مشاهير أخبار كوم…في ذكري وفاتها “.أمال فريد ” وأخر حوار معها

كتب:طارق السويسي

فنانة ذات جمال خاص، لها حضور امام الكاميرا ،انها الفنانة الرقيقة الجميلة “أمال فريد”
ولدت في حي العباسية بالقاهرة في يوم 12 فبراير عام 1938 اسمها آمال خليل محمد و اسم الشهرة آمال فريد و قد اختاره لها مدير التصوير وحيد فريد لحبه و إقتناعه بها .
حاصلة على ليسانس آداب قسم اجتماع ، بدأت فى برامج الأطفال مع بابا شارو ، اكتشفها رمسيس نجيب وكان أول افلامها السينمائية موعد مع السعادة مع الفنانة الكبيرة فاتن حمامة وكان عمرها 17 عامًا .
قصة ارتباطها بالسينما بدأت حينما نظمت مدرستها الثانوية العباسية رحلة إلي استديو نحاس .
قامت ببطولة عدد من الأفلام أشهرها حماتي ملاك مع يوسف فخر الدين و مجموعة أفلام مع إسماعيل يس منها فيلم “إسماعيل يس في الطيران” وإسماعيل يس في حديقة الحيوان” و ” إمسك حرامى ” و مع عبدالحليم حافظ فيلم “بنات اليوم” و ” ليالى الحب ” و لها ايضا فيلم ” بداية و نهاية ” و ” احنا التلامذة ” مع عمر الشريف و ” امرأة على الطريق ” مع هدى سلطان و رشدى اباظة و نساء محرمات مع صلاح ذو الفقار .
تزوجت خلال حياتها مرتين كان من بينهما موسيقار مصري انتقلت معه للعيش في موسكو، وابتعدت تلك الفترة عن الساحة الفنية نحو 6 سنوات، ثم عادت إلى مصر وشاركت في بطولة فيلمين هما “6 بنات وعريس، وجزيرة العشاق”، إلا أنها فضلت بعد ذلك الابتعاد نهائيًا عن التمثيل لانتشار الأفلام التجارية التي لا تتناسب مع مشوارها الفني.
نفت آمال فريد أن يكون سبب اعتزالها هو زواجها وقالت: “هذا الكلام غير صحيح فزواجي ليس له علاقة بابتعادي عن الفن فلقد تزوجت مرتين ولم يحدث لي نصيب في أن يرزقني الله باطفال وتلك حكمته وإرادته فانا أريد والله يفعل ما يريد وتلك مشيئة الله وأنا راضية بها …و أضافت: “ أحب أن أصحح معلومة إنني لم أعتزل في منتصف الستنيات لأنني قدمت أفلامًا بعدها … حيث قدمت جزيرة العشاق و ذكريات التلمذة و 6 بنات و عريس و لا أخفي إنها كانت أكبر خطأ في حياتي الفنية وندمت جدًا علي تقديمهم لأنني وجدتها فيما بعد أفلاما تجارية بعيدة عن أفلامي السابقة.

الفنانة الكبيرة كشفت أنها كانت المرشحة لبطولة فيلم أبي فوق الشجرة مع الراحل عبدالحليم حافظ ولكن نظرًا لارتباطها بالسفر للخارج اعتذرت للمخرج حسين كمال الذي استبدلها بميرفت أمين .

وبالرغم من أن حياة آمال فريد فى البداية كانت ميسورة الحال إلا أن انتهت بماساة كبيرة حيث دخلت دار المسنين وبدأت المأساة عندما تداول عدد من نشطاء موقع التواصل الاجتماعى ” فيس بوك ” صورة لها أثناء جلوسها فى إحدى المقاهى بمنطقة وسط البلد لتنطلق الشرارة الأولى للبحث عن صاحبة هذا الوجه الذى كست التجاعيد ملامحه وكانت صدمة للجميع وعبرت عن واقع أليم تعيشه لتجسد فيلم ” صراع في الحياة ” الذى شاركت بطولته الفنان الراحل إسماعيل ياسين.

تحركت نقابة المهن التمثيلية بعد تداول الصورة وأصدرت بيانا يؤكد أنها تقف خلف كل الفنانين الذين أثروا الفن المصرى بأعمالهم ويعانون من مشاكل صحية أو معنوية أو مادية.

وفي تلك الواقعة كرم المركز الكاثوليكي برئاسة الأب بطرس دانيال آمال فريدولأنها لم تستطع الذهاب واستلام تكريمها، استلمته بدلا منها الممثلة إلهام شاهين وذهبت لها بعد ذلك وأعطت لها التكريم.

اختفت الفنانة امال عن الأضواء فترة بسيطة حتى عادت بخبر تعرضها لكسر في المفصل وخضوعها لعملية جراحية لتغيير المفصل واستبداله بآخر صناعي و تكفلت نقابة المهن التمثييلة بعلاجها ونقلت إلى مركز التأهيل والعلاج الطبيعي التابع للقوات المسلحة.

وبعد رحلة العلاج قال الدكتور أحمد البقري، الطبيب المعالج للفنانة أن حالتها الصحية جيدة للغاية، وأنها غادرت المستشفى، وانتقلت للإقامة في إحدى دور المسنين بمنطقة مصر الجديدة.

وقرر وفد من نقابة المهن التمثيلية نقل الفنانة آمال فريد إلى مستشفى المعلمين بعد تدهور حالتها الصحية لتلقي العلاج هناك فى مسشتفى شبرا العام والتى توفيت بها. فى 19 يونيه 2018 .

