ثلاث مشكلات أفسدت الفيلم المصري “الليلة الكبيرة”

نستطيع أن نحدد مشكلات ثلاث ساهمت معا فى الصورة التى ظهر بها الفيلم المصرى “الليلة الكبيرة”، والذى شارك فى المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائى فى دورته السابعة والثلاثين. المشكلات الثلاث يسأل عنها كاتب الفيلم أحمد عبد الله، ومخرجه سامح عبد العزيز، وهما الثنائى الذى قدم من قبل فى إطار ما نطلق عليه “دراما اليوم الواحد” فيلمين مميزين (رغم بعض الملاحظات) هما “كباريه” و”الفرح”، كما قدم أحمد عبد الله مع المخرج وائل إحسان فيلما جيدا ينتمى أيضا الى دراما اليوم الواحد هو “ساعة ونص”، والأفلام الثلاثة، بالإضافة الى  فيلم “الليلة الكبيرة” من إنتاج أحمد السبكى، ولكن “الليلة الكبيرة” بدا أقل من هذه الأفلام  الثلاثة السابقة، رغم طموح صناعه، ورغم أن المكان والإحتفال بالموالد الشعبية المصرية، يمثلان فرصة رائعة لصناعة دراما قوية وثرية.

أولى مشكلات الفيلم الواضحة فى عدم وجود بؤرة تتجمع  فيها خطوط الحكايات، وتقودها الى النهاية. فى  فيلم  “كباريه” كانت البؤرة التى تمسك بالخيوط هى استعداد أحد الإرهابيين لتفجير الملهى الليلى، وفى فيلم “الفرح” كانت البؤرة هى وفاة الأم فى حين يجد ابنها نفسه مضطرا لاستكمال الفرح، وفى “ساعة ونص” كانت البؤرة فى مقتل سائق القطار، الذى يحتوى على شخصيات الفيلم المعذبة.

ولكن “الليلة الكبيرة” لم يفلح أبدا فى إيجاد هذا الخيط الذى يجمع حبات العقد، وكان من تجليات الفشل فى إيجاد بؤرة أن  بعض القصص بدت منفصلة رغم وحدة المكان والزمان. يمكننا أن نرصد محاولتين هزيلتين لإيجاد خيط  يمسك بالقصص : الأولى بحكاية بيع الأرض التى أنشىء عليها المقام،  مما سيترتب عليه احتمال هدم المقام وإلغاء المولد، والثانية بسرقة أموال بيع الأرض فجأة، ولكن هذان الحدثان لم يتطورا فى اتجاه تجميع الشخصيات فى بؤرة واحدة، وفى اتجاه ذروة تعقبها النهاية، ولذلك وجد أحمد عبد الله نفسه مضطرا الى اصطناع نهاية مفتعلة، حيث تسقط الأمطار على  المكان ، ويتحول تعبير الإغتسال من الذنوب الى معنى مباشر وساذج.

المشكلة الثانية هى ما أطلقت عليه “المبالغات فى كل الإتجاهات” : مبالغة ميلودرامية لم يكن يحتاجها الفيلم، لأن المأساة حاضرة بالفعل فى حياة الناس الغلابة، ومبالغة فى أداء الممثلين، الذين تباروا فى الصراخ، باعتبار أنهم فى مولد. فى أفلام أحمد عبد الله سالفة الذكر كانت هناك لمسات ميلودرامية، بل ومحاولة للشرح والوعظ فى بعض المواقف، ولكن فى إطار محدد، ولكنه فى “الليلة الكبيرة” اتفق مع المخرج (على ما يبدو) ، فتمت زيادة الجرعة بصورة أوصلتنا الى نوع من الصخب المزعج. الفارق كبير بين أن تصنع دراما عن المولد، وبين أن يتحول الفيلم نفسه الى مولد تختلط فيه الأمور، ويتكدس فيه شريط الصوت بالموسيقى لمضاعفة التأثير العاطفى. لم يكن ذلك على الإطلاق فى صالح الفيلم، لا من حيث الكتابة، ولا من حيث التنفيذ.

أما المشكلة الثالثة فتتعلق بالتطويل. هناك ما لا يقل عن أربعين دقيقة زائدة، كان اختزالها سيجعل الفيلم أكثر تركيزا واختزالا. صحيح أن عدد الشخصيات كبير، ولكن المعول فى طول الفيلم أو اختزاله هو من ضبط الدراما، ومدى السيطرة على السرد،  لا كثرة عدد الشخصيات أو قلّتها. يعانى فيلمنا من الترهل، الذى ساهمت فيه كثرة الأغنيات، حيث بدا بعضها كفواصل بين السرد، بدلا من أن تندمج فى الدراما، مثلما فعل أحمد عبد الله وسامح عبد العزيز فى فيلميهما “كباريه” و”الفرح”. هناك استطرادات فى معظم القصص، ومشاهد يكرر فيها معنى قيل فى مشاهد سابقة، كل ذلك أثّر على الصورة النهائية للفيلم الطموح.

