محتفلون وسط جادة الشانزيليزية في العاصمة الفرنسية باريس بفوز المنتخب الجزائري

نجوم بمنتخب الجزائر.. من صدمات وأحزان إلى تألق وأفراح

لاعبو الجزائر يرفعون كأس الأمم الأفريقية (رويترز)

توج المنتخب الجزائري لكرة القدم مسيرته الناجحة في بطولة كأس الأمم الأفريقية الثانية والثلاثين وأحرز لقبه القاري الثاني، إثر فوزه الثمين بهدف نظيف على نظيره السنغالي اليوم الجمعة في المباراة النهائية للبطولة على ملعب القاهرة الدولي.
وحسم المنتخب الجزائري (محاربو الصحراء) المباراة لصالحه بهدف نظيف سجله بغداد بونجاح في الدقيقة الثانية من المباراة، في حين فشل المنتخب السنغالي (أسود التيرانغا) في تعديل النتيجة على مدار شوطي اللقاء.
وأكد المنتخب الجزائري تفوقه على نظيره السنغالي في البطولة الحالية حيث حقق الفوز عليه بالنتيجة نفسها بمباراتهما في الدور الأول من هذه النسخة.
واستعاد المنتخب الجزائري (الخضر) اللقب الأفريقي بعد غياب دام 29 عاما.

سميـــر@samiiiiir

هدف شاهد مرة أخرى 🇩🇿💪🏻

فيديو مُضمّن

ولم يكد الفريقان يدخلان أجواء اللقاء حتى باغت المهاجم الجزائري بغداد بونجاح المنتخب السنغالي بهدف التقدم في الدقيقة الثانية من المباراة.
وجاء الهدف بعدما استخلص المنتخب الجزائري الكرة من لاعبي السنغال في الناحية اليسرى وانطلق بونجاح بالكرة حتى وصل أمام منطقة الجزاء ثم سدد كرة قوية لترتطم بساق المدافع السنغالي ساليف ساني وتعلو بشكل كبير قبل أن تصطدم بالقائم الأيسر وتسكن المرمى وسط ذهول من لاعبي السنغال.
بونجاح يقود احتفالات هدفه المبكر بمرمى السنغال (رويترز)
ومنح الهدف دفعة معنوية هائلة للمنتخب الجزائري الذي ظل الأفضل والأخطر رغم محاولات السنغال للرد.
وواصل المنتخب الجزائري تفوقه حيث كان الأفضل انتشارا في الملعب وسيطرة على مجريات اللعب، وإن تراجعت حدة هجوم الفريق، حيث انحسر اللعب لبعض الوقت في وسط الملعب دون أي خطورة على المرميين مع الحذر الدفاعي الشديد من الفريقين.
بعد مرور أول ربع ساعة من المباراة، كثف أسود التيرانغا من محاولاتهم الهجومية بحثا عن هدف التعادل.
وحصل المنتخب السنغالي على ضربة حرة بجوار منطقة جزاء الجزائر نفذها هنري سايفت عرضية في الدقيقة 21، ولكن الدفاع الجزائري أبعدها قبل أن تشكل أي خطورة.
كما سدد سايفت ضربة حرة قوية في الدقيقة 27 ولكن حارس المرمى الجزائري وهاب رايس مبولحي كان في غاية اليقظة وأمسك الكرة بثبات.
واستغل المنتخب السنغالي تراجع منافسه دون مبرر وكثف ضغطه الهجومي في آخر ربع ساعة من الشوط الأول، أملا في إدراك التعادل.
ووسط موجة من الخشونة بين لاعبي الفريقين، نال رامي بن سبعيني نجم المنتخب الجزائري إنذارا في الدقيقة 33 للخشونة مع إسماعيلا سار.
الالتحامات القوية بين اللاعبين (رويترز)
وأفلت النجم السنغالي ساديو ماني من الحصول على إنذار على الأقل في الدقيقة 36 بعد اعتدائه على سفيان فيغولي دون كرة خلال تنفيذ السنغال الركنية الأولى لها في المباراة.
وسدد نيانغ كرة صاروخية مباغتة في الدقيقة 38 لكن الحظ وقف بجانب الخضر حيث مرت الكرة مباشرة فوق الزاوية العليا اليمنى للمرمى الجزائري.
وحصل المنتخب السنغالي على ركنيتين في الوقت بدل الضائع للشوط الأول لكنه لم يستغلهما بالشكل الجيد، لينتهي الشوط بتقدم الخضر بهدف نظيف.
واستأنف المنتخب السنغالي ضغطه الهجومي في بداية الشوط الثاني ولكن سرعان ما تخلى عن انكماشه الدفاعي وتبادل الهجمات مع أسود التيرانغا وشكلت هجماته إزعاجا شديدا للدفاع السنغالي.
ونال الجزائري يوسف بلايلي إنذارا في الدقيقة 54 للخشونة مع لامين جاساما.
وكثف المنتخب السنغالي هجومه في الدقائق التالية وسنحت الفرصة أمام ساديو ماني عندما وصلت الكرة إليه داخل منطقة الجزاء وراوغ الدفاع الجزائري، ثم سدد الكرة دون إتقان، وارتطمت الكرة بالمدافع جمال الدين بن العمري وضاعت الفرصة.
وحصل يوسف سابالي على ضربة حرة خارج منطقة الجزاء الجزائرية وسددها المتخصص سايفت ولكنها ذهبت في متناول مبولحي.
وأثار الحكم الكاميروني أليوم نيانت القلق في نفوس الجزائريين عندما أطلق صافرته في الدقيقة 60 محتسبا ضربة جزاء للسنغال إثر تمريرة عرضية لعبها سار من الناحية اليمنى لترتطم الكرة بيد عدلان قديورة.
ومع العودة لنظام حكم الفيديو المساعد (فار)، عدل الحكم عن قراره وألغى ضربة الجزاء وأمر باستمرار اللعب.
الحكم يشير إلى مراجعته لمسة اليد عن طريق الفار قبل أن يلغي ركلة الجزاء (رويترز)
ونال المنتخب الجزائري دفعة معنوية إضافية بإلغاء ضربة الجزاء، ليتبادل الفريقان الهجمات الخطيرة مجددا.
وأهدر نيانغ فرصة مثالية لتسجيل هدف التعادل في الدقيقة 66 بعدما تلقى الكرة إثر تمريرة طولية من لامين جاساما وتخلص من الدفاع ثم راوغ مبولحي الذي تقدم لملاقاته، لكن تسديدته ذهبت خارج المرمى الخالي من حارسه.
وسدد سابالي كرة صاروخية في الدقيقة 69 أبعدها مبولحي ببراعة من أسفل العارضة إلى ركنية لم تستغل جيدا.
ورد المنتخب الجزائري بأكثر من هجمة شكلت خطورة فائقة وأكثر من ركلة ركنية.
وسدد يوسف بلايلي كرة رائعة من حدود منطقة الجزاء في الدقيقة 74 ارتطمت برأس أحد المدافعين وذهبت فوق العارضة مباشرة.
وشكلت الركنية التي لعبها بلايلي خطورة هائلة لكن الدفاع السنغالي أبعدها في اللحظة الأخيرة.
وسقط بن العمري مصابا بجرح في وجهه إثر التحام قوي مع ساديو ماني، وخرج اللاعب لتلقي العلاج حيث وضع ضمادة على الجرح لإيقاف النزيف.

