريات تلوح في أفق الماضي فيبكي شجواً ليالي غرامهْ
رب ذكرى تثير جرح فؤاد
نسيت موجعاته في التئامهْ
ذكريات تعوده عاصفات
طفن فيه على رؤى أحلامهْ(2)
سكبت روحه على صفحة الحب سطور الخلود من إلهامهْ
وعلى مذبح المنى قد تلوّى
كالقتيل الصريع (في) آلامهْ(3)
وتحار الدموع في مقلتيه
رب دمع قد حار في تسكابهْ
شيعت نفسه شتات رؤاها
مذ ذوى سحره بدنيا عذابهْ(4)
وتسيل الألحان منه حيارى
كأنين الجريح في أو صابهْ
رددت روحه نشيد هواها
وهو ينساب من حطام ربابهْ
في ظلام الفناء راح كئيباً
يدفن البيض من أماني شبابهْ
وتمر الأنسام يودعها النجوى فتبكي أسى لمر انتحابهْ
لمس الحب قلبه واحتواه
يرسل الغمغمات في محرابهْ
وبجفنيه من بقايا الأماني
حلم حائر على أهدابهْ
والزمان الغضوب يسخر منه
فمضى خائر القوى في ركابهْ
أغمض الليل جفنه وبدا الفجر ومازال ممعناً في بكائهْ
التخريج: العددان 40 ـ 41 أيار 1948
الهوامش:
(1) ـ لعل الصواب: والنشيد القدسيّ في إيحائه.
(2) ـ في الأصل: طفنَ به. وما أثبتناه أقوم للوزن.
(3) ـ في الأصل: كالقتيل الصريع آلامه. وقد أضفنا حرف الجر (في) ليستقيم الوزن.
(4) ـ في الأصل: شتات رؤها، والصواب ما أثبتناه.
===============================
القصيدة الرابعة:
خريف
رآها وقد وقفت تتأمل اصفرار الأوراق التي تذروها الرياح الهوجاء، حاملة إلى الكون أنفاس الخريف.
رآها والدموع في عينيها الجميلتين.. تبكي ربيع الحياة، وربيع شبابها دون أن تتذوق الحب..
فإلى روحها الحزينة التي تقف أمام عواصف الخريف الثائرة يهدي هذه الأبيات..
ما لزهر الحديقة الغناء
نام فيها وراح في إغفاء
والعصافير جف من صوتها البشر أسىً للطبيعة الخرساء
والرياض الفيحاء تذوى حيارى
بعد زهو وروعة وبهاء(1)
انظري فالزهور تهوي إلى الأرض بصمت وحسرة وبكاء
كان منها العبير يوقظ في الغصن الأماني وذكريات الهناء
انظري الطير صامتاً يبعث الأحزان من بعد شدوه والغناء
وورود الرياض ماتت على الغصن وكانت تتيه كالحسناء
وترامت أوراقها في شحوب
والسنا ذاب فوق ثغر الماء
عصف الموت فالمروج ركام
لعبت فيه عاصفات الغناء
فعلى السفح موشحات المغاني
وعلى الدوح دمعة الأنداء
وجناح مهشم لهزار
وحطام لروضة فيحاء
ورفات لذكريات غرام
وخيال لباقيات ضياء
أغلقي الباب فالأعاصير ثارت
حانقات كزمجرات الشتاء
أغلقي الباب فالرعود أصمّت
مسمعي بالعواصف الهوجاء
والغيوم الدكناء تقذف للأرض حقوداً من وابلات السماء
والحقول الجرداء تشكو من العري تصاريف دهرها والقضاء
سلبتها الحياة أثوابها الخضر..
تزهو بحلة صفراء؟
قد كساها الربيع كالأمل الزاهر أندى مروجها الخضراء
وجلاها بمورقات الأماني
وحباها بزاهرات الرجاء
أشرقت بالجمال ريّا بأبرادٍ تحاكي مفاتن الغيداء
والندى سال كالمدامة فيها
أو كريق يسيل من لمياء
ودهاها الخريف ينفض أشباح الليالي وحالكات الفضاء
فإذا الورق نائحات على الغصن بواكٍ على الصبا الوضاء
وإذا الليل موحش مكفهر
لطيوف قوائمٍ رعناء
وإذا النهر صامت ليس يدري
كيف تذوي المروج في البطحاء
والفراشات حائرات أحست
بالظما للرحيق في الأنحاء(2)
والينابيع من دوافقها غاضت بثغر الطبيعة العذراء
خاض من مائها نمير غدير
كالطلا رقةً وكالصهباء
أغلق الباب هكذا جف سحر الكون من بعد صفرة وازدهاء
اذرفي الدمع لا تلومي الليالي
واتركي الجفن للشجا والبكاء
لك قلب محطم ليس يدري
نشوة الحب والصبا والهناء
فحرمت الفؤاد من لذة العمر وقد كان جامح الغلواء
وحرمت الضمير من يقظة القلب لحبٍ مجنح الأهواء
وتركت الشباب تذوي مناه
في ربيع معطر وصفاء
أنت عذراء أنت راهبة الليل وخفق المنى ورمز الوفاء
أنت هيفاء في مواكب دهرٍ
ضج بالمفجعات والأرزاء
أنت هيفاء تسكر الأمل الضاحك.. والحب نشوة الهيفاء
لك قلبي .. لك المنى .. فتعالي
فبصمتِ الخريف بعضُ العزاء(3)
اغنمي من خريف عمرك ما أبقى لك الدهر من صبأ وبهاء
يا حطام الجمال في هيكل الطهر تعالي للنور للأضواء
يا شعاع الروح الأبية فيم السعي.. والجدّ للسراب النائي؟
فيم بددتِ باسمات أمانيك وأدلجتِ في سرى البيداء
اذرفي الدمع ترتشفْه الأماني
وشفاه الهوى وثغر الرجاء
أين سحر الربيع والروض زاهٍ
بورود طروبة وسناء؟
أين تلك الطيور تسكب للأيك لحوناً علوية الأصداء؟
أين خفق الأحلام في مقلة الحب طيوفاً قدسية الإسراء؟
أغلقي الباب فالعواصف تدوي
ودبيب الآلام بين ذمائي
ذهبت بالربيع حمق العوادي
وأتاك الخريف بالأنواء
سوف يأتي بعد الخريف شتاء
وستذوي حياتنا في الشتاء
التخريج: مجلة النواعير ـ العدد 47 تشرين الثاني 1948
الهوامش:
(1) ـ في الأصل: تذرى، والصواب ما أثبتناه.
(2) ـ في الأصل: الإخاء، وما أثبتناه أقوم للصواب.
(3) ـ في الأصل: الغراء، والصواب ما أثبتناه.
نماذج من أعمال الكاتب
طريق
يقولون
امرأة من بور سعيد
إلى حبيبته
أنا أبن الأرض
مكادي
رسالة عبد الباسط الصوفي إلى حبيبته – س- ومنها:
«عزيزتي – س- حينما تنطلق العاصفة من الأفق البعيد أو يسرع الراعي بقطيعه الى كهفه المظلم , تسرع نفسي كذلك الى كهفها السحيق وتنزوي في ركن بعيد تناجي أشباحها الثائرة .
حينما تنطلق العاصفة تختفي تحت أجنحتها ذكرياتي خائفة مذعورة , حاملة قصة حياتي الى الأجيال .. لقد حملت ذاتي أفتش لها عن وجود عميق وانطلقت باحثة عن الأبدية , هناك لم أجد في مخيلة الزمن إلا صورتك تنطبع على صفحات روحي فتملؤه كما تملأ الألحان أرواح الهائمين .
منذ سنوات أربع بينما كنت أسير هارباً من نفسي , والوحشة المخفية تعصف بكياني الضعيف إذ برزت فتاة صغيرة نحيلة , تمشي بهدوء وفي وجهها الرقيق كل معاني الألم والشقاء .. نظرت إلي نظرة عابرة بريئة ثم تابعت طريقها .
لم أدر لماذا انحدرت دمعتان حارتان على وجهي الشاحب الصغير واضطربت نفسي لعل ذلك من تأثير الصدمة التي تلقيتها في ذلك اليوم , أو لعله منظر تلك الفتاة الغريبة .. أو لعله شيء مجهول لم أدر معناه أم لعله جميع هذه الأشياء … لا تصمت أيها الطائر سوف أفتح دوماً نافذتي .. لأسمع أناشيدك السحرية لا تطبقي أيتها الأزهار أجفانك بفتور , سوف أصلي وسوف تسيل صلاتي حلماً رائعاً بين أهدابك ينبض طيوفاً بيضاء , وها أنذا أسير اليك أيها الغدير .»…
امرأة من بور سعيد
خُذْ يا صغيري وامْضُغْ اللعناتِ ماتَ أبوك غيلة
لَبَني مَزَجْتُ به السمومَ ، ولم أكنْ يومًا بخيلة
فمُكَ البرئُ يغصُّ .. خُذْ ثديي سأُرْضِعُكَ البطولة
الوردُ يُنْبِتُ شوكَهُ .. وكذاك زَنْبقةُ الطفولة
طفلٌ ينامُ على الدموعِ مُهَدْهَدًا ، أنا لستُ أُمَّه
خُذْ يا صغيري ، واشربِ الأحقادَ والفُظْ كلَّ رحمه
لا تبكِ مذعورا .. تفجّر في يديَّ لظًى ونِقْمَة
خُذْ واعتصرْ مني اللهيبَ ، ففي ضلوعي حقدُ أُمَّةْ
يقولون:
هام، بأفريقيا، عاشق، في ضمير البحار، وغاب
يغلغل، في الأفق،
أسود كالقار، عريان، يلطم صدر العباب
يطير مع الوهم، تركض عيناه،
ينصل من سدفي الإهاب
أضاع، على الموج، أيامه،
فكان رحيلاً، بغير اياب
مكادي! أنا، والشراع الصديق، وقيثارتي:
غربة وارتحال
شددنا إلى البحر،
والبحر في الزرفة الأبدية، قبر الرجال
تميل بنا نزوات الرياح
بأنوائها، الصافرات الصخاب
شددنا.
عيوناً، وخفق شراع صديق، وقيثارة من عذاب
ف«سيزيف» من قبل، شد إلى الصخرة الجامدة
تسلق، يحمل أثقال خيبته الخالدة
مكادي! أنا بعض «سيزيف» بعض الذين كابده
فرغت على الزرقة الأبدية،
قلباً هشيماً وروحاً خراب
تسلقتها، لجة وعرة، وارتميت عليها،
عصيَّ الرغاب
مكادي! أنا بعض «سيزيف» بعض الذي جالده
يطاردني اليأس، دامي السياط، كما طارده
مكادي! هما: الصخر والعقم في لجتي الصاعده
هما الصخر والعلم،
هزها حقدها الزبدي
فثارت غضاب
منافقة، تكتم السخريات،
وتطفو، بزرق الصحارى، سراب
ودرب البحار، بأبعاده،
قديم المتاه، قديم الضلال
ركام سماء رمادية
وزحف ظلال، وراء ظلال
وليل البحار، بآباره السود
عمق تفجر نبع ضباب
مكادي! ترنحت، وانهدمت جبهتي الصامدة
وظلت عيوني، تحدق في العتمة الوافده
ولم يبق في الكأس، من قطرة واحده
أنا، والشراع، وقيثارتي غربة وارتحال
افتش عن وعلة، خبأتها أقاصي التلال
على جيدها، أتلعت كبرياء المروج، اختيال
وتفلت، فوق النسائم، مذعورة شاردة
أنا: وعلتي كل أيامها، وجل، أو دلال
ربيعية العشب، تعبق أنفاسها الراغدة
أفتش عن شهرزاد برونزية،
طوقتها كنوز البحار
مضمخة جسداً حر كالصيف،
جم الحنايا، لفيف الثمار
رخامية الصدر، في قبتي لذة، ناهدة
تصب عتيق لمأدبة واجدة
وتكنز، من كرز، شفتيها للهفة قبله
لوهلة حب، لومض لقاء، لرشفة تله
وسادتها الورد، في ألف ليلة حلم، وليلة
تخبئها الجزر النائيات،
وتغفو بها، لهفة وانتظار
بقرطين يرتجفان، بشلال شعر بهيم،
بضافي إزار،
بكسرة هدب، بأغوار عينين، عاشقتين
سراجين، زيتهما الحب، أعطى الهوى شعلتين
حكاياهما: غزل مسرف
طري الحروف، شجي الحوار
وتسألني كل أفريقيا، يا مكادي،
لم أنت تطوي البحار؟؟
أفتش عن شهر زادي!
وعن قطعة، من فؤادي!
أفتش عنك، مكادي!!
ڤڤڤ
مكادي! أيا جنة الحب، في الجزر الرافدة!
أيا عطش الراحلين إلى النبعة الباردة!
هبطت، إلى الجزر الحالمات
وغصت بعيداً.. وراء المحار
وقلبت عنك المرافئ،
أبحث، اسأل، انثر فيك النضار
وأغرقت ضوضاءها،
برخيص الخمور يسيل، بعنف الشجار
وألقيت كل شباكي
وألقي، عرائسة، البحر، بيضاً حزار
على أي أرض، يغني، مع الفجر، إنسانها؟
بأي الشواطئ، تكتظ في الشمس، ألوانها؟
توسدت عرش البحار؟
بأي محار
مكادي! بأي قرار؟
==========
29/5/1960م
لابي غينيا
طريق
رجفةٌ بين حنايا القبرِ، فلأُرسلْ صلاتي
وَلأَسِرْ، كالحُلُم الغارب، ولأَطْوِ حياتي
أذرع المجهولَ، واهي الخطو، دامي البَسَمات
ذاكَ صوتٌ، من خفيّ الغيب، من أعماق ذاتي
خضَّبَ اللحنَ، على ثغري، وأدمى نغماتي
تلك أقدامي تجوب العمرَ، يوماً بعد يومِ
ما رأتْ عينايَ؟ لا أدري، وما سطَّرَ حُلمي؟
أقطع الأوتارَ آهاتٍ، واستنزف إثمي
آهِ! لا أعلم، ما جهلي بدنياي وعلمي؟
أنا… لا شيءَ، ولا شيءَ سأحيا… عبدَ وهمي
عبثاً أنظر في الأعماق، لا أُبصر شَيَّا
والمدى الشاحبُ، ما مات رؤىً في مقلتيّا
هكذا أمضي مع الدهر، ولا أشكو المُضِيّا
أتخطّى الزمنَ الموغلَ إيقاعاً خفيّا
أنا… لا شيءَ، ولا شيءَ وجودُ الكون فيَّا
أنا ابن الأرض
غنّيتُ للفجرِ حتى انسابَ مُنْهَمِرا ورحتُ أنفضُ أَجفانَ الهوى صُوَرا
والأرضُ من أُفُقٍ تسعى إلى أُفقٍ يصحو لها الوَتَرُ الغافي، ولو سَكِرا
غنَّيتُ… واخضَلَّتِ الذكرى على شفتي وصَفَّق الهُدْبُ للحُلْمِ الذي خَطَرا
أختاه! أَيُّ شفاهي لم تَذُبْ نغماً وأيُّ جرحٍ عميقٍ لم يَعُدْ نضِرا
أصْفى من النورِ آلامي، ولو جُحِدَتْ ودمعتي بوركتْ: مجرىً، ومُنحَدرا
توسَّدَ الروحُ، في أفياءِ جنَّتهِ، يُسربلُ الكونَ، أَطياباً، وما شَعَرا
في مثل هذا اليوم منذ ٧ سنوات Fareed Zaffour ٩ أبريل ٢٠١٤ · تمت المشاركة مع العامة تعرف على / عبد الباسط الصـوفي 1931 ـ 1960 / الشاعر الحمصي : عبد الباسط بن محمد أبي الخير الصوفي .. ــ حياته ومقتطفات من أعماله – المهندس جورج فارس رباحية .. http://www.almooftah.com/wp-admin/post.php?post=5745… http://almoofta7.com/vb/showthread.php?p=289354#post289354
عبد الباسط بن محمد أبي الخير الصوفي (1931—1960) شاعرسوري من حمص.
