حكاية الألف كلمة (( الصورة الصحفية )) مع ذكرى نشر أول صورة صحفية التي بدأت في نيويورك ..الرابع من مارس عام 1880م.. عندما نشرت صحيفة “ذا دايلي جرافيك” في مدينة نيويورك .. أول صورة صحفية لقناة السويس ..

بدأت رحلة الصورة الصحفية في مثل هذا اليوم، الرابع من مارس عام 1880، عندما نشرت صحيفة “ذا دايلي جرافيك” في مدينة نيويورك، أول صورة صحفية لقناة السويس، باستخدام الصوغ النصفي (بدلا من النقش)، إلى أن تم اختراع المسحوق الوميضي عام 1887، وهو ما يمكن المصورين من التقاط صور في الأماكن المغلقة وخروجها بشكل واضح.
كما صار من الممكن إنتاج الصور بآلات الطباعة عام 1897، وتطور هذا المجال سريعا، حتى بدأ استخدام الماسح الضوئي منذ ما يقرب من 15 عاما لخروج الصور ملونة، قبل أن تنقل للمكتب الإخباري لطباعتها، أما الآن فيمكن للمصور الصحفي استخدام الكاميرا الرقمية في تعديل الصور وإرسالها عالية الجودة خلال ثوانٍ.
تعطشت الجماهير بعد ذلك لمزيد من التمثيل الواقعي للقصص الإخبارية، الأمر الذي دفع الصحف، والوكالات الإخبارية، مثل “رول”، “برانجيه”، “شوسو- فلافينس” لشراء جميع الصور الفوتوغرافية في العالم، لتلبية حاجة القراء.
وجاء ما يسمى بالعصر الذهبي للصحافة المصورة (في الفترة بين الثلاثينيات إلى الخمسينيات من القرن الماضي)، وحظيت مجلات “بيكتشر بوست” اللندنية، و”باريس ماتش” الفرنسية، و”لايف” الأمريكية، بشهرة واسعة وقاعدة عريضة من القراء، لاعتمادهم بشكل أساسي على الصور الصحفية.
“التصوير الفوتوغرافي هو الاعتراف اللحظي في جزء من الثانية بأهمية حدث ما”..
هذا ما أكده المصور الفرنسي هنرى كارتييه بريسون، الذي لقب بـ”أب الصحافة المصورة”، وآمن بشدة أن المستقبل سيكون لها، وأن الحدث يتوقف عند الصورة، وليست الصورة هي من تتوقف عند الحدث، وأن أهمية التصوير تأتي من رصده للشارع وحياة الناس.
و من بين أكثر الصور تاثيرا فى العالم :
1.صورة التقطها المصور كيفن كارتر سنة 1993 لنسر يراقب طفلا وهو يحتضر حتى يأكله، التقط كارتر هذه الصورة في جنوب السودان خلال مجاعة سنة 1993 ليفوز بجائزة عالمية عليها بعدها بعام، لكن لم يمض وقت طويل على استلامه الجائزة، حتى انتحر متأثرا بما أصابه بهذه الصورة.
2.أشهر الصور التي خلدت هجمات الحادي عشر من سبتمبر لرجل مجهول قفز من برج التجارة العالمي محاولا إنقاذ نفسه، و علق المصور ريتشارد درو على هذه الصورة بقوله: “لم ألتقط موت الرجل بل التقطت جزءا من حياته”.
هكذا كانت رحلة الصورة الصحفية منذ ظهورها عام 1880، فهي اللغة التي يفهمها الجميع، و لا يختلف على صدقها أحد، وتأخذ من يهواها إلى عالم لا يكترث فيه بشيء، إلا أن يعمل ما يحب، فالتصوير الصحفي لم يكن يوما مجرد مهنة للعاملين به، بقدر كونه حياة ارتضوها لأنفسهم، لا شعار يحكمها سوى “الصورة الحلوة”.
ويقول المصور الأمريكي العالمي، انسل آدامز:
“المصور لا يصنع الصورة بالكاميرا فقط، إنه يستحضر لفعل التصوير كل الصور التي شاهدها، و الكتب التي قرأها، والموسيقى التي سمعها، و كل الناس الذين قابلهم وأحبهم ليصنع بها مشهدا حيا”.