ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏يبتسم‏، و‏‏لقطة قريبة‏‏‏‏

لا يتوفر نص بديل تلقائي.

على نفنوف: الصورة هي اللغة الأكثر انتشاراً عالمياً

حوار مع الشاعر والفنان السوري على نفنوف
أجرته نبوغ أسعد

 

 

 

 

 

فنان مبدع يجمع بين الشعر والفن بآن معا يتابع الحقيقة ويحولها إلى مزيج بين الفن والتاريخ له الكثير من الابداعات المدهشة وخص الهلال بالحوار التالي :

ما مدى علاقة التصوير الضوئي مع الفن؟

التصوير الفوتوغرافي هو مصطلح لكلمتين
فوتو .. وتعني الضوء
غراف ..وتعني الرسم
إذاً هو الرسم بالضوء فهل لك ان تتخيل لوحة مرسومة بالشعاع .. حدودها الضوء ..مشوارها الحقيقة تمر الى القلب قبل العين بدروب الدهشة
اذا التصوير الضوئي هو فن الرسم وهو تشكيل من الحقيقة بشيء يشبه الخيال أما عن علاقته ببقية الفنون ..أقول:
الفن هو لغة بصرية والصورة هي الاكثر حضوراً ..فما المسرح إلا إضاءة وصورة … كما اللوحة التشكيلية التي تبدأ من صورة يرسمها فنان لتنتهي الى لوحة يصورها فنان ليعرضها هنا أو هناك
هو فن التحدي ..فمثلا المصور لا يمكنه أن يتلاعب بالمشهد الحقيقي فهو محكوم بحقيقة اللون وهندسية الشكل أما الرسام محكوم بالخيال المصور لا يمكنه ان يقدم البحر إلا ازرقاً والشجر شجرة أما الرسام فقد يرسم إمرأة على هيئة قارورة عطر أو كأس نبيذ ويلونها خضراء أو زرقاء ..
ويقول هكذا أريد
إذا..الصورة محكومة بالحقيقة واللوحة متحررة بالخيال ..
وفي كليهما يتوفر شرط الدهشة والاعجاب .

هل بإمكان أي شخص أتباع دورة ليكون مصوراً ضوئياً؟

ليست القصة بتوفر المعدات وتعلم تقنيات الآلة .. رغم ضرورتها لكنها ليست كافية لخلق فنان التصوير الضوئي .. لأن التصوير هو فن وليس حرفة إذا يجب ان يتوفر شرط الإحساس وبديهية المصور فالتصوير هو حالة وجدانية لها عوالمها و طقوسها .. يلزمها مزاج خاص ..مثلها مثل قريض الشعر ..مثل كتابة القصة .. إذا الشرط الاساسي لها توافر العشق لهذه الهواية ومن ثم إمتلاك المصور إحساس التذوق للجمال .. وطريقة تقديمه للمتلقي .. إن ثقافة الجمال لدى فنان التصوير أهم من معلوماته الفنية لادوات التصوير ..
وهنا يجب التفريق بين المصور الحرفي الذي يتقن عمله كمصور فقط وما بين فنان التصوير الذي يقدم عناصر الدهشة والإعجاب في لوحاته من خلال توقيفه للزمن بلحظة ما من اجل الحصول على صورة نادرة تقص اقصوصته مخطئ من يعتقد ان الصورة مجرد كبسة زر
الصورة تبدأ برؤية المشهد .. وسرعة الفنان في تحليله وتوظيفه لرسالة المشهد ..مع سرعة بديهيته في توافقية العين مع يد المصور التي تمتد الى كبسة الزر وصولا الى إعطاء الأمر للكاميرا .. أنها أساسية للحصول على لقطة نادرة .. أو توقيف الزمن بلحظة ما .
هنالك تعريف للمصور للأديبة غادة السمان تقول فيه:
المـصور : إنسان نـادر .. له أنامل نـشال .. و عينا قـط بـري .. و ذاكرة جاسوس .. و طموح مـؤرخ .. و رؤيـا شـاعر .. و معدات فلكي .. و صبر بـاحث في مختبر .. و جرأة فـدائي