حياته
ولد ودرس في مدينة حمص السورية. حصل على الشهادة الثانوية في 1950. بعد حصوله على الشهادة الثانوية تم تعيينه مدرساً فعمل في قرى محافظة حمص مدة سنتين، وفي سنة 1952 التحق بالمعهد العالي للمعلمين وحصل على شهادة الليسانس في الأدب العربي في 1956، درّس بعدها اللغة العربية في مدارس محافظتي حمص ودير الزور حتى شباط 1960.[2]
أوفدته وزارة التربية والتعليم لتدريس العربية في غينيا في 1960، وهناك أصيب بانهيار عصبي وقام بعدة محاولات انتحار، ومات في مستشفى في كوناكري في 20 يوليو 1960، ونُقل جثمانه بحراً إلى بلده حيث دفن بعد شهرين من وفاته.[2]
أعماله
يصنف نتاجه ضمن الرومنطيقية[1]، ويوصف بالتشاؤم والانطواء والحزن.[3] صدر له ديوان شعر وحيد[4] «أبيات ريفية» عن دار الآداب بيروت في 1961.[5]
كما أصدرت وزارة الثقافة والإرشاد القومي في سوريا في سنة 1968 «آثار عبد الباسط الصوفي الشعرية والنثرية».[6]
موسوعة شعراء حمص ١١ مارس ٢٠١٧ · قصيدة الشاعر عبد الباسط الصوفي عن مدينة دير الزور اهلنا الحماصنة لم ينسوا الدير يوما .. هذا ما قاله الشاعر عبد الباسط الصوفي و نشرته مجلة الاداب اللبنانية عام ١٩٦٠ … في أواخر خمسينيات القرن الماضي، عُيّن الشاعر السوري الحمصي عبد الباسط الصوفي (1931 ـ 1960) مدرّساً للغة العربية في مدينة دير الزور؛ وهناك كتب واحدة من أرفع قصائد الشعر السوري في تلك الحقبة: «مدينة الغَرَب»، التي نشرتها مجلة «الآداب» اللبنانية في العدد الثالث ـ آذار (مارس) 1960. كانت القصيدة تتصادى، ولكنها لا تحاكي، رائعة بدر شاكر السياب «أنشودة المطر»؛ من حيث اعتماد عنصر طبيعي أقنومي، أو أيقوني على نحو ما، لتجسيد أبعاد حسّية ومجازية، فيزيائية وميتافيزيائية، في علاقة البشر بالطبيعة، والتقاط جدل هذه العلاقة، والبحث عن منعكساتها في تفاصيل المعيش اليومي، ومعطيات المصير الجَمْعي: المطر، عند السياب؛ وشجر الغَرَب، عند الصوفي. وعلى غير عاداته في كتابة الشعر، وربما لأنّ مناخات القصيدة ذات الكثافة العالية أخضعت الشاعر إلى إغواء التعبير بالنثر أيضاً؛ فقد نشر الصوفي قصيدته مع مقدّمة ليست قصيرة (أكثر من 600 كلمة)، لم تكن فاتنة في الصياغة اللغوية وفرادة المعجم وحرارة التعبير، فحسب؛ بل كانت فلسفية أيضاً، في التقاط علاقة الناس بهذا الشجر الذي «يخيّل إليك وأنت تتأمله أنه لم يكن سوى نتيجة روح أنثوية في طبيعة الأرض، أو نتيجة عبث قديم مبهم لتفاعل التربة»؛ وأنثروبولوجية، في منظورات شعرية: «الغَرَب يشبه نمطاً خاصاً من الرجال كانوا نتيجة قوّة باطنية تدفقهم، فيفرغون أيامهم بلا سبب معذبين ضائعين بين الخبز والخمر والأسف، يلقون ظلالهم القاتمة ثمّ يرحلون، فإذا بهم عبث حقيقي حين تعبّر الحياة عن خصوبتها وترفها». وأيضاً: «عندما تلهث الطرق المعبدة بالإسفلت المحاذية للنهر، في أوائل الصيف، بسبب أشعة الشمس المسعورة، ينثر الغَرَب فتاتاً أبيض يتساقط بطيئاً كالثلوج، ويحسب الناظر إلى الشجر أنه يبكي بكاءه الموسمي ذارفاً دموعاً من القطن». وفي مطلع القصيدة (134 سطراً، تتوزع على خمسة مقاطع)، يقول الصوفي: «كلّ الحقول جمرة من الذهب/ وأنت أحطاب الشتاء، يا غَرَبْ/ سرب الفراش، كالوشاح، طارْ/ والتمعتْ سنابل النضارْ/ أغنية الحصاد، هزّها الطربْ/ وفي الجباه قطرة من التعبْ/ وخلف كثبان الرمال، غارْ/ ظلّ النخيل، وارتمت قفارْ/ وبرتقاليّ اللظى، شرارْ/ فضجّ، في الصحراء، ينضح الغضبْ/ العطش القديم فيه، والسغبْ/ والشفق الكظيم، والأوارْ/ وأنت تابوت الذهول، يا غَرَبْ». ولم يكن مألوفاً، في الشعر السوري خلال خمسينيات القرن الماضي، أن يتجاسر شاعر شابّ طالع (مجموعة الصوفي الشعرية الأولى، «أبيات ريفية»، والوحيدة في الواقع، سوف تصدر سنة 1961 عن دار الآداب، بعد وفاته)، على اقتراح مجازات من طراز «تابوت الذهول»، و»تلتقي الظلال بالظلال بالظلال»، و»تدفن أشلاء الليالي والحقب»، و»انغرزت أصابع وحشية/ في مقل الشوارع القفراء»، و»انداح عمقٌ للظلال، وانسرب»، و»في رماد التبغ، والحطام/ يهرول الحلم، ويفغر العدم»، «وأنت ثلجيّ الفؤاد، والعصب/ تنام، صمغيّ الجفون، يا غَرَبْ»… والحال أنّ الصوفي كان ثالث ثلاثة شعراء تكفلوا بنقل الحركة الشعرية في مدينة حمص، ثمّ في سوريا بأسرها أيضاً، إلى مصافّ تجديدية جذرية، في الموضوعات كما في الأشكال. رفيقاه في رحلة التجديد كانا وصفي قرنفلي وعبد السلام عيون السود، ورغم أنّ قرنفلي كان أقرب إلى الأستاذ عند الصوفي وعيون السود، إلا أنّ الثلاثة تقاربوا، وبعدئذ تكاملوا، في تأسيس حركة واحدة أنجزت غرضين كبيرين: تحرير اللغة الشعرية من إفراط البلاغة الكلاسيكية وقيودها، دون تفريط بالجزالة والفصاحة والمعجم الخصب؛ وإطلاق مدرسة رومانتيكية مثّلت واحداً من أبرز تحديات الشعر السوري في خمسينيات القرن الماضي، بالمقارنة مع مدارس أخرى ناجزة احتكرتها تيارات قصيدة الغزل والقصيدة الوطنية والقصيدة الرمزية والقصيدة الملتزمة. غير أنّ الصوفي امتاز عن زميليه بحسّ فلسفي قلق حول معضلات الوجود، لعله نجم عن قراءاته المبكرة في أعمال نيتشه وشبنغلر، ويقينه بأنه سيزيف آخر: «في أعماقي كائن عجوز، هرم، مريض، أحمق، يرتطم الآن ارتطاماً قاسياً، على صخور تجارب وحقائق جديدة. أنا الآن في البوتقة، أريد انصهاراً كلياً لأدرك وأستطلع قابلية الإدراك في ذاتي… أريد انتصاراً كبيراً على الجزع الروحي الذي مزّقني… أريد أن أتعرى…»؛ هكذا كتب إلى أحد أصدقائه، قبل أسابيع قليلة من نجاحه في الانتحار، في كوناكري التي أوفدته إليها وزارة التربية لتدريس اللغة العربية، بعد محاولات انتحار سابقة باءت بالفشل. وفي العودة إلى مقدّمة القصيدة، والحديث عن أهل دير الزور، يكتب الصوفي: «إن الإنسان هناك يمثّل توزّعاً قاهراً بين عالمين: عالم الصحراء وعالم النهر. فالصحراء باتساعها الرملي المتموج، وغريزة الحرّية المتأصلة فيها، تغذيه بنُبل عريق ومُثُل قديمة وامتداد متحرر، والنهر باستمراره الظافر المجهول، وبالنسغ الدائم الذي يحمله، يهبه القدرة على الاستمرار وقهر العطش. فالرجال يتطهر جوهرهم الإنساني حين يحملون جذوات الصحراء التي لا تنطفئ، ويمتلئون بالخصب المترف حين يغمرهم النهر. فهم أحفاد البداوة العربية الأصيلة في جانب، وفنانون حقيقيون في جانب آخر».
يوميات ديري ـــــــــــــــــــ الشباب الحمصي المغترب إلى الألبوم: وجوه حمصية. ١ يونيو ٢٠١٩ · عبد الباسط الصوفي ـ 1931-1960 في حيٍّ من أحياء حمص القديمة (ضهر المغارة) وُلِدَ عبد الباسط بن محمد أبي الخير الصوفي عام 1931 ، تلقّى علومه الإبتدائية في المدرسة الخيرية الأميرية (المأمون حالياً) ثم في مدرسة التجهيز فنال الشهادة المتوسطة عام 1946 والشهادة الثانوية عام 1950 ، عُيِّن بعدها مُعلِّماً في مدارس ريف المحافظة ومدرِّساً للغة العربيــة في متوسطة فيروزه . وفي عام 1952 انتسب إلى جامعة دمشق ونال الإجازة في الآداب عام 1956 . وفي أواخر دراسته الجامعية بدمشق عملَ مذيعاً في الإذاعة السورية ومشرفاً على القسم الأدبي فيها بتوصية إعجاب وتقدير من الشاعر الكبير ( بدوي الجبل ) الذي كان وزيراً في الحكومة السورية آنذاك . واصل بعد ذلك مهنته التدريسية في ثانويات دير الزور وحمص حتى شهر شباط 1960 حيث أوفدته وزارة التربية مع ثلاثة من زملائه إلى (غينيا) في بعثة تعليمية لتدريس اللغة العربية فقام بمهمته خير قيام ، لكنه أصيب بمرض عضال استعصى على الأطباء هناك مداواته فطلب إعادته إلى وطنه ولكن أمنيته لم تتحقق إذ تعذَر نقله وهو طريح الفراش وتألّم كثيراً ولم تتحمّل أعصابه المرهفة وضعه المرضي فمات منتحراً يوم الأربعاء في 20 تمــوز عام 1960 في ( كوناكري ) بالمستشفى الذي نقل إليه إثرَ إصابته بانهيار عصبي شديد سبقته عدة محاولات انتحارية فاشلة ،ولم يُتِم الثلاثين ربيعاً من حياته ، ونقل جثمانه بحراً ودفن في مقبرة ( باب التركمان ) بعد شهرين من وفاته .كان عبد الباسط الصوفي شاعراً عبقرياً ملهماً ، ويعتبر من شعراء الطليعة العربية في عصرنا الحديث ، رهيف الإحساس ، دقيق التصوير والملاحظة وطني التفكير، عربي النزعة ، إنساني نبيل ، رشيق العبارة ، يمتاز شعره بأنه يجمع بين أصـالة الشعر الكلاسيكي وتجديد الشعر الحديث ويعبِّر تعبيراً عميقاً عن مأساة الضياع والتيه التي يعانيها الجيل العربي الجديد في سعيه لتحقيق ذاته . وعلى صعيد المناهج الدراسية : دخل شعره مناهج تدريس اللغة العربية مادة النصوص الأدبية في الصف الأول الإعدادي في كتاب ( القراءة الجديدة ) للعام الدراسي 1967 ـ 1968 وأورد له المؤلفون قصيدته ( هو الشعب) . كما دخل شعره في مقرر كتاب ( الباقة ) للصف الثالث الإعدادي للعام الدراسي 1969 ـ 1970 وأورد له المؤلفون قصيدته : (مدينتي) والتي ألقاها في المهرجان العربي للشِعر سنة 1959 وفيها يقول : مدينتي ، لاتملكُ الذَرّهْ مدينتي ، طيّبة ، حُرَّهْ لاتصلب الإنسان في آلةٍ أو تمضغ الأحقاد ، في فكره مدينتي ، نبضات قيثارةٍ حيناً ، وحيناً ضحكةٌ ثرّه قديمة ، كالحب ، ميلادها لما صحا دربُ الهوى مرّه وعلى صعيد الغنــاء : فقد غنّى المطرب نجيب السرّاج له نشيد (عربيٌّ أنت : عربيٌّ أنت أرضـاً وسما فاملأ الدنيا لهيبــاً ودمـا وانطلق للشمس في آفاقها وامتطِ الريح وهات الأنجما وعلى صعيد الجوائز الأدبية : نال جائزة مجلة الآداب الشعرية لعام 1960 عن ديوانه ( أبيات ريفية ) هو الأثر الأول الذي ينشر للفقيد وله مئات من القصائد الشعرية في مختلف الموضوعات بالإضافة إلى عشرات من المقالات الأدبية والإجتماعية المنشورة في مختلف المجلاّت والجرائد العربية . كما أن وزارة الثقافة عملت على طبع ( آثار عبد الباسط الصوفي الشعرية والنثرية ) بتقديم من الدكتور إبراهيم كيلاني مقتطفات من أعمــــاله : 1 ـ كان عبد الباسط يعاني منذ يفاعته من شعور حاد بالوحدة وإحساس شديد بالعزلة وكان متشائماً منطوياً على نفسه ، وتردّدت تعابير الموت والفناء في أكثر من قصيدة ورسالة وقصة كتبها ، لقد تجمّعت كل الرؤى السوداوية ودفعته إلى الإنتحار البطيء في حمص والإنتحار الصعب ( في كوناكري ) حيث ابتدأ خيط الرحيل الأبدي منذ اللحظــة التي اصطدم فيها بحبه التعيس ووقفت التقاليد والأعراف في وجه تجربته (العشيقة الأولى) التي كانت سبباً في اضطراب حالته النفسية ونزوعه إلى الرحيل: أنا راحلٌ والشوك ملء يدي آهٍ الشـوك عربدْ أنا راحلٌ وغداً أعود وفي جبيني الشمس تُعقَدْ سأهزُّ أغوار الفناء وأنثني أبداً مخلد وأجوب أعماق الجحيم خطىً تمزق كل فرقد صبحٌ يموت ، ووجه صبح في ضمير الليل يولد 2 ـ من قصيدة ( الزائر الغريب ) نظمها في مدينة كوناكري بتاريخ 21/أذار /1960 : أنا .. فرح الأرض ، إنسانه ، شوقه السرمديْ أنا .. في تدافع عشب ، وفي خفق صبحٍ ندي أنا .. قد غمست حروفي ، بكل عروق الحياه وبين ضلوعي لهيب إله ، وسر إله 3 ـ من قصيدة ( وطــن ) : وعيتُك ، يا وطني ، في الضمير صلاةً كأنك نجوى نبي مع الطفل ، في مهده الشاعريِّ مع الأمّ ، جاثيةً ، والأبِ مع الفجر ، يغرقُ ، في صحوهِ مع الشمسِ ، في كونها الأرحبِ وعيتكَ في سنبل كالنضّارِ وفي منجلٍ ، باردٍ ، أصلبِ وفي كلّ أرضٍ ، مع القادحين يشقون ، دربَ الغدِ المختبي ـــــــــــــــــــ
سهام ترجمان من ويكيبيديا سهام ترجمان معلومات شخصية الميلاد 1932 دمشق، سوريا الإقامة سوريا الجنسية سورية الحياة العملية التعلّم إجازة في الفلسفة المهنة أديبة سهام ترجمان (1 كانون الأول 1932 – ) صحفية وأديبة سورية، ولدت في حي العمارة بمحافظة دمشق عام 1932.
تلقت تعليمها في دمشق حتى المرحلة الثانوية ثم أتمت دراستها الجامعية في كلية الآداب – قسم الفلسفة – جامعة دمشق حيث نالت الإجازة في الفلسفة (1954- 1955). عملت في الصحافة.
قدمت برنامجاً ثقافياً من إذاعة دمشق لفترة طويلة كان سبب شهرتها في الأوساط الأدبية في سورية وخارجها. عضو جمعية النقد الأدبي.
ترجم كتابها الأول يا مال الشام إلى الإنكليزية من قبل المستشرقة الأمريكية البروفسور الدكتور أندريارو ” أستاذ علم الانتربولوجي والسوسيولوجي في جامعة سيراكيوز نيويورك، ويذكر أن الكتاب يقع في ثلاث مجلدات وقد صدر منه جزء ثان بعنوان (يامال الشام 2)مؤخراً . كما صدر لها كتاب آخر عن (المعتزلة) يتحدث عن دورهم ودور العقل في الفلسفة الإسلامية. وقد نالت على كتابها هذا شهادة الدكتوراه في الإبداع الفكري. تعتز الأديبة سهام ترجمان بدمشقيتها وحبها لدمشق في كافة إصداراتها ومحاضرتها، وقد عبرت عن هذا العشق المستديم من خلال حبها لعبق الياسمين الدمشقي الذي ينمو على التربة الخصبة المروية من نهر بردى.