دراويش ومذنبون

يمثل المولد أحد العناصر المحورية فيما نطلق عليه “الدين الشعبى فى مصر”. إنه مزيج بين الدين والفلكلور والكرنفال. عشت لسنوات طويلة فى مدينة صعيدية، وبالمصادفة فقد كان هناك مقام ومولد أمام منزلنا مباشرة( سيدى الضمرانى بمدينة فرشوط)،  فشاهدت عن قرب ملامح الطقوس الخاصة بتلك الأماكن، وعاينت ألوانا عجيبة من البشر الذين يحضرون فى أيام المولد، ثم يتكدسون فى ليلته الكبيرة.

هذا هو الفيلم الأبرز عن الموالد الدينية التى تظهر أحيانا فى خلفيات كثير من الأفلام المصرية، دون أن تكون موضوعا لها، فمثلا فيلم “المولد” لعادل إمام، حمل هذا الاسم، لمجرد أن بطل الفيلم فقد من أمه فى المولد، فعاش بعيدا عن أسرته، ولكن أبرز استيحاء للمولد وفنونه جاء من خلال الغناء، وعن طريق عمل فذّ لا نظير له هو “الليلة الكبيرة” لمؤلفه الراحل صلاح جاهين، ومن ألحان سيد مكاوى. كان أصلا صورة غنائية إذاعية تصف ليلة المولد، ثم قدمه مسرح العرائس المصرى فى بدايته من إخراج الراحل الكبير صلاح السقا، وما زال يعتبر من كلاسيكيات الغناء المصرى الكبرى. يطلقون عليه تعبير “أوبريت”، ولكنى أراه أقرب الى أوبرا شعبية مصغّرة.

اختار أحمد عبد الله أن يبتكر مولدا ومقاما لا وجود له فى الواقع، حتى يأخذ حريته فى التناول، بدلا من التورط فى مولد معروف مثل السيدة زينب أو مولد السيد البدوى فى طنطا، وبدأ فيلمه بمشهد قوى ومهيب لخادمة المقام (تلعب دورها القديرة سميحة أيوب) وهى تبتهل وتدعو بصوتها العميق المؤثر، ثم تدخل الى مقام سيدى عرش الدين الأنصارى، لتوقظ النائمين، ليستعدوا ليوم الإحتفال بالليلة الكبيرة.

يمكن أن نتحدث عن ثمانية مجموعات من الحكايات، بعضها يتداخل مع غيره، والبعض يبدو منفصلا، وكل حكاية لها حبكتها وبدايتها ونهايتها، وهذه الحكايات هى حبات العقد التى ذكرتها من قبل، والتى كانت تحتاج الى بعض التكثيف، والتى تفتقد أيضا البؤرة التى تجمعها فى نهاية واحدة قوية.

يلاحظ أن الحكايات تصنف شخصيات المولد بصورة عامة الى فريقين: دراويش يمثلون ضمير الفيلم، ويصبغونه بالصبغة الروحية، ومذنبون تكشف الليلة الكبير ما خفى من حياتهم، وتضعهم فى مواجهة مأساة مزلزلة، تغير مسارهم.

الحكاية الأولى بطلها أبو قمر منشد الموالد (عمرو عبد الجليل)، الذى يعشق شابة صغيرة (ياسمين رحمى) ، يعمل والدها (أحمد صيام) عازفا للكمان. الأب ضعيف الشخصية، وأم الفتاة (سلوى محمد على) كانت عشيقة سابقة للمنشد الدينى، وسنكتشف فى نهاية ميلودرامية زاعقة أن الفتاة ابنه المنشد، وليست ابنة عازف الكمان، وأن المنشد كاد أن يتزوج ابنته، ولكن الله سلّم، وبركاتك يا سيدى عرش الدين!

الحكاية الثانية بطلتها آيتن عامر، وهى فتاة منتقبة، تعمل بائعة للشاى مع والدها الذى يستند على عكاز ( سامى المغاورى). هو الذى أراد حمايتها بارتداء النقاب، ولكن الفتاة لها حياة أخرى مستقلة، وتحمل اسما آخر عند سفورها، بل إنها تتزوج عرفيا من شاب يدير فندقه للعشاق (وائل نور)، وتنتهى هذه القصة باكتشاف الأب لازدواجية ابنته، مما يؤدى الى المزيد من الصراخ والبكاء.

الحكاية الثالثة بطلها الشاب المجذوب (أحمد رزق) الذى يتحرش بفتيات المولد، والذى يتحدث طوال الوقت مع شبح أمه (صفية العمرى) التى تظهر له على طريقة والد هاملت. نعرف أن الأم هى سر مأساته، وأنها كانت عاهرة محترفة. علاقتهما معقدة للغاية، فمن كراهية تدفعه الى قتلها فى خياله، الى عشق مبطن يعبر عن نفسه فى علاقة لم تكتمل مع بائعة للذرة (نسرين أمين) تحمل نفس اسم الآم.  المجذوب لم يقتل أمه التى نراها  معه وهى على الرصيف فى سن كبيرة. هذه الحكاية فريدة ومبتكرة شكلا ومضمونا، ولم يفسدها سوى مبالغات أحمد رزق وصفية العمرى فى الأداء.

الحكاية الرابعة بطلها لاعبة السيرك ( سمية الخشاب)، التى يغرر بها زميلها (محمد لطفى) ، لتحمل منه، فيجبرها على الزواج منه. لكن صاحب السيرك، ووالد الفتاة ( أحمد بدير) لايخضع للإبتزاز، ويدير اللعبة فى اتجاه طرد لاعب السيرك، الذى رباه صغيرا. يعود الشاب الى الشارع، بينما تحتفظ الفتاة بالطفل.

