ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نبات‏‏

عمر بشير يا ريشةً معبَّقةً بذهبٍ مصفَّى من ينابيع الحضارة،

يا صديقَ العصافير والطُّيور المغرِّدة فوق أشجار الزَّيتون

عمر بشير

(35)

 يا ريشةً معبَّقةً بذهبٍ مصفّى من ينابيع الحضارة، يا زهرةَ فرحٍ مزدانة فوق وجنةِ الرُّوح، يا صديقَ العصافير والطُّيور المغرِّدة فوق أشجار الزّيتون، يا قامة إبداعيّة شامخة فوق بلادِ الرَّافدين، يا قلادة عشقٍ فوقَ صدرِ شاميرام، يا رنينَ المحبّة المنسابة من حنينِ النّواقيس، يا صديقَ الكائنات المبرعمة بأجنحةِ الوئام، يا سليلَ حضارة سومر وأكّاد وآشور وكلدو وبابل وآرام، يا شهقةَ إبداعٍ متجلِّية في حكايةِ عشقٍ معرَّشٍ في طراوةِ طينٍ معبَّقٍ بأشهى تجلِّياتِ الإبداع، تناغم رهيف ينبع من جموحاتِ موسيقى عمر بشير، عناقٌ روحي بين موسيقاه الشرقية والغربية، يدخلها بروحانية شرقيّة بديعة، انسجام مدهش في الأنغام الوتريّة والإيقاعيّة الغربيّة معَ توهُّجات الموسيقى الشّرقيّة، تبرعمت من آفاق هذا الموسيقار المبهر عمر بشير، روح المزاوجة بين موسيقى شرقيّة وغربيّة تناجي الرُّوح، كأنّنا إزاء موسيقى تدندنُ لأرواحنا الهائمة في مروج الأحلام، تترجم شغفنا في فضاءات التَّجلِّي، ترقصُ روحي طربًا وانتشاءً عندما أسمع تدفُّقات عمر بشير وهو يقودُ فرقة متنوّعة، فيبدو لي فارسًا جامحا في فضاء الأنغام! يبهرُني هذا الانسجام المدهش مع أعضاءِ الفرقة، ويدهشُني عزفه وتماهياته المنعشة، مناجيًا أعماق الرُّوح العطشى، كأنّه على تواصلٍ معَ حنينِ أرواحِنا إلى كلِّ هذا البهاء!

تبدو لي الموسيقى لغة محبوكة من شيفراتِ الرّوحِ؛ فهي تبلِّلُ تشقُّقات صحارى الحنين، وتخفِّفُ الكثير من مساحاتِ ضجرِ الحياةِ، كم تبدو بهيجة الوقع هذه التَّماهيات في محاكاةِ الأنغامِ المتنوّعة بينَ آلاتٍ شرقية وأخرى غربيّة! يرقصُ قلبي طربًا، لكلِّ هذا البهاء وتنزاحُ أحزان السّنين وأنا أسمعُ دندنات عمر بشير وهو يشمخ فوق مسارح أرقى العواصم، ويقود فرقته بمهاراتٍ عالية، تتناغم أعضاؤها في محاكاةِ بعضهم بعض عبر أنغام متماهية مع دفقاتِ الارتجالِ، فرحٌ يسطعُ في سماءِ الرّوحِ، وينتهي بي إلى سؤالٍ مفتوحٍ على خميلةِ اللَّيل: هل الموسيقى منبعثة من الحيّز الرّوحي الكامن في أعماقنا الخفيّة؛ لهذا عندما تناجينا، نرقصُ من أعماقِ قلوبنا وأرواحنا، وتتعانقُ مع أحلامِنا الغافية في منعرجاتِ لبِّ الذّاكرة؟!

الموسيقى وهجٌ شعري يحلِّقُ في مخيالِ عمر بشير وفي مخيالِ مَن يعزفُ معَهُ ويرافقُهُ في تقديمِ حالاتِ إنسانيّة مبهجة للروحِ والقلبِ والخيالِ، أشبه ما تكون مساحات مفروشة بأثير المحبّة، وعناق أرواح الكائنات المحيطة بنا، هناك مناجاة للكون والكائنات، ويدغدغُني سؤالٌ منبثقٌ من مرامي الرُّوحِ: هل الكون منبعث من شهقاتِ موسيقيّة عبر الأزمنة السَّحيقة، ما هذا السُّر البهيج الكائن في أغوارِ الموسيقى؟!

عمر بشير؛ حالة إبداعيّة تتعانقُ مع قلوبٍ مفتوحةٍ على بحارِ الحنين، أشعرُ في قرارةِ نفسي: الآن الآن الآن، وكأنَّ عمر بشير يكتبُ شعرًا عبرَ انبعاثاتِ موسيقاه، يرسمُ لوحةً تنضحُ فرحًا، يعانقُ عاشقةً من مذاقِ تهاطلاتِ المطرِ، يترجمُ مشاعري الدَّفينة، يدندنُ لأحلامِنا المتشظّية، يلملمُ أحزانَنا وأشواقَنا، وينقشُ فوقَ مساراتِ دروبها أزاهيرَ فرحٍ، عمر بشير طاقة فرحية ابتهالية إبداعيّة خلَّاقة، تزدادُ بهاءً كلّما تراءى أمامه منير بشير وجميل بشير؛ فهو اِمتدادٌ مبهرٌ لكلِّ هذا العطاء البديع!

تحيّة لروح جميل بشير المبلَّلة بألقِ العطاء الخلّاق، تحيّة لروح منير بشير الّذي قدَّم موسيقى من أعماق توهُّجاتِ الرّوح، وأهدانا أجمل الهدايا، عمر بشير فأغدقَ على قلوبنا موسيقى تسطعُ فرحًا ونورًا وبهاءً، أضاءَ صباحاتنا بنورِ المحبّة وأغدقَ على قلوبنا أبهى حبورِ الوئام عبر موسيقى رهيفة من نكهةِ الماءِ الزُّلال، تحيّة لموسيقى البشير، أيّتها المجنّحة في مروجِ الرُّوحِ، أيّتها الشَّامخة فوقَ آفاقِ شهقةِ الزّمنِ إلى الأزل!

ستوكهولم: (15/ 10/ 2015).

صياغة نهائيَّة: (12/ 1/ 2016).

*صبري يوسف

*****

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

لا يتوفر وصف للصورة.ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‎Sabri Yousef‎‏‏، ‏‏‏نظارة‏ و‏لقطة قريبة‏‏‏‏اسم المؤلِّف: صبري يوسف.عنوان الكتاب: تجلِّيات الخيال.- الجزءالأوَّل.
– مقالات نصوص أدبيَّة.- الطَّبعة الأولى: ستو كهو لم (2020م).الإخراج،التَّنضيد الإلكتروني،والتَّخطيطات الدَّاخليّة : (المؤلِّف).- تصميم الغلاف:الفنّان التّشكيلي الصَّديق جان استيفو.- صور الغلاف:للأديب التَّشكيلي صبري يوسف.- حقوق الطَّبع والنَّشر محفوظة للمؤلِّف.دار نشـر صبري يوسف – [email protected]Sabri Yousef – (محررمجلةالسلام)

حقوق الطَّبع والنَّشر محفوظة للمؤلِّف.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نبات‏‏

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.