المؤلفات كتاب يا مال الشام كتاب فرقة المعتزلة رواية جبل الشيخ في بيتي رواية آه … يا أنا كتاب رسائل الأميرة زينب الحسنية إلى الرائدة الشامية ماري عجمي
في مثل هذا اليوم منذ ٧ سنوات Fareed Zaffour ٢٣ مارس ٢٠١٤ · حياة الصحفية والأديبة السورية سهام ترجمان .. ولدت في حي العمارة في دمشق عام 1932. تلقت تعليمها في دمشق حتى المرحلة الثانوية ثم أتمت دراستها الجامعية في كلية الآداب – قسم الفلسفة – جامعة دمشق حيث نالت الإجازة في الفلسفة (1954- 1955). عملت في الصحافة. قدمت برنامجاً ثقافياً من إذاعة دمشق لفترة طويلة كان سبب شهرتها في الأوساط الأدبية في سورية وخارجها. عضو جمعية النقد الأدبي. http://almooftah.com/vb/showthread.php?p=288891#post288891 في مثل هذا اليوم
ماري عجمي .. أول سيدة تنشئ مجلة نسائية في سورية – S A N A Images may be subject to copyright. Learn More Related images See more ماري عجمي.. “عروس” المجلات النسائية و”راهبة” الأدب anapress.net ماري عجمي” الرائدة النسوية صاحبة “العروس” التي رحلت وحيدة | سناك سوري snacksyrian.com من هولندا…إلى فلسطين: 01/03/16 – 01/04/16 mazenshamma.blogspot.com دمشق الآن – #المرأةالسورية.. تاريخ مشرّف || #ماريعجمي أديبة وشاعرة وصحافية سورية.. أنشأت عام 1910 مجلة “العروس”.. أول مجلة نسائية تصدر في #سورية. كما أسّست العديد من النوادي والجمعيات النسائية.. | Facebook facebook.com نازك الملائكة في ذكرى رحيلها.. أخــذت اســــــمها مـــــن نــــازك العابــــد.. وتتلمـــــــذت علــــــى يـــــــد مـــــاري عجمــــي riadi.alwehda.gov.sy وكالة أخبار المرأة – ماري عجمي .. أول سيدة تنشئ مجلة نسائية في سورية wonews.net نازك العابد بين مشروع الاستقلال وتحرير المرأة السورية ⋆ مجلة طلعنا عالحرية freedomraise.net من ذاكرة التاريخ ماري عجمي – YouTube youtube.com النهضة النسائية في سوريا ولبنان: مقال نادر لــ«ماري عجمي» رائدة صحافة المرأة في الشام | ولها وجوه أخرى wlahawogohokhra.com د. عزة علي آقبيق : سهام ترجمان | التاريخ السوري المعاصر syrmh.com Facebook facebook.com مجلة “الثقافة” قبل 87 عاماً..سوريا تتقدم الدول العربية بالتعليم | سناك سوري snacksyrian.com See more Related searches نازك العابد ماري عجمي
د.عائشة الخضر لونا عامر ١٨ مارس – 2021 م · شخصية_الاسبوع : من اعلام الشهباء وأدباء المسرح في حلب -الأديب والروائي وليد إخلاصي *-ولد الأديب والروائي والقاص والمسرحي (وليد إخلاصي )في الاسكندرونة (ولاية حلب ) في /1935/5/27.. والده الشيخ الحلبي الأزهري أحد عون الله الإخلاصي الذي كان رئيساً لتحرير (مجلة الاعتصام) الشهرية في أواخر العشرينات وأوائل الثلاثينات من القرن العشرين ونشأ وترعرع في مدينة حلب الشهباء.. *-درس الإبتدائية في مدرسة (الحمدانية ) ثم أتم دراسته الثانوية في ثانوية (المأمون ).. ومن أساتذته :زكي الأرسوزي ،وسليمان العيسى ،وخليل هنداوي ،وفاتح المدرس……. *-سافر إلى الإسكندرية وانتسب إلى كلية الزراعة وحصل على البكالوريوس والدبلوم عامي /1958-1960/ *-عمل لدى مؤسسة تسويق وحلج الأقطان في حلب. *-ساهم في إحداث مسرح الشعب ،ومسرح حلب القومي ،والنادي السينمائي. *-عضو مؤسس في اتحاد الكتاب العرب في سورية. *-رئيس أسبق لفرع اتحاد الكتاب العرب بحلب. *-عضو هيئة مجلة الحياة المسرحية الدمشقية. *-عضو مجلس الشعب للدور التشريعي السابع. *-يكتب القصة والرواية والمسرحية والمقالة والدراسات الأدبية… *-قدمت أعماله المسرحية في أكثر من قطر عربي ،وأكثر من مهرجان مسرحي. *-ترجمت نماذج من أعماله إلى أكثر من لغة عالمية. *-أعدت عن أعماله دراسات جامعية لنيل درجتي الماجستير والدكتوراه في أكثر من بل ،وكانت رسالة الدكتوراه للباحث (أدمير كوريه )بعنوان (الشكل والمبنى في مسرح وليد إخلاصي )وهي أول رسالة جامعية عن كاتب سوري في الولايات المتحدة الأمريكية. *-شارك في العديد من المحاضرات الثقافية والندوات الأدبية والمسرحية في الأندية والمحافل الثقافية والمهرجانات الفنية. *-نال جائزة مجلس مدينة حلب للانتاج الفني والإبداع الفكري عن مجمل أعماله الأدبية عام /1997/. *-نال جائزة (سلطان العويس )الأدبية الأولى عن مجمل أعماله الروائية ،مع الروائي جمال الغيطاني عام /1997/. *-كرمته وزارة الثقافة في العيد السابع لتكريم المبدعين في مدينة حلب في 1989/11/11على مسرح دار الكتب الوطنية..تحت رعاية محافظ حلب الأستاذ محمد نور موالدي. *-نال جائزة الدولة التقديرية عن مجمل أعماله الإبداعية….. *- عضو في لجنة تسمية الشوارع بحلب . *- روايته دار المتعة نشرت في لندن وحملت تقديما ً بقلم الاستاذ خلدون فنصة . *- نشرت له رواية ” ملحمة القتل الصغرى ” على حلقات في جريدة الثورة . *- قدم لكتاب الاستاذ خلدون فنصة ” الإرث المحفوظ “ *-من مؤلفاته : لوحة المسرح الناقصة وتتضمن أبحاثآ ومقالات في المسرح.. *-من أعماله القصصية : نظارات أبو الزرابيل ،التقرير ،خان الورد ،الطين ماحدث لعنترة ،يا شجرة يا..،الأعشاب السوداء ،دماء في الصبح الأغبر ،الدهشة في العيون القاسية ،زمن الهجرات القصيرة ،موت الحلزون ،الحياة عربة وماإليها ،مجموعة قصصية /63. *-من أعماله الروائية : أحضان السيدة الجميلة ،أحزان الرماد ،الحنظل الأليف ،زهرة الصندل ،بيت الخلد ،حكايات الهدهد ،باب الجمر ،دار المتعة ،شتاء البحر اليابس…. من أعماله المسرحية : الأيام التي ننساها ،الديب ،كيف تصعد دون أن تقع ،يوم أسقطنا طائر الوهم ،أوديب مأساة عصرية ،مقام ابراهيم وصفية ،فرح شرقي ،هذا النهر المجنون ،سهرة ديمقراطية على الخشبة ،القرد والقراد ،الثرثرة ،لقمة الزقوم ،العالم من قبل ومن بعد ،سبعة أصوات خشنة ،الليلة نلعب ،رسالة التحقيق والتحقق ،حدث في يوم المسرح ،قطعة وطن على شاطئ قديم ،من قتل العصافير ،أغنيات الممثل الممل ،أنشودة الحديقة ،مسرحيات للفرجة ،من يقتل الأرملة ،عن القدر والخطيئة ،طبول الإعدام ،من يسمع الصمت.. وغيرها…. *-وقد نشرت هذه الأعمال في كل من سورية ولبنان وليبيا وتونس ولندن وغيرها… *-أمد الله في عمرة…وأغدق في إنتاجه.. .. ….. -عن مقال للباحث المسرحي /هلال دملخي بتصرف ومصادر اخرى متنوعة
هيلين كيلر من ويكيبيديا هيلين كيلر (بالإنجليزية: Helen Adams Keller)، ( مواليد 27 يونيو 1880 – 1 يونيو 1968). أديبة ومحاضرة وناشطة أمريكية، عانت هيلين كيلر من المرض في سن تسعة عشر شهراً وافترض أطباء الأطفال بأنها مصابة بالحمى القرمزية أو التهاب في الرأس (السحايا) ما أدى إلى فقدانها السمع والبصر تماماً. وفي تلك السنوات بدأت كيلر حياتها العلمية مع الأطفال المشابهين لحالتها. وعندما بلغت سن السابعة قرر والداها إيجاد معلم خاص لها. لذلك أرسل مدير مدرسة بيركنزا للمتفوقين الشابة المتخصصة آن سوليفان التي استطاعت التقرب من الفتاة والذي كان له دور كبير في مجال التعليم الخاص.
بعد أن أنهت كيلر التعليم الثانوي التحقت بكلية رادكليف حيث حصلت على شهادة البكالوريوس . وقد عاشت كيلر بعد ذلك مع معلمتها سوليفان بشكل دائم حتى وفاتها . وفي خلال سنوات التعليم أصبحت كيلر من داعمي الاشتراكية وفي عام 1905 انضمت كيلر إلى الحزب الاشتراكي الأمريكي . وقد أصبحت كيلر بعد ذلك ناشطة بارزة في الأعمال الخيرية. حيث كانت مدعومة من قبل التعليم والتنشأة الاجتماعية للأشخاص من ذوي الإعاقة وكانت شخصية بارزة ونشطة في الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية. وفي عام 1934 منحت كيلر جائزة ليندون جونسون وهو وسام الحرية الرئاسي .ومنذ عام 1980 يحتفل بعيد ميلاد هيلين كيلر بمرسوم صدر من جيمي كارتر حينها . بالإضافة إلى ذلك فقد أصبحت كيلر من ضمن الثقافة الشعبية حيث كانت شعبيتها من خلال مسرحيتها ” صانع المعجزات ” .. هيلين كيلر (بالإنجليزية: Helen Adams Keller) Hellen Keller circa 1920.jpg معلومات شخصية اسم الولادة (بالإنجليزية: Helen Adams Keller) الميلاد 27 يونيو 1880 ألاباما، الولايات المتحدة الوفاة يونيو 1, 1968 (عن عمر ناهز 87 عاماً) كونيتيكت، الولايات المتحدة سبب الوفاة مرض مكان الدفن كاتدرائية واشنطن الوطنية الجنسية أمريكية عضوة في عمال الصناعة في العالم ، والأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب، والحزب الوطني للمرأة مشكلة صحية الإعاقة السمعية البصرية الحياة العملية المدرسة الأم كلية رادكليف جامعة هارفارد شهادة جامعية بكالوريوس في الفنون تعلمت لدى آن سوليفان المهنة ناشطة، محاضر الحزب الحزب الاشتراكي الأمريكي اللغات الإنجليزية تعديل قيمة خاصية (P1412) في ويكي بيانات مجال العمل مقالة الجوائز قاعة الشهرة الوطنية للمرأة (1973) Presidential Medal of Freedom (ribbon).png وسام الحرية الرئاسي (1964) LBN Order of Merit of Lebanon 4th class BAR.svg وسام الاستحقاق اللبناني CHL Order of Bernardo O’Higgins – Knight BAR.png نيشان برناردو أوهيغينز ITA OMRI 2001 Cav BAR.svg وسام استحقاق الجمهورية الإيطالية من رتبة فارس BRA Order of the Southern Cross – Knight BAR.png وسام الصليب الجنوبي Order of the Southern Cross Knight (Brazil) Ribbon.png وسام الصليب الجنوبي من رتبة فارس عضوة قاعة مشاهير النساء في كونيتيكت Legion Honneur Chevalier ribbon.svg وسام جوقة الشرف من رتبة فارس ITA OMRI 2001 Cav BAR.svg وسام استحقاق الجمهورية الإيطالية التوقيع Helen keller signature.svg المواقع IMDB صفحتها على IMDB
ولدت هيلن كيلر في مدينة توسكومبيا حيث يمتلك والدها مزرعة وشارك والد هيلين أيضاً في مجال النشر . وفي خلال عشر سنوات امتلك والدها جريدة North Alabamin وكانت العائلة مزدهرة في الماضي ولكن تدهورت بعد نشوب الحرب الأهلية ولقد تعرضت العائلة لأضرار كبيرة وعاشت الأسرة بعد ذلك حياة نسبيه.[4][5][6]
وفقاً لمذكرات هيلين فإن والديها ظلوا لفترة طويلة لم يستطيعوا أن يختاروا لها اسم مناسب. وقد اقترح والدها تسميتها باسم ميلدريد كامبل تكريماً لاحد الأجداد ولكن والدتها كانت ترغب في تسميتها باسم هيلين ايفرت .[7] وكانت تعتقد كيت والده هيلين بان اسم “هيلين ” يعنى النور وكانت ترغب أن تجعل حياة ابنتها كلها مملؤة بالنور .[8] وقد اعترض والدها على ذلك الاسم الذي اختارته زوجته ولكنهم نسوا أن يسموا الفتاة طبقاً للكنيسة وتذكر أن الفتاة تدعى هيلين وكان الكاهن قد دعى لها أن تسمى باسم هيلين أدمس كيلر .[9]
وقد ولد والدها وهو اّرثر كيلر في 5 فبراير عام 1836 من عائلة ديفيد ومارى كيلر . ويأتى تاريخ كيلر في الولايات المتحدة من البداية من كاسبار كيلر السويسري والذي قرر أن يرحل إلى الولايات المتحدة وقام بشراء مساحات واسعة من الأراضى في ولاية ألاباما.اّرثر هو والد هيلين هو حفيد كاسبار . وكانت هيلين هي المعلمة الأولى من الأجداد السويسرية وكانت معلمة الصم في مدينة زيوريخ ونشرت كتاب عن تدريبهم .[10] كانت ماري مور هي ابنه الكسندر مور ومعاون جيلبيرا لافيتا وزوجته اّن .[10] وكان الكسندر قريب من مؤلف كتاب ” أوتوبي ” وهو توماس مور . اّن هي ابنه الكسندر سبارتس فودو والحاكم الاستعمارى فيرجينا من عام 1710 حتى 1722 . جاء سبارتس فود من عائلة إنجليزية نبيلة وكان أحد أقارب ملك اسكتلندا روبيرت الثانى .[11] بالإضافة إلى أن مارى كانت ابنه عمر روبرت روبيرت .[12]
اّرثر كيلر كان متزوجاً مرتين .وكانت زوجته الأولى سارة روسر والتي توفت عام 1877 .[13] وتزوج اّرثر للمرة الثانية وكان اسم الزوجة كيت عام 1878 .[13] وكانت هيلين هي الطفلة الأولى لهم وفي عام 1886 ولدت الابنة الثانية لهم تسمى ميلدريدكا كامبل .[7] وولد الطفل الثالث لهم في عام 1891 باسم ابن فيليب . وقد عاش الزوجان معاً حتى وفاة اّرثر عام 1896 وتوفت زوجته كيت بعد ذلك في عام 1921 .[14]
ولدت هيلين طفلة سليمة[14] بدون أى أمراض وقبل عيد مولدها الأول بدأت المشي [8] وكان لديها رؤية ممتازة حيث انها كانت تستطيع أن تجد الإبرة التي تسقط على الأرض .[8] ووفقاً لكلام والدتها كات كلير عن هيلين حيث قالت انها عندما بلغت سن ست شهور استطاعت أن تنطق بعض الكلمات مثل ” شاى -شاى – شاى ” . كما بدأت ان تسأل ” ماذا تفعلين ؟” .[8] كما بدأت الفتاة في حفظ الكثير من الكلام في ذاكرتها وعرفت خاصة كلمات اخرى مثل المياه وغيرها من الأشياءالطفولية مثل “فا- فا “.[8]
عندما بلغت هيلين سن 19 شهرا أصابها مرض خطير تم تصنيفه بأنه “التهاب بالرأس” . وكان حديث الأطباء حول ذلك المرض انهم يعتقدون انه في واقع الأمر كانت الحمى القرمزية والحصبة الألمانية أو التهاب السحايا .[4][15] وقد صرح وقتها طبيب الأطفال أن حياة الطفلة في خطر ولكن المفاجأة كانت انها تعافت من المرض [16] ولكن سعادة الآباء لم تستمر كثيراً حيث بعد أن تعافت هيلين من المرض فقدت حاسة السمع والبصر .
عاشت هيلين سنواتها الأولى داخل الوطن في المنزل الذي شيده جدها عام 1820 .[17] وذلك قبل بداية عملها مع معلمها ولكن هيلين لم تكن قادرة على التواصل مع المنزل ولكنها استطاعت أن تعبر عن رغبتها وإرادتها للأشياء .[8] وعلى الرغم من فقدان هيلين للسمع والبصر ولكن طفولتها كانت تحمل طابع البهجة وكانت الفتاة على علاقة وطيدة مع نظائرها من فاقدي السمع والبصر وكانت هيلين تلعب مع ابنه الخادمة مارتا واشنطن وكانوا يلعبون ويمزحون معاً. ولكن في نفس الوقت كان يظهر على هيلين الغضب بسبب اختلافها عن الأخرين . وأدركت أن الناس الأخرين يتمتعون بحاسة الفم من أجل التواصل والتعامل مع الأخرين . وكانت الفتاة تحاول أن تكرر حركة شفاتها. ولكن في كل مرة تأتي محاولتها بالفشل وعلى أثر ذلك دخلت الفتاة في حالة غضب شديدة وكانت تكسر كل ما حولها من شدة الغضب الذي لحق بها .[7] بمرور السنوات تردد في فكر اّباء هيلين حول إرسالها إلى دار للمعاقين ودخولها مدرسة للمكفوفين والصم[18] ومع ذلك تقوم المدرسة بمعالجة الأطفال من هذه الأمراض النفسية التي يعانون منها بسبب عجزهم . وقد ظهر قليل من الأمل لدى كيلر وذلك عندما قرأت والدتها كيت في مذكرات تشارلز ديكنز باسم ” الملاحظات الأمريكية ” عن لورا بريدجمان حيث أن بريدجمان فقدت السمع والبصر في مرحلة الطفولة ولكن استطاعت أن تتكيف مع المجتمع وذلك بفضل المعلم صموئيل .[19] ومع ذلك فإن الأمل مازال بعيداً عن كلير وذلك بسبب وفاة صموئيل صاحب التجربة الفريدة من نوعها .[7] عندما كانت هيلين في سن السادسة من عمرها، سمع والدها عن طبيب العيون البارز في بالتيمور والذي شارك في العديد من أمراض العيون المعقدة ومع ذلك فقد ذهب كلير إلى بالتيمور. ولكن الطبيب يبدو عاجزاً عن علاج الفتاة . ولكنه نصح العائلة بأن يذهبوا إلى الطبيب الكسندر غراهام وفي المقابل دعت مديرة مدرسة المكفوفين عائلة هيلين بأن هناك معلمة تدعى سليفان وبالفعل في شهر مارس عام 1886 جاءت استجابة ناجحة من هيلين مع المعلمة الجديدة سليفان. لذلك سليفان بعد الاستجابة الناجحة التي أجرتها مع هيلين وصلت إلى محل أقامة هيلين لتبدأ عملها معها بشكل دائم عام 1887 .[7]
وصلت المعلمة سليفان إلى منزل كلير في شهر مارس عام 1887 .[18] وبعد ذلك كتبت هيلين ” انا مملؤه بالدهشة وذلك حيث أفكر انه على المقابل من ذلك فإنه لا يوجد مقياس بين كلتا الحياتين والتي ترتبط كلاً منهما بظهر هذا اليوم ” .[7] حتى المعلمة سليفان هي الأخرى كان لديها ضعف في النظر وقد تخرجت من مدرسة بيركنز للمكفوفين . وقد أمضت سليفان طفولتها في ملجأ داخل بلدة توكسوري [14] ولدى وصولها بيت عائلة كلير تم تعينها براتب 25 دولار .[17]
ولكى يتم غرس فهم الطالبة لقواعد السلوك فقد طلبت سليفان منهم تخصيص غرفة منفصلة ولذلك الطلب قامت عائلة كلير بتخصيص جزء متوسط الحجم من البيت لهذا الغرض .[19] ولم تفعل سليفان أي بدلات للطفلة المعاقة : وبدأت على الفور ” التحدث” مع هيلين بهدف استمرارها على التحدث بشكل مستمر على النحو التالي : بدأت سليفان أن تضع أصابع كلير على الكلمات البارزة . كل حرف من الحروف الأبجدية للغة الأنجليزية يوجد ما يعادله في لغة الحروف البارزة هذه وعلى هذا النحو يبدأ المتعلم أن تظهر شخصيته ويتعلم الأبجدية العادية .[20]
ومن اليوم الأول بدأت هيلين على إقامة علاقة بين الأشارة واستلام الموضوعات وكانت لديها القدرة على إعادة إنتاج هذه الإشارة . وعلى الرغم من ذلك فإن الفتاة لم تفهم حركات المعلمة سليفان والتي كانت تعني انها كانت كلمات مجردة . وعند الانتقال من التكرار البسيط إلى نقطة التحقيق الحقيقية التي مرت بها هيلين – وظهر ذلك عندما اختارت المياه. فاجأة أدركت أن هناك لمسه معينة من المعلمة تشير إلى السائل . وهذا المشهد الدرامي أصبح بعد ذلك معروفاً على نطاق واسع في المجتمع الأمريكي،[21] أخذت هيلين الكثير من الوقت لفهم بعض الفروق الدقيقة في اللغة . لذلك في البداية لم تفهم الفرق بين الأسماء والأفعال. ووفقاً للمعلمة سليفان فإن الفتاه واجهت الكثير من الصعوبات في معرفة وفهم الكلمات مثل كلمة ( كوب ) ، ( لبن ) ، ( يشرب ) . ولكى تعرف الشيء كانت هيلين تنتقل إليه بفكرها واستخدمت لذلك الحركة الاحتكاكية للأشياء من أجل المعرفة والتعرف عليها .[20]
بعد ذلك بدأت هيلين سريعاً في التدريب على ذلك وفي خلال شهر عرفت الفرق بين الأسماء والأفعال وفي خلال 19 يوم بدأت هيلين معرفة تكوين الجمل . ومن بين إحدى هذه التعبيرات ” الطفل لا يأكل” وبعد ذلك علمت أيضاً ” الطفل بدون اسنان لذلك لا يأكل فإنه يرضع ” . وبعد 11 يوم عرفت هيلين كيفية التعرف على الأطفال حديثي الولادة وقالت عنهم” العيون مغلقة ولا يحلم” وبدأت أيضاً في معرفة الظروف والأحوال جيداً وبدأت أن تكتب بمساعدة أبجدية اللمس للحروف الأبجدية حيث كتبت ” الطفل يكون صغير والجرو يكون صغير جداً ” .[20]
بدأت هيلين بعد ثلاثة أشهر في تعلم الاعتماد على نفسها في كتابة رسالة إلى صديق لها وذلك بمساعدة طريقة برايل للكتابة . وكانت هيلين تتميز بمهارة عالية في القراءة . وبحلول شهر يوليو تعلمت هيلين الكتابة بالقلم الرصاص لكي تشرح للناس الذين لا يعرفون طريقة برايل . وكذلك اكتشفت الفتاة أن هناك العديد من التساؤلات مثل ” لماذا ” ، ” من أجل ماذا ” و الأفعال ذات علاقة بذلك . وفي نفس ذات الوقت وفي خلال وقت طويل استمرت في اجتياز المواد المعنية .[20] وقد أعجب أنانس من النجاح الباهر لهيلين . وقد كتب عنها العديد من الملاحظات . وحينها اصبح اسم الفتاة هيلين ملحوظ بشكل ملفت للنظر على صفحات المطبوعات .[19]
التعليم الثانوي
استمر عمل المعلمة سليفان مع هيلين لمدة 49 عام . وقد مارست سليفان دراسة التاريخ واللغات الأجنبية وخاصة العلوم . وفي شهر مايو عام 1888 قامت بعمل زيارة لمدرسة بيركنز للمكفوفين حيث التقت كلير لأول مرة مع نظائرها المكفوفين .[7]
وعندما بلغت هيلين سن العاشرة تعلمت مع المكفوفين والصم النرويجين والتي استطاعت أن تتعلم الكلام وكانت هيلين حريصة على تكرار إنجاز وكان يوجد لدى أسرة الفتاة خوف شديد أن تصاب الفتاة بإحباط وعدم القدرة على الترجمة ولكن تحول ذلك فيما بعد إلى واقع ملموس .[22] وفي وقت لاحق بدأت هيلين في ممارسة الأشياء مع المعلمة سليفان . واستطاعت أن تتعلم كيف تنطق الأصوات، لكن كان صوتها صعب في نهاية الحياة من أجل فهم الناس الغرباء .[14]
وفى عام 1891 حدث هناك حادث أدى إلى تدهور العلاقة بين هيلين ومديرة مدرسة بيركنز . كتب كلير قصة ” الملك الصقيع ” وقام انانس بطبع قصتها هذه ونشرها في مجلة المدرسة وعمل هذا كهدية لها في عيد مولدها .[23][24]
وفى السنوات التالية لم تحضر كلير الفصول الدراسية في المدارس وبدأت في الأنخراط وراء المعلمة سليفان والمحاضرين الأخرين . ويجع نجاحها إلى تدريبها الجيد [21] وفي عام 1894 بدأت هيلين في الدراسة بمدرسة رايت للصم حيث درست بها حتى عام 1896 ثم انتقلت إلى مدرسة للبنات في جامعة هارفارد وفي كل مكان كانت معها المعلمة سليفان تساعدها على عمل الواجبات المنزلية وقراءة الكتب وبدأت هيلين كل هذا عن طريق برايل للقراءة والكتابة[21] وبعد ترك المدرسة عام 1900 فازت كلير بحق الالتحاق في مؤسسات التعليم العالي.