الحكاية الخامسة بطلتها وفاء عامر، إنها أم لفتاة (زينة) لاتنجب سوى البنات من زوج تحبه ويحبها (محمد وفيق)، ولكن الأم تخشى أن يسيطر أعمام حفيداتها على الميراث، مثلما حدث مع الأم منذ سنوات طويلة. تحت ضغط هذا الهاجس، تصر على أن تنجب الابنة من زوجها ولدا، تتوسل بمقام الشيخ، وتلجأ الى سيدة الزار، التى تعطى الابنة مشروبا يقتلها. مأساة جديدة فى الليلة الكبيرة.

الحكاية السادسة بطلها صاحب الفندق (سيد رجب) الذى يعمل فيه ابن أخيه (وائل نور). من الواضح أن صاحب الفندق متدين شكليا، ويسيل لعابه عندما يعرض عليه مجموعة من أصحاب الذقون شراء الأرض التى يقام عليها المولد، والتى يمتلكها أيضا، ولكنه يخشى أن يهدموا المقام ( من الواضح أن المشترين من السلفيين الذين يحرمون الموالد). يتعهدون له بالمحافظة على المقام، وبعد حصول صاحب الفندق على المال، يكتشف فساد ابن أخيه، فيطرده، ثم يقوم عامل فى الفندق بسرقة المال، الذى يتناثر أثناء هروبه حول مقام الشيخ.

الحكاية السابعة رسمت معالمها بخطوط سريعة وغير كافية، بطلها محمود الجندى، الذى يبدو شخصا على قسط كبير من التعليم، ولكنه يؤمن أيضا ببركات الأولياء، وحواراته مع الشيخ السلفى (علاء مرسى)، أو حوارات ابن الشيخ (محمد أحمد ماهر)  مع نفس الشيخ السلفى، ليست فى حقيقتها سوى تعبير عن رأيين متعارضين فى شرعية الموالد من الناحية الدينية. ينفى الرجل المتعلم الذى يحضر الليلة الكبيرة أى شبهة للشرك فى التوسل بأولياء الله الصالحين، ويعتبر ذلك محاولة مشروعة للإستعانة بمن يحبهم الله. الفيلم بالطبع مع هذه الرؤية، وسرقة مال شراء أرض المقام ، ليست سوى إحدى الكرامات السريعة فى الليلة الكبيرة.

أما الحكاية الثامنة فهى أيضا محددة بخطوط قليلة، وبطلاها خادما المقام ( سميحة أيوب)  و( صبرى فواز)، إنها ضميرا الفيلم اللذان يحذران من هدم المقام، والشخصية الثانية تبدو أحيانا مجذوبة، وفى أحيان أخرى تنطق بالحكمة مثل مهرج الملك فى مسرحية شكبسبير “الملك لير” . لن نعرف شيئا عن ماضى هاتين الشخصيتين ولو فى عبارات قليلة، لأنها أقرب الى الضمير الذى ينبه ويحذر. إنهما فكرتان مجردتان تظهران وتختفيان وسط شخصيات من لحم ودم.

عدم التوازن

هناك اختيار جيد حقا لنماذج متنوعة، ولها وجود حقيقى فى الموالد، ولذلك لم يكن الفيلم فى حاجة الى اللجوء الى نهايات مليودرامية، وكأنه لا يثق فى قدرة هذه الشخصيات على التأثير، بمجرد وصف ظروفها، كما زاد الأمر سوءا ضعف القدرة على ضبط التوازن بين هذه الحكايات، وضعف القدرة على تضفيرها معا بصورة متماسكة، مثلما فعل أحمد عبد الله فى أفلامه السابقة ، التى تعتمد وحدة الزمان والمكان والحدث فى يوم واحد، وهو الشكل الكلاسيكى للدراما كما أراده أرسطو.

من ناحية أخرى، استطرد السيناريو فى بعض الحكايات، بينما رسمت معالم شخصيات أخرى بصورة عامة، ستجد مثلا شخصية لعبها سليمان عيد فى حكاية المنشد أبى قمر. إنه مجرد مطيباتى للمنشد، يتعرض دوما للإذلال المتواصل، وفى النهاية يطرده المنشد بصورة مهينة للغاية، ولا أعرف بالضبط أهمية هكذا شخصية فى حكاية محورها رغبة أبى قمر فى الزواج من فتاة، لا يعرف أنها ابنته من عشيقة سابقة!

ثم ظهرت المشكلة على نحو أوضح مع هذه الطريقة  الخطابية التى يؤدى بها معظم الممثلين، ربما كان عمرو عبد الجليل وأحمد وفيق الأفضل.  كما تم استخدام الموسيقى (خالد داغر) على شريط الصوت بشكل صاخب،  وبصورة ملحة، و فشل شريف عابدين ( وهو مونتير متميز للغاية) فى ضبط إيقاع الفيلم، بسبب عدم الرغبة فى الحذف، وهى أيضا مسؤولية المخرج بالدرجة الأولى، واكتمل التشويش البصرى مع وضوح الصنعة فى الديكور ( عماد الخضرى)، فالأرض الملساء كشفت الديكور، ولم يتميز من العناصر الفنية فى رأيى سوى إضاءة جلال الزكى، وملابس مونيا فتح الباب.

