أول سورية تحمل لقب “كابتن طيار”
وداد شجاع: الطائرة جزء مني
المصدر : (دمشق – سمر وعر:)
تاريخ النشر: 10/07/2010

وداد شجاع السورية الوحيدة التي تحمل لقب كابتن طيار . لها من اسمها نصيب . عشقها للطيران منذ الطفولة جعلها وبعد انتسابها الى كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية في جامعة دمشق تسافر الى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة الطيران، لتعود إلى وطنها لتتربع على عرش هذه المهنة . نشأت في جو أسري تسوده الألفة والمحبة لأم مثالية، والدها الكابتن عدنان شجاع وأخوها الكابتن أنور شجاع ونور

الأخت الأصغر التي درست المعلوماتية . ووداد التي ولدت في عام 1979متزوجة من طبيب الأسنان عبدالهادي زين وأم لولدين أيمن (9) سنوات، وأشرف (7) سنوات . وتعشق الفروسية والعزف على البيانو، تربطها بالسماء والنجوم علاقة غريبة ومميزة . طموحها أن تصبح مدربة للطيران ذات يوم، وحلمها أن تكبر أكثر في مجال عملها . في منزلها كان لقاؤنا معها عبر حوارنا الآتي:

ماذا عن بداياتك مع الطيران؟

– حبي للطيران بدأ منذ الطفولة، حيث كنت أرافق والدي الكابتن الطيار عدنان شجاع الى الطائرة وأجلس معه في قمرة القيادة التي كانت تغريني بعداداتها وأزرارها وكنت وقتها في العاشرة من عمري، وبعد حصولي على الشهادة الثانوية وتسجيلي في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية في جامعة دمشق، سافرت لزيارة أخي أنور الذي كان يدرس الطيران في أمريكا، وهنا كان لابد من تحقيق حلمي، فقد سجلت في دراسة الطيران وخضعت لعدد من الدورات خلال فترة زمنية قصيرة، لكنها تطلبت مني الكثير من الجهد والضغط النفسي، وبعد إنهاء دراسة الطيران عدت الى بلدي سوريا وعملت على معادلة شهادة الطيران وتقدمت لمسابقة بشركة الطيران السورية وقبلت بصفة (طيار مساعد) مع عدد من المتدربين على طائرة (بوينغ 727)، بعد ذلك عدت الى الولايات المتحدة لأتابع تدريبي على هذه الطائرة كطيار مساعد مدة ثلاث سنوات عام ،2000 بعد ذلك قمت بالطيران بطائرة (الإيرباص 320) كطيار مساعد واستطعت خلال تسع سنوات أن أحقق أكثر من 5 آلاف ساعة طيران، وهذا ما أهلني أن أصبح كابتن على طائرة (الإيرباص 320) بصفة (طيار قائد) وبعد هذه السنة تم إيفادي لدراسة (atr72) وهي طائرات مروحية صغيرة تقوم برحلات إقليمية وداخلية ضمن حدود سوريا أقصى مدة للطيران فيها ساعتان ونصف الساعة والآن أتدرب عليها كطيار قائد .

حدثينا عن الشهادات التي حصلت عليها للطيران؟

– بدأت التدرب عام ،1997 أول مرة للطيران كانت 1998والمفروض تحقيق ساعات معينة من الطيران في فترة تدريب إضافية لتحقيق الحصول على ثلاث شهادات الأولى (طيران خاص)، والثانية (طيران تجاري) والثالثة (طيران آلي) وبعد الحصول على هذه الشهادات يمكنني معادلتها والتقدم بطلب للتوظيف في شركة الطيران .

ما شعورك أول مرة كنت تحلقين فيها في الفضاء؟

– في الحقيقة كنت خلال فترة التدريب أشعر بأن الطائرة هي جزء مني وأنني قادرة على التصرف والتعامل معها بشكل عادي ولم يكن هذا شعوري وحدي بل كان شعور المدرب الأمريكي الذي كان يقوم بتدريبي حتى إنه سألني: (هل أنت متأكدة أنك أول مرة تطيرين بها؟)، بالتأكيد ليس عندي خبرة، ولكن أود أن أقول إن هذا الأمر كحال الرسام الذي يمتلك موهبة فهو يستطيع من خلال ريشته أن يرسم شيئاً ما ولكنه يبقى في حاجة الى صقل هذه الموهبة بالدراسة والخبرة .

وفي عام 1997 حلقت بالطائرة للمرة الأولى وحدي بعد أن نزل المدرب الأمريكي من الطائرة (سيسنا 15) وهي مروحية تتسع للمدرب والمتدرب فقط، وقال لي (أنت الآن ستقلعين بالطائرة وإذا استطعت الإقلاع والهبوط ثلاث مرات حول المطار سأمنحك الشهادة الأولى (طيار منفرد)، وفي الحقيقة لايمكنني أن أنسى هذا اليوم في حياتي كان كل شيء فيه جميلاً وكان لدي إحساس مؤكد أنني سأنفذ عملية الإقلاع والهبوط بنجاح وأحصل على الشهادة، يومها لبست (تيشرت) عليه العلم السوري، أحسست أن هذا اليوم يجب أن يكون مميزاً، لاسيما عندما سيقدم الناس لي التهاني بنجاحي وأن عليهم أن يروا أن العلم السوري وبكل اعتزاز وفخر يزين صدري، ولن أخفي أنني كنت خائفة في الإقلاع الأول، ولكن خوفي زال مع الإقلاع الثاني وكان الأجمل هو الإقلاع الثالث ولكم تمنيت في تلك اللحظة لو كان كل الناس في سوريا يشاهدوني، كان شعوراً رائعاً بالنسبة لي .