لاعبو المنتخب الجزائري يحملون مدربهم احتفالا بالفوز

كأس الأمم الافريقية: الجزائر تتوج بلقب البطولة بعد فوزها على السنغال 1-0

مصدر الصورة Reuters

فاز منتخب الجزائر لكرة القدم بكأس الأمم الأفريقية بعد التغلب على منتخب السنغال في المباراة النهائية على ملعب القاهرة الدولي من نسخة 2019 من البطولة الأفريقية.

وحسم المنتخب الجزائري فوزه بهدف واحد أحرزه اللاعب بغداد بو نجاح في الدقيقة الثانية من المباراة، لم يستطع السنغاليون في تحقيق التعادل طوال شوطي المباراة.

وعُد هذا الهدف من أسرع أهداف المباريات النهائية في تاريخ البطولة الأفريقية، لينضم الهداف الجزائري بونجاح إلى اللاعبين الذين سجلوا أسرع الأهداف في نهائي كأس الأمم الأفريقية كاللاعب المصري محمد دياب العطار في مرمى إثيوبيا في نهائي 1957 النيجيري باتريك أوديغبامي في مرمى الجزائر في نهائي نسخة 1980.

واستعاد المنتخب الجزائري بعد هذا الفوز لقب بطل كأس الأمم الأفريقية بعد 29 عاما من حصوله عليه.

وجاهد المنتخب السنغالي لتحقيق هدف التعادل بعد هدف الجزائر المبكر الذي أربك صفوفه، لكنه فشل في اختراق الدفاعات الجزائرية المُحكمة.