ولأن منطق الفيلم هو أن المولد سيكشف الذنوب وسيغسلها أيضا، فإن أحمد عبد الله لم يجد أمامه سوى افتعال سقوط أمطار، ليخرج أبطال الفيلم من بيوتهم وهم يجرون بالحركة البطيئة، ينظرون الى السماء، ويصرخون، ويطلبون الرحمة، وكأنهم فى يوم الحشر. تنفيذ المشهد لم يكن جيدا، وصلت المياه الصناعية لبعض الممثلين، ولم تصل للبعض الآخر، مما جعلنا أمام نهاية كوميدية، سواء بسبب سوء التنفيذ، أو بتحويل المطر الى مادة لغسيل الذنوب، وتطهيرها.

لا شك عندى فى موهبة أحمد عبد الله سواء فى مجال كتابة الكوميديا أو التراجيديا، ولا شك عندى فى اجتهاد سامح عبد العزيز لكى يترك بصمة بصناعة أفلام تجمع بين الفن والحس الشعبى على طريقة صلاح أبو سيف، ولكننا هنا فى مجال التقييم لما شاهدناه  بالفعل، وليس لنوايا طيبة فى نفوس صناع العمل.

“الليلة الكبيرة” عمل طموح كان يمكن أن يكون فيلما رائعا، ولكن مشكلاته الفنية حرمته من التميز، فأصبحنا أمام فيلم يفتقد الى نضج المعالجة، ويفتقد الى براعة التنفيذ، وهما أمران لايمكن التسامح بشأنهما فى نقد الأفلام.

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏نص‏‏‏

“الليلة الكبيرة” يدعم ظاهرة فيلم اليوم الواحد في السينما المصرية

برزت خلال السنوات القليلة الماضية ظاهرة مستجدة على السينما المصرية تتعلق بانحصار زمن أحداث الفيلم في يوم واحد مع تعدد كبير في الشخصيات، وهي ظاهرة لم تكن شائعة حتى وقت قريب، فقد كان كتاب السيناريو يحرصون على الالتزام بالقاعدة الذهبية المعروفة التي تتلخص في التركيز على عدد محدود من الشخصيات، ودفع الصراع في ما بينها، حيث يمكن للمشاهد التعرف على دوافعها وعلاقاتها المتشابكة والمتقاطعة، وهو ما يصب بالنهاية في البؤرة الدرامية.
الجمعة 2016/04/15
فيلم ينتصر للخرافة ويسقط في السفسطة

كان المخرج البريطاني ديفيد لين صاحب الأفلام الشهيرة مثل “لورنس العرب” و”دكتور زيفاغو” و”ابنة ريان” و”الطريق إلى الهند”، من أكثر المخرجين في العالم التزاما بالقاعدة الذهبية المعروفة التي تتلخص في التركيز على عدد محدود من الشخصيات، ودفع الصراع في ما بينها، حيث يمكن للمشاهد التعرف على دوافع هذه الشخصيات وعلاقاتها المتشابكة والمتقاطعة، وهي التي تصب في النهاية في البؤرة الدرامية.

في أفلام لين تجد دائما شخصية رئيسية محورية، وشخصيات رئيسية أخرى قليلة، أقل بروزا، وكلما قل عدد الشخصيات الرئيسية في الفيلم كلما أمكن لكاتب السيناريو السيطرة على الحبكة الدرامية، وتمكن المخرج من تحريك الشخصيات والتعامل معها، حيث يصل إلى ذروة التأثير الدرامي، وعادة لا يتجاوز عدد الشخصيات الرئيسية في الكلاسيكيات السينمائية الشهيرة، ثلاث أو أربع شخصيات.

ومع ذلك، هناك بطبيعة الحال، لكل قاعدة استثناءات، فهناك أفلام خرجت عمدا عن تلك القاعدة، ولكن المهم أن يعرف الكاتب كيف يعرض قصة محكمة من خلال شخصيات متعددة دون أن تفلت منه الحبكة، أو يبتعد عن جوهر الموضوع، ودون أن تطغى شخصية على أخرى، وتتوه منه في الزحام شخصية أو أكثر.

ومن أبرز الأمثلة على فيلم اليوم الواحد الفيلم الأميركي “بعد ساعات العمل” (1985) لمارتن سكورسيزي، أما على مستوى تعدد الشخصيات في فيلم واحد فلدينا أمثلة كثيرة ناجحة لنجاح الكاتب والمخرج في عدم الابتعاد عن الموضوع، والاستمرار في الانتقال بين الشخصيات المتعددة دون أن يفقد الفيلم إثارة اهتمام المتفرج حتى النهاية.

الفيلم يمتلئ بالضجيج والثرثرة مع الكثير من الإنشاد الديني الشعبي الذي يحاول أن يستر به المخرج نقاط الضعف والفراغ

ومن هذه الأفلام الفيلم الإيطالي “العائلة” للمخرج إيتوري سكولا، والفيلم الأميركي “كلاب المستودع” لكوينتين تارانتينو، والفيلم المكسيكي “أموروس بيروس” لغونزاليس إيناريتو.