المرحلة الجامعية وتكوين الرأي
اجتازت كيلر الاختبارات الأولية للالتحاق بكلية رادكليف وذلك من 29 يونيو حتى 3 يوليو 1897 .[7] وكان انضمامها إلى هذه الكلية هو حلم كبير لها منذ طفولتها .[14] وبعد أن اجتازت هيلين الاختبارات بنجاح ولكن قرر معلميها انه سيكون من المفيد لها أن يتم إعدادها أولاً للدراسة ونتيجة لذلك ذهبت إلى الكلية في عام 1900 .[7] وفي خلال فترة التعليم تعرفت هيلين على ملجنت هنري خاتجلستون رودجرس وكانت هيلين تلقبه بإسم مارك تفين [21] وفي جامعة رادكليف واجهت هيلين العديد من التحديات ومنها: طباعة الكتب المدرسية بطريقة برايل وكانت الفصول ممتلئة بالكثير من الأشخاص وكان المعلمون يعطون لها اهتمام خاص . كما واجهت هيلين العديد من الصعاب في الموضوعات الدراسية مثل الهندسة والجبر.[25]
بدأت هيلين في جامعة رادكليف تشكيل جذري لفكرها حول وجهات النظر اليسارية للنظام السياسي [21] وفكرت لأول مرة حول حقوق العمال وذلك عندما قرأت أن معظم فاقدي النظر من طبقات السكان الفقيرة . وهذا يرتبط بشروط العمل في المصانع[21] وأضافت في وقت لاحق نظام الأشتراكية . وقد أيدت كيلر أعمال إميلين بانكيرست . كما لعبت كيلر دور مثير للجدل في وجهة نظرها السياسية . وقد قامت بعكس كل أفكار الحزب الجنوبي . وكان والد هيلين ” تابع للحزب الجنوبي ” وعلى سبيل المثال فهو حتى أخر حياته كان يعتقد أن الزنوج لا يعتبروا بشر. وكانت زوجته تؤيد أكثر وجهات النظر الليبرالية .
وفى خلال فترة الدراسة كتبت هيلين أول كتاب لها وهو حول سيرتها الذاتية باسم ” قصة حياتى ” . وقد تم نشر هذا الكتاب لأول مرة في جريدة “Ladies ” .[26] وفي عام 1903 بدأ طباعة هذا الكتاب بشكل واسع النطاق.[14] وقام النقاد بتقدير هذا العمل الرائع لها .[27] وبعد ذلك تم ترجمة هذا الكتاب إلى 50 لغة [14] ومن ضمنها اللغة الروسية وأعيد طبعه مرة أخرى للغة الأنجليزية.[28]
انهت هيلين الجامعة بتقدير امتياز في عام 1904 . وكانت أول شخص من المكفوفين يحصل على شهادة ليسانس .[23]<ref>Helen Keller (англ.). Perkins School for the Blind</ref Keller
مؤلفاتها
نشرت هيلين كيلر ثمانية عشر كتاباً، ومن أشهر مؤلفاتها: العالم الذي أعيش فيه، أغنية الجدار الحجري، الخروج من الظلام، الحب والسلام، وهيلن كيلر في اسكتلندا. وترجمت كتبها إلى خمسين لغة. ألفت هيلين كتاب “أضواء في ظلامي” وكتاب “قصة حياتي” في 23 فصلا و132 صفحة في 1902، وكانت وفاتها عام 1968م عن ثمانية وثمانين عاماً. واحدة من عباراتها الشهيرة:–«”عندما يُغلق باب السعادة، يُفتح آخر، ولكن في كثير من الأحيان ننظر طويلا إلى الأبواب المغلقة بحيث لا نرى الأبواب التي فُتحت لنا”.»
ومما قالته أيضا : الحياة اما مغامرة جريئة واما لا شيء
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
في مثل هذا اليوم منذ ٧ سنوات Fareed Zaffour ١٧ مارس ٢٠١٤ م المبدعة / هيلين كيلر /عام 1880 ولدت هيلين كيلير.. الأمريكية العمياء والصماء والخرساء التي أصبحت أحد الأمثلة البشرية في تحقيق الذات والنجاح، ليس للمعوقين فحسب، وإنما للأسوياء والمتفوقين منهم أيضاً، بعدما تمكنت هذه المرأة من تذليل إعاقتها الثلاثية، وعاشت حياة زاخرة بالعمل والثقافة والعطاء… http://www.almooftah.com/wp-admin/post.php?post=4394… http://almooftah.com/vb/showthread.php?p=288738#post288738
باولو كويلو من ويكيبيديا باولو كويلو (بالبرتغالية: Paulo Coelho) هو روائي وقاص برازيلي ولد (24 اغسطس 1947). يؤلف حاليا القصص المحررة من قبل العامة عن طريق الفيس بوك. تتميز رواياته بمعنى روحي يستطيع العامة تطبيقه مستعملاً شخصيات ذوات مواهب خاصة، لكن متواجدة عند الجميع. كما يعتمد على أحداث تاريخية واقعية لتمثيل أحداث قصصه. و عين سنة 2007 رسول السلام التابع للأمم المتحدة. باولو كويلو في 2008 معلومات شخصية الميلاد 24 أغسطس 1947 (74 سنة) ريو دي جانيرو، برازيل الجنسية البرازيل عضو في الأكاديمية البرازيلية للآداب الزوجة كريستينا أوتيسيكا (الزواج 1980) الحياة العملية المهنة روائي اللغات البرتغالية موظف في الأمم المتحدة أعمال بارزة الخيميائي، والجبل الخامس، وفيرونيكا تقرر أن تموت، وإحدى عشرة دقيقة، وبريدا، وعلى نهر بيدرا جلست وبكيت، والشيطان والآنسة بريم، والزهير، وساحرة بورتوبيللو تأثر بـ جورجي أمادو، وهنري ميلر، ووليم بليك، وكريستينا لامب، وخورخي لويس بورخيس الجوائز Legion Honneur Chevalier ribbon.svg وسام جوقة الشرف من رتبة فارس المواقع الموقع paulocoelho.com IMDB صفحته على IMDB باولو كويلو في 2007 تعد الخيميائي أشهر رواياته وتمت ترجمتها إلى 80 لغة ووصلت مبيعاتها إلى 150 مليون نسخة في جميع انحاء العالم. حياته ولد في ريو دي جانيرو عام 1947. قبل أن يتفرغ للكتابة، كان يمارس الإخراج المسرحي، والتمثيل وعمل كمؤلف غنائي، وصحفي. وقد كتب كلمات الأغاني للعديد من المغننين البرازيليين أمثال إليس ريجينا، ريتا لي راؤول سييكساس، فيما يزيد عن الستين أغنية. ولعه بالعوالم الروحانية بدء منذ شبابه كهيبي، حينما جال العالم بحثا عن المجتمعات السرية، وديانات الشرق. نشر أول كتبه عام 1982 بعنوان “أرشيف الجحيم”، والذي لم يلاق أي نجاح. وتبعت مصيره أعمال أخرى، ثم في عام 1986 قام كويلو بالحج سيرا لمقام القديس جايمس في كومبوستيلا. تلك التي قام بتوثيقها فيما بعد في كتابه “الحج”. في العام التالي نشر كتاب “الخيميائي”، وقد كاد الناشر أن يتخلي عنها في البداية، ولكنها سرعان ما أصبحت من أهم الروايات البرازيلية وأكثرها مبيعا. حاز على المرتبة الأولى بين تسع وعشرين دولة. ونال على العديد من الأوسمة والتقديرات. أعماله الغلاف السنة الإسم بالرتغالي الإسم بالعربي 1974 O Manifesto de Krig-há الظاهر من Krig-há 1974 Teatro da Educação مسرح للتعليم 1982 Arquivos do Inferno أرشيف الجحيم 1986 O Manual Prático do Vampirismo الدليل العملي للخفشنة 1987 O Diário de um Mago الحاج Alchemist ar.jpg 1988 O Alquimista الخيميائي 1990 بريدا بريدا 1991 O Dom Supremo الهدية العليا Valk.jpg 1992 As Valkírias فالكيريس 1994 Maktub مكتوب Na margem do rio Piedra eu sentei e chorei على نهر بيدرا جلست وبكيت 1996 O Monte Cinco الجبل الخامس 1997 Letras do amor de um profeta رسائل حب من رسول Manual of the Warrior of Light cover.jpg 1997 Manual do guerreiro da luz دليل محاربي الضوء 1998 Veronika decide morrer فيرونيكا تقرر أن تموت Palavras essenciais كلمات ضرورية 2000 O Demônio e a Srta. Prym الشيطان والآنسة بريم 2001 Padres hijos y nietos حكايات للأبناء والآباء والأجداد 2003 Onze Minutos إحدى عشرة دقيقة 2004 E no sétimo dia And on the Seventh Day (collection of the novels على نهر بيدرا جلست وبكيت, فيرونيكا تقرر أن تموت (كتاب) and الشيطان والآنسة بريم) O Gênio e as Rosas الجني والورود Viages الرحلات Vida الحياة 2005 O Zahir الزهير Caminhos Recolhidos مسارات مسترجعة 2006 Ser Como o Rio que Flui كالنهر الجاري The Witch of Portobello.jpg 2006 A Bruxa de Portobello ساحرة بورتوبيللو 2008 O vencedor está só الفائز يبقى وحيدا 2009 Amor الحب Aleha-cover-book.jpg 2010 Aleph أليف 2011 Fábulas الخرافات 2012 Manuscrito Encontrado em Accra مخطوطة وجدت في عكرا غلاف-رواية-الزانية.jpg 2014 Adultério الزانية 2016 The Spy الجاسوسة 2018 Hippie هيبي وقد باع كويلو أكثر من 150 مليون كتاب حتى الآن، وقد أعتبر أعلى الكتاب مبيعا بروايته 11 دقيقة، حتى قبل أن تطرح في الولايات المتحدة أو اليابان، و10 بلدان أخرى. واحتلت الزهير -2005 المركز الثالث في توزيع الكتب عالميا وذلك بعد كتابي دان براون شيفرة دا فينشي وملائكة وشياطين وتعد الخيميائي ظاهرة في عالم الكتابة، فقد وصلت إلى أعلى المبيعات في 18 دولة، وترجمت إلى 65 لغة وباعت 30 مليون نسخة في 150 دولة، وقد تم وضع رسومات مصاحبة للنص بواسطة الفرنسي ” موابيو” الذي صمم مناظر أفلام العنصر الخامس، إيليان. 2014 باولو كويلو عضو بمعهد شيمون بيريز للسلام. مستشار اليونسكو للتبادل الحضاري والروحي. عضو Olivenkranz.png الأكاديمية الأدبية البرازيلية. عضو المجمع اللغوي البرازيلي.
من هو باولو كويللو – Paulo Coelhoمن هو باولو كويللو – Paulo Coelho رسول السلام التابع للأمم المتحدة.
باولو كويلو من ويكيبيديا باولو كويلو (بالبرتغالية: Paulo Coelho) هو روائي وقاص برازيلي ولد (24 اغسطس 1947). يؤلف حاليا القصص المحررة من قبل العامة عن طريق الفيس بوك. تتميز رواياته بمعنى روحي يستطيع العامة تطبيقه مستعملاً شخصيات ذوات مواهب خاصة، لكن متواجدة عند الجميع. كما يعتمد على أحداث تاريخية واقعية لتمثيل أحداث قصصه. و عين سنة 2007 رسول السلام التابع للأمم المتحدة. باولو كويلو في 2008 معلومات شخصية الميلاد 24 أغسطس 1947 (74 سنة) ريو دي جانيرو، برازيل الجنسية البرازيل عضو في الأكاديمية البرازيلية للآداب أهم الزوجة كريستينا أوتيسيكا (الزواج 1980) الحياة العملية المهنة روائي اللغات البرتغالية موظف في الأمم المتحدة أعمال بارزة الخيميائي، والجبل الخامس، وفيرونيكا تقرر أن تموت، وإحدى عشرة دقيقة، وبريدا، وعلى نهر بيدرا جلست وبكيت، والشيطان والآنسة بريم، والزهير، وساحرة بورتوبيللو تأثر بـ جورجي أمادو، وهنري ميلر، ووليم بليك، وكريستينا لامب، وخورخي لويس بورخيس الجوائز Legion Honneur Chevalier ribbon.svg وسام جوقة الشرف من رتبة فارس المواقع الموقع paulocoelho.com IMDB صفحته على IMDB باولو كويلو في 2007 تعد الخيميائي أشهر رواياته وتمت ترجمتها إلى 80 لغة ووصلت مبيعاتها إلى 150 مليون نسخة في جميع انحاء العالم. حياته ولد في ريو دي جانيرو عام 1947. قبل أن يتفرغ للكتابة، كان يمارس الإخراج المسرحي، والتمثيل وعمل كمؤلف غنائي، وصحفي. وقد كتب كلمات الأغاني للعديد من المغننين البرازيليين أمثال إليس ريجينا، ريتا لي راؤول سييكساس، فيما يزيد عن الستين أغنية. ولعه بالعوالم الروحانية بدء منذ شبابه كهيبي، حينما جال العالم بحثا عن المجتمعات السرية، وديانات الشرق. نشر أول كتبه عام 1982 بعنوان “أرشيف الجحيم”، والذي لم يلاق أي نجاح. وتبعت مصيره أعمال أخرى، ثم في عام 1986 قام كويلو بالحج سيرا لمقام القديس جايمس في كومبوستيلا. تلك التي قام بتوثيقها فيما بعد في كتابه “الحج”. في العام التالي نشر كتاب “الخيميائي”، وقد كاد الناشر أن يتخلي عنها في البداية، ولكنها سرعان ما أصبحت من أهم الروايات البرازيلية وأكثرها مبيعا. حاز على المرتبة الأولى بين تسع وعشرين دولة. ونال على العديد من الأوسمة والتقديرات. أعماله الغلاف السنة الإسم بالرتغالي الإسم بالعربي 1974 O Manifesto de Krig-há الظاهر من Krig-há 1974 Teatro da Educação مسرح للتعليم 1982 Arquivos do Inferno أرشيف الجحيم 1986 O Manual Prático do Vampirismo الدليل العملي للخفشنة 1987 O Diário de um Mago الحاج Alchemist ar.jpg 1988 O Alquimista الخيميائي 1990 بريدا بريدا 1991 O Dom Supremo الهدية العليا Valk.jpg 1992 As Valkírias فالكيريس 1994 Maktub مكتوب Na margem do rio Piedra eu sentei e chorei على نهر بيدرا جلست وبكيت 1996 O Monte Cinco الجبل الخامس 1997 Letras do amor de um profeta رسائل حب من رسول Manual of the Warrior of Light cover.jpg 1997 Manual do guerreiro da luz دليل محاربي الضوء 1998 Veronika decide morrer فيرونيكا تقرر أن تموت Palavras essenciais كلمات ضرورية 2000 O Demônio e a Srta. Prym الشيطان والآنسة بريم 2001 Padres hijos y nietos حكايات للأبناء والآباء والأجداد 2003 Onze Minutos إحدى عشرة دقيقة 2004 E no sétimo dia And on the Seventh Day (collection of the novels على نهر بيدرا جلست وبكيت, فيرونيكا تقرر أن تموت (كتاب) and الشيطان والآنسة بريم) O Gênio e as Rosas الجني والورود Viages الرحلات Vida الحياة 2005 O Zahir الزهير Caminhos Recolhidos مسارات مسترجعة 2006 Ser Como o Rio que Flui كالنهر الجاري The Witch of Portobello.jpg 2006 A Bruxa de Portobello ساحرة بورتوبيللو 2008 O vencedor está só الفائز يبقى وحيدا 2009 Amor الحب Aleha-cover-book.jpg 2010 Aleph أليف 2011 Fábulas الخرافات 2012 Manuscrito Encontrado em Accra مخطوطة وجدت في عكرا غلاف-رواية-الزانية.jpg 2014 Adultério الزانية 2016 The Spy الجاسوسة 2018 Hippie هيبي وقد باع كويلو أكثر من 150 مليون كتاب حتى الآن، وقد أعتبر أعلى الكتاب مبيعا بروايته 11 دقيقة، حتى قبل أن تطرح في الولايات المتحدة أو اليابان، و10 بلدان أخرى. واحتلت الزهير -2005 المركز الثالث في توزيع الكتب عالميا وذلك بعد كتابي دان براون شيفرة دا فينشي وملائكة وشياطين وتعد الخيميائي ظاهرة في عالم الكتابة، فقد وصلت إلى أعلى المبيعات في 18 دولة، وترجمت إلى 65 لغة وباعت 30 مليون نسخة في 150 دولة، وقد تم وضع رسومات مصاحبة للنص بواسطة الفرنسي ” موابيو” الذي صمم مناظر أفلام العنصر الخامس، إيليان. 2014 باولو كويلو عضو بمعهد شيمون بيريز للسلام. مستشار اليونسكو للتبادل الحضاري والروحي. عضو Olivenkranz.png الأكاديمية الأدبية البرازيلية. عضو المجمع اللغوي البرازيلي. رسول السلام التابع للأمم المتحدة.
