http://aliwaa.com/images/articles/BigBottom/

الفنان الفوتوغرافي صالح الرفاعي لـ «اللــــــواء»:
في عصر التطور الفوتوغرافي لم تعد هناك تحديات تقنية
https://scontent-ams3-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xtp1/v/t1.0-9/

https://fbcdn-sphotos-f-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xtf1/v/t1.0-9/

العدسة ستبقى الجزء المكمل للعين
الفنان الفوتوغرافي صالح الرفاعي
تعكس العدسة الضوئية احاسيس العين الفوتوغرافية المتأثرة بانعكاسات الضوء التي تثير الحواس البصرية،  وفيزيائية الحركة الزمنية التي تتمسك بها الصورة الفوتوغرافية المدروسة بمقاييسها وتشكيلها الضوئي المؤثر بصريا على المصور والمتلقي،  حيث نتاثر بتفاعلات الرؤية التي تؤلف المشهد بالعناصر الفنية والمكنون الموضوعي او الذاتي،  وكأن العدسة هي ريشة تشكيلية ترسم الواقع بعين الخيال الجمالية، فالفنان الفوتوغرافي «صالح الرفاعي» يستخدم تقنية التصوير بجمالية متخيلة بحيث يتوأم بين الواقع والخيال من خلال صورة فوتوغرافية تحمل جمالية تصويرية ذات مضمون هادف واسلوب شفاف،  وحقيقة الحوار مع الفنان «صالح الرفاعي» بدأ بحديث عابر  عن فن التصوير بعد ان تأملت لوحته الضوئية في بيت الفن طرابلس التي تحمل في معناها الرحيل والعودة والبقاء في ارض لبنان، ومن كان معه هذا الحوار الخاص.
* كيف تحدد نقطة النظر الاولى التي تنطلق منها في التقاط الصورة؟.
– المشهدية الفوتوغرافية مليئة بالاشارات المنتشرة في زوايا الرؤية وروحية المكان, وعلينا كفوتوغرافيين التجول بصريا في ما بينهما في عملية بحث دائم عن مقومات الالتقاط.
ان فكرة التقاط صورة ما تبقى بعيدة عن اية منهجية مسبقة, فالنظرة الاولى هي علاقة متلازمة ما بين الرؤية ومشاعرها مقابل تقنيات تسجيلها.
وان كنت ادرك مغزى الصورة الفوتوغرافية والتي تمثل الى حد بعيد تفسيرا شخصيا. الا انها تبقى في النهاية رسالة وعليها ان تخبرنا او تعبر عن شيء ما… وتتجلى مقدرة المصور على تطويع الضوء للتعبير عن هذه الرؤية وتسجيلها. من هنا, انا اقرأ الضوء محاولا بأستمرار فكفكة تفاصيله المتشردة ما بين الظل والنور…
* متى تكشف العدسة عن انفعالات الفوتوغرافي وسرعة بديهيته؟
– اذا كنا نتكلم عن الحواس والادراك فليس للعدسة اي دور هنا, ان العين تسجل وتخزن اولا ثم يأتي دور العدسة في نقل المخزونات بأمانة مفرطة ووفق معايير تقنية.
اما الانفعالات التي يتأثر بها الفوتوغرافي فهي وليدة معايشات يومية ومتابعات دائمة قد تؤثر او تؤدي الى انتاج عمل يسكب فيه رؤيته.
* هل يتلاءم الضوء والحركة في صورة ما عند زمن محدد من النهار او الليل؟
– في عصر التطور الفوتوغرافي لم تعد هناك من تحديات تقنية تذكر في هذا المجال, حتى في مجال الضوء اصبحت الكاميرا مهيئة للتصوير تحت اي مكون ضوئي خافت. ولم تعد الصورة مقيدة بحجم وكمية الضوء لتسجيل واقع متحرك.
* هل تحاول ابتكار صورة بوضع العدسة امام مرآة فنية؟
– الابتكار حالة دائمة  ومستمرة وهذا هو مفهوم الفوتوغرافيا… انا اعمل بأستمرار واحث طلابي على التقيد بهذه الرؤية:
«علينا دائما ان نقدم الصورة التي لم تشاهد من قبل». هذا هو برأيي  مغزى التصوير الفوتوغرافي.
منذ القرن الماضي ونحن نعيش عصر الصورة انما مع بداية هذا القرن فالفوتوغرافيا في عصرها الذهبي وقد فرضت وجودها في كافة المجالات.
*  هل تبحث عن مواضيع خاصة لتؤلف منها الصور الفوتوغرافية التي تتميز بفن خاص؟
– انا عملت في الصحافة لمدة طويلة وغطيت الكثير من الاحداث والحروب في لبنان والمنطقة. وقد حظيت الكثير من اعمالي بأهتمام الصحافة العالمية. وهذا منهج فوتوغرافي تسجيلي ليس فيه الكثير من الرؤية الفنية بقدر ما هو اسلوب يعتمد على مقدرة الالتقاط.
اهتم حاليا بالفن الفوتوغرافي بكامل جوانبه واحاول تلمس القضايا الاجتماعية والتي تمس الانسانية بشكل مباشر. كمواضيع المياه, البيئة بشكل خاص.
وفي وقت الفراغ فأنا اهرب الى الطبيعة… ففيها الكثير مما قد فاتني وامارس هواية تصوير المشاهدالطبيعية بما فيها من تفاصيل لونية وظلالية. وهنا افضل استعمال الضوء بنسبة اقل مما هو مفترض  (بمعنى التعريض الضوئي الناقص) للوصول الى درجة من التباين القوي ما بين الضوء والظل وللحصول على نفحة دراماتيكية للمشهد.