في السينما المصرية شاهدنا خلال السنوات الأخيرة الكثير من الأفلام التي تجمع شخصيات كثيرة وتدور أحداثها أيضا في يوم واحد، أو أقل كما في فيلم “ساعة ونص” لوائل إحسان، الذي تدور أحداثه في الزمن الحقيقي للفيلم، أي في 90 دقيقة فقط، ثم فيلمي “بتوقيت القاهرة” و”خانة اليك” لأمير رمسيس وأحداثهما تدور في يوم واحد، وكذلك فيلم “في يوم” لكريم شعبان، ثم فيلم “هز وسط البلد” لمحمد أبوسيف، والآن يأتي “الليلة الكبيرة” لسامح عبدالعزيز عن سيناريو أحمد عبدالله، وهما نفس الثنائي الذي سبق أن قدم “الفرح” و”كباريه” وكلاهما أيضا كانت أحداثه تدور في يوم واحد.

معتقدات شعبية

يطرق “الليلة الكبيرة” موضوعا وثيق الصلة بالواقع المصري، هو موضوع حلقات الذكر وقناعات البسطاء من الناس بما يسمونه “أولياء الله الصالحين” وزيارة الأضرحة للحصول على “الكرامات”، وهو موضوع كان يستحق من كاتب السيناريو البحث الجاد في أعماق الظاهرة، بدلا من الاكتفاء بالشكل الخارجي السطحي، فيسقط في التبسيط، وينتهي إلى تبني رؤية متخلفة في النهاية.

يدور الفيلم في حي شعبي يوجد فيه ضريح لشخص يطلقون عليه “سيدي عرش الدين”، يؤمن أهل الحي بمعجزاته وكراماته، وتبدأ الأحداث صبيحة اليوم الذي سينتهي بالاحتفال السنوي أي “الليلة الكبيرة” لمولد الشيخ عرش الدين.

تتعدد الشخصيات في الفيلم على نحو يربك المشاهد تماما بعد أن تفلت الخيوط من يدي الكاتب، ويظل المخرج يدور حول الأحداث التي تكتسب طابعا هزليا، مع الإفراط في استخدام التعليقات التي تهدف إلى الإضحاك، خاصة على لسان الممثل عمرو عبدالجليل الذي عرف بهذا النوع من التعليقات، ويجعل الفيلم جميع سكان الحي ساقطين في الرذيلة، تتركز خطاياهم في “الحرام”، أو بحسب المفهوم الديني “الزنا”.

شخصيات مربكة حولها السيناريست إلى صور كاريكاتورية نمطية

معظم النساء في الفيلم، ساقطات، بما فيهن المنقبة التي تبرر لنفسها السقوط في الجنس الحرام بدعوى أن أبيها كان يقمعها، وهو الذي فرض عليها العزلة تحت النقاب، أما الرجال فمعظمهم منافقون، كاذبون، يظهرون غير ما يخفون، شرهون للجنس والمال، ومنهم أيضا من يمارس القوادة، ومن يتحرش بالنساء، ومن يخدع فتاة تشاركه لعبة الخناجر الطائرة في المولد (سمية الخشاب)، ويجعلها تحمل منه لكي يرغم والدها (أحمد بدير)، صاحب خيمة السيرك على تزويجه لها، وعندما يرضخ الأب ويقبل بعقد قرانهما، نفاجأ بأنه يريد تطليقها على الفور ويهدد الزوج المغلوب على أمره، بمسدس يصوبه نحو رأسه، إلى أن يطلقها المسكين الذي يتعين عليه الآن العثور على مأوى بعد أن ظل لسنوات في كنف صاحب خيمة السيرك.

وهناك “زينة” التي لا تنجب سوى البنات، وتخشى أمها أن يتركها زوجها إن لم تنجب ولدا، فتتردد بها على المشايخ كما تلجأ إلى ضريح الشيخ عرش الدين تستدعي بركاته، وينتهي الأمر بموت زينة بعد تناول الكثير من المواد الضارة بحسب نصائح المشعوذين.

ويقوم أحمد رزق بدور شاب بدين يعاني من عقدة أوديب، فهو الابن الوحيد لأمه (صفية العمري) التي اضطرت لبيع جسدها لكي تنفق عليه، وكانت تمارس الرذيلة أمام عينيه وهو صغير، إلاّ أننا لا نفهم تحديدا طبيعة العلاقة تماما بين الاثنين، وهل هو مضطرب عقليا كما تشي تصرفاته، أم أنه يتظاهر بهذا؟ وهل هو عاشق لأمه يعاني من غيرة أوديبية عليها، أم أنه يرفضها نتيجة سقوطها في الرذيلة؟ وهل يمكنه أن يتزوج ويكون شخصا سويا مع امرأة جميلة تحمل طفلا رضيعا يتيما في الحارة يلتقيها على قارعة الطريق، أم أنه يرى فيها ما يفتقده في أمه؟

ارتباك وتعدد شخصيات

المشكلة هنا أن الشخصيات التي كانت تستحق المزيد من التعمق، يمر عليها الكاتب سريعا، ويحولها إلى صور كاريكاتورية نمطية، بينما يجعل الشخصية السوية الوحيدة في الفيلم من بين نحو 25 شخصية، شخصية رجل سلفي، يناقش الداعية (محمود الجندي) الذي يتمسك بفكرة زيارة الأضرحة، ويقول له إن هذه الطقوس حرام في الإسلام، ولكن الآخر يجيبه بأن لا ضير في التقرب إلى الله عن طريق مخاطبة أولياء الله الصالحين.