باولو كويلو (بالإنجليزية: Paulo Coelho) روائي وقاص برازيلي. حاليا، يألف القصص المحررة من قبل العامة عن طريق الفيس بوك. تتميز رواياته بمعنى روحي يستطيع العامة تطبيقه مستعملاً شخصيات ذوات مواهب خاصة ..قبل أن يتفرغ للكتابة، كان يمارس الإخراج المسرحي، والتمثيل وعمل كمؤلف غنائي، وصحفي.. مع أهم أعماله ..http://www.almooftah.com/wp-admin/post.php?post=4479…
حياة الروائي الشهير باولو كويلو
ولد في 24 أغسطس 1947م ريو دي جانيرو، البرازيل. الجنسية البرازيلية، اللغة الأم البرتغالية، من عائلة صغيرة من الطبقة المتوسطة العليا وذات نفوذ كاثوليكي قوي، كان والديه صارمين بشأن مسألتي الدين والإيمان.
متزوج من الرسامة البرازيلية كريستينا أويتيكا. قام بقراءة جميع أنواع الكتب، وفاز بأول جائزة أدبية له في مسابقة شعر مدرسية، ولكن والديه طلبا منه رميها في سلة المهملات. لأنهم أراداه أن يكون مهندسًا وكأنها محاولة منهم لقمع رغبته في تكريس نفسه للأدب، مما تسبب في تمرده، وبدأ في عصيان معايير عائلته وهو في السابعة عشرة من عمره وذلك بسبب عدم النضج، والتمرد، وعدم القدرة على التكيف مع المجتمع، الذي يسوده التطرف والتشدد.
عامله أهله كمريض نفسي
قامت أسرته بإحضار طبيب نفسي الدكتور فاجاردو، الذي قام بتقدير مشكلة باولو بأنها ليست جنون ولن يتم قبولها. استمر في علاجه لحوالي الـ 15 جلسة، ولكن بعد فترة من عدم ذهابه إلى مراكز الطب النفسي، بدأ باولو مهنة المحاماة لكنه بعد فترة وجيزة، تخلى عن دراسته لتكريس نفسه مرة أخرى إلى المسرح.
وفي الستينيات شهد العالم بأسره انفجار حركة الهيبز بالإنجليزية: Hippies في البرازيل، في ظل دكتاتورية عسكرية قمعية للغاية، تعكس أيضًا الاتجاهات الجديدة لبعض الوقت. قام كويلو بتجريب كل شيء جديد، لأنه يريد أن يعيش تجربة الهبي بكثافة كبيرة. إن شغفه بالكتابة يدفعه إلى تأسيس مجلة لم تصدر منها سوى نسختين، في ذلك الوقت التقى براؤول سيكساس الموسيقي والملحن وكتب باولو كلمات الأغاني الخاصة به، التي حققت نجاحًا كبيرًا وبيع منها أكثر من 500000 نسخة، هذه هي المرة الأولى التي يكسب فيها باولو مبلغًا كبيرًا من المال حتى عام 1976، قام بتأليف أكثر من مئة وعشرين أغنية مع راؤول سيكاس وغيروا معًا بانوراما الروك البرازيلي. يكتب أيضًا عن إليس ريجينا وريتا لي.
الأعمال التي قام بها باولو كويلو
بعد أن عمل ككاتب وشاعر غنائي لأسماء الأغنية الشعبية البرازيلية، كرس نفسه للصحافة وكتابة بعض البرامج النصية للتلفزيون، في عام 1972، انضم باولو إلى الجمعية البديلة، وهي منظمة تعارض الأيديولوجيات الرأسمالية، وتدافع عن حرية فعل ما يريده المرء وتمارس السحر الأسود، وهي تجارب تمت مناقشتها لاحقًا في كتابه فالكيري 1992.
خلال هذه الفترة كتب «Kring-ha» سلسلة من الكوميديا لصالح الحرية. يعتبرهم النظام الديكتاتوري تهديدًا لهم، لذا فهو يعتقل ويسجن. وسجن باولو لفترة طويلة لأنه يعتبر “رأس التفكير”. لكن بعد يومين من إطلاق سراحه، تم اختطاف باولو في منتصف الشارع وحبسه في مركز للتعذيب العسكري حيث بقي لعدة أيام. وفقًا لكلماته الخاصة، فإن ما ينقذه من الموت هو القول بأنه كان مجنونًا وأنه دخل إلى المستشفى ثلاث مرات. إن لهذه التجربة علامات لقوة حياته.
في ذلك الوقت، قرر باولو، البالغ من العمر ستة وعشرين عامًا، أنه عاش بما يكفي ويريد أن يكون طبيعيًا. ويحصل على وظيفة.
باولو كويلو يقرر تكريس نفسه للأدب
باولو اشترى آلة كاتبة وبدأ في تكريس نفسه بالكامل للأدب، دون العديد من النتائج. في العام التالي، عاد إلى البرازيل حيث يعمل كمدير تنفيذي لشركة تسجيلات أخرى،CBS استمرت هذه المرحلة ثلاثة أشهر فقط، وبعدها انفصل عن زوجته وترك الوظيفة. في عام 1979 قام بلم شمل كريستينا أويتيكا وهي صديقة قديمة، تزوج منها فيما بعد، وما زال يعيش معها حتى اليوم.
تزوج كويلو من الفنانة كريستينا أويتيكا في عام 1980. وقد أمضيا معًا نصف السنة في ريو دي جانيرو والنصف الآخر في منزل ريفي في جبال البرانس في فرنسا، ولكن الآن يقيم الزوجان بشكل دائم في جنيف، سويسرا.
شغفه الكبير بأن يكون كاتبًا
كان كويلو واضح دائمًا أنه يريد أن يكون كاتبًا، لكنه لم يكن يحظى بدعم والده ولم يكن لديه قصة واضحة يرويها. وخوفًا من تمرده أخضعه والديه للعلاج بالصدمة الكهربائية. في وقت لاحق ألقي القبض عليه من قبل الديكتاتورية العسكرية في السبعينيات وتم استجوابه حول رسائله، والتي كانت تعتبر بمثابة تحريض على الفوضى.
في عام 1982 نشر كويلو Coelho كتابه الأول Hell Archives، والذي فشل ولم يحدث أي تغيير، في عام 1986 ساهم في الدليل العملي لمصاصي الدماء، على الرغم من أنه حاول آخذه من الرفوف لأنه كان يعتبر ذو جودة سيئة، وبعد القيام بالحج إلى سانتياغو دي كومبوستيلا في عام 1986 كتب كويلو كتاب The Pilgrimageالذي نُشر في عام 1987. في العام التالي، كتب كويلو الخيميائي Coelho The Alchemist ونشره من خلال دار نشر برازيلية صغيرة طبعت نسخة أولية من 900 نسخة وقررت عدم إعادة طباعتها. ووجد فيما بعد دار نشر أكبر، وأصبح من أكثر الكتب مبيعًا دوليًا.
بينما كان يحاول التغلب على تسويفه حول إطلاق مهنته في الكتابة قال كويلو: “إذا رأيت ريشة بيضاء اليوم، فهذه علامة على أن الله يعطيني أن عليّ أن أكتب إلى كتاب جديد”. بعد ذلك عثر كويلو على ريشة بيضاء في نافذة متجر، وبدأ الكتابة في ذلك اليوم.
أفضل أعمال الكاتب باولو كويلو
يعد باولو كويلو أكثر المؤلفين قراءةً على نطاق واسع في البلاد، حيث تجاوز مليون نسخة تم بيعها في عام 1993. وصل كل عمل من أعمال باولو الستة التي تمت ترجمتها إلى الفرنسية حتى الآن، إلى قمة المخططات، واحتلت المراكز العليا لعدة أشهر، وحتى يتمتع بفرصة الحصول على ثلاثة من ألقابها في المراكز العشرة الأولى في وقت واحد.
الخيميائي 1988
يروي الخيميائي مغامرات سانتياغو، وهو راعي شاب من الأندلس، يبدأ يومًا في رحلة عبر رمال الصحراء بحثًا عن الكنز. ما أن يبدأ البحث عن البضائع الدنيوية حتى يتمكن من اكتشاف كنزه الداخلي.
شفة بريدا (1990)
هو كتاب يتناول قصة فتاة إيرلندية تبلغ من العمر 21 عامًا تلتقي ساحرًا تطلب منه أن تصبح ساحرة. ولكي تتمكن بريدا من الحصول على السحر الذي كانت تريده دائمًا، يتعين عليها أن تدرك أن المفتاح بسيط: الحب. يوضح لنا الكتاب كيف يمكن لعظمة الحب أن تتغلب على جميع العقبات وأن تتخلى عن رفيقة الروح.
فالكيريس كتبت في عام 1992
إنها تدور حول رجل يبحث عن ملاكه لرؤيته مباشرة والتحدث معه. من أجل تحقيق ذلك، يسافر إلى صحراء موهافي، برفقة زوجته، وفي طريقه يجب أن يلتقيا مع فالكيريز (ألوهية الأساطير الاسكندنافية)، بنات الإله أودين، الذين عينوا في المعارك، الأبطال الذين ماتوا، أولئك الذين خدموا في وقت لاحق في Valhalla منزل الأبطال الذين لقوا حتفهم في القتال، وهو نوع من الجن بالنسبة لهم، إله المكان هو (Wotan) الذين سوف يخبرونه ما يجب عليه القيام به لتحقيق مهمته. في رحلته يدرك الأشياء التي يجب أن تتغير في حياته، وليس لتدمير كل ما حققه، بينما تكتشف زوجته العالم الذي يعيش فيه شريكها.
تركز القصة على بيلار، وهي شابة مستقلة، محبطة من الحياة الروتينية للجامعة وتقرر البحث عن معنى آخر في حياتها. تنقلب حياة بيلار رأسًا على عقب عندما تلتقي بصديقة من طفولتها، التي أصبحت الآن معلمة روحية وتُشاع أنها تؤدي المعجزات والعلاج. يروي الكتاب رحلتهم عبر جبال البرانس الفرنسية.
الجبل الخامس في عام 1996
حصل على حقوق نشرها في كتاب La Quinta montaña ، مع دفع مقدم قدره 1،000،000 دولار، وهو رقم لم يدفع إلى مؤلف برازيلي. في نفس العام يعيّن فيليب دوست بلازي، وزير الثقافة الفرنسي قائلًا: باولو “فارس الفنون والحروف” “لقد أصبحت الخيميائي لملايين القراء”. كتبك تعمل بشكل جيد لأنها تحفز قدرتنا على الحلم ورغبتنا في البحث. وفي عام 1996 أيضًا، تم ترشيح باولو مستشارًا خاصًا في برنامج اليونسكو “التقارب الروحي والحوارات بين الثقافات”. في نفس العام، تم نشر الخيميائي في ألمانيا (ديوجين). تحطمت نسخة غلافها الصلب من الرقم القياسي في عام 2002 مع أكثر من 306 أسبوعًا من الدوام في قوائم الأكثر مبيعًا.
دليل محارب النور في عام 1998
نشر باولو أعماله الرائعة “دليل محارب النور”، وهي مجموعة من الأفكار الفلسفية التي تساعدنا على اكتشاف محارب الضوء الموجود في كل واحد منا، يتحول العنوان إلى عمل مرجعي لملايين القراء. مع نجاح مبيعات مذهل.
فيرونيكا تقرر أن تموت
فيرونيكا تقرر أن تموت بأسلوب أكثر سردية، تم نشرها في عام 1998 وتتلقى بسرعة مراجعات ممتازة. في سبتمبر تلقى أكثر من 1200 رسالة بريد إلكتروني ورسالة روت تجارب مماثلة. وتمت مناقشة بعض الموضوعات التي تم تناولها في الكتاب – الاكتئاب، متلازمة الذعر، الانتحار، في حلقة دراسية كان لها تأثير وطني. في 22 يناير من العام التالي، قرأ السيناتور إدواردو سوبليسي مقتطفات من كتابه في جلسة عامة وتمكّن من إصدار قانون تم توزيعه على كونغرس البرازيل لمدة عشر سنوات: القانون الذي يحظر الدخول التعسفي إلى المستشفى”.
إحدى عشر دقيقة نُشر في عام 2003
وهو واحد من أكثر كتب الكاتب شهرةً باستثناء الخيميائي. تشرح هذه القصة قصة ماريا، وهي امرأة شابة من بلدة في شمال البرازيل تسافر إلى ريو دي جانيرو، حيث كانت لا تزال مراهقة، وتلتقي برائدة أعمال توفر لها وظيفة جيدة في جنيف، هناك تحلم ماريا بإيجاد الشهرة والثروة لكنها ستنتهي في النهاية ممارسة الدعارة. وهي تعلم بأنها ستستفيد من تجاربها الصعبة والتي سوف تغير بسببها مواقفها إلى الأبد، من نفسها وإلى الحياة. إحدى عشرة دقيقة هي رواية تستكشف طبيعة الجنس والحب، والعلاقة الشديدة والصعبة بين الجسد والروح، وكيفية تحقيق الاتحاد المثالي بين الاثنين. يقدم هذا العمل للقارئ تجربة لا مثيل لها في القراءة والتأمل.
ساحرة بورتو بيللو
تحكي هذه الرواية التي نشرت في عام 2006 قصة أثينا، وهي امرأة تحمل هبة الطبيعة. وهي ابنة بالتبني لامرأة لبنانية وصناعية مزدهرة في بيروت، وهي تنتقل للعيش مع أسرتها في لندن بعد فترة وجيزة من اندلاع الحرب في بلدهم. تقابل في الجامعة الشخص الذي سيصبح والد ابنها، لكن الصعوبات التي تمر بها الفتاة تتسبب في انهيار الزواج. لكن بعد أن تحولت إلى أم، لا يمكنها التوقف عن التفكير في المرأة التي أحضرتها إلى العالم، ولكي تفهم كيف يمكنها أن تتركها، تقرر القيام برحلة إلى رومانيا والبحث عن والدتها البيولوجية. لكن الرحلة لا تأخذها أبدًا إلى المكان الذي تنوي الذهاب إليه فقط، وما تكتشفه أثينا في هذه الرحلة هو شيء سيغير حياتها إلى الأبد وحياة من حولها. مؤامرة رائعة مليئة بالفضول من خلالها ينتهي القارئ باكتشاف تقاليد طويلة قائمة على القوة والحب الأنثوي.
أليف
نُشرت في 2010، أحد أكثر الكتب المحبوبة من قِبل قراء باولو كويلو. القصة مستوحاة من رحلة ما يقرب من عشرة آلاف كيلومتر داخل القطار عبر سيبيريا، وهي بيئة قاسية وخانقة تختبر ردود فعل بطل الرواية وتفتح له وسيلة متجددة للتواصل مع الأشخاص من حوله. المخطوطة الموجودة في أكرا.
رأي بعض النقاد حول كتابات باولو كويلو
الناقد أندريه سوليتو
وهو كاتب أفلام وموسيقى في موقع كوتشارادا الثقافي، إنه من الشائع في البلاد الاستهزاء بالجودة الأدبية لباولو كويلو. الشيء الذي يتكرر في الأوساط الفكرية والأدبية هو أن الترجمات مكتوبة بشكل أفضل من العمل الأصلي باللغة البرتغالية.
وقال سوليتو “قليلون منا يعطونها فرصة، أنا حقًا لا أفهمها”. مع العلم أن حياته ربما تكون أكثر إثارة للاهتمام من القصص التي يكتبها، ربما يرى الناس الفيلم ويكونون أكثر قبولًا . الروائي هو عبقري في الشبكات الاجتماعية، حيث يتفاعل يوميًا مع أتباعه ويرتبط نجاحه بالقصص التي يمكن للكثيرين التعرف عليها والرسائل المشجعة التي يتم تبادلها كبطاقات بريدية افتراضية من قبل الآلاف.
الخبير الموسيقي في السلسلة البرازيلية
“لا يزال يسمع في البرازيل كلمات الأغاني التي كتبها كويلو مع راؤول سيكساس بتفانٍ، وأنا أفضل بعيدًا عن الكاتب الغنائي”. المفاجأة مستمرة، مؤلفاته ونشاطه أخذوه إلى السجن. نشر باولو كويلو رواية جديدة تسمى “الهبي”، والتي تشير إلى مرحلة في حياته لها علاقة كبيرة بأنانية المغنية.
الناقد أندرادي
بدأت أحب باولو كويلو أكثر بعد أن عرفت قصته. يقول الممثل إنه سعيد لأن البرازيليين الآخرين قد يعرفون ماضي الكاتب، لكنه يلاحظ أن كويلو لا يطلب من الفيلم تحقيق المزيد من النقاط لصالحه. وقال أندرادي الذي قضى حوالي ثلاثة أيام مع كويلو أثناء تبادلهم لإطلاق النار: “لا أعرف إذا كان باولو بحاجة لمساعدتنا كثيرًا، فهو رجل غزا الناس بالفعل.
ومع ذلك، ما يعرفه القليلون هو أنه في السبعينيات، كان كويلو مؤلفًا. وأن ميراثه في المجال الموسيقي وصف بأنه “أسطوري”. وذلك على الرغم من أن العديد من النقاد لا يعتبرونه “كاتبًا جيدًا” وأن الكاتب البرازيلي دائمًا ما يكون في قلب النقاش حول جودته الأدبية.