ماذا عن ردات فعل الآخرين لأول رحلة طيران لك في سوريا؟

– كانت هناك أكثر من ردة فعل بالنسبة لزملائي فقد تفاوتت آراؤهم وانطباعاتهم وردة فعلهم تجاهي كفتاة عمرها (19) عاماً وهل يمكنني أن أقوم بهذه المهمة وأنا فتاة أولاً، وبهذه السن ثانياً، والبعض كان يشعر بالفرح والفخر .

في أي عام كانت أول رحلة طيران لك والى أي بلد؟

– 1998 وكانت إلى القاهرة ومدتها ساعة ونصف الساعة وأتذكر أن ردات الفعل التي حصلت كانت كوميدية، وعند نزول الركاب كانوا يعبرون عن سعادتهم وأن الرحلة كانت مريحة .

أنت كابتن طيار منذ سنة، ماذا أضافت لك هذه السنة من الخبرات؟

– استطعت الطيران ولمدة سنة على طائرات (الإيرباص 320) في رحلات إلى أوروبا وهذا السفر قدم لي الكثير من الدفع المعنوي بسبب إعجاب الركاب الأوروبيين وفخرهم بوجود كابتن طيار في شركة الطيران السورية، وكان الركاب من جميع الجنسيات يهنئوني بعد الرحلة .

أنت كابتن طيار وأم وزوجة كيف تستطيعين التوفيق بين هذه المسؤوليات؟

– لا توجد امرأة كاملة مائة في المائة، وزوجة مائة في المائة، ولكنني والحمد لله ونتيجة تفهم زوجي وولديّ لطبيعة عملي وتعودهم على نظام معين لحياتي وأنني أسافر بشكل دائم، استطعت أن أتابع عملي، ولكنني أحاول عندما أكون في المنزل أن أكون أماً لأولادي بكل معنى الكلمة .

ما حلمك؟

– أن أكبر في مجال عملي لأنني أحب الطيران وأي شيء يجعلني أطور عملي أحلم به إن كان على صعيد التدريب أو غيره، وحلمي أن أرى شركة الطيران العربية السورية تكبر، لأن هذا يعني أننا كطيارين وكل المعنيين في الشركة سنشعر بالأمان .

ما طموحك؟

– أن أصبح مدربة في يوم من الأيام، أحب التدريب وبالتأكيد الذي سيكون مدرباً لابد أن يكون له مستوى معين وصفات معينة أتمنى أن يتحقق هذا الأمر لي .

ما شعور أولادك كونك الكابتن الوحيدة في سوريا؟

عندما يكون هناك درس عن الطيران يقول أولادي للمدرسة إن ماما طيار ويتحول الدرس الى الحديث عني أو حتى إذا كان لي لقاء في مجلة فهم يأخذونها ليشاهدها كل رفاقهم ومعلماتهم وأنا أشعر بأنهم مستعدون لتحمل كل صعوبات الحياة معي أمام هذا الشعور الجميل الذي يشعرون به أمام رفاقهم .

ما البلاد التي زرتها والبلد الذي تتمنين زيارته؟

– زرت أغلب البلاد الأوروبية، وكل البلاد العربية، أتمنى زيارة أستراليا .

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏سيلفي‏ و‏لقطة قريبة‏‏‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏لقطة قريبة‏‏‏

مشاركة ‏منشور‏ بواسطة ‏حسن الاشقر‏  
قناة سوريا اليوم – Syria channel today

اين العالم من سيداتنا *الكابتن وداد شجاع …أول قائدة طائرة سورية* 

فوجئ ركاب طائرة الخطوط الجوية السورية التي أقلعت من مطار دمشق متوجهة الى اوروبا بصوت نسائي يقول: “الكابتن وداد شجاع ترحب بكم على متن الـ”بوينغ 727″، وتتمنى لكم سفراً سعيداً ووصولاً بالسلامة”.
وحسم أحدهم الموضوع عندما سأل المضيفة التي أجابت: “نعم إنها الكابتن وداد شجاع”.
شعر بعض الركاب بنوع من الزهو بأن تكون فتاة من بلدهم قائدة طائرة ركاب نفاثة… والبعض الآخر توجس خوفاً، من منطلق انعدام الثقة بقدرة المرأة على الجلوس في مقاعد الرجال، حتى هبوط الطائرة في مطار أورلي الباريسي.
والكابتن وداد شجاع، شابة من سورية انضمت الى كوكبة الفتيات العربيات اللواتي دخلن هذا الميدان بجدارة، وهن يقدن موديلات عدة من الطائرات النفاثة الحديثة على مختلف الخطوط الدولية.
تحية إلى البطلة الكابتن وداد شجاع ابنة الطيار المدني السوري عدنان شجاع وأخت الطيار أنور شجاع 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.