وتظهر أيضا الشيخة (سميحة أيوب) إحدى مريدات الشيخ عرش الدين، تتزعم حملة تعارض هدم الضريح بعد بيع الأرض المقام عليها، بل وزمام المنطقة كلها إلى أشخاص من الجماعة السلفية، وينتصر الفيلم في النهاية لرؤية تكرس الخرافة، ويجعل المشهد الأخير فيه، الذي تهطل فيه الأمطار وكأننا أمام إحدى معجزات “مولانا عرش الدين” في “ليلته الكبيرة”، وكأن هطول المطر سيطهر أرواح ونفوس أهل الحارة جميعا!

“الليلة الكبيرة” للمخرج سامح عبدالعزيز عن سيناريو أحمد عبدالله، وهما ثنائي سبق أن قدم “الفرح” و”كباريه”

في الفيلم مشاهد قتل وتحرش وحقيبة ممتلئة بالأوراق المالية تسقط على أرض الحارة، فيتخاطف المارة رزم النقود في شراسة، وشخصية مجذوب من مجاذيب الموالد، لكنه يبدو أكثر عقلا من الآخرين، وصرخات تنطلق بين حين وآخر على طريقة المجاذيب بطريقة مفتعلة، ومشاهد لشخصيات من الحارة، يتحلقون حول المقام داخل ضريح الشيخ، وكل يطلب منه طلبا، وزوجة لعازف الكمان الذي يعزف وراء المنشد الشعبي (عمرو عبدالجليل) هي (سلوى محمد علي)، تكشف في اللحظة الأخيرة أن الفتاة التي تزوجها المنشد ويعتزم الدخول بها، هي ابنته من علاقته القديمة معها، وهكذا تصل الميلودراما إلى أدنى مستوياتها، فالعبرة في أي عمل سينمائي بالقدرة على الإقناع.

ويمتلئ الفيلم بالضجيج والثرثرة والتكرار مع الكثير من الإنشاد الديني الشعبي الذي يحاول أن يستر به المخرج نقاط الضعف والفراغ في الفيلم، حيث تترنح الأجساد مع ارتجافات عشوائية للكاميرا، وانتقالات خشنة من مشهد إلى آخر ومن شخصية إلى أخرى، في محاولة لإنقاذ الفيلم من ذلك التعدد المربك للشخصيات، دون أن يكون لها وجود حقيقي، مع الإفراط في المبالغات التي تصل إلى درجة التهريج، كما في المشهد الذي يتحلق فيه نحو ثلاثين شخصا حول طبق واحد يأكلون كالحيوانات، ولو ظهر هذا المشهد في فيلم أجنبي لاتُهم بالنظرة العنصرية، كما بدا إدخال عنصر الأجانب الذين يترددون (بصحبة المحافظ) على المولد للفرجة لحضور “الليلة الكبيرة”، مقحما وغير ذي مغزى.

وربما تكون عبارة وحيدة ينطق بها عمرو عبدالجليل تعليقا على هذا، الأكثر صدقا في الفيلم كله، حينما يقول في معرض تفسير اهتمام الأوروبيين بحضور الموالد “إنهم يريدون أن يتأكدوا من أننا مازلنا ‘نفقر’، أي نتمايل على دقات الدفوف في حلقات الذكر، ‘ولا نفكر’، أي أننا مازلنا غارقين في الخرافة، بعد أن منحنا العقل والتفكير إجازة طويلة مفتوحة”، وهو قول ينطبق أفضل ما يكون، على هذا الفيلم نفسه!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أول الأفلام المصرية المشاركة في المسابقة الرسمية

«الليلة الكبيرة».. حشد من النجوم في فيلم متواضع

كان من الصعب إيجاد مقعد واحد في المسرح الكبير لدار الأوبرا التي تشهد فعاليات الدورة 37 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، لشدة الإقبال على مشاهدة الفيلم الروائي المصري «الليلة الكبيرة» المشارك في المسابقة الرسمية، وهو للمخرج سامج عبدالعزيز ومن بطولة أكثر من 20 فناناً على رأسهم صبري فواز، محمود الجندي، أحمد رزق ووفاء عامر، أحمد بدير، سيد رجب، وصفية العمري وفنانة المسرح العربي سميحة أيوب التي جاء صوتها في مقدمة الفيلم كبشارة خير تلفظ معها المشاهد أنفاسه، لكن تلك الأنفاس كادت تخنقه بعد بضع مشاهد في الفيلم وضعت الحالة الجماعية للحضور في صدمة من شدة الركاكة في السيناريو الذي كتبه أحمد عبدالله، والشكل العام في التعاطي مع حكايات الفيلم الكثيرة التي كانت بعيدة عن الحرفية والمنطق، حتى إن البعض شبه هذا الفيلم بالأفلام الهندية القديمة التي تنتهي بشكل مضحك وبعيد عن العقل.

لا شيء في هذا الفيلم يذكر سوى مقدمته، التي كانت بصوت سميحة ايوب ومشيتها المتأنية تجاه ضريح أحد الأولياء للتحضير لليلة الكبيرة، التي تعج بالموالد والدعاء من كل من يتمسك بأمل تحقيق مبتغاه.