الزيارات التي قام بها كويلو بعد نجاحه
في سبتمبر يزور باولو إسرائيل. جميع كتبه كانت من أكثر الكتب مبيعًا منذ نشرThe) Alchemist). يقول إري ستماتزكي، صاحب أكبر سلسلة من المكتبات في إسرائيل، “لم أر قط قائمة انتظار طويلة من هذا القبيل، أود أن يأتي اليوم الذي يتوقع فيه الناس الشيء نفسه بالنسبة لمؤلف إسرائيلي”.
في مايو 2000، زار باولو إيران وأصبح أول كاتب غير مسلم يزور البلاد رسميًا منذ عام 1979. تمت دعوته من قبل برنامج المركز الدولي للحوار بين الحضارات، يُقدر أن ملايين النسخ من كتبه قد بيعت في طبعات غير رسمية (لم توقع إيران أبدًا على الاتفاقية الدولية لحقوق الطبع والنشر). من الزيارة.
باولو يحضر لتوقيع كتابه في سبتمبر في بوردرز (لندن). ووفقًا لمدير الفعاليات، أن توقيع الرواية الجديدة من قبل باولو، The Devil و Miss Prym (HarperCollins) قد حصلت على أكبر نسبة توقيع هائلة من تلك السنة، مع أشخاص من خمس قارات (من اليابان إلى باكستان، أنغولا وأمريكا وجميع الدول الأوروبية).
في بداية عام 2002، سافر باولو إلى الصين لأول مرة وزار شانغهاي وبكين ونانكينج، وشارك في العديد من الأحداث، بما في ذلك توقيع الكتب والاجتماعات مع القراء.
في سبتمبر 2002 يثير باولو ضجة كبيرة خلال زيارته لروسيا، مع خمسة من كتبه على قوائم الأكثر مبيعًا، مع الشيطان والآنسة برايم في المقام الأول، تليها الخيميائي، كتيب المحارب الخفيف، فيرونيكا تقرر الموت و الجبل الخامس (الناشرين صوفيا). في خمسة عشر يومًا فقط تم بيع أكثر من 250000 نسخة من عناوينهم في روسيا.
في النهاية …
يتجاوز عمل باولو كويلو الحدود الأدبية للانتقال إلى القطاعات الثقافية والاجتماعية الأخرى، وكما لاحظنا إصراره على تحقيق هدفه بعد كل الصعوبات التي اعترضت طريقه.
عبد الرحمن منيف من ويكيبيديا عَبدالرّحمن مُنيف معلومات شخصية اسم الولادة (بالعربية: عبد الرحمن بن إبراهيم المنيف) عمان الوفاة 24 يناير 2004 (70 سنة) مكان الدفن مقبرة الدحداح مواطنة Flag of Saudi Arabia.svg السعودية نشأ في محافظة عيون الجواء الحياة العملية الحقبة القرن العشرين الإقليم ثقافة عربية المدرسة الأم جامعة بلغراد (التخصص:اقتصاد) (الشهادة:دكتوراه) (1958–1961) المهنة اقتصادي، وصحفي، ومفكر، وأديب، وناقد، وكاتب سير ذاتية تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات الحزب حزب البعث العربي الاشتراكي (–1962) اللغة الأم العربية تعديل قيمة خاصية (P103) في ويكي بيانات اللغات العربية مجال العمل أدب عربي تعديل قيمة خاصية (P101) في ويكي بيانات أعمال بارزة أعمال عبد الرحمن منيف تأثر بـ عبد الله بن حمود الطريقي، وجبرا إبراهيم جبرا، ومروان قصاب باشي التيار واقعية أدبية الجوائز جائزة سلطان بن علي العويس (1989) وسام الثورة الفلسطينية عبد الرحمن بن إبراهيم المنيف (و. عمّان صفر 1352ھ مايو 1933م، ت. دمشق ذو الحجة 1424ھ يناير 2004م،) هو خبير اقتصادي وأديب وناقد حداثي سعودي، عُد واحداً من أهم الكُتاب والرِوائيين العرب خلال القرن العشرين، وأشهر رُواة سيرة الجزيرة العربية المُعاصرة، وأحد أعمدة السرد العربي البارزة في العصر الحديث. ينتمي إلى بلدة قصيبا الواقعة على طريق عيون الجوى ‹شمال إمارة منطقة القصيم› في وسط الجزيرة العربية، السعودية. كان والده ‹إبراهيم العلي المنيف، ت. 1355ھ› من كبار تجار نجد (العقيلات) الذين اشتهروا برحلات التجارة بين القصيم والعراق، والشام. عُرِف ‹عبدالرحمن مُنيف وهذا اسم شهرته،› مفكراً وناشطاً سياسياً ‹حزبياً،› ثم خبيراً اقتصادياً ‹حاصلاً على درجة الدكتوراه،› وكاتباً صحفياً ‹محباً للفن التشكيلي،› ثم مؤلّفاً روائياً ‹منصرفاً عن أعمال الصحافة،› وقاصاً، وكاتب سيرِ.
مسيرته ولد في عمان عام 1933م وعاش فترةً من طفولته في ظل إمارة شرق الأردن ثمّ في السعودية. أتم مراحل دراسته الأولى في الأردن وحصل منها على الشهادة الثانوية سنة 52م، ثم انتقل إلى العراق والتحق بكلية الحقوق في بغداد حتى عام 55م إذ جرى إبعاده بقرار سياسي مع مجموعة من الطلاب العرب. لينتقل إلى مصر لإكمال دراسته هناك. وقد ارتحل منذ عام 58م إلى يوغسلافيا لإكمال دراسته العليا في جامعة بلغراد فحصل منها عام 61م على الدكتوراه في الاقتصاد ‹مجال اقتصاديات النفط، الأسعار والأسواق.› مارس العمل السياسي الحزبي زمناً ثم انهى علاقته السياسية التنظيمية ‹الحزبية› رسميا بعد مؤتمر حمص 62م، وعمل بعدها في الشركة السورية للنفط ‹شركة توزيع المحروقات، مكتب توزيع النفط الخام، دمشق› حتى غادر إلى بيروت عام 73م حيث عمل في مجلة “البلاغ” اللبنانية وكان قد نشر أعماله الروائية الأشجار، وقد تزوج خلال تلك الفترة من سيدة سورية تدعى سعاد قوادري وأنجب منها ثلاث أبناء وابنة واحدة. لاحقا في عام 75م عاد ليقيم في بغداد، وتولى تحرير مجلة «النفط والتنمية» العراقية حتى عام 81م حيث غادر إلى فرنسا متفرغاً للكتابة. وقد عاد إلى دمشق خلال عام 86م، حيث صارت مقر إقامته الدائمة، إلى حين توفي، وبها دفن، بناء على وصيته.
مولده غادر والده إبراهيم بن علي المنيف مع إحدى قوافل التجارة ببلدته قصيبا بعيون الجواء شمال مدينة بريدة حوالي عام 1300ھ 1883م وظل يتنقل بعد ذلك بين مناطق العراق وعموم بلاد الشام، وكان يزاول التجارة بالمواشي والموارد الغذائية، وتزوج عدة زوجات من مكة وخارجها. وأخيراً تزوج من نورة الجمعان حوالي عام 1350ھ 1931م وكان والدها سليمان بن محمد الجمعان أحد أبناء قرية الروض بعيون الجواء بمنطقة القصيم ويعد أحد أفراد العقيلات من أهالي المنطقة المقيمين بالعراق.
ولد عبد الرحمن في الأول من شهر صفر لعام 1352 هـ الموافق 29 مايو 1933م وتوفي والده عام 1355ھ 1936م وهو لم يتجاوز الثالثة من عمره، فنشأ يتيم الأب ترعاه أمه التي كان لها دور في شحذ همته وحبه للعلم، وجدته لأمه (من أصل عراقي)، وقد كانت تلك المرحلة «عقد الأربعينيات» من أكثر المراحل أهمية في تاريخ مدينة عمّان التي وُلد فيها وتنقَّل بين حواريها وجبالها، وسوقها، وواديها (السيل)، ومسجدها الحسيني.
تحصيله العلمي أتم مُنيف مراحل دراسته الأولى في عمان ثم من هناك بعث إلى المدرسة الإبتدائية إلى أن حصل على الشهادة الثانوية سنة 52م، تركت هذه الأعوام الأولى من عمره آثاراً عظيمة في تكوينه على الصعيد الشخصي وهو ما اعترف به في كتابه سيرة مدينة، وهو يتناول فترة الأربعينيات في عمان وحاول أن يجمع فيه تاريخ هذه المدينة العربية العريقة والتطورات التي عايشتها من بلدة بسيطة إلى أن صارت عاصمة كبيرة.
انتقل عبد الرحمن إلى بغداد والتحق بكلية الحقوق في ذلك العام حتى جرى إبعاده عام 55م لينتقل إلى مصر ويكمل دراسته في القاهرة. ارتحل منذ عام 58م إلى يوغسلافيا لإكمال دراسته العليا في جامعة بلغراد الحكومية فحصل منها عام 61م على شهادة الدكتوراه في علم الاقتصاد ‹مجال اقتصاديات النفط، الأسعار والأسواق.›
نشاطه السياسي خاض في العراق غمار النشاط السياسي خلال مرحلة مهمة من تاريخ العراق، ولكنه ما لبث أن اُبعِد بعد توقيع حلف بغداد عام 55م من العراق مع عدد كبير من الطلاب العرب.
مارس العمل السياسي الحزبي خلال فترة انضمامه لحزب البعث العربي الاشتراكي وأصبح عضواً في القيادة القومية زمناً ثم انهى علاقته السياسية التنظيمية (الحزبية) بعد مؤتمر حمص عام 62م. وقد ظل مُنيف مناوئاً للأنظمة العربية ‹بشقيها الملكي والجمهوري› بعد هزيمة 67م التي كان لها آثراً بالغاً في نفسه ليبدأ ممارسة السياسة ولكن هذه المرّة عبر العمل الأدبي. عاد مرة أخرى إلى العراق عام 75م ثمّ غادر مرة أخرى إلى فرنسا عام 81م ‹متفرغا للكتابة› خلال بدايات الحرب العراقية الإيرانية، وقد صرّح في وقت لاحق أنه لم يكن مقتنعاً بقضية هذه الحرب، لأنها كانت حرباً مجانية، وليس لها ما يبررها، وبالتالي ليس لأحد أن يتفق معها. بقي إلى آخر أيامه معارضا للإمبريالية العالمية وظل رافضا للغزو الأميركي للعراق سنة 2003 ولكل ما ترتب عليه، رغم معارضته الشديدة لنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
عمله الصحافي بدأت اشتغالاته في الصحافة عام 73م عندما غادر دمشق إلى بيروت حيث عمل في مجلة «البلاغ» السياسية اللبنانية وكان قد أصدر باكورة أعماله الأشجار واغتيال مرزوق خلال ذلك العام، لاحقا عاد ليقيم في بغداد، وتولى تحرير مجلة «النفط والتنمية» الاقتصادية العراقية حتى عام 81م حيث انصرف عن أعماله في الصحافة ‹مكتفياً بكتابة المقالات› وقد غادر إلى فرنسا متفرغاً لكتابة أعماله في الرواية ومؤلفاته الأخرى في الثقافة والاقتصاد والسياسة والسير الذاتية.
تكوينه الأدبي كرس نضجه الفكري والثقافي العام لممارسة الكتابة الروائية التي بدأها بعد أن بلغ الأربعين من عمره، ما جعله يصنع لنفسه خصوصية أدبية مبكرة ‹خلال تلك المرحلة المتأخرة نسبياً من حياته،› وعالما روائيا سرديا معقدا، وضع فيه خلاصة رؤيته للحياة، وقد ركز اهتماماته على حرية الإنسان، وما يجب أن تكون عليه هذه الحرية. والمتتبع لأعمال مُنيف يجد أنه قد أضاء فضاءًا فسيحاً في جوانب هامة من الرواية ‹السياسية› العربية وتناول فيها أشكال وأنماط جديدة لم تعهدها من قبل. طوّر في رواياته مقومات التعبير النفسي ‹الباطني› العميق، فالتقط الانفعالات الإنسانية ‹لحظة وصولها إلى سطح الوعي› في صورتها الأولى، كذلك استيعابه الألفاظ والتعابير التي أحدثتها الثقافة المعاصرة، سيما وأنه كان على اتصال مستمر مع ما تنتجه من دراسات ومصطلحات علمية حديثة، مفيداً منها ما ينسجم مع الثقافة العربية، إلى جانب إعطائه مسافة كافية لخصوصية هذه الثقافة ونتاجها في الأدب والنقد.
أدرج في المكتبة العربية ما يزيد على ثلاثين كتاباً ‹بما في ذلك أعماله الروائية ومؤلفاته الفكرية والنقدية في فنون الرواية، والفنون التشكيلية، والسيرة الذاتية، وسائر الآداب الانسانية.› وأُدرجت أعماله ضمن برامج التعليم في جامعات أوربية وأميركية، ووافقت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ‹يونسكو› على ترجمة أعماله إلى ما يقارب عشرين لغة حية في العالم.
يذهب كثير من النقاد والباحثون في الآداب العربية إلى أن اختزال مسار السرد الروائي خلال القرن العشرين لابد أن يمر عبر نجيب محفوظ ‹عميد الرواية العربية› ثم مُنيف مباشرة، فمن ناحية محفوظ استطاعت رواياته منذ عبث الأقدار الصادرة عام 39م أن تحفر عميقاً في بنية المجتمع المصري والعربي بكل تحولاته خلال النصف الأول من القرن المنصرم. ومن ناحية ثانية، احتفت روايات مُنيف منذ باكورة أعماله «الأشجار» عام 73م بالتقاط كل ما يمكن أن يسهم في رصد التحولات الحضارية العربية خلال النصف الأخير من القرن العشرين، حيث استطاع في رواياته أن يعكس الواقع الاجتماعي والسياسي العربي، والنقلات الثقافية العنيفة التي شهدتها المجتمعات العربية ‹الخليجية،› ربما ساعده في هذا أنه أساسا خبير بترولي ‹متخصص وقد سبق له أن عمل في العديد من الشركات مما جعله مدركا لاقتصادياته،› لكن الجانب الأهم كان معايشته وإحساسه العميق بحجم التغيرات وما أحدثته الثروة الطبيعية من تحولات في بنية المجتمع السعودي بصفة خاصة، والعربي بصفة عامة.
عدّه الناقد الأميركي دانيال س. بيرت ‹الحادي والسبعين› ضمن قائمته «الروايات المئة الأعظم على مر العصور» كواحد من أعظم المُؤلّفين الرِوائييّن في كل العصور. وحاز التقييم عن سرديته التاريخية «مدن الملح» وهي واحدة من أهم الروايات التي كُتبت بالعربية إن لم تكن أهمها على الإطلاق، ‹تتألف من خمسة أجزاء وما يقارب الألفين وخمسمائة صفحة،› وتتناول قصة اكتشاف البترول والتحولات المتسارعة التي طرأت على الحياة في السعودية منذ مطلع القرن العشرين. هذه البانوراما ‹التاريخية› الهائلة التي تضمنتها الرواية صنفته سريعا كمعارض للأسرة السعودية وجرى منع تداولها في المملكة، ألا أنه سمح بنشرها لاحقا بمعرض الرياض للكتاب، وقد أُدرجتها جريدة أخبار الأدب المصرية ضمن قائمة أفضل مئة رواية عربية. بالإضافة إلى رواية «شرق المتوسط» التي أحدثت ضجة في العالم العربي حيث لامست حين صدورها وبشكل مبكر موضوع القمع السياسي، ووصفت التعذيب في السجون خاصة التعذيب الذي تمارسه مخابرات النظم الشمولية العربية. جمعت رواياته بين العمق الفني، والابتعاد عن الغموض، ووضوح الدلالة ببعدها الفلسفي ‹كونه خاطب القارئ العادي› الذي ران على سائر أعماله.
اتجاهه الفكري تنقل بين الكثير من العواصم والمدن من عمان إلى بغداد، ومنها إلى القاهرة، ثم إلى بلغراد ودمشق وبيروت، وبعدها إلى بغداد وباريس، ثم عودة إلى دمشق في رحلة اخيرة امتدت حتى وفاته، وفي تنقلاته وإقاماته كان منيف في قلب الحياة الثقافية العربية والعالمية مطلا ومطلعا على النتاج الثقافي، من دون أن يغمض عينه على ما يحيط بالعرب والعالم من تطورات ثقافية وسياسية. ولقد ظل واحدًا من أشد المفكرين المناوئين لمعظم الأنظمة العربية، واعتبره الكثير من الدارسين منفيًا سياسيًا بسبب كتاباته.
محيطه الاجتماعي
لوحة زيتية على خشب للرسام والناقد الفلسطيني جبرا إبراهيم جبرا. سيرة مدينة Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: سيرة مدينة (كتاب) كتاب تكريم جبرا Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: جبرا إبراهيم جبرا ارتبط مُنيف بصداقة عميقة مع أديب عربي آخر هو جبرا إبراهيم جبرا، وتوّجت هذه الصداقة بعمل روائي مشترك «عالم بلا خرائط» قد يكون من الأعمال الأدبية النادرة التي تُكتب من قبل شخصين ربما على الصعيد العالمي، إذ كان التشابك والتناسق الفني في الرواية على درجة عالية يستحيل معها التصديق بأن هذا العمل مؤلّف من قبل شخصين اثنين.
رحلة الفن والحياة Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: مروان قصاب باشي مروان قصاب باشي عام 75م كذلك الحال مع مروان قصاب باشي الذي انتظم برسم الوجوه التعبة على أغلفة الكتب الخاصة بالأديب الراحل الذي وضع كتاباً ضخماً حول تجربة مروان الفنية، ونشر لأول مرة عام 96م بعنوان «مروان قصاب باشي, رحلة الفن والحياة» وعمل معه في عدة مشاريع كان أبرزها كتاب «أدب الصداقة» الذي صدر بالعام 2012 وضم ثلاثين رسالة متبادلة بين الصديقين «فنان تشكيلي يبحث عن طرق تعبير بالكلمات،» و «أديب مهووس بالفن يجرب في طاقة الكلمات على تعبير عن الخط واللون» كما وصفهما الدكتور فواز الطرابلسي مؤلف مقدمة الكتاب.
