ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏شخص أو أكثر‏، و‏‏أشخاص يقفون‏، و‏لحية‏‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏‏جبل‏، و‏سماء‏‏، و‏‏سحاب‏، و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏ و‏طبيعة‏‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏لقطة قريبة‏‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏شخص أو أكثر‏، و‏‏أشخاص يقفون‏، و‏لحية‏‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏شخص أو أكثر‏، و‏‏لحية‏، و‏نظارة شمسية‏‏‏ و‏لقطة قريبة‏‏‏

‏‎Hisham Zaweet‎‏ مع ‏محمد مجبور‏.
‏١٥ يوليو‏، الساعة ‏٨:١١ م‏

————————————–

اسم قد لا يعرفه إلا القليلون من عامة الناس ولكن الكثيرين من المصورين أو من أبناء جبلة وتحديدا بلدته الدالية قد سمعوا باسمه وشاهدوا بعضاً من فيض لقطاته.

عبد الحميد هلال، مدرس اللغة الإنكليزية، المربي، كان يقتنص ما يتاح من فسحات الوقت ليحمل كاميرته ويجول في ربوع منطقته، في جبالها ووديانها، في غاباتها وأحراجها، بين ناسها وفلاحيها و بين أهله ومحبيه.

الكل في محيطه يعرفه ويعرف كاميرته التي رافقته دائما وتآلف معها وألف تصيدات عينه التي تلتقط كل ما هو جميل وغريب وغير مألوف للعين.

ربما لا يحق لي أن اتخذ موقف الناقد أو المقيم لأعمال ونتاج هذا الفنان المبدع ابن بيئته التي لم يتخل عنها يوماً، ولكن عشرة العمر مع حضوره الدائم في معارض التصوير الضوئي بأعماله أكثر من شخصه تشفع لي أن اكتب هذه السطور.

في محطة الاستراحة في رحلة دروب سورية في الغابة التي تعمم قرية جوفين، أطل محمد مجبور بقامته الفارعة وشكله الفريد كشخصه قادماً نحو جلستنا ليبادر بالسؤال عما إذا كان في مجموعتنا مصورون محترفون أم لا. عاجلته بالرد بأنه لا مصورون محترفون في مجموعتنا وكلنا وإن حملنا كاميراتنا ردحاً من الزمن فإننا هواة على طريق فن التصوير وعالمه. سألته عن سبب سؤاله وما يرمي إليه فأجاب بأنه يقترح أن نذهب للقاء المصور الفنان عبد الحميد هلال الذي يسكن على بعد بضع عشرات من الأمتار من مكان جلوسنا فهببت مسرعا بالإيجاب ومشينا.

الدخول إلى صومعة راهب هو ما يمكن أن أصف به شعوري لحظة دخول المكان الذي يخلو به عبد الحميد هلال لنفسه ويلتقي فيه أصدقاءه ومحبيه. سلامات واستنهاض للذاكرة حول تعارفنا وسريعا كرّت سبحة الكلام.
انسان بمنتهى التواضع والبساطة جال بي يعرفني إلى زوايا صومعته التي تشرف على ما حولها من جبال ووديان ساحرة الجمال. بعض من مزروعات البستنة غرسها بيده ليأكل من نتاجها وشجرات تين لم تينع ثمارها بعد وجلسة سماوية في ظلال أشجار الصنوبر هي الخصوصية التي تميز المكان. غرفة يركن بطرفها سرير حديدي تجاوره أريكة وزاوية مقابلة يحتلها مطبخه البسيط الذي يفتخر بأنه حضر فيه الطعام لضيوفه الذين لا تخلو صومعته منهم.

في هذا المكان يجد عبد الحميد راحة روحه ويخلو إلى نفسه وذكرياته وصوره التي جمعها في ألبومات صغيرة يفخر بأن يعرضها على زواره محدثاً إياهم عن تفاصيل لقطاتها وجمال ما رأيت عينه وسجلت كاميرته. يبادر عبد الحميد الى القول أنه توقف عن التقاط صور جديدة منذ مطلع العام /2012/ حيث قرر أنه لا يجوز له أن يتحدث عن الجمال ويفرح باقتناص لقطاته في وقت ملأ القبح والحزن المحيط من حوله، بل سوريته كلها.

يحدثني عبد الحميد عن المقابلة الأخيرة التي أجراها معه التلفزيون العربي السوري في مطلع هذا الشهر وعن استضافته في فندق داما روز ليلة وصوله إلى دمشق لإجراء تلك المقابلة وكيف أن تلك السفرة قد كلفته عشرون ألف ليرة سورية هي جل ما يملك من مال.

يستوقفنا عبد الحميد إلى غداء يعده بنفسه. اعتذرنا لضيق الوقت ولالتزامنا ببرنامج مشوارنا الذي ننتظر فيه بحماس نشاطات بعد الظهيرة واكتفيت بسيجارة تبغ محلي لفها لي كان تدخينها متعة استثنائية في تلك الجلسة.

سلامات وتواعد بأمل اللقاء في وقت قريب وشكر لمرافقي لهذه الفرصة التي يسرها لي بهذا التلاقي ثم صور للذكرى معاً وغادرنا.

عدت إلى جلسة الاستراحة التي كاد أن ينفذ وقتها مع أصدقاء رحلة دروب سورية الذين كانوا قد سبقوني وتناولوا غداءهم وشربوا الشاي المحضرعلى نار الحطب وأصبحوا جاهزين لمتابعة المشوار إلى ما يلي من محطات.

أثناء الحديث الذي دار مع عبد الحميد اقتنصت بضع لقطات “بورتريه” أشاركها معكم.

مؤسف حقاً أن لا يحظى مثل عبد الحميد بما يليق به من اهتمام وتقدير لما أنجز من أرشيف يسجل ذاكرة الطبيعة والمكان والانسان في محيطه، نتاج أرى أنه يستحق أن يجمع ليبقى ذاكرة للوطن.

هشام زعويط

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏شخص أو أكثر‏، و‏‏أشخاص يقفون‏، و‏لحية‏‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏شخص أو أكثر‏، و‏‏لحية‏، و‏نظارة شمسية‏‏‏ و‏لقطة قريبة‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏لقطة قريبة‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏شخص أو أكثر‏، و‏‏أشخاص يقفون‏، و‏لحية‏‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏‏جبل‏، و‏سماء‏‏، و‏‏سحاب‏، و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏ و‏طبيعة‏‏‏

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.