اضافة إلى الشخصية التي أداها الفنان أحمد رزق الذي يعتبر عملياً أكثر الشخصيات التي قدمت شيئاً مختلفاً وقصة تريد أن تسمعها للآخر مع طريقة تقديم مميزة، وجديدة على طبيعة الأدوار التي قدمها رزق سابقاً، وغير ذلك فالفيلم مملوء بالصخب والحوارات التي تبتعد عن العمق وتقترب من الاستخفاف بعقل المتلقي.

هذا الفيلم الذي أنتجه أحمد السبكي، قائم على خمس حكايات مختلفة لمن يعيش في العشوائيات، والذي يؤمن ايماناً كبيراً بالليلة الكبيرة للتقرب لأضرحة من يطلق عليهم بالأولياء، كي يحقق أمانيه وأحلامه المتعلق أكثرها بانجاب ذكر بعد «خلفة البنات» أو للتطهر من عادة سيئة «كالتحرش الجنسي» وغيرها، ومن جهة أخرى استطاع الفيلم أن يوضح جانب التجارة والربح في هذه الليلة المتمثلة بالسيرك على سبيل المثال، والأغاني الشعبية المتعلقة بنمط الموالد التي يكثر فيها الابتهال.

تفاصيل كثيرة في الفيلم وصخب وضجيج وأصوات عالية، ناقشت من خلالها المرأة الأرملة التي تسببت بعقدة نفسية لابنها الوحيد لأنها كانت تصطحبه منذ الصغر وهي تمارس الدعارة لتطعمه، ما أدى الى تحول هذا الطفل الى متحرش جنسي، يكره أمه ودائماً يتخيل نفسه وهو يقتلها، وقصة أخرى تناولت السيرك الذي يحوي عادة أناسا ليس لهم ارتباط أسري ومقطوعين من شجرة، لكن الحالة فيها تجسدت بعدم الوفاء، من خلال شخصية رامي الخناجر الذي أسكر ابنة صاحب السيرك وجلها تحمل منه كي يستطيع السيطرة عليها ويرث السيرك عن والدها، هذه القصة تحديداً تم معالجتها بشكل ساذج جداً.

من ناحية أخرى، توجد الفتاة المنقبة التي يحاصرها والدها العاجز وقرر تنقيبها كيلا يطمع الناس فيها، لكنها تتنقب أمامه فقط.

القصة الكبيرة المتعلقة بالليلة الكبيرة، تمثلت بمجموعة من أصحاب اللحى الذين يعتبرون أن كل ما يحدث في تلك الليلة هو بدعة وحرام، فيقرروا شراء الأرض المقام عليها ضريح الولي، كي يسيطروا على كل من فيه، وهو الإسقاط الأكبر في الفيلم على الحالة التي عاشتها مصر في فترة حكم الإخوان.

وبين السينما والتلفزيون، من اللافت أن فيلم “الليلة الكبيرة” جمع عدداً من الممثلين الذي تركوا بصمة واضحة في الدراما التلفزيونية، لكنهم أخفقوا سينمائياً في كثير من أدوارهم، مثل الدور الذي أداه الفنان صبري فواز الذي أصبح معجبوه ينادونه بـ”مولانا الضو” إشارة إلى دوره في مسلسل “العهد” الذي عرض في شهر رمضان الماضي، فقد قدم دورًا في الفيلم لا يعبر عن قدراته.

في المقابل أثبتت الفنانة نسرين أمين قدرة تمثيلية فريدة في دورها الذي قدمته في مسلسل “سجن النساء”، ما بشر بولادة فنانة شابة من طراز مختلف، لكن دورها في الفيلم كان أقل من عادي وغير مؤثر.

لكن الذي نجح تلفزيونياً وسينمائياً هو الفنان أحمد وفيق الذي قدم دوراً استثنائياً في مسلسل “تحت السيطرة” في رمضان الماضي، وجسد شخصيته في الفيلم بشكل محترف ايضاً.

الفيلم من السهل تصنيفه تحت قائمة “الأفلام التجارية”، إذ أن عرضه في مهرجان القاهرة السينمائي لم يكن خياراً موفقاً، وكانت المشاهد الأكثر قوة في الفيلم هي واقعية وحقيقية مأخوذة فعلاً من الموالد.
“خجل”

حضر العديد من أبطال الفيلم العرض الأول له، مثل وفاء عامر وأحمد رزق، وصفية العمري وسميحة ايوب، وصبري فواز وغيرهم، وكان لغياب سمية الخشاب التي أدت دوراً في الفيلم محل لغط، حيث اعتبر كثيرون أن غياب سمية الخشاب بسبب خجلها من تصريح قالت فيه عن الراحلة فاتن حمامة، «الله يطول لنا بعمرها».