عروة الزمان الباهي Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: عروة الزمان الباهي عمل روائي ذو طابع رثائي بيوغرافي تناول شخصية صديقه ‹محمد الباهي› هو صحفي من أصل موريتاني واسمه الأصلي محمد فال اباه بن الننيه. بدأ استخدام اسم محمد الباهي إبان تقدمه إلى مسابقة في جريدة العلم المغربية، ليصبح محررا بها. تنقل الباهي في حياته بين المغرب، لبنان وأخيرا فرنسا، حيث أقام بها حتى وافته المنية في فبراير عام 96م. عرف الباهي بكتاباته الصحفية القوية التي اعتمدت على تحليل الأحداث ومحاولة توقع الآتي على عكس التقارير الصحفية الإخبارية. كما أنه حفظ القرآن في سن صغير بالإضافة إلى الشعر الجاهلي حيث كان من أفضل من أداه شفهيا، طبقا لعبد الرحمن منيف. قارن منيف شخصية الباهي المحبوبة وخفة دمه بشخصية زوربا اليوناني في رواية الكاتب اليوناني نيكوس كازانتزاكس العالمية ذات الاسم نفسه. حاول منيف أن يطرق موضوعه مثل التحقيق الصحفي فمن خلال سيرة حياة الباهي تظهر ملامح الجيل كله وتفاعله مع الأحداث من حوله (السياسية خاصة) والباهي شخصية فريدة له علاقة خصوصية جدا بالمكان (الصحراء الموريتانية حيث ولد في باريس) ومن الناس وهو صاحب تجربة ثرية جدا تؤرخ لحركة النضال الوطني في المغرب العربي وللمثقف العربي في عاصمة المستعمر.
تكريمه الثقافي حاز على جائزة العويس الثقافية في دورتها الثانية عام 89م، وحصل على جائزة ملتقى القاهرة للإبداع الروائي في دورته الأولى عام 98م.
جرى خلال شهر شباط (فبراير) 2005 عقد الدورة الثالثة لملتقى القاهرة للإبداع الأدبي بعنوان «الرواية والتاريخ» وأهديت إلى اسم الراحل مُنيف تكريما لاسمه باعتباره الفائز الأول بالجائزة في دورتها الأولى، وتخليدا لأعماله.
وفاته عن عمر ناهز السبعين عاما، وعلى إثر أزمة قلبية، غيَّب الموت الأديب السعودي في مدينة دمشق يوم السبت غرة شهر ذو الحجة لعام 1424 هجرية ‹الرابع والعشرين من كانون الثاني (يناير) لعام 2004م› بعد ترحال ومناف طويلة.
فيكتور فاسيليفيتش بابينكو «1951-2013» – لوعة الغياب…- كتبه عمر حصني -من مقدمة كتاب لوعة الغياب – عبد الرحمن منيف .. توضع موضوعية الإنسان على المحك عندما يتحدث عن شخص يعنيه مباشرة أو يعرفه شخصياً، بغض النظر عن رأيه به إيجابياً كان أم سلبياً، وتصعب المهمة أكثر عند رحيله. ربما تفسر هذه الفكرة سبب تأخير كتابة هذه المقالة وربما هناك أسباب أخرى…
عيداً عما يسمى الرثاء أو المديح أو الهجاء أو السيرة الشخصية، وغيرها من أصناف الكتابة الأدبية التي تكتب عادة عند رحيل البشر، لم يكن ممكناً – رغم المحاولة- إلا الكتابة لمناسبة رحيل المعلم «فيكتور بابينكو».
لماذا نكتب عن الموتى؟
«ما يكاد الموت يختطف واحداً من المبدعين، وبعد كلمات الرثاء التي تشبه بعضها تماماً، وما أن يمرّ وقت قصير حتى ينسى ذلك المبدع ويغرق أكثر في التراب، في الوقت الذي يجب أن يكون الموت مناسبة لقراءة هذا المبدع قراءة موضوعية، ولإعطائه المنزلة التي يستحقها وليكون إبداعه لبنة في البناء الذي يكوّن الذاكرةّ..»* http://www.almooftah.com/wp-admin/post.php?post=2886..
Fareed Zaffour ٢٢ فبراير ٢٠١٤ م · رحل الشاعر اللبناني جوزيف حرب ( 1944 – 2014 ) موصداً الباب خلفه ..عن عمر يناهز السبعين عاماً، تاركاً عدة دواوين شعرية بالفصحى والعامية وقصائد غنتها فيروز ومارسيل خليفة.. عُرف الراحل بغزارة إنتاجه بحيث لا يمكن لأوراق مرقمة داخل كتاب أن تتسع أو تختصر سيرة حياة الفنان الذي حفر بصماته الخاصة في الفن عموماً، كما لا يمكن أن يختصر مماته. أعمال حرب باللهجة العامية التي هي استمرار لجوهر الكتابة بالفصحى، فجمالية العامية عنده لا تقل عن مثيلتها في الفصحى، وارتبط اسم الشاعر الراحل بالسيدة فيروز التي غنت الكثير من قصائده وأبرزها: لبيروت، حبيتك تنسيت النوم، لما عالباب، ورقو الأصفر، أسامينا، إسوارة العروس، زعلي طوّل، بليل وشتي، خليك بالبيت، رح نبقى سوا، فيكن تنسو، البواب، يا قونة شعبية. وغيرها كثير… وكلمات هذه الأغاني من أجمل وأرق ما غنت فيروز. كما لحَّن وغنَّى له مارسيل خليفة: «غني قليلاً يا عصافير، انهض وناضل». ولحَّن له رياض السنباطي: «بيني وبينك» و«أصابعي». وإلى الآن لم تصدر الأغنيتان بصوت فيروز. ولم يكتف حرب بصوغ هذه الأغاني بالعامية بل أصدر كتب عدة منها بالعامية «سنونوة تحت شمسية بنفسج» و«طالع عَ بالي» و«زرتك قصب فليت ناي». ومن دواوينه بالفصحى: «شجرة الأكاسيا، مملكة الخبز والورد، السيدة البيضاء في شهوتها الكحلية». شغل «حرب» رئاسة اتحاد الكتاب اللبنانيين من عام 1998 حتى عام 2002. http://www.almooftah.com/wp-admin/post.php?post=2899…
جوزيف حرب من ويكيبيديا جوزيف حرب معلومات شخصية تاريخ الميلاد 1944 تاريخ الوفاة فبراير 9, 2014 مواطنة Flag of Lebanon.svg لبنان الحياة العملية المدرسة الأم الجامعة اللبنانية المهنة شاعر تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات اللغات العربية الجوائز كرمه السيد الرئيس بشار الأسد وسام الاستحقاق السوري لموقفه الراسخ تعديل مصدري يعتبر جوزيف حرب من أبرز الشعراء اللبنانيين الذين تجاوزت قصائدهم حدود الوطن. ولد في قرية المعمارية من قضاء الزهراني في الجنوب اللبناني عام 1944، تعلم في المدرسة الأنطونية، درس الأدب العربي والحقوق في الجامعة اللبنانية، مارس التعليم، وعمل في الإذاعة اللبنانية.
أعماله غنت له فيروز العديد من القصائد منها: “لبيروت”، “حبيتك تنسيت النوم”، “لما عالباب”، “ورقو الأصفر”، “أسامينا”، “أسوارة العروس”، “زعلي طول”، “بليل وشتي”، “خليك بالبيت”، “رح نبقى سوا”، “فيكن تنسو”، “البواب”، “يا قونة شعبية”. تولى رئاسة “اتحاد الكتاب اللبنانيين” من عام 1998 حتى العام 2002. ونال العديد من الجوائز التكريمية منها: جائزة الإبداع الأدبي من مؤسسة الفكر العربي، والجائزة الأولى للأدب اللبناني من “مجلس العمل اللبناني” في دولة الإمارات العربية عمل حرب في التعليم والمحاماة، ثم عمل في الإذاعة اللبنانية بدءاً من 1966، حيث كتب وقدَّم برنامج “مع الغروب”. وكتب برنامج “مع الصباح” الذي كانت تقدمه ناهدة فضل الدجاني. كتب للتلفزيون العديد من البرامج الدرامية منها: “أواخر الأيام”، “باعوا نفساً”، “قالت العرب”، “قريش”، “أوراق الزمن المر”، و”رماد وملح”. كتبه ودواوينه أصدر عام 1960 كتابه الأول “عذارى الهياكل”. له العديد من الدواوين الشعرية، منها: شجرة الأكاسيا مملكة الخبز والورد الخصر والمزمار السيدة البيضاء في شهوتها الكحلية زرتك قصب فليت ناي أجمل ما في الأرض أن أبقى عليها وفاته توفي الشاعر جوزف حرب مساء 9 شباط (فبراير) 2014، في بلدته المعمرية قضاء الزهراني.
( جبران خليل جبران )..فيلسوف الكلمة الأديب المبدع..
وشاعر وكاتب ورسام لبناني أمريكي، ولد في 6 يناير 1883 في بلدة بشري شمال لبنان وتوفى في نيويورك / 10 أبريل 1931م وكان (العمر: 48 سنة).. أوصى جبران أن تكتب هذه الكلمة على قبره بعد وفاته: أنا حي مثلك، وأنا واقف الآن إلى جانبك؛ فاغمض عينيك والتفت؛ تراني أمامك. حياته :جبران خليل جبران ولد في 6 يناير 1883 في بلدة بشراي شمال لبنان وتوفي في نيويورك 10 ابريل 1931 بداء السل ، سافر مع امه واخوته الى امريكا عام 1895 ، فدرس فن التصوير وعاد الى لبنان ، وبعد اربع سنوات قصد باريس حيث تعمق في فن التصوير ، عاد الى الولايات الامريكية المتحدة ، واسس مع رفاقه “الرابطة القلمية” وكان رئيسها ادبه: كان في كتاباته اتجاهين ، احدهما يأخذ بالقوة ويثور على العقائد والدين ، والاخر يتتبع الميول ويحب الاستمتاع بالحياة . مؤلفاته: ألّف باللفة العربية : دمعة وابتسامة. الاروح المتمردة. الاجنحة المتكسرة. العواصف. ألّف باللغة الانجليزية : النبي (بالانجليزية The Prophet) مكون من 26 قصيدة شعرية وترجم الى ما يزيد على 20 لغة. المجنون . رمل وزبد (بالانجليزية Sand and Foam). يسوع ابن الانسان (بالانجليزية Jesus, The Son of Man). ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ http://www.almooftah.com
حياته[عدل] نشأته في لبنان[عدل] ولد جبران لعائلة مسيحية مارونية، كان والده يعمل كبائع في صيدلية، حتى فقد عمله لكثرة الديون المتراكمة عليه وأنشغاله بلعب القمار، وكانت والدته هي “كاميليا رحمة” التي أنجبته وعمرها 30 عاماً، لم يتلقى جبران التعليم الرسمي، وكان يتعلم العربية والكتاب المقدس من كاهن القرية.[13] في عام 1891 تم إلقاء القبض على والده وسجنه بتهمة الفساد المالي وتمت مصادرة جميع ممتلكاته، أما عائلته التي بقيت مشردة عاشت فترة من الوقت في منزل أحد اقاربهم، وبسبب تصرفات الوالد غير المسؤولة ابتعدت العائلة عنه، حتى بعد خروجه من السجن بعد ثلاث سنوات إلا أن العائلة هاجرت إلى الولايات المتحدة في 25 حزيران/يونيو 1895.[13] في المهجر[عدل] سكنت عائلة جبران في بوسطن. بالخطأ تم تسجيل اسمه في المدرسة خليل جبران. هناك، بدأت أمه العمل خياطة متجولة، كما فتح أخوه بطرس متجراً صغيراً، أما جبران فبدأ بالذهاب للمدرسة في 30 سبتمبر1895. وضع جبران في صف خاص بالمهاجرين للتركيز على تعليمهم الإنجليزية، وفي نفس الوقت بدأ جبران بارتياد مدرسة فنون القريبة حيث نمّت مواهبه الفنية، وتعرف جبران على فريد هولاند داي المصور الفوتوغرافي الذي شجع جبران ودعمه في مساعيه الإبداعية،[11] بدأ جبران بتزيين الكتب ورسم الصور الشخصية، في النهاية بدأ داي بتقديم جبران إلى أًصدقائه في عام 1898 تم استخدام إحدى رسماته كغلاف لأحد الكتب، وعندما لاحظت والدته أنه بدأ ينجذب إلى الثقافة الغربية قرروا إرساله إلى لبنان حيث سيكون بإمكانه أن يتعلم عن تراثه الشرقي.[14] جبران خليل جبران في 1898 العودة إلى بيروت[عدل] في 1898 عند سن الخامسة عشر، عاد جبران إلى بيروت ودرس في مدرسة إعدادية مارونية ومعهد تعليم عال يدعى الحكمة. بدأ مجلة أدبية طلابية مع زميل دراسة، ثم انتخب شاعر الكلية، كان يقضي العطلة الصيفية في بلدته بشرّي ولكنه نفر من والده الذي تجاهل مواهبه. وجد جبران عزاءه في الطبيعة، وصداقة أستاذ طفولته سليم الظاهر. ومن علاقة الحب بينه وبين سلمى كرامة التي استوحى منها قصته (الأجنحة المتكسرة) بعد عشر سنوات. بقي في بيروت سنوات عدة قبل أن يعود إلى بوسطن في 10 مايو1902، [15] وقبل عودته بأسبوعين توفيت شقيقته سلطانة بالسل في سن الرابعة عشرة. وفي العام التالي توفي بطرس بنفس المرض وتوفيت أمه بسبب السرطان. وأما شقيقته ماريانا فقد عملت في متجر للخياطة.[11] عرف عن جبران علاقته العاطفية والفكرية بالكاتبة والأديبة مي زيادة، حيث تعارفا عبر المراسلة ولم يلتقيا أبدًا. بدأت العلاقة بينهما حين راسلته مي عقب اطلاعها على قصته الأجنحة المتكسرة، وأبدت إعجابها بأفكاره وآراءه وناقشته فيها. استمرت علاقتهما زهاء 20 عامًا حتى توفي جبران في العام 1931.[13] البداية والشهرة المتزايدة[عدل] كان جبران فنانًا بارعًا، خاصة في الرسم والألوان المائية، حيث التحق بـ”مدرسة الفنون أكاديمية جوليان“، [16] في باريس خلال الفترة (1908 إلى 1910)، حيث اتبع أسلوب رومانسي على الواقعية الصاعدة وقتها، وأقام جبران معرضه الفني الأول لرسوماته وهو في الواحد والعشرين من عمره في عام 1904 في بوسطن في استوديو دايز (بالإنجليزية: Day’s studio).[11] وفي هذا المعرض التقى مع إليزابيث هاسكل، وهي مديرة محترمة، حيث استمرت صداقتهما لبقية حياة جبران، وأنفقت هاسكل مبالغ كبيرة لدعم جبران وقامت بتحرير جميع كتاباته الإنجليزية. ولا تزال طبيعة علاقتهم غامضة، بينما يؤكد بعض كتاب السيرة أنهما كانا عشيقين [17] ولكنهما لم يتزوجا بسبب اعتراض عائلة هاسكل، [10] أنخرط جبران وهاسكل لفترة وجيزة لكن جبران ألغى العلاقة، فلم ينوي أن يتزوجها حيث كان له علاقات مع نساء أخريات. ولاحقاً تزوجت هاسكل من شخص آخر، وأستمرت في دعم جبران ماليًا واستخدمت نفوذها لمتابعه ودعم حياته المهنية [18] وأصبحت محررة له، وعرضته على الصحفية شارلوت تيلر وعلى أستاذة اللغة الفرنسية إميلي ميشيل التي أصبحت من أصدقاءه المقربين.[19] وفي عام 1908 ذهب جبران لدراسة الفن في باريس لمدة عامين، والتقى فيها شريكه في الدراسة الفنية وصديقه الدائم يوسف حويك، [20] وأصبحت معظم أعماله المنشورة بعد عام 1918 باللغة الإنجليزية، حيث أصدر كتابه الأول في عام 1918 لشركة النشر Alfred A. Knopf بعنوان The Madman “المجنون” الذي يحتوي على مجموعة من الأمثال المكتوبة في خليط بين الشعر والنثر. الرابطة القلمية[عدل] مقالة مفصلة: الرابطة القلمية أسس جبران خليل جبران الرابطة القلمية مع كلِّ من ميخائيل نعيمة، عبد المسيح حداد، ونسيب عريضة. كانت فكرة الرابطة القلمية هي لتجديد الأدب العربي وإخراجه من المستنقع الآسن كما يروي إسكندر نجار في كتابه الذي ألّفه عن جبران ويحمل اسم (جبران خليل جبران).[21] كتابات[عدل] النمط والموضوعات المتكررة[عدل] كان جبران معجبًا كبيرًا بالشاعر والكاتب فرنسيس مراش، [22][23] بعد أن درس أعماله في مدرسة الحكمة في بيروت.[24] وفقًا للمستشرق شموئيل موريه، فإن أعمال جبران تعكس صدى “مراش” وتعكس العديد من أفكاره، [25] وقد ذكر سهيل بشروي و”جو جنكينز” كيف ترك “مفهوم ماراش للحب العالمي” انطباع عميق في جبران على وجه الخصوص، [24] حيث أن جبران غالبًا ما يستخدم اللغة الرسمية والمصطلحات الروحية في شعره؛ كما تكشف إحدى قصائده في كتاب النبي: “ولكن دعونا نوجد مسافات في جماعكم ودع رياح السماوات ترقص بينكما. نحب بعضنا بعضًا ولكن لا تجعل رباط الحب: فليكن بحرًا متحركًا بين شواطئ نفوسك. ” [26] أدبه ومواقفه[عدل] كان في كتاباته اتجاهان، أحدهما يأخذ بالقوة ويثور على عقائد الدين، والآخر يتتبع الميول ويحب الاستمتاع بالحياة النقية، ويفصح عن الاتجاهين معًا قصيدته “المواكب” التي غنتها المطربة اللبنانية فيروز باسم “أعطني الناي وغنّي”.[27] تفاعل جبران مع قضايا عصره، وكان من أهمها التبعية العربية للدولة العثمانية والتي حاربها في كتبه ورسائله. وبالنظر إلى خلفيته المسيحية، فقد حرص جبران على توضيح موقفه بكونه ليس ضِدًا للإسلام الذي يحترمه ويتمنى عودة مجده، بل هو ضد تسييس الدين سواء الإسلامي أو المسيحي. بهذا الصدد، كتب جبران في مقال وصفه بأنه رسالة “إلى المسلمين من شاعر مسيحي”:[28] إي والله لقد صدقوا، فأنا أكره الدولة العثمانية لأني أحب العثمانيين، أنا أكره الدولة العثمانية لأني أحترق غيرة على الأمم الهاجعة في ظل العلم العثماني.