التصوير لغة تكتب بها قصصاً وحكايا…..حدثنا عن هذه اللغة

الصورة هي لغة العين فهل هنالك أرقى من لغة العيون هي الأبجدية المكتوبة بأحرف من شمس…يشكلها الشعاع…
إذاً هي اللغة التي يفهمها الجميع دون مترجم أو قاموس …لأن الصورة تقرأها العين ويعشقها القلب….فهي لا تعرف حدود للقوميات أو اللغات ….لها جمهورها من أول المعمورة إلى آخرها…
لها مصداقية فائقة لأنها عنوان الحقيقة المطلقة …
وكما نعلم جميعاً أن للصورة حضورها القوي كشاهد إثبات فهي اللغة الأكثر انتشاراً عالمياً….ناهيك عن كونها رياضة روحية ورياضة تأمل للعين .
إذاً….من الطبيعي إن نجد الآذان صاغية للقصص التي ترويها الصورة لأنها مشوار الحقيقة ….مآلها الصدق

متى تشعر بأنك يجب أن تذهب للتصوير .. وماذا تشعر بذلك؟

كما أسلفت في جواب سابق إن التصوير حالة وجدانية لها طقوسها وقصصها …الهدف من ذلك الحصول على صورة لها رسالة …وبرأيي الصورة الناجحة هي التي تحمل قدر كبير من الأفكار ..
أما لحظة التقاط الصورة هي لحظة وعي الروح ويقظتها لعالم الثواني الذي يسيطر على حركة الحياة ..
والتصالح بين المشاعر وقدرة الانسجام بين ما تراه العين وما يشعر به الفنان من الصورة التي يطمح اليها وهي لحظة انتصار الضوء أي انتصار الحقيقة ورسائلها .

أنت تكتب الشعر في أغلب الأحيان …هل هنالك علاقة بين الكتابة والتصوير؟

مابين يراع المداد…وقلم الشعاع …ثمة هدف هو البحث الحثيث عن الجمال الارقى لكل مكونات الوجود..فالكلمة الطيبة هي جمال العمق الإنساني كما الصورة هي تجسيد لجمال الوجه …إذاً…الهدف منهما …الوصول إلى أعماق الذات.
وفي العودة الى حقيقة السؤال: الومضة الشعرية التي اكتبها هي صورة تماما ….لكنها مرسومة بحروف الأبجدية المكونة من ثمانية وعشرون حرفاً أما الصورة فهي المكتوبة بأحرف اللون السبعة …
وأختم لأقول: القصيدة هي صورة جميلة لواقع خيالي بينما الصورة هي قصيدة جميلة عن واقع حقيقي.

ماهي المواضيع التي تهتم بها في فن التصوير ولماذا؟

بحكم عملي الصحفي ….كنت دائم البحث عن اللقطة التي تخدم أفكاري وعناوين مقالاتي لذا تنوعت رسائل الصور عندي ..أما ماذا أحب أن اصور او ان اختص هنا يجب القول..
إن ثقافة المجتمع تفرض علينا نوع هواياتنا و عناوينها فمثلاً أنا أعشق تصوير الوجوه ( البورتريه) وهذا النمط تحديدا صعب المنال في مجتمعنا الشرقي لأنه فيما لو التقطت صورة لشاب أو شابة على شاطئ البحر في أوربا فأنه يبتسم لك كعربون محبة ووفاء …أما اذا التقطت مثل هذا الصورة في مجتمعنا فإنه قد ينتهي بك الامر إلى مخافر الشرطة…
ويأتي جمال هذه الانماط من الصور من خلال اللقطة العفوية أما عندنا فيتطلب الأمر الأذن لذلك وهنا نفقد شرط العفوية وتصبح أمام صورة مصطنعة فقدت أهم شروط جمالها …
ولتصوير الوجوه …رسالة عميقة لأنها تحكي حكايا إنسانية لا متناهية .

ماذا عن فن التصويرفي سورية ودوره؟

إنه وجع …ومعاناة … ونحت في ضمائر المخلصين …
نحن في مجتمع يخاف الحقيقة لذلك نرى أن الجميع يتحاشى المصور إلا أصحاب ربطات العنق …فتلزمهم الصورة إذا كانوا يتحدثون عن انجازاتهم …وبغض النظر عن هذا لا زال هذا النمط من الفن مضطهد ولم يأخذ حقه…
فهل يعقل أن في سورية فقط نادي وحيد لفن التصوير الضوئي ويتبع لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل …بينما في دول الخليج العربي يوجد مئات النوادي للذكور أو الإناث …
وغير هذا وذاك …لم يتم التعامل معهم في عضوية اتحاد الفنانين التشكيليين في سورية بينما في دول أوربا ..الأفضلية لهم في نقابات الفن التشكيلي .
وأخيرا…يجب ان يعترف الجميع ان فنان التصوير..هو انسان مختلف..يغامر أحيانا بحياته من أجل لقطة تخدم قضية انسانية

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.