الليلة الكبيرة (فيلم)

اليلة الكبيرة
El-Leila El-Kebira Poster.jpg
ملصق الفيلم
معلومات عامة
الصنف الفني
تاريخ الصدور
2 ديسمبر 2015 ( مصر)[1][2]
مدة العرض
اللغة الأصلية
البلد
الطاقم
الإخراج
سامح عبد العزيز
الكاتب
أحمد عبد الله
البطولة
تصميم الأزياء
مونيا فتح الباب
التصوير
جلال الزكي
التركيب
شريف عابدين
صناعة سينمائية
المنتج
الإيرادات

الليلة الكبيرة فيلم دراما مصري من إنتاج سنة 2015. الفيلم من إخراج سامع عبد العزيز، وتأليف أحمد عبد الله، وإنتاج أحمد السبكي، ومن بطولة عمرو عبد الجليل، وأحمد رزق، وزينة، وسمية الخشاب، ووفاء عامر، وأيتن عامر. بدأ تصوير الفيلم في منتصف شهر يناير 2015، وتم الإنتهاء من تصويره في مارس 2015.[4]

القصة

الليلة الكبيرة لسيدى عرش الدين، وقد تجمع المريدين من كل حدب، ولكل منهم هدفه من الزيارة، وحلقات ذكر وإنشاد ديني وألعاب سيرك ومخدرات وممارسة الفحشاء، وأسواق لخدمة الزوار.

نشاهد الست أمينة بنت هاجر (سميحة أيوب) المنجذبة للمقام تطمع بالشفاعة بعد خطيئتها في شبابها، والمتصوف الدكتور (محمود الجندى) الذي يحاول إسباغ سيطرته على الضريح لفرض فكره المتخلف على البسطاء بدعوي الشفاعة، وألمهم النية، ويواجهه إبراهيم (علاء مرسى) المؤمن البسيط، والمتردد مابين الدين الصحيح والجهل، وخادم الضريح (صبرى فواز) المنجذب مؤمنا بالكرامات والبركات، ومديحة (زينة) أم البنات المغلوبة على أمرها، جاءت مع أمها (وفاء عامر) لتستجدى الولد، حتى لايضيع الميراث وسط أهل زوجها إسماعيل (أحمد وفيق) الذي ترك أرضه في رعاية أخيه جابر (على حمدى) ليجاور الضريح طمعا في الولد، وتلجأ الأم لكودية الزار زوبه (عفاف مصطفي) والتي تناول مديحة منقوعًا، سبب وفاتها، وطلعت (أحمد بدير) صاحب السيرك، الذي يكتشف أن إبنته الوحيدة نعمات (سمية الخشاب) قد حملت من لاعب الخناجر سيد (محمد لطفي) اليتيم الذي رباه وآواه، ولم يحفظ الجميل، وأراد أن يجبره على الزواج من إبنته طمعًا في السيطرة على السيرك، فيقوم طلعت بتزويجه من مديحة، ثم يجبره على طلاقها ويطرده من السيرك.

وهدان (أحمد رزق) صعلوك متحرش نصف مجنون، بسبب عهر أمه (صفية العمرى) التي كانت تُمارس الدعارة في شبابها بالموالد أمام إبنها الصغير وهدان، فشب يتمنى التخلص من عارها بقتلها مرات، ويخاف أن تكون قد ماتت في إحدى المرات، فقد كانت هاجسه الذي يراه في كل إمرأة عاهرة يقابلها، حتى عثر على بائعة الذرة وفية (نسرين أمين) التي لجأت لبيع جسدها لتربى رضيعها، وعرض عليها وهدان الزواج وهو يراها في صورة أمه، والحاج فضل (سيد رجب) صاحب أرض المولد واللوكاندة التي يديرها إبن أخيه القواد منصور (وائل نور) ويستغلها في إيواء راغبى المتعة الحرام، ويبيع فضل الارض لشركة إستثمارية، وتسرق منه النقود وتتبعثر من السارق أمام الضريح، ويتعرف منصور على نور (أيتن عامر) الجميلة ويتزوجها بعقد وهمى، ليكتشف إنها شمس المنقبة إبنة بائع الشاى العاجز سالم (سامى مغاورى) والذي أجبرها على إرتداء النقاب حتى لايستغل الطامعين عجزه، وسعيد (أحمد صيام) الكمنجاتى المنكسر والذي يربي حبيبه (ياسمين رحمى) إبنة طليقته ساميه (سلوى محمد على) وهو يعلم إنها إبنة غير شرعية من علاقة سابقة، ويرضخ لطلبات المنشد الدينى أبو قمر (عمرو عبد الجليل) ليفوز بالعمل بفرقته، بينما كان أبو قمر المنشد الدينى بشخصية جنسية متدنية عاهرة، من خيانة زوجية وزواج مسيار، لتدخين الحشيش وإزلال من حوله، ويطمع بزواجه من حبيبة التي يكتشف إنها إبنته الغير شرعية من علاقته السابقة بأمها سامية.[5]

طاقم التمثيل

ايه الروعة دي تصوير وموسيقي وسيناريو وحوار واداء تمثيل لكل الأدوار وإخراج وإنتاج ضخم .. بقالي كتير مشفتش فيلم مصري بالروعة دي

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏نص‏‏‏
  • Asmaa Mamdouh انا اتخضيت ازاى ما سمعناش عنه قبل كده تحفه
    • Ayman Lotfy

      Asmaa Mamdouh انا افتكرت تقصير مني اني مش سمعت عنه قبل كده ..يبقي اكيد ماخدش حقة دعاية .. ده فيلم مهرجانات ويدرس في عالم السينما
  • Eman Rifaat Shirazi “الاجانب بيجوا يشوفنا لسه بنفأر و لا بدأنا نفكر” …ابو قمر

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.