أخر حوار معها وهى على فراش المرض :

أحسست أنى ملكة لما العندليب غنى لى. معنديش فضايح عشان أكتب مذكراتي .

عبد الحليم لم يطلبنى للزواج . مررت بظروف صعبة كثيرا .

ما هى البلاد التى قت بزيارتها ؟ .

تقول الفنانه الكبيره أمال فريد سافرت كتير ولفيت كل العالم، بس مافيش أحلى من مصر هى أحلى بلد، عشان بتعيشى فى أمن وأمان، أى بلد بتبقى غريبة ولما تعيشى فى المكان وانتى غريبة بتبقى ضعيفة، لكن هنا، فى بلدك أى وأحد بيشوفك فى مشكلة بيساعدك على طول، لكن أوروبا أى وأحد بينام على الأرض لو بيموت محدش بيساعده إلا لو الإسعاف جت له”
.
من هو أفضل المصورين التى وقفت أمامهم ؟

قالت وحيد فريد ..ده حبيبى .. و قد لقب بـ”شيخ المصورين”، واختار لى اسم الشهرة، وكان من أشد المؤمنين بموهبتى الفنية، فإسمى الحقيقى هو آمال خليل محمد.

من أين كنتى تشترى فساتينك ؟ .

فتقول: فساتينى من مصر، كنت أشترى الفساتين الجاهزة، فما كان يتم عرضه فى أوروبا، كان يوجد فى نفس التوقيت لدينا، وتستطرد وتقول: “بس لبس زمان أحلى طبعا من دلوقتى لأن مصر كانت مفتوحة”.

من هو أفضل فنان كوميدى ؟ .

تقول: “ملك الكوميديا إسماعيل يس طبعا كل أفلامه حلوة وإنسان مهذب جدًا فى الواقع وفنان رائع له شخصية، ورقيق المشاعر”، تبتسم وتكمل كمن تفشى لنا بسر، فتقول: “كان لما يشوفنى بضحك فى الكواليس يفتكر إننى بقلل من قيمته، كان إنسان رقيق جدًا أصبح فنانا من لا شىء”.
نعود بها إلى ذكريات الحب حينما وقفت أمام العندليب فى فيلم “ليإلى الحب” الذى تم عرضه عام 1955، فتتنهد على زمن فات، وتقول: “الله يرحمه ده حاجه تانيه لو جه عبد الحليم تانى تبقى معجزة”.

وبسؤالها هل طلب العندليب الزاوج منك ؟

قالت : عبد الحليم “مش بتاع جواز”، وعن أحب أغانيه إلى قلبها، فتقول: “كل أغانيه جميلة مقدرش أقول أى حاجة عليها.. عبد الحليم صوته هدية من ربنا”.
فنذكرها حينما غنى لها “كفاية نورك عليا”، فى فيلم “ليإلى الحب” فتقول: “كنت حاسه إنى ملكة.. لما بشتغل معاه فى كل أفلامه بحس إنى بطلة .

ننتقل من شعورها وإحساسها بكونها ملكة أثناء وقوفها أمام العندليب، الذى مثلت أمامه العديد من الفنانات، لنسألها عمن تشبهها من الفنانات اليوم، فلا تجرح أحد بكلماتها، وترى أن “الشكل والملامح الحلوة والعين الخضراء ليست كل شىء أمام الكاميرا فالأهم هو الموهبة ودى من عند ربنا وحده”.
وعن مشاركتها مع فايزة أحمد فى فيلم “أنا وبناتى” الذى تم عرضه عام 1961، فتقول: “فايزة صوتها قوى، وليلى مراد بتاعت كله تمثيل وغنى وصوت حلو، ومريم فخر الدين رائعة، وشادية مجتهدة، وشكرى سرحان ده أستإذ علاقتى معاهم كلها كانت كويسة وكنا بنسأل على بعض ورشدى أباظة فتوة الغلابة، والولد الشقى حسن يوسف ربنا يوفقه وتابعت أعماله الأخيرة”.

نطرح عليها السؤال المتكرر عن الفرق بين السينما فى زمنها، واليوم، فتحدثنا بمن عاش وأدرك تقلبات الحياة، وسنة التغير فيها، فتقول “احنا بنمر بعصور.. وكل عصر وله وقته”.
ولأن لكل عصر وقته ونجومه أيضًا، تخبرنا بأنها تحب “أحمد السقا فهو فنان ممتاز وأحمد حلمى برضه ممتاز ومنى زكى رائعة”، أما عادل إمام الذى تذكرته فتقول عنه “ده ملك وفنان كبير” .

وعن حالتها الصحية قالت بمن يملأ قلبه الإيمان: “مريت بأزمة وحشة.. فجأة كنت زى الفل، لقيت نفسى وقعت والدكاترة عاوزين يعرفوا اللى جرى لى، بس كله بتاع ربنا، ربنا كبير، ورزقنا عليه، مكنتش بقعد فى البيت، وقبل العملية كنت بخرج.. أنا مؤمنة بالقدر واللى عاوزه ربنا هيكون”.
وسألنها حول إذا ما سبق وأن فكرت فى كتابة مذكراتها وخاصة بعد قرار اعتزالها للفن، فتقول: “معنديش فضايح اكتبها، والفنان غلبان جدا ميغركيش منظرهم .
و تختم حديثها قائله “أنا متشكرة لكل الناس على اللى عاملتهولى أنا مكنتش فاكره الناس بتحبنى كل الحب ده .

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.