وكان الاستحواذ على الكرة على مدار الشوط الأول من نصيب السنغال، إذ سجلت نسب الاستحواذ 62 في المئة للسنغال مقابل 38 في المئة للجزائر.

مصدر الصورة Reuters
Image caption اللاعب رياض محرز يحمل كأس البطولة وسط فريق الجزائر المحتفي بفوزه للمرة الثانية بكأس الأمم الأفريقية

وألغى حكم المباراة قرارا أوليا باحتساب ضربة جزاء بعد التأكد من أن لمسة يد من أحد لاعبي منتخب الجزائر، في الدقيقة 61 من زمن المباراة، لم تكن متعمدة، وذلك بعد استخدام تقنية التحكيم بالفيديو (VAR).

فرص ضائعة

في العشر دقائق الأخيرة من شوط المباراة الأول، كانت السيطرة كاملة لفريق السنغال الذي أضاع عددا من الفرص، أبرزها من تسديدات مباشرة على المرمى الجزائري.

مصدر الصورة Reuters
Image caption لاعبو المنتخب الجزائري يحملون مدربهم جمال بلماضي احتفالا بالفوز

وأضاع مباي نيانغ، فرصة قوية لتسجيل هدف في الدقيقة 37 من زمن المباراة.

وتصدى رايس مبولحي، حارس مرمى الجزائر، ببراعة لتسديدة سنغالية قوية كادت تدخل مرماه في الدقيقة 68 من المباراة.

وتوقف اللعب لدقائق بعد وقوع تدخل بخشونة بين ساديو مانيه، مهاجم السنغال ولاعب ليفربول الإنجليزي، ومدافع الجزائر جمال بن العمري أسفر عن جرح في وجه اللاعب الجزائري.

مصدر الصورة AFP
Image caption محتفلون وسط جادة الشانزيليزية في العاصمة الفرنسية باريس بفوز المنتخب الجزائري

وكان المنتخب الجزائري وصل إلى نهائي كأس أفريقيا مرتين في عامي 1980 و1990؛ بيد أنه خسر في المرة الأولى أمام نظيره النيجري بثلاثية نظيفة، بينما فاز على نفس الفريق في المرة الثانية بهدف واحد مقابل لا شيء، محرزا لقب البطولة الوحيد في تاريخه.

وكانت تلك المرة الوحيدة التي توج فيها المنتخب الجزائري بطلا لأفريقيا في كرة القدم عندما استضافت الجزائر تلك النسخة من كأس الأمم الافريقية في عام 1990.

وكانت مشاركة اللاعب رياض محرز، نجم منتخب الجزائر ومانشستر سيتي الإنجليزي، مميزة في هذه البطولة، إذ تمكن فريقه من التأهل للمباراة النهائية عن طريق هدف احرزه محرز في دور نصف النهائي في مرمى نيجيريا. وكان الهدف في وقت قاتل (الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع).

وحصل محرز على جائزة أفضل لاعب في مباراة فريقه أمام نيجيريا، للمرة الثانية بعد مباراة غينيا في دور الستة عشر التي سجل فيها هدفه الأول في البطولة.

أجواء احتفالية

وسادت بعد إعلان الفوز أجواء احتفالية في عدد من المدن الكبرى في الجزائر وفي فرنسا، لاسيما العاصمة باريس ومدينة مارسيليا.

وخرج مشجعو المنتخب الجزائري في شوارع باريس للاحتفال بهذا الفوز مستخدمين الصافرات وأبواق السيارات، وتكرر المشهد في تجمعات تحتفي بفوز الجزائر باللقب في مدن ليون، ومارسيليا، وليل، وستراسبورغ.

وكان جمال بلماضي، المدير الفني لمنتخب الجزائر، حث جماهير الكرة الجزائرية في فرنسا، قبل الفوز باللقب، على الحفاظ على النظام حال فشل المنتخب في الفوز بلاده بلقب كأس الأمم الأفريقية أو الفوز على منتخب السنغالي في نهائي البطولة.

وقال بلماضي: “لابد أن نحترم البلاد التي نعيش فيها”.

وكانت أعمال شغب واشتباكات اندلعت بين بعض مشجعي الكرة الجزائريين والشرطة الفرنسية في شارع الشانزيليزيه في باريس، وفي مارسيليا وليون حولت الأجواء الاحتفالية بتأهل الجزائر لنهائي بطولة كأس الأمم الأفريقية بعد الفوز على نيجيريا بهدفين مقابل هدف إلى حملة اعتقالات شملت حوالي 300 شخصا من مشجعي الفريق الجزائري.

 المنتخب الجزائري

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.