*  متى تعكس الصورة ديناميكة العدسة وخفة اليد؟
– تعتبر الكاميرا بغض النظر عن مميزات وسهولة استعمالها آلة ميتة الى ان تمتد اليها يد الانسان, عندها يصبح اداؤها اكثر استجابة وبالتالي فهي امتداد لعين وذهن المصور وتعكس مكنونات افكاره. اذن الصورة هي نتاج فكري اولا,  وما الالة سوى الشاهد على واقعية الرؤية.
* ان شكل اي موضوع بثير العدسة تراه العين بمعادلات نسبية تقريبية متى تلجأ لهذا؟
– يمكن للمصور تمديد او تسطيح المشهد او حتى تغيير بنيته بالكامل بأستعمال نوع من العدسات وفقا لاهدافه.
انا اميل الى الواقعية في معظم الاحيان, لذلك اعتمد العدسة المعيارية او «النورمال» التي تقارب العين في مشهديتها.
فطالما ان التصوير يعبر عن المصداقية كما العين, فعلى العدسة ايضا ان تكون صادقه.
*  ان تظهر جوامد الاشياء على سطوح الصور مع الحركة ماذا تحتاج؟
– ان تعامل المصور مع الوقت امر حاسم طالما تسجيل اي عمل يتطلب التعامل مع جزء من الثانية. وهذا عامل يقلق المصور الذي يحاول مزج مسطحات المشهد الجامدة مع حركة الموضوع وتوزيع العناصر المؤثرة ومن ثم قياس الضوء الساقط على العناصر المتداخلة في كلية المشهد, فهو يحتاج الى الاناة وبنفس الوقت للكثير من الخفة. اما الادراك الفعال فيلزمه اقل من كل شيء وهذا سر المصور الناجح.
* هل تعتمد على مسافات معينة تفصل بين العدسة والشكل؟
– الشكل بالنسبة لي اساسي مهما كان نوع او حجم الموضوع واعمل جاهدا كي لا تفصلني عنه اية عوائق بصرية.
ومن المهم ان يستحوذ العنصر الاساسي في الموضوع النسبة الغالبة من مساحة تكوين الصورة, واشدد دائما ان:
على العنصر الاساسي في الصورة ان يحوز تقريبا على نسبة60 الى  70 بالمئة من مساحة اطار الصورة.
* ما الفرق بين الصور العملية والصور التأملية؟
– الصورة العملية بكافة جوانبها هي واقع تسجيلي ذو مصداقية, وقد صنفها المؤرخون بالايقونة لحفاظها على ديمومة تاريخية. اما الصور التأملية فهي ما نسكب عليها مشاعرنا ونحملها الكثير من التفاصيل المعبرة.
* هل تتأثر بالمنظور وانعكاسه على الرؤية الفوتوغرافية بشكل عام؟
– لا يمكن للصورة ان تكون مستقلة عن محيطها, وكما قال ارسطو «ان التفكير مستحيل من دون صور». قد تكون إفتراضية او واقعية بكلتا الحالتين نحن نتلقى كما اشرت سابقا إشارات يعكسها المنظور ويسقطها على رؤيتنا الابداعية ومنهجية تفكيرنا. فأنا لا احمل افكارا مسبقة الا انني جاهز لأتلقى جماليات المنظور.
* ما المشترك بين العين والعدسة؟
– تتشارك العين والعدسة بمنهجية التشغيل, من المشاهدة المعكوسة الى ضبط الحدقة واعني التحكم بحجم وكمية الضوء.
اما من الناحية البصرية لاشك بمقدرة وتفوق العين في تحسسها وشاعريتها.
اليس القول ان العين احيانا تبوح بما يعجز اللسان عن قوله صحيحا. من هنا ستبقى العين قادرة ان تبث مشاعرها لتسجلها العدسة وبالتالي ستبقى العدسة الجزء المكمل للعين, الى حين يأتي الزمن التي ستصنع فيه الالة التي تقارب دقة العين وتلامس شفافيتها… وانا لا احبذ ذلك الا ان سرعة تطور صناعة الالة يخيفني.
* ماذا تعني لك هذه الكلمات؟
– البعد: مساحات ضوئية يضبطها العمق.
الاضاءة: رؤية يظللها اللون…
نقطة النظر: اللاحدود… لا حدود لمقدرة النظر.
المصور الفوتوغرافي صالح الرفاعي: عمل في الصحافة العالمية لمدة 30 سنة.
– استاذ التصوير في معهد الفنون الجميلة بالجامعة اللبنانية.
– استاذ التصوير في كلية العمارة بجامعة بيروت العربية.

حاورته ضحى عبدالرؤوف المل
[email protected]

https://fbcdn-sphotos-b-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xap1/v/t1.0-9/

https://scontent-ams3-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xfa1/v/t1.0-9/

https://fbcdn-sphotos-a-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xtf1/v/t1.0-9/

https://fbcdn-sphotos-g-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xap1/v/t1.0-9/

https://fbcdn-sphotos-a-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xap1/v/t1.0-9/

 

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.