أنا أكره الدولة العثمانية لأني أحب الإسلام وعظمة الإسلام ولي رجاء برجوع مجد الإسلام. أنا لا أحب العلّة، ولكنني أحب الجسد المعتلّ، أنا أكره الشلل ولكنني أحب الأعضاء المصابة به.. أنا أجلُّ القرآن ولكنني أزدري من يتخذ القرآن وسيلة لإحباط مساعي المسلمين كما أنني أمتهن الذين يتخذون الإنجيل وسيلة للحكم برقاب المسيحيين. فن بصري[عدل] صورة ذاتية ح. 1911 تبلغ أعماله الفنيه أكثر من سبعمائة عمل فني، وتتضمن صوراً لأصدقائه ويليام بتلر ييتسوكارل يونغوأوغوست رودان، [10] وكانت لوحات جبران موضوع حلقة سبتمبر 2008 من مسلسل PBS TV Detectives، وقد تم جمع رسومه بواسطة المتحف العربي للفن الحديث في الدوحة. مؤلفاته[عدل] تمثال جبران في بيلو هوريزونتي،البرازيل ترجمت مؤلفاته إلى عشرات اللغات، ومن مؤلفاته التي ترجمت إلى الصينية رمل وزبد، والنبي، ودمعة وابتسامة، والمواكب، والأجنحة المتكسرة، وفي عام 1994، نشرت دار الشعب بمقاطعة قانسو المجموعة الكاملة لأعمال جبران، في ثلاث مجلدات كبيرة بالصينية.[9] العربية[عدل] نبذة في الفن الموسيقى، 1905 [29] عرائس المروج (1905) الأرواح المتمردة، (1908) الأجنحة المتكسرة، (1912) دمعة وابتسامة، (1914) مجموعة قصص ومواعظ وقصائد أدبية المواكب (1919) العواصف، (1920) رواية البدائع والطرائف، (1923) مجموعة من مقالات وروايات تتحدث عن مواضيع عديدة لمخاطبة الطبيعة. مناجاة أرواح آلهة الأرض (1931): وهي مجموعة حوارات بين من نصبوا أنفسهم آلهة على الأرض، يطلقون الأحكام الخيالية التي يتصورها جبران المتشائم.[30] الإنجليزية[عدل] كتاب المجنون : أول كتب جبران الإنجليزية. كتاب النبي (1923): وهو عبارة عن مجموعة من مقالات شعرية فلسفية روحية ملهمة، ترجم لعشرات اللغات وبيع منها عشرات الملايين من النسخ منذ الثلاثينيات.[31] تغطي مواضيع مترامية الأطراف كالحب والزواج والعقاب والعاطفة والألم وغيرها مما يتعرضه الإنسان في حياته، ومن أقواله المأثورة في الكتاب، عندما طلبت منه المرأة العرافة خطبة في المحبة فقال: «المحبة لا تعطي إلا نفسها، ولا تأخذ إلا من نفسها. المحبة لا تملك شيئاً، ولا تريد من يملكها أحد، لأن المحبة مكتفية بالمحبة» . رمل وزبد (1926) : بث فيه آراءه حول قضايا ومسائل إنسانية، بحكم وأمثال فاقت الثلاث مائة بعد عرض لحكاية ألفها أو حدث تصوره يعكس السلوك الفردي في العلاقات بين البشر. يسوع ابن الإنسان (1928): يؤول فيه جبران حياة المسيح وتعاليمه، على ضوء آرائه الصوفية. حديقة النبي تناول فيه علاقة الإنسان بالطبيعة وعلاقة الإنسان بالله في “موت النبي”، وكان عليه أن يهيئ نفسه لهذه المحاولة الكبيرة، على أنه مات قبل أن يصدر كتابه “موت النبي” فكان موته هو الكتاب الذي أراد أن يحدد به علاقة الإنسان بالله. أرباب الأرض (1931) الشعلة الزرقاء () : تضمّ رسائله إلى الأديبة ميّ زيادة. التائه (1933): يكمل فيه جبران نقده للتقاليد الاجتماعية وسخريته من ازدواجية البشر والتناقضات التي تفتك بنفوسهم. السابق مجموعات: Prose Poems (1934) Secrets of the Heart (1947) A Treasury of Kahlil Gibran (1951) A Self-Portrait (1959) Thoughts and Meditations (1960) A Second Treasury of Kahlil Gibran (1962) Spiritual Sayings (1962) Voice of the Master (1963) Mirrors of the Soul (1965) Between Night & Morn (1972) A Third Treasury of Kahlil Gibran (1975) The Storm (1994) The Beloved (1994) The Vision (1994) Eye of the Prophet (1995) The Treasured Writings of Kahlil Gibran (1995) فنانون تغنوا بكلماته[عدل] نصب تذكاري لجبران في واشنطن العاصمة مقطع “نصف ما أقوله لك لا معنى له، غير أني اقوله لعل النصف الآخر يبلغك ” من قصيدة (رمل وزبد) 1926, استخدمه المغني جون لينون مع تغيير طفيف في أغنية Julia التي اصدرتها فرقة البيتلز سنة 1968. أفرد الفنان الأمريكي اللبناني جبريل عبد النور لقصائد جبران ألبومًا كاملًا. غنت الفنانة فيروز قصيدته المواكب باسم “أعطني الناي وغني” كما غنت له مقاطع كاملة من كتاب النبي بالإضافة لقصيدة الأرض والتي مطلعها سفينتي بانتظاري، وأخيرا غنت له قصيدة يا بني أمي لتبقى المطربة الشهيرة فيروز هي أكثر من تغنى بقصائد جبران. غنت فرقة (Mr. Mister) له قصيدة الأجنحة المتكسرة. عزف له فنان الجاز الأمريكي جاكي ماكلين مقطوعة موسيقية سماها جبران النبي.[32] أفلام مستلهمة من أعماله[عدل] The Broken Wings الأجنحة المتكسرة (1962): فيلم رومانسي من إنتاج المخرج المصري ذو الأصل اللبناني “يوسف معلوف“، تم استلهام الفيلم من كتاب يحمل نفس العنوان “الأجنحة المتكسرة“. أنتج في البداية في لبنان باللغة العربية وبعد نجاحه صار يعرض في الدول الأجنبية باللغة العربية مع الترجمة للإنجليزية، فقدت أشرطة التسجيل خلال الحرب الأهلية اللبنانية ثم وجدت نسخة منها لاحقا بعد الحرب.[33] The Prophet النبي (2011): من إنتاج المخرج “جاري تارن” وبطولة “ثاندي نيوتن” تمّ استلهامه من كتاب “النبي” أيضا. والفيلم عبارة عن مقاطع تجسد نصوص الكتاب.[34] The Three Ants النملات الثلاث (2011): فيلم درامي قصير من إخراج “غابريل سومن”، وهو تجسيد لنص شعري ورد في كتابه “المجنون“.[35] النبي (2014): هو فيلم رسوم متحرّكة تمّ إنتاجه من طرف 9 منتجين، أبرزهم الممثلة المكسيكيّة “سلمى حايك” وبتناوب 10 مخرجين. تم استلهام الفيلم من كتابه المشهور “النبي” مع بعض التعديلات لإضافة بعض الحيوية للسيناريو. لم يحصل الفيلم على مبيعات عالية لكنه حصل على تقييمات جيدة.[36][37] شخصية جبران وثقافته[عدل] كان جبران ميالاً منذ الطفولة إلى الوحدة والتأمل أحلام اليقظة. وظل في مراهقته منطوياً على نفسه، بعيداً عن الأقارب والجيران. وكان سريع البديهة، متواضعاً وطموحًا. وكان شديد الرغبة بالشهرة ولو عن طريق الانتقاد. فقد سر بانتقاد المنفلوطي لقصته (وردة الهاني). كان لجو بوسطن الذي نشأ فيه لأثر في إذكاء ثورته على التقاليد، والنظم البالية في المجتمع الشرقي، وذلك عندما أحس بالتناقض بين جو الحرية الفكرية الاجتماعية السياسية في بوسطن، وبيئته الشرقية. رافقته أحلام اليقظة من الطفولة حتى الرجولة فادّعى لمعارفه – وخاصة ماري هاسكل- أنه ينحدر من أسرة أرستقراطية غنية عريقة. وكان واسع الثقافة فقد قرأ لشكسبير وللشعراء الرومنسيين ولا سيما بليك كيتس، شلي، نيتشه، ولعله حاكى في قصائده النثرية قصائد الشاعر الأمريكي والت ويتمان مبتكر هذا الفن. كما يبدو أثر الفلسفة الأفلاطونية في رومنسيته وتصوفه، وأثر الانجيل بارز في تناجه. فقد خصّ المسيح بكتابه ((يسوع ابن الإنسان)) كما تأثر بالتصوف الشرقي الهندي منه المسيحي و الإسلامي. فآمن بوحدة الوجود والتقمص، وبالحب وسيلة لبلوغ الحقيقة. هذا فضلاً عن قراءته الأساطير اليونانية والكلدانية والمصرية. قال عنه علي الطنطاوي في كتاب صور وخواطر:” خسر الايمان والرجولة والفضائل كلها وربح شهرة عريضة، وترك صفحات فيها كلام جميل يلذ قارئه، ولكنه يسلبه ايمانه من قلبه ويقوّض بيته على رأسه،” إلى آخر ما قال في نداءه إلى ادباء مصر في سنة 1943. شائعات حوله تم نفيها[عدل] في كتاب (جبران خليل جبران) الذي ألفه إسكندر نجار باللغة الفرنسية في باريس سنة 2003، نفى الكاتب أكثر من شائعة عن جبران ومنها: أن جبران ولد في بومباي الهندية. أنه تعلم فن الرسم عند النحات الفرنسي رودان. أنه تعرض لاعتداء إرهابي يستهدف حياته من تدبير المخابرات العثمانية. وكلها كانت أكاذيب نفاها الكاتب إسكندر نجار في كتابه.[38] وفاته[عدل] شعار محرك بحث قوقل بمناسبة ذكرى مولد الأديب جبران خليل جبران في 6 يناير 2011· توفي جبران خليل جبران في نيويورك في 10 أبريل1931وهو في الـ 48 من عمره. كان سبب الوفاة هو تليف الكبدوسل. وكانت أمنية جبران أن يُدفن في لبنان، وقد تحققت له ذلك في 1932. دُفن جبران في صومعته القديمة في لبنان، فيما عُرف لاحقًا باسم متحف جبران. أوصى جبران أن تكتب هذه الكلمة على قبره بعد وفاته: أنا حي مثلك، وأنا واقف الآن إلى جانبك؛ فاغمض عينيك والتفت؛ تراني أمامك. أقوال مأثورة[عدل] من أقواله المأثورة: نصيحته للمسلمين: أنا لبناني ولي فخر بذلك، ولست بعثماني، ولي فخر بذلك أيضاً.. لي وطن أعتز بمحاسنه، ولي أمة أتباهى بمآتيها، وليس لي دولة أنتمي إليها وأحتمي بها.أنا مسيحي ولي فخر بذلك، ولكنني أهوى النبي العربي، وأكبر اسمه، وأحب مجد الإسلام وأخشى زواله، أنا شرقي ولي فخر بذلك، ومهما أقصتني الأيام، عن بلادي أظل شرقي الأخلاق سوري الأميال، لبناني العواطف. أنا شرقي، وللشرق مدينة قديمة العهد، ذات هيبة سحرية ونكهة طيبة عطرية، ومهما أعجب برقي الغربيين ومعارفهم، يبقى الشرق موطناً لأحلامي ومسرحاً لأمانيّ وآمالي. في تلك البلاد الممتدة من قلب الهند إلى جزائر العرب، المنبسطة من الخليج العربي إلى جبال القوقاس، تلك البلاد أنبتت الملوك والأنبياء والأبطال والشعراء، في تلك البلاد المقدسة تتراكض روحي شرقاً وغرباً، وتتسارع قبلة وشمالاً، مرددة أغاني المجد القديم، محدقة إلى الأفق لترى طلائع المجد الجديد. بينكم أيها الناس من يلفظ اسمي مشفوعاً بقوله: «هو فتى جحود يكره الدولة العثمانية ويرجو اضمحلالها». إي والله لقد صدقوا، فأنا أكره الدولة العثمانية، لأني أحب العثمانيين، أنا أكره الدولة العثمانية، لأني أحترق غيرة على الأمم الهاجعة في ظل العلم العثماني. أنا أكره الدولة العثمانية، لأني أحب الإسلام، وعظمه الإسلام، ولي رجاء برجوع مجد الإسلام. أنا لا أحب العلة، ولكنني أحب الجسد المعتل، أنا أكره الشلل، ولكنني أحب الأعضاء المصابة به، أنا أجل القرآن، ولكنني أزدري من يتخذ القرآن وسيلة لإحباط مساعي المسلمين، كما أنني أمتهن الذين يتخذون الإنجيل وسيلة للتحكم برقاب المسيحيين. وأي منكم أيها الناس لا يكره الأيدي التي تهدم، حبا للسواعد التي تبني؟ أي بشري يرى العزم نائماً ولا يطلب إيقاظه؟ أي فتى يرى العظمة متراجعة إلى الوراء، ولا يخشى انحجابها؟ خذوها يا مسلمون، كلمة من مسيحي أسكن «يسوع» في شطر من حشاشته، و«محمداً» في الشطر الآخر. إن لم يتغلب الإسلام على الدولة العثمانية، فسوف تتغلب امم الافرنج على الإسلام. إن لم يقم فيكم من ينصر الإسلام على عدوه الداخلي، فلا ينقضي هذا الجيل إلا والشرق في قبضة ذوي الوجوه البائخة والعيون الزرقاء . في الزواج: ولدتما معاً،وتظلان معاً. حتى في سكون تذكارات الله. و معاً حين تبددكما أجنحة الموت البيضاء. ولكن، فليكن بين وجودكم معاً فسحات تفصلكم بعضكم عن بعض، حتى ترقص أرياح السموات بينكم. أحبوا بعضكم بعضاً؛ ولكن، لا تقيدوا المحبة بالقيود، بل لتكن المحبة بحراً متموجاً بين شواطئ نفوسكم. ليملأ كل واحد منكم كأس رفيقه؛ ولكن، لا تشربوا من كأس واحدة. أعطوا من خبزكم كأس رفيقه؛ ولكن، لا تأكلوا من الرغيف الواحد. غنوا وارقصوا معاً، وكونوا فرحين أبداً؛ ولكن، فليكن كل منكم وحده، كما أن أوتار القيثارة يقوم كل واحد منها وحده ولكنها جميعاً تخرج نغماً واحداً. ليعط كل منكم قلبه لرفيقه؛ ولكن، حذار أن يكون هذا العطاء لأجل الحفظ، لأن الحياة وحدها تستطيع أن تحتفظ بقلوبكم. قفوا معاً؛ ولكن، لا يقرب أحدكم من الآخر كثيراً، لأن عمودي الهيكل يقفان منفصلين، و السنديانة و السروة لا تنمو الواحدة منهما في ظل رفيقتها. الشك ألم في غاية الوحدة لا يعرف أن اليقين هو توأمه. ليست حقيقة الإنسان بما يظهره لك، بل بما لا يستطيع أن يظهره، لذلك إذا أردت أن تعرفه فلا تصغ إلى ما يقول بل إلى ما لا يقول. الحق يحتاج إلى رجلين: رجل ينطق به ورجل يفهمه. في التمرد: أنا متطرف حتى الجنون، أميل إلى الهدم ميلي إلى البناء، وفي قلبي كره لما يقدسه الناس، وحب لما يأبونه ولو كان بإمكاني استئصال عوائد البشر وعقائدهم وتقاليدهم لما ترددت دقيقة، أما قول بعضهم أن كتاباتي (سم في دسم) فكلام يبين الحقيقة من وراء نقاب كثيف، فالحقيقة العارية هي أنني لا أمزج السم بالدسم، بل أسكبه صرفًا غير أني أسكبه في كئوس نظيفة شفافة.[39] مؤلفات حوله[عدل] كُتبت حول جبران مئات الدراسات والبحوث والكتب، يمكن الإشارة منها إلى: ميخائيل نعيمة، جبران خليل جبران (مؤسسة نوفل، بيروت 1981). جبران خليل جبران، بقلم إسكندر نجار. جبران خليل جبران، بقلم بنان محمود أبو عيد. مجموعة مقدمات على مؤلفات جبران، بقلم نازك سابا يارد. شعراء الرابطة القلمية، بقلم نادر سراج. الطبيعة عند شعراء الرابطة القلمية.. جبران خليل جبران أنموذجا، بقلم ميثم حاتم. نبيل كريمة (1964). جبران خليل جبران وآثاره في الأدب العربي: دراسة، نقد، تحليل، نصوص. دار الرابطة الثقافية.
تمثال نصفي لجبران في بيلو هوريزونتي، البرازيل (يسار) ويريفان أرمينيا (يمين) نشرت وزارة البريد والاتصالات اللبنانية طابعًا على شرفه عام 1971. متحف جبران في بشري، لبنان. حديقة جبران خليل جبران، بيروت، لبنان. مجموعة جبران خليل جبران، متحف سمية، المكسيك. افتتح شارع خليل جبران، مونتريال، كيبيك، كندا في 27 سبتمبر 2008 بمناسبة الذكرى 125 لميلاده. حديقة خليل جبران التذكارية في واشنطن العاصمة.[41] مكرسة في عام 1990 ألماز أبنادر، أبناء المهجر: الأدب العربي الأمريكي يمتد قرنًا.[42] لوحة جبران التذكارية في ميدان كوبلي، بوسطن، ماساتشوستس. تم افتتاح أكاديمية خليل جبران الدولية، وهي مدرسة ثانوية عامة في بروكلين، نيويورك في سبتمبر 2007. تمثال خليل جبران، يريفان، أرمينيا (2005).[43][44] مدرسة خليل جبران الرباط، المدرسة المغربية والبريطانية الدولية في الرباط، المغرب. جناح K. Gibran في مدرسة باستور في مونتريال، كيبيك، كندا. خليل جبران بارك ( Parcul خليل جبران ) في بوخارست، رومانيا. نحت جبران خليل جبران على قاعدة من الرخام في بناء النصب التذكاري العربي في كوريتيبا، بارانا، البرازيل. نصب جبران خليل جبران التذكاري، أمام ساحة لاس ناسيونس، بوينس آيرس. تمثال نصفي في بيلو هوريزونتي، ميناس جيرايس، البرازيل. جبران خليل جبران الفضاء الثقافي في شمال كراكاس، فنزويلا فينا ديل مار، تشيلي. نصب تذكاري يقع في شارع مارينا. ونحت من قبل ريكاردو سانتاندر باتالا. جائزة جبران خليل جبران للروح الإنسانية يمنحها المعهد العربي الأمريكي في واشنطن العاصمة[45][46] جائزة جبران خليل جبران العالمية، تمنحها هيئة إحياء التراث العربي في أستراليا. في الثقافة الشعبية[عدل] مسرحيات[عدل] مسرحية “استراحة على متن الريح” للكاتب والممثل الأردني نديم صوالحة تتحدث